الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة في عيدها السابع . مالها وماعليها - على جدار الثورة السورية رقم - 189

جريس الهامس

2018 / 3 / 17
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


الثورة السورية في عيدها السابع: مالهاوما عليه - على جدار الثورة رقم - 189
بعد نصف قرن من إغتصاب العسكر السلطة من الشعب بالدبابة والمدفع والقمع والشعارات الكاذبة المضللة ...ومصادرة أبسط الحريات العامة وحقوق الإنسان قي سورية . وفرض حالة الطوارئ والأحكام العرفية بالأمر العسكري رقم 2 صباح الثامن من آذار المشؤوم 1963 - دون تحديد مدتها وتاريخ إنتهائه وهذا لم يحدث في أية دولة في العالم غير سورية تحت طغيان البعث -المسمى الحزب القائد الذي أوصل بائع الجولان في خيانة حزيران 1967 للسلطة بوفاق الدولتين الكبيرتين الإستعماريتين وإسرائيل .. في إنقلاب 16 ت2 1970 .
هذا النظام الفاشي الذي ألغى إستقلال القضاء السوري والقوانين العادية وحتى قانون أصول المحاكمات ووضعَ مكانها قوانين ومحاكم إستثنائية فاشية ك " أمن الدولة " النازية التي لاتقبل أحكامها أي طريق من طرق المراجعة و الطعن ..
كما ألغى مؤسسة ديوان المحاسبات التي كانت مرتبطة بالسلطة التشريعية التي تنتخب إدارته في نظام الجمهورية البرلمانية السورية التي إرتضاها شعبنا بإرادته الحرة . وكانت هذه المؤسسة تدقق واردات ونفقات الدولة . بما فيها نفقات رئيس الجمهورية .. يوم كان لا أحد فوق القانون والمحاسبة في سورية ..
.................

لم يغتصب العسكر بعد الثامن من آذارالسلطة للحكم وحسب بل كانت اللجنة العسكرية السرية التي تشكلت في القاهرة وصنعت الإنقلاب ملغومة بعصبة طائفية عنصرية بينها ألغام عديدة لأسرتيل منها - حافظ الأسد - الذي ُرفِّع بعد الإنقلاب مباشرة من رتبة مقدم إلى لواء دفعة واحدة تمهيدا لدوره الخياني القادم ...ولن أكرر ماحدث بعدها حتى وفاة حافظ في العاشر من حزيران عام 2000 لأنني نشرت عشرات المقالات والدراسات حول هذا الموضوع على هذا الموقع وغيره .....بعد أن صبغ أرض سورية بدماء الأبرياء والعزل من أبناء شعبنا الصبورسواء في مجازر حماة وجسر الشغور وحلب وسجن تدمر- 1980 -1982 وإعدام شبان الشيوعيين العرب في سجن القلعة بدمشق في 1 آب 1975 وإغتيال مئات الشبان الأكراد المجندين في الجيش وغيرها الكثير....وتمت جريمة توريث النظام الأسدي بإشراف أمريكي مباشر حيث أشراف ( مادلين أولبرايت ) وزيرةالخارجية الأمريكية الصهيونية على تنصيب بشار رئيساً للمملكة الأسدية الصهيونية .....

وصنعت هالة مزيفة حوله ساهم فيها المعارضون الأغبياء بحماس بتلميعها وظنوا أن الشاب الذي تعلم في لندن.. أفضل من أبيه الطاغية المقبور.. وبّدلت بعض الدكلكين الحزبية أسماءها وأضافت كلمة ديمقراطية إليها علّها تحظى برضا الوالي الجديد التابع للباب العالي في واشنطن - أو تل أبيب - وشنوا حملة لا أخلاقية ضد كل من يعارضهم ووصفونا بالتطرف والتخريب عليهم ...وشكلت البراءة الوطنية لدى شعبنا , المنتديات المدنية كالفطر في كل مكان لعل القادم أفضل حسب إجتهاد دهاقنة ومنظري المعارضة العتيدة .. وشكلت الدكاكين الحزبية الإصلاحية والملغومة التجمع الوطني وصدر إعلان دمشق الذي لايزال الإخوان المسلمون وحلفاؤهم يتاجرون به وكل هذا الحراك كان إصلاحياً لايمس جوهر النظام الطائفي العنصري النازي الفردي والقمعي بشيء . وكان الحد الأعلى لهكذا معارضة إصلاح وترميم نظام القتلة واللصوص والخيانة الوطنية الأسدي لا غير ..ورغم ذلك إعتقل النظام أولئك المعارضين الإصلاحيين لسنين جديدة في عهد الإبن المعتوه والأرعن.. وإرتفعت وتيرة القمع التي طالت عشرات ا لمعارضين الوطنيين وشراء الضمائر وتشكيل شبكات التجسس على السوريين في الخارج أكثر من الداخل من المغرب إلى الخليج وفي معظم المدن الأوروبية..
وبعد أن ساد صمت القبور في الوطن العربي مترافقاً مع أنظمة الإستبداد التي لامثيل لها في العالم كله ...كان لابد من إنفجار شعبي في أي قطر ليشجع الآخرين على الإقتداء به مهما كلّف الثمن ...
وكانت إنتفاضة الشعب التونسي الشقيق في وادي الشغيلة الفقراء ( سيدي بوزيد) معلنة بدء الربيع العربي الجديد بتاريخ 22 كانون الأول عام 2010 - في سبيل العمل والحرية والخبز وإمتدت كالنار في الهشيم إلى جميع المدن التونسية ....في تونس الرائدة وريثة قرطاج والقائد ( هانيبال) الذي هزم روما - سيدة العالم القديم - ومرّغ أنفها بالرغام ..
كان الوطن العربي كله قابل للإنفجار كبرميل من البارود.. بعد عقود طويلة من الإحتلال الإستعماري والإستبداد الهمجي الداخلي والخارجي والنهب المبرمج وتجويع الشعب وسلب أسط حرياته وإمتهان كرامته .لأن الإنسان في نظر وممارسة أنظمة الإستبداد الشرقي والديني لايختلف عن الرقيق وغلمان الأمير في العهود البائدة ..
ولم يتأخر إنفجار برميل البارود السوري عن غيره ..بل إنفجر بشكل عفوي وشعبي لأول مرة في سوق الحريقة - الموازي لسوق الحميدية - بدمشق بتاريخ 17 كانون الثاني 2011- بعد إعتداء شرطة نظام القمع على المواطن الشاب ( أحمد نسب ) من مدينة التل ضاحية دمشق..وقفت الجماهير ضد طغيان وإعتداء الشرطة وساروا في تظاهرة عفوية هتفت : الشعب السوري ما بيتذل -- حرامية - حرامية - وأنقذوا الشاب من بين أيدي الشرطة - ركض وزير داخلية النظام مذعوراً ليسترضي المتظاهرين ولم يجرؤ على إعتقال متظاهر واحد ....
وظن نظام اللصوص والفساد أن القضية إنتهت عند هذا الحد ...
ورحل طاغية تونس ( بن علي ) بعد رفض الجيش التونسي إطلاق رصاصة واحدة ضد المتظاهرين وقبل الورود التي قدمها لجنوده فتيات وشباب تونس ....
وفي 25 كانون الثاني 2011 بدأت إنتفاضة مصر " أرض الكنانة وكان الجيش في البداية يحرس المتظاهرين ....
ولم تتتأخر إنتفاضة سورية وثورتها كما نشر المتشائمون وأتباع نظام القتلة واللصوص ..وإنطلقت المظاهرة السورية الأولى بوجهها التقدمي نسبياً في الخامس عشر من آذار 2011 من أمام الجامع الأموي بدمشق إلى سوق الحميدية تتقدمها المناضلات السوريات المثقفات وطليعة المثقفين التقدميين السوريين وهتفت للحرية ولوحدة شعبنا - ولسورية الديمقراطة الجديدة ولم يطرح شعار ( الشعب يريد إسقاط النظام ) إلا بعد قمع المظاهرات وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين ..
ولم يشارك الإخوان المسلمون أو تجارسوق الحميدية الخاضعين لهيمنة النظام...هتف المتظاهرون للحرية والديمقراطية وضد نظام القمع والأحكام العرفية والإرهاب ونادوا بوحدة شعبنا وضد الطائفية ..وإنتهت المظاهرة في منتصف سوق الحميدية عندما قابلتهم قوى نظام القمع تطلق النار في الهواء مع القنابل المسيلة للدموع والضرب و محاولة الإعتقال الكيفي....
وفي اليوم التالي تجمع أهالي المعتقلين والمعتقلات والمعارضين أمام وزارة الداخلية في المرجة وطالبوا مقابلة وزير الداخلية الذي رفض إستقبالهم وأمر الشرطة بطردهم فتصدت لهم شرطة ومخابرات النظام ..وإنضمت لهم الجماهير المحتشدة في ساحة المرجة وشكلوا مظاهرة ضخمةتصدت لها قوى النظام بوحشية وإعتقلت عدداً كبيراً من المتظاهرين والمتظاهرات .. بينهم أكثر من أربعين سيدة من مثقفات ومناضلات شعبنا المعروفات .....
وإمتد لهيب الإنتفاضة إلى مدينة درعا البطلة بعد يومين فقط بعد أن إعتقل نظام القتلة طلاب درعا الصغار لكتابتهم شعارات الثورة على السبورة في مدرستهم وقتلهم تحت التعذيب الوحشي وأعادهم جثثا لأهلهم بعد أن مثّل بها بوحشية لامثيل لها .. وهذا الإجرام العمد لم يمارسه النازيون ولا الصهاينة ...وإمتد لهيب الثورة إلى الغوطةالشرقية والغربية ,والقلمون وحمص وحماة وحلب وإدلب ودير الزور والرقة والحسكة والقامشلي وكل أنحاء سورية ..وبقيت الثورة لكل السوريين شارك جميع السوريين من جميع الطوائف والقوميات فيها بحماس ووحدة وطنية لامثيل لها ..رغم خيانة رئاسات رجال الدين المرتزقة ..
لم يشارك الإخوان المسلمون ولا تجار اللحى والعمائم في الثورة في عامها الأول بل كانوا يفاوضوا النظام ليعودوا إلى كنفه.. وكا ن زعيمهم البيانوني يحل ضيفاً مكرما ً في بار يس في منزل عميل المخابرات المعتمد فيها مع الأسف " هيثم المنّاع.." وبقيوا في هذا الموقع حتي العام الثاني للثورة .. بعد أن بدأ جنود وضباط الجيش السوري الوطنيين الشرفاء ينشقوا عن قيادتهم الطائفية والعميلة القذرة ...ويرفضوا قتل شعبهم وقمع مظاهراته السلمية طيلة عام الثورة الأول ..وكان أول الضباط المنشقين المقدم " الهرموش " البطل وكان المسؤول عن الغدر به وتسليمه لنظام القتلة "أردوغان " زعيم الإخوان المسلمين في تركيا والمشرق مع قطر الخيانة والغدر ....يتبع - 17 /3 - لاهاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق العزيز جريس
فؤاد النمري ( 2018 / 3 / 18 - 06:21 )
من جاء بالأسد إلى رأس السلطة في سوريا هو المخابرات الروسية الكي جي بي وعليك أن تفسر لماذا عارض بكداش انقلاب الأسد في 16 تشرين2 ولماذا لم يشكل الأسد وزارة الانقلاب إلا بعد أن وافق بكداش على الانقلاب ودخل الحكومة في نهاية الشهر
المخابرات الروسية التي قادت الإنقلاب على الإشتراكية في العام 53 وألغت الخطة الخسية الخاسة هي التي جاءت ببومدين ينقلب على بنيللا في العام 65 لأنه كان سيطبق الاشتراكية العلمية في الجزائر كما أعلن دون مواربة . وجاءت بالأسد ينقلب على رفاقة صلاح جديد - يوسف زعين وقد قرروا تطبيق الاشتراكية العلمية في سوريا وقد أعلن خدام رجل الأسد أن جماعة شياط 66 كانوا معجبين بالأنظمة في أوروبا الشرقية وكانوا يريدون تطبيق نفس النظام في سوريا

المخابرات الروسية على استعداد أن تتخلى عن موسكو قبل أن تتخلى عن الأسد
لو أدركت المعارضة السورية هذا الأمر منذ البداية لما تكبد الشعب السوري كل هذه الخسائر الفظيعة
تحياتي


2 - شكراً للرفيق النمري
جريس الهامس ( 2018 / 3 / 18 - 13:26 )
ماتفضلت به صحيح وقد سبق لي شرحه في مقالات سابقة على هذا المنبر وغيره ودور التواطؤ التحريفي الخياني السوفياتي مع أمريكا في إنقلاب حافظ الأسد وبيع القيادة البكداشية نضال الشيوعيين السوريين واللبنانيين خصوصاًلخدمة النظام الأسدي .وجر خلفه الأحزاب الشيوعية العربية كالحزب الشيوعي العراقي والأردني لخدمة النظام الأسدي والمحرفين السوفييت الخونة ..وقد جرى سجال بيني وبين المرحوم يعقوب زيادين بالرسائل عندما كنت في بغداد - عندما طلبت منه تحديد موقعه فأجابني أنه يسير مع خالد بكداش- فإستنكرت ذلك ووضعت النقاط على الحروف فكانت تلك آخر رسالة بيننا مع الأسف ## .
شكراً للرفيق النمري الثوري الأمين في هذا الزمن الرديء لك محبتي ##

اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي