الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اصلاح المجتمع وفقا لفلسفة عقيدة الحياة لمعاصرة / الجزء الثامن

رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)

2018 / 3 / 17
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


ـ من حق اي طرف في عقد الزواج ان يطلب الانفصال وفسخ عقد الزواج متى شاء دون ان يتم مسائلته عن اسباب طلبه ، اذ لا يمكن ان يجبر انسان ما على العيش المشترك مع انسان اخر دون رغبته ، فالزواج والعيش المشترك يقوم بناءا على رغبة كلا الطرفين وليس رغبة طرف واحد .. ومن يفقد هذه الرغبة لاي سبب من الاسباب ليس عليه حرج في تقديم طلب الانفصال ودفع مبلغ تعويض الانفصال الى الطرف الاخر وتنتهي القضية ، ( تعويض الانفصال هو المبلغ الذي يتوجب على الطرف المقصر ان يدفعه الى الطرف المتضرر ، او الطرف طالب الانفصال الى الطرف الاخر عند صدور قرار الانفصال ) ، نحن نرى ان خيار الانفصال هو خير من خيار الخيانة الزوجية الذي هو ممارسة غير قانونية لانه من الافعال المخالفة لشروط عقد الزواج وهو تصرف مشين ومستنكر ، وبرأينا ليس هناك اي مبرر لهذا الفعل طالما انه من حق اي طرف في عقد الزواج طلب الانفصال وفي اي وقت يشاء وبغض النظر ان كان ذلك الطلب بسبب او بدون سبب .
ـ في حالة حدوث واقعة الخيانة الزوجية ( او واقعة الممارسة الجنسية غير القانونية ) من قبل اي طرف من طرفي عقد الزواج يتوجب على الطرف المتضرر من هذه الواقعة ان يرفع بلاغ الى محكمة شؤون الاسرة للتبليغ عن الواقعة ضد الطرف الاخر المقصر مع تقديم الادلة والمستمسكات التي تثبت الواقعة ، تعرض المستمسكات على لجنة من الخبراء في القانون والاجتماع والنفس والاستعانة باختصاصات علمية لدراسة الادلة والمستمسكات وتقوم اللجنة باصدار تقرير بنتائج البحث والتحري ، في حالة ثبوت الواقعة يرفع تقرير اللجنة الى محكمة شؤون الاسرة لاتخاذ القرار المناسب
ـ من الشروط العامة التي يجب تثبيتها في جميع انواع عقود الزواج هو ان كل طرف لا يحق له ان يمارس الجنس الا مع شريكه في عقد الزواج ، وتعتبر الممارسة مع غير الشريك مخالفة ، وان مخالفة هذا الشرط يترتب عليه عقوبات اقصاها الانفصال ودفع مبلغ تعويض الانفصال في حالة عقود الزواج الدائمية ، سلم العقوبات في قوانين الاسرة هي ( التنبيه ، الانذار ، الانذار النهائي ، الانفصال مع التعويض ) وهناك آلية معينة لتنفيذ هذه العقوبات سوف يتم توضيحها في الاجزاء المقبلة ، ويجوز للطرف المتضرر من تصرفات الطرف الاخر المخالفة لشروط عقد الزواج ان يطلب الانفصال واستلام التعويضات المقررة في العقد من الطرف الاخر ، هذا في حالة عقود الزواج الدائمية اما في حالة عقود الزواج المؤقتة العادية والتي تكون عادة خالية من فقرة تعويض الانفصال فانه يطلب من المتقدمين للزواج المؤقت ان يقوم كل طرف بايداع مبلغ من المال يحدد مقداره من قبل الطرفين ذاتهما ، يتم ايداع المبلغ المشترك لدى دائرة الاسرة بصفة وديعة يتم استردادها عند وقوع الانفصال بشرط ان يكون الانفصال سليم بدون تبعات قانونية ، وفي حالة حدوث انتهاك لشرط عدم ممارسة الجنس مع غير الشريك فان حصة الطرف المخالف من مبلغ الوديعة تذهب الى الطرف الاخر المتضرر ليستلم هذا الطرف كل مبلغ الوديعة تعويضا له عن الاضرار النفسية الناجمة عن فعل الخيانة ، وفي حالة الانفصال السليم دون تبعات فان مبلغ الوديعة يتم اعادته الى الطرفين بعد التأكد من ان الزوجة ليست في حالة حمل بموجب تقرير طبي .
ـ بالنسبة لعقد الزواج المؤقت بطفل والذي هو عقد خاص ( برنامج الامل ) فلأنه لا يشتمل على فقرة تعويض الانفصال لكونه يحمل صفة العمل التطوعي لاسباب انسانية فان شرط عدم ممارسة الجنس مع غير الشريك يرفع من العقد ويكتفى بادراج التوصية والنصيحة والارشاد بعدم الممارسة احتراما لمشاعر الطرف الاخر الشريك لحين انتهاء مدة العقد او اختيار الانفصال في اي وقت ضمن فترة العقد ولا يترتب على ذلك اي تبعات، هذا النوع من العقود لا يتضمن شرط تعويض الانفصال لكونه عمل طوعي لدوافع انسانية الغرض منه ان تحصل الزوجة التي هي من شريحة النساء المتعسرة زواجهن ( العانسات ) على طفل وحيد يكون مبعث سعادة وأمل لها في الحياة ، ولا يحق للزوج المطالبة بالطفل طالما كانت والدته على قيد الحياة الا اذا ارادت التنازل عنه بارادتها الحرة دون ضغوط ، التنازل يكون مؤقت لمدة سنة واحدة قابل للتجديد سنويا ، ولالقاء المزيد من الاضواء على ( برنامج الامل ) لمعالجة ظاهرة العنوسة نقول بانه توجد في مجتمعاتنا شريحة من النساء اللواتي تعذّر زواجهن لاسباب عديدة ويطلق عليهن العانسات... هؤلاء حرمن من التمتع بصفة الامومة نتيجة تعذر زواجهن ، الحرمان من الامومة خلق لدى هذه الشريحة من النساء شعورا كبيرا باليأس والاحباط ، ان أسوء وضع تمر به صحة الانسان النفسية وحالته المعنوية هو عندما يحيا بدون أمل ، نحن نعتقد ان حرمان المرأة من فرصة الزواج لاسباب خارجة عن ارادتها يجب ان لا يترتب عليه حرمانها من حقها الطبيعي في ممارسة دور الام .. وهو دور يتوافق مع طبيعة تكوينها النفسي والعاطفي ، وحيث ان دور الام بالنسبة للمرأة لا يتحقق الا عبر المرور بدور الزوجة ... فانه من منطلق الدوافع الانسانية والرغبة في صنع الامل لدى نفوس عانت من الحرمان دون ذنب فاصابها الاحباط واليأس فاننا نعرض ( برنامج الامل ) الذي يتضمن توفير فرص الزواج لهذه الشريحة من النساء بهدف تأسيس اسرة ذات طفل واحد لكل امرأة لم تحظى بفرصة الزواج العادي وبالتالي حرمت من التمتع بصفة الامومة .. ويكون هذا الطفل الوحيد مصدر الأمل لأمه ، المقترح يتضمن قيام الدولة وتحت اشرافها ورعايتها بتأسيس مراكز خاصة تسمى ( مراكز احياء الامل ) تتولى مساعدة النساء العانسات الراغبات في تكوين أسر صغيرة من خلال توفير فرص زواج مؤقت بعقود رسمية موثقة وتحت اشراف حكومي ، الطرف الاخر في هذا البرنامج هم الرجال المتطوعون لأخذ دور الازواج في هذا البرنامج ... ونسميهم متطوعون لانهم اختاروا بارادتهم التقدم للمشاركة بهذا البرنامج من غير ان يحصلوا على اي مردود او مكسب مادي ، كما انه لن يتم تحميلهم اية تكاليف او نفقات عن مشاركتهم في هذا البرنامج ، يكون الغرض من الزواج عبر برنامج الامل هو انجاب طفل واحد يكون هذا الطفل هو الامل الذي يصنع البسمة على وجه المرأة المشاركة في هذا البرنامج ، عقد الزواج يكون مؤقت وبعد ذلك يتم الانفصال بين الزوجين ، يتم تسجيل عقد الزواج وكذلك قرار الانفصال لاحقا بين الزوجين في نهاية البرنامج لدى دائرة شؤون الاسرة وتحت اشراف مركز احياء الامل الذي يتولى ادارة البرنامج ، ويصبح من حق المراة بموجب العقد الرسمي للزواج حضانة الطفل ورعايته لحين البلوغ ( 18 سنة ) ، وتقوم هذه المراكز بتحمل كافة نفقات الزواج ، علما بان مصادر تمويل هذه المراكز تكون من الدولة ومن التبرعات من الجهات العامة والخاصة تحت واجهة الاعمال الخيرية والانسانية ، واما بالنسبة لآلية عمل مراكز احياء الامل فان كل مركز سيكون عبارة عن مبنى شبيه بالفندق تتوفر فيه غرف مؤثثة للمرشحين للزواج في اطار برنامج الامل لغرض الاقامة فيها مجانا لمدة شهر واحد ( فترة شهر العسل )، ويتم في هذه المراكز اقامة طقوس وحفلات الزواج ضمن برنامج الامل على نفقة المركز ايضا ، كما تتوفر في هذه المراكز صالات يتم فيها في مرحلة ما قبل الزواج استعراض طرفي البرنامج ( المستفيد وهي المرأة العانس ، والمتطوع وهو الرجل المرشح للزواج ) الغرض من الاستعراض ما قبل الزواج هو حصول المشاهدة العيانية من قبل كل طرف تجاه الطرف الاخر لغرض توفير فرص التقارب ثم القبول الاولي بين الطرفين ومن ثم التلاقي داخل اطار المركز وتحت اشراف القائمين على المركز بهدف التعارف والتقارب النفسي والعاطفي بين الطرفين ، ويتم وضع آلية مناسبة للتقريب بين الاطراف من حيث الميول والرغبات بما يسهل التواصل ولا يتعارض مع ضوابط عمل المركز ، عقد الزواج يكون بناءا على اتفاق الطرفين ورغبتهم ، وهو عقد مؤقت مدته 18 شهر قابل لان يتحول الى عقد دائم بناءا على رغبة الطرفين ( الزوجين ) وان الغاية من جعل العقد مؤقت هو لاتاحة الفرصة للاشخاص الذين يرغبون تطوعا في تقديم المساعدة فقط دون الارتباط بشكل دائم مع الشريك الاخر ، مع عدم تحميلهم اي تكاليف او نفقات عن تطوعهم للقيام بدور الزوج وانما تكون النفقات على عاتق المركز ، برنامج الامل ذو ابعاد انسانية بحتة ولذلك فان الرجال الذين يساهمون كمتطوعين في هذا البرنامج عليهم ان لا يتوقعوا الحصول على مكاسب مادية منه ، فالمقترح انساني بحت وبعيد عن الصفة التجارية ، وان الهدف النهائي من عقد الزواج المؤقت هو للحصول على طفل واحد فقط للمرأة المنتمية الى المركز وبعدها ينتهي العقد ويتم الانفصال بشكل قانوني لتنتهي مهمة المتطوع ، واما الطفل الذي سيحمل اسم ابيه فانه سيكون من حق امه ليمثل املا لها في الحياة يعوضها عن الحرمان من الزواج وليجعلها قادرة على تكوين اسرة بوجود طفل واحد بدلا من حياة العزوبية ، وتتمثل شروط الانتساب لهذا البرنامج بالنسبة للنساء العانسات في ما يلي : 1 ) ان يكون عمر المرأة المتقدمة لهذا البرنامج ما بين ( 34 ـ 43 ) سنة وغير متزوجة سابقا ، علما بان البرنامج مخصص للنساء غير المتزوجات سابقا ، اما المتزوجات سابقا ولم يحصلن على اطفال لأي سبب من الاسباب فهؤلاء قضيتهن ليست من مهام البرنامج . 2) كل امرأة مصابة بعوق بدني او تشوه خلقي مما يجعل فرصها ضئيلة في المقبولية لدى الجنس الاخر يحق لها التقدم لهذا البرنامج على ان لا يقل عمرها عن 25 سنة ولم يسبق لها الزواج 3) الشروط العامة الاخرى وفي مقدمتها ان يكون الشخص المتقدم لهذا البرنامج انسان بالغ مؤهل يتمتع بقوى عقلية سليمة ، اما الشروط بالنسبة للرجال المتطوعين فهي نفس الشروط العامة للزواج .
يتبع الجزء التاسع ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: مقتل نحو 10 آلاف امرأة في الحرب على غزة


.. ليوقع لها على قرض.. امرأة تصطحب جـ ـثـ ـة عمها إلى البنك




.. انطلاق أسبوع أفلام المرأة في الأردن


.. قصة صادمة.. امرأة تطلب قرضاً من البنك في البرازيل بجثة عمها




.. ثورة في عالم الجمال.. مسابقة ملكة جمال الذكاء الاصطناعي تقام