الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الصحافة الثقافية!

فهد المضحكي

2018 / 3 / 17
الصحافة والاعلام


ما هي مهام الصحافة الثقافية في عالمنا اليوم؟ هذا السؤال يطرحه الباحث والناقد د. حاتم الصكر في مقال له نشر في الشارقة الثقافية فبراير 2018 تحت عنوان «الصحافة الثقافية في رياح العصف التواصلي».

نعم - كما قال الصكر - هذا السؤال يرد عادة وسط ضجيج الوسائل الاتصالية وثورات العالم الافتراضي وهيجاناته، وما يقدم من بدائل عن الثقافة الورقية واساسياتها وقيمها المتواطئ عليها.

هذا السؤال بحسب رأيه واسع يحمل في طياته وجهين للمشلكة مهام الصحافة الثقافية التي تؤديها، ومهامها التي (يجب) ان تؤديها، وقد لا تؤديها حالياً.

ولمعالجة الوجهين معاً يوضح ان ما تقدمه الصحافة الثقافية في جانب منه، يؤدي مهمة تغذية الحراك الثقافي العربي والمحلي بالنتاج والنقد، وربط أدبنا وثقافتنا وقرائنا بالعالم عبر التعريف بجديد ثقافته وكذلك في اكتشاف الرؤى الجديدة والأصوات الممكنة.

وإذ كان - كما يشير - في الثقافة الأدبية احياء الاشكال الشعرية والسردية والفنية المختلفة والشعبوية وشيوعها هو مظهر من مظاهر الذي تشهده حياتنا، فان للصحافة الثقافية دور مهم في مقاومته، ولكن الوسائل التقليدية لن تخدم التوجه صوب التحديث الشامل، لاننا نشهد لحظة انفجار معلوماتي وتقني، تمثل في الثقافة الالكترونية البديلة. وذلك ما دفع ببعض الدوريات الثقافية إلى الاكتفاء بالصدور الرقمي، والاستغناء عن الهيئة الورقية، وهذا يتطلب تغير افق الكتابة ذاتها، واقتراح ما يناسب القنوات التعبيرية الجديدة ووسائل الاتصال الحديثة.

في حين انه يبدو متفائلاً بصدد مستقبل الصحافة الثقافية. ومن هنا يعتقد ان زوال الحدود واستحالة القطيعة الثقافية العربية بسبب الانظمة مثلاً، ستمنحان تلك الصحافة زخماً وديمومة، على هذا الاساس يرى انه ربما سيكون الانتقال إلى الفضاء الالكتروني سبباً في اغتراب مؤقت، لكنه سيزول وسيندمج الكاتب والمثقف في آليات ذلك الفضاء واجراءاته، كما ان الاغتراب الذي يعانيه المثقفون في المنافي والمتغربات، وزيادة الاهتمام باللغات والثقافات الاخرى سيزيدان من وتيرة الصلة بالآخر.

ويرى ايضاً ان انتشار ظاهرة الصحف الالكترونية والمواقع التي تديرها الصحف الورقية، تساعد على ديمومة الصحافة الثقافية العربية، وتضمن التواصل بين الكتاب والقراء في البلدان العربية المختلفة والمهاجر والمغتربات، وهذا – كما يذكر – اقوى اسباب تفاؤله بمستقبل الصحافة الثقافية وضمان تنوعها الذي سيزداد ويغتني بالتعدد.

وفي استطلاع لصحيفة «العرب» اللندنية اغسطس 2016 يتحدث القاص شريف صالح عن ازمة «الصحافة الثقافية» اذ يرى ان مستقبلها مظلم ويقول «اذا كانت الصحف والاصدارات الورقية مهددة بالانقراض في غضون السنوات القليلة القادمة، فالصحافة الثقافية تعاني من الانقراض الآن، والدليل ان بعض الصحف لا تخصص صفحة للثقافة اساساً، وان فعلت فهي صفحة ليست منتظمة في النشر».

ويشير صالح إلى انه من الطبيعي ان يصبح أي اصدار ورقي سواء كان كاتباً أو مجلة او صحيفة في خطر وسط الشعوب العربية، حيث ترتفع نسب الأمية والفقر إضافة إلى ما تيسر من اجهزة الكترونية وشبكات تواصل اجتماعية لا تتطلب بذل اي جهد معرفي.

في حين يشير الناقد جمال الطيب إلى ان الساحة الثقافية تشهد في بعض البلدان العربية ظاهرة تعجز عن تفسيرها وهي اغلاق بعض المجلات الثقافية التابعة للحكومات كإغلاق مجلة «عالم الكتاب» القاهرية، و«دبي الثقافية» وتحول بعض المجلات كـ«جريدة فنون» الكويتية من شهرية إلى فصلية، وزيادة اسعار بعض المجلات بأضعاف سعرها كمجلة «الرافد» الإماراتية اضافة إلى عدم انتظام بعض المجلات في الصدور كمجلة «ابداع» القاهرية وهذا ما يدعو إلى الحيرة!.

وعن الشأن المصري على سبيل المثال يقول الطيب ان المسؤولين عن هذه المنظومة ليسوا بعيدين عن الوسط الثقافي ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: لم هذا التخبط والاغلاق لنوافذ ثقافية لها دورها في نشر الوعي الذي يعد حائط الصد الأول للأفكار الرجعية والمقاوم لكل دعوات التأسلم السياسي؟ وهل للبيروقراطية داخل أروقة المصالح الحكومية دور رئيسي في ما يدور داخل وزارة الثقافة من تخبط وعجز عن اتخاذ قرارات حاسمة وناجزة لدفع الحركة الثقافية إلى الأمام، والتي تعبر المجلات الثقافية احدى روافدها، الى جانب المسرح والسينما والفنون التشكيلية والموسيقى وكافة اشكال الفنون الأخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ