الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صياد الليل...يلقاها..يلقاها..!

عبد الغني سهاد

2018 / 3 / 16
الادب والفن


اصاب بالحيرة والاضطراب...لا اعرف كيف يحدث لي ذلك..باي اسلوب ساتحدث عن هذا الامر..كلما قلت له كلاما يقرب من التالي..وذلك بلهجة سوقية يفهمها الناس جميعا..كلما قلت له..(نية العمى في عكازه...!...)..لا ليست تماما كذلك..قلت قريبا من معنى.(.صياد الليل يلقاها..يلقاها..))اتذكر.حاطب الليل..ولا اعرف كلما تذكرت هذا الحطاب الليلي...تخيلت الافاعي.وهي تهتز برؤوسها..وتصفر كالريح عند نهاية الغروب..يقال انها ترقص في موعد سفاحها....وفي نفس الوقت استحضر في مخيلتي..افعوان نيتشة..ونسره الشهيرين..وحكايتهما.معه...بصراحة..كنت كلما بدأت قراءة..كتب نيتشة الرهيبة ..اصاب برعشة خفيفة واشعر بشيء من الحمق....ولذلك مرارا قدفت بكتابه (هكذا تحدث او تكلم زارادشت..)عرض جدارغرفة النوم.وبحلقت في ظلمة السقف.....ودائما لا انهيه.ذلك الكتاب..مرة تركته اي الكتاب وليس نيتشة في سلة دراجتي الهوائية.السوداء..البيسكليت...في بهو العمارة نسيته..او تخليت عليه..وهطلت امطار عاصفية..تلك الليلة..وبللته جيدا...فتغير حجم الكتاب ..انتفخت اوراقة..وغدا سمينا...عرضته لعدة ايام في الشرفة لاشعة الشمس...لكنه ان يعود الى حجمه كما كان.(رفض العود الابدي..)..منذ ازيد من اربعة عقود كنت افشل في اتمام اي كتاب من كتب نيتشة الشهيرة..ومنها (هكذا..تكلم زارا)...كررت لعشرات المرات..قراءة بداية الكتاب..وادركت خيبة نيتشة في عودته من عزلته في كهفه الى حياة الناس..وخطابه لهم حينما كانوا يتجمهرون على البهلوان الذي يرقص على الحبل..والراهب..الذي توقف عن حب الناس..الذين يسعون الى حتفه..وعوض حبهم بحب الله..وسخر نيتشة منه وتهكم به قائلا...الا يتعرف بعد هذا الراهب الابله في الغاب ان الله قد مات..وانتهى امره...الخ..وتحدث عن القطيع والرعاع...ومراحل العقل ...مرحلة الجمل..والاسد..والطفل...وتباهى بكون البهلوان الذي دفنه تحت الشجرة هو رفيقة الاول..في درب البحث عن الحقيقة ومغزى الحياة...وان النسر...والافعوان..من اقرب انداده...هنا اقف لحظة..على الصورة التي منحها نيتشة..لللنسر هي..القوة..الحياة...الارادة...والافعوان..رمز الذكاء..والمكر..والخديعة..وهو يتلوى على عنق النسر..ويحلقان في الاعلي ..مافوق الجبال..!!!..تخيلت ان قصة النسر مع الافعوان ...هي قصة القوة مع الدهاء...لا اقل ولا اكثر...وهي الى حد ما ..ينطبق عليها...صياد الليل يلقاها..يلقاها...النسر...كان يحلق وحيدا في الاعالي يبحث له عن فريسة...فابصر من بعيد..وهو يمتلك الرؤية الواضحة..الافعوان..يتسلل بين الاشجار بدوره يبحث فرائسه...فهبط النسر بقوته..لينشب مخالبه في جسد الافعوان...لم يشعر الافعوان الا وهو ..محمولا الى السماء..وهو اعمى..لكن ذو بصيرة قوية ..فالتف على عنق النسر...مبرزا انيابه..لاهو لسعه..ولاهو فك وثاقه...فحكم الدهاء على النسر بالاستمرار في الطيران...الى ما لا نهاية ..بحسبان ان هو حط على الارض سيكون قد وضع حدا لحياته...مابين النسر والافعوان...ادركت انها معركة طويلة ودائمة...وليست صداقة .. نيتشة يستوعب العلاقة مابين القوة او ارادة القوة...والدهاء....ولا يريد كشفها..على لسان الحكيم زار...لست ادري لماذا.الذي ادركه جيدا ...ان افكار نيتشة وشذراته المتقطعة...تستدعى الفكر الطويل..والتامل الكبير..وهذا الفكر والتامل يصيبني بالدوخة والدوران...ولن انسى ان كتابه (هذا هو الانسان )...اعرته يوما الى صديق لي...فتسبب له في ليلة واحدة في فقدان اصابع يده...!! وسميناه...الاستاذ بوصبع..!!

عبد الغني سهاد..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما