الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قدِّس اسطورتك واحترم اساطير الاخرين

عادل صوما

2018 / 3 / 17
العولمة وتطورات العالم المعاصر


منذ أكثر من أربعة عقود بدأت وسائل الاعلام تنشر روايات أفراد من أماكن مختلفة في العالم تحكي عن رؤية اجسام غريبة تحوم في الفضاء، وأكد بعض الرواة رواياتهم بأدلة حسية مثيرة للجدل مثل الطبق الطائر الذي تحطم في المكسيك ووصول جنود إلى موقع الحادث، الذي خلّف حفرة عميقة في الارض لم تزل حتى اليوم، اخذوا المركبة الفضائية وركابها الاموات إلى مكان ما، إضافة إلى رؤية طيارين لأجسام غريبة تطير أسرع من طائراتهم، أو ظهور نقاط على راداراتهم تسير أسرع من سرعة الصوت عدة مرات.
هذه الروايات كذبتها أجهزة الاستخبارات وقيادات الجيوش دائما، أو قالوا عنها انها صور مفبركة، وفسروها احيانا باختراق شهب لمجال الارض وتحطمها، أو تجارب لطائرات عسكرية متطورة لم يُعلن عنها بعد، لكن هذه الروايات بدأت تتحول إلى وقائع يستحيل تجاهلها أو تكذيبها، لأن بعض الناس إلتقطوا بكاميرات هواتفهم افلاما لأجسام مجهولة الهوية طائرة، كان آخرها ما تداولته وسائل الاعلام منذ ايام حين عرضت فيلما صوُّر من طائرة ركاب مدينة لجسم غريب يطير بسرعة فائقة، وأشهرها ما تناقتله وسائل الاتصال الاجتماعية في الشهر الاول من هذه السنة، وكان فيلما لطبق طائر في آلاسكا، وكان الطبق قريبا جدا من المصور وتقنية صعود الكائن الفضائي إلى الطبق غير مسبوقة ولم ترد حتى في أشهر الروايات العلمية، وما أضاف المصداقية على الشريط المصوَّر هو عدم احترافية مصوره، وأن تصوير أي صورة أو فيلم بالهواتف الذكية أو بجهاز iPad يستحيل تزويره.
اجتماع أمني
في الاسبوع الثاني من شباط/فبرايرهذه السنة زار رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين، ومدير الجهاز الأمني الروسي ألكسندر بورتنيكوف، وقائد المخابرات العسكرية الروسية إيغور كوروبوف العاصمة الاميركية، وذكرت وكالة "ريكس" للأنباء نقلا عن المحلل السياسي الروسي يوري بارانتشيك أن هناك ثلاثة أسباب اقتضت قيام القادة الأمنيين الروس بزيارة غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة الأميركية، أولها ضرورة التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب المستفحل في سورية، والثاني ضرورة البحث عن حل سياسي لمشكلة برنامج كوريا الشمالية النووي، والثالث يتعلق بمعلومات جديدة عن وجود أجرام سماوية مجهولة وموفدي حضارات غير أرضية، وعبّر المحلل عن اعتقاده بأن المعلومات عن وصول مبعوثي كواكب أخرى إلى كوكبنا الأرض، يمكن أن تحثّ أجهزة الدولتين الخاصة على بدء التعاون المثمر وتدفع قادة الدول الأخرى إلى ذلك.
بينما ينكر العلم والعلماء ووكالات الاستخبارات والجيوش رسميا وجود كائنات حية، تشبه جيل الانسان الحالي على الارض، في الكواكب الاخرى والمجرات لعدم وجود دليل مادي ملموس عليها، يعتقد علماء مستقلون بأن سكان كوكب آخر أو كواكب أخرى قد زاروا أو استوطنوا الارض من قبل، ودليلهم على ذلك بعض الابنية الضخمة التي بُنيت منذ قرون على الارض، ويستحيل تقنيا تحريك مثل هذه الاحجام من الصخور بدون آلات رفع جبارة لم تكن معروفة في ذلك الوقت، أو الدقة المتناهية في تقطيع بعض الصخور التي تحتاج إلى أشعة ليزر للوصول إلى مثل هذا الاتقان، ودقة اتجاهات بعض الشواهد، التي لا معنى لها للإنسان سواء بالنسبة لضخامتها أو شكلها، وتحتاج إلى أقمار اصطناعية لتوجيهها إلى جهة مغناطيسية محددة بدون خطأ يبلغ حتى سنتيمتر واحد، كما فسروا بعض الطرق الغريبة في بعض الاماكن بالعالم، التي لم تدّع أي حضارة انها مدّتها، على انها مدارج لطائرات أو ما يشبهها، وقد بُنيت هذه المدارج بدقة متناهية وتقنية عالية أيضا في وقت كانت وسيلة الواصلات فيه هي الخيول.
ولأن نظرية المؤامرة يمكن أن يؤمن أي إنسان بها، رأى بعض العلماء المهتمين بالأجرام الطائرة المجهولة، أنه من الضروري أن يسرع سكان الأرض بالدخول في اتصال مع الوافدين القادمين من الكواكب الأخرى، قبل أن يتمكنوا من استعباد بني البشر.
لم يفكروا أبدا ان هذه الكائنات ربما تحاول الاتصال بنا لتحذيرنا من كوارث طبيعية أو بيئية يمكن أن تؤذي الارض وتدمر أشكال الحياة عليها، وقد علموا بهذه المصيبة من تباين شكل الارض من الفضاء اثناء زيارتهم المتكررة منذ زمان بعيد، وسجلتها حتى بعض نقوش الحضارات القديمة، والاساطير التي روت قصص أشخاص شاهدوا "عربات نارية" تتحرك بسرعة وتطير، وهم منذ ذلك الحين لم يحاولوا استعباد البشر، فلماذا قرروا فجأة استعبادهم اليوم.
المخاض العسير
في نوفمبر 2009 نظمت الأكاديمية البابوية مؤتمرا للعلوم من أجل مناقشة أصل وتطور الأرض ومستقبل الحياة في الكون، حضره علماء فيزياء وفلك وأحياء وجيولوجيا من مختلف دول العالم، وتوصلوا في نهايته إلى أن هناك الملايين من الكواكب التي يمكن أن تكون صالحة للسكن مثل مجرة درب التبانة.
وتعقيبا على هذا المؤتمر الذي لم يأت من فراغ، قال عالم الفلك ورئيس مرصد الفاتيكان كريس إيمبي "هناك إحساس بأن الكون يستضيف أشكالا من الحياة ونأمل أن تتم اكتشافات حول ذلك في غضون السنوات القليلة المقبلة"، و"على الرغم من أن علم الأحياء الفضائي مجال جديد ويشهد تطوراً الآن، هناك تساؤلات بشأن أصل الحياة وما إذا كانت هناك حياة في الكون خارج الأرض، وهذه مسائل مشروعة تستحق إجراء دراسة جادة حولها".
الدراسات العلمية من العلماء المستقلين، والتلميحات الصادرة عن مصادر الفاتيكان( وهو الجهة الوحيدة بين أصحاب الادبيات الابراهيمة التي لم تجادل أو تُكفّر النظريات العلمية بعد عصر النهضة) ثم الاجتماع "الامني" غير المسبوق بين أكبر قوتين عسكريتين في العالم، تؤكد أن امرا ما لا يمكن السكوت عنه يجب مناقشته وإعلانه للبشرية بشكل لا يشكل صدمة، وهذا الامر الذي تم ويحدث وسيُعلن عنه إن آجلا أو عاجلا، يؤكد اننا نعيش عشية عصر اليقظة، وسيكون القفزة العقلية الأكبر بعد قفزة عصر النهضة، لكن حقائق عصر اليقظة سيكون زلزالها أقوى بكثير، لأنه إذا غيّر عصر النهضة طرق التفكير وأَسَسَ بداية اختراع الالات الحديثة ومهّد لسقوط نظرية حق الملوك الإلهي في الحكم وأعاد سلطان الكنيسة إلى داخل الكنائس، سيُصدّع عصر اليقظة نهائيا الاساطير التي ورثتها "الادبيات الابراهيمية" من حضارات بلاد ما بين النهرين ومصر، وحولتها إلى حقائق معصومة منزّلة، حكموا بواسطتها العالم منذ أكثر من ألفي سنة، لأنهم يملكون سلطة من الله أو مفوضين منه بإجبار الناس كافة على اتباع ما ورد في اللوح المحفوظ، ما سيؤدي إلى سقوط حكم المشايخ الإلهي، واخوتهم الذين يشبهوهم تماما في إطلاق اللحى والتزمت وادعاء امتلاك الحقيقة وصكوك تملّك عقارات أرضية نزلت من السماء، وهم الحاخامات الذين يريدون عودة مجلس السنهدريم ليحكم. سيسقط كابوس العصر بشقيه في عصر اليقظة، بعدما سقط شقه الثالث في عصر النهضة.
رقي وعقلانية
وجود سكان غيرنا في الكون يعني سقوط إدعاء مركزية الانسان وأهميته المطلقة، مثلما سقطت فرضية مركزية الارض في الكون بعد نظريات نيكولاس كوبرنيكوس وغاليليو.
علمياً، سكان الكواكب الاخرى ارقى منّا لأنهم وصلوا إلينا ولم نصل نحن إليهم، ومنطقيا، هم أقدم وجودا في الكون لأنهم أكثر علماً من البشر، ما يعني اننا سنعرف منهم حقيقة وجودنا على الارض بطريقة أدّق تناسب النظريات العلمية، وليس أساطير حضارات بلاد ما بين النهرين أو مصر الفرعونية التي إقتبستها الادبيات الإبراهيمية، أو ستخبرنا الحلقات المفقودة التي لا نجهلها عن حقيقة وجودنا، ما سيوضّح أكثر وبطريقة أسرع ما حدث على كوكبنا وجنسنا البشري الحالي لم يكن موجودا بعد.
معرفة هوية الجنس البشري المفقودة باتت قريبة، سواء بالنظريات العلمية أو بالوافدين من كواكب أخرى، والحل سينشر إيمانا جديدا هو الإيمان بالانسان بدلا من الإيمان بالغيبيات، بعد عصور من أساطير وثرثرات وأطنان من تفاسير لأمور غير معقولة تحكمت في مصائر الناس وخلقت ضغائن بينهم، وتسببت في إزلال وإنتهاكات وضحايا وإغتصابات وقتلى وتدمير.
سيُتاح للإنسان في عصر اليقظة أن يتساءل برقي وعقلانية بدون أي تهديد بكفر أو تهمة إزدراء الاديان أو إغتيال، إذا كان الله حقا قد خلق الإنس والجن والملائكة ليعبدوه، لماذ لم تذكر الادبيات الابراهيمة ان الله قد خلق "الإنس والجن والملائكة وكائنات الكواكب الاخرى" ليعبدوه في نص صريح واضح. ولماذا أكدت كل الادبيات الإبراهيمية على أن الانسان سيد الكون بينما هناك سادة أهم بكثير لأنهم أرقى، ووصلت أهمية إنسان شعب الله المختار في اليهودية إلى ظهور الله كأنه نار ليتحدث إلى موسى، ثم تجسّد "كلمة الله" ونزل على الارض ليفدي الإنسان من الهلاك في اليسوعانية، ثم صرّح الله بأن آدم خليفته على الارض في شريعة محمد.
سيكون الايمان بالانسان قانون التعايش بين الناس، والايمان بالغيبيات قانون القلوب، وحتى هذا الايمان قد يتغير بسبب عصر اليقظة إلى قدِّس الاسطورة التي ورثتها عن أهلك واحترم أساطير الاخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البشرية في طور الطفولة
ماجدة منصور ( 2018 / 3 / 17 - 10:28 )
أستاذ عادل: يعتقد كثير من العلماء أن البشرية ما زالت في طور الطفولة الفكرية.0
سيأتي يوم قريب و تعترف الدول الكبرى بوجود كائنات متطورة عنا نحن البشر على الأرض..لأنه من طبيعة الحقائق ( أنها ستعلن عن نفسها) مهما حاولت مراكز القوى حجبها عن العامة0
احترامي أستاذ

اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم