الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أصدقائي النوارس

عبد اللطيف بن سالم

2018 / 3 / 15
الادب والفن


(قصة من الواقع اليومي تدعو إلى التأمل ) :

لقد شعرت اليوم بإحساس غريب من الفرحة والسرورلم أكن أعهده من قبل إذ منذ أن غادرت المنزل هذا الصباح متو جها إلى البحر والناس الذين يعترضونني يُحيونني بكل حرارة وبكل احترام ومعزة - يعرفونني من قبل أو لا يعرفونني- حتى أني مررت بالقرب من مركز الشرطة القريب من نزل القندول المواجه للبحر وكان بعض ضباط الشرطة خارجين من القسم فالتفتّ إليهم فجأة بنية تقديم التحية فوالله قد سبقوني بها ثم واصلت الطريق حتى بلغت شاطئ البحر بسوسة وكان الطقس جميلا جدا أو هكذا كنت أراه في نفسي أواخر هذا الصباح .
جلست على الشاطئ أمام البحر على صخرة كبيرة كان أجدادي الكرام قد جلبوا منها الكثير من الجبال البعيدة ليوقفوا بها اندفاع البحر نحو المدينة ، حجر صلب لا يكاد يفت فيه الماء أبدا ونظرت إلى البحر فلم يكن على صفحته شيء مطلقاغير تموجات أمواجه الخفيفة وفي لحظات قليلة وأناهكذا أنظر إلى البحر متأملا ما راعني إلا وسربٌ كامل من النوارس يُحيط بي ثم يتمركز أمامي محلقا تارة عاليا وملامسا الماء تارة أخرى كأنما هو يرقص في احتفال بهيج بأحد مبرمجا ومحضرا منذ زمن وهكذا بقيت مدة قصيرة ثم انصرفت في سبيل حالها كما لو أنها كانت تؤدي مهمة وانتهت من مهمتها حتى أني لفرط إعجابي ودهشتي وفرحي بهذه النوارس وبهذا الجو البهيج الجميل الذي أحاطتني به تمنيت لنفسي لو كنت مثلها نورسا هكذا حرا مطلقا أحلق في الفضاء وأصطحب البحر معي في رحلاتي الطويلة دونما إحساس بأي شيء وبأية مسئولية وأتنقل بين شواطئ العالم كلها دونما جواز سفر. .. لكن بينما كنت أفكر وأتمنى لنفسي ذلك إذ ا بصياد قريب مني تُمسك سُنارته صدفة وبدون قصد بأحد النوارس فصار يصيح ويتخبط وإذا بكل النوارس الموجودة على شاطئ هذا البحر تقريبا قد جاءت في لحظات قليلة لنجدته وصارت تحلق فوق رؤوسنا في شكل دائري مغردة نائحة كما لو أنها كانت تُحضر لهجوم علينا فنظرت إلى الصياد ورجوته إطلاق سراح ذلك الطائر فوراحتى لا يُصيب تلك النوارس غضبٌ شديد كغضب ""طير أبابيل قترمينا بحجارة من سجيل .""كما حدث في الماضي للسعودية ، قلت له ذلك مداعبا فأجابني قائلا :"هو لا يٌؤكل وسأٌطلق سراحه في الحال وماأن أطلق سراحه حتى تفرقت تلك النوارس كما لو هي فرحة مسرورة بنجاحها في مهمتها تلك .
وبقيت أناحائرا مشدوهالكل ما جرى ومتسائلا :
تُرى كيف يمكن أن نفهم ذلك ؟ وهل هو وجدان جماعي كما يقع بين البشر ؟أم هو مجرد إحساس طبيعي مشترك بين النوارس ؟ أم ذلك هو عالم آخر يصعب علينا نحن إدراكه ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب


.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل




.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال