الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية بن سلمان مع - القنبلة النووية عادل الخياط

عادل الخياط

2018 / 3 / 18
الادب والفن


ثمة رئيس عصابة سرقة محلية يطمح أن تحصل عصابته عل قنبلة نووية , فقاده التفكير إلى طرح الموضوع على أفراد عصابته قائلا : ما رأيكم أن نسرق قنبلة نووية " فقالوا له : وماذا نعمل بالقنبلة النووية , أو حتى قنبلة عادية , فنحن تعبئتنا عبارة عن مسدسات للتخويف وأكياس لجمع المال ." فأجابهم قائلا : سوف نبيع القنبلة ل " محمد بن سلمان ملك السعودية بالنيابة " .. فقالوا له : وكيف عرفت أن بن سلمان يريد أن يمتلك هذا السلاح ؟ " .. فقال لهم : الأخبار تقول ذلك , ألم تقرأوا آخر الأخبار , يا لكم من أغبياء , يجب أن نرصد كل خبر , فقد ينفعنا ذات يوم " .. حينها تساءل أفراد العصابة عن كيفية الحصول على تلك القنبلة , من خلال التصنيع أم نقوم بسرقتها ؟ فقال الرئيس : نحتاج وقتا طويلا للتفكير , لأننا لو حصلنا عليها فسوف نحصل على أكثر من مليار دولار وربما أكثر وتريحنا العمر كله لا سرقات ولا بطيخ بعد ذلك .

وعلى إثر ذلك المقترح من رئيس العصابة , تعطلت العصابة عن سرقاتها وأخذت تطوف محل إقامتها أياما وأسابيع في كيفية الحصول على هذه القنبلة .. توصلوا إلى قناعة عن عدم القدرة على تصنيع مثل هكذا قنبلة عجزت عنها دول تمتلك إمكانيات مالية وتعاملات دولية .. فقال أحدهم للرئيس : سيادة الرئيس مسألة تصنيع القنبلة مستحيل بل مليون مستحيل , وحتى السرقة أيضا مستحيلة , قل لي بربك كيف نسطو عل منشأة نووية تحيط بها مئات الحراس إذا ليس آلاف الحراس والكامرات وغيرها من أجهزة الرصد .." .. لكن يبدو ان رئيس العصابة كان مصرا على رأيه بسرقة قنبلة نووية وبيعها ل " محمد بن سلمان " . فقال لصاحب الرأي : دعني أسألك سؤال : هل شاهدت في السابق فيلم : الوميض الأخير , أو العنوان الآخر : العد التنازلي النووي للـ " ممثل Burt Lancaster " عندما تمكنت عصابة من بضعة أفراد فقط من الإستيلاء على منشأة أميركية نووية .." .. حين ذاك نط أحد أفراد العصابة ورد على رئيسه بالقول :أجل أجل أنا شاهدت هذا الفيلم , لكنه مجرد فيلم , وقبل ذلك أن المجموعة هم عناصر في الجيش الأمريكي وعندهم خبرة حتى في القضايا النووية , وثالثا إنهم إحتلوا منشأة وكانت لهم مطالب سياسية , أما نحن فمجرد عصابة للسرقة ولا وجه للتشابه بيننا وبينهم ." … هذا الرد إستفز رئيس العصابة فقال : يا مستر نحن لا نريد أن نحتل منشأة , نحن نريد أن نسرق قنبلة , أما كيفية عملية السطو فتلك مهمتي أنا , لا تسألني عن الكيفية أنا الذي يحدد الكيفية …. "

وبين أخذ ورد تنتهي الجدالات غالبا إلى فراغ وظلوا ينتظرون آخر ما يستجد من رئيسهم عن كيفية سرقة القنبلة النووية .. لكنهم كانوا يرجعون للسرقة كلما أحسوا بعوز مادي .. وأحيانا ينسون موضوع القنبلة , لكن أكثرهم مساسا به هو الرئيس , فتراه في بعض الحالات يحثهم على مساعدته في إيجاد وسيلة للقبض على القنبلة الذرية : يصرخ فيهم : يا أغبياء هذه القنبلة الذرية , هل تعرفون ماذا سنكون وأين سنصل لو قبضنا عليها.. يضع كأس الخمر بين يديه وهو يتكىء على الكرسي ويردد : القنبلة النووية كيف , كيف سرقة القنبلة , كيف الوصول إلى الكنز , كنز آل سعود , لو حصلت على القنبلة سوف أهاجر إلى المريخ .. أي مليار يتحدثون عنه , القنبلة تساوي عشرة مليارات وربما خمسين مليار ,خمسين يا حبيبي ياسلمان , هل تسلمني الخمسين مليار عندما أسلمك القنبلة ..
على المستوى الآخر كان محمد بن سلمان تنتابه ذات التساؤلات عن الكيفية السريعة لنيل القنبلة , يسهر الليالي بين مد وجزر لذلك النيل العظيم , كان يقول لمساعديه : العدو الإيراني لم يمتلكها بعد لكنه في الطريق لنيلها , بمعنى ان وقتنا قصير بالمقارنة مع وقت العدو , لذلك يجب أن نحتويها بدون تعاقدات مع علماء ذرة وجلب التكنولوجية النووية لأننا في هذه الحالة نحتاج على الأقل لعشر سنوات .. ويوجه سهامه لمستشاريه : أخبروني ما العمل في هذه الحالة , لعنة الله عليكم , هل أنتم مستشارين , أنتم مستشارون خردة , أعينوني على العجم وسلاحهم النووي , نحتاج لقنبلة نووية سريعة , أشيروا علي كيف السبيل , نشتريها من سماسرة , من عصابة تتجاجر بالنووي , فقط أعينوني بإستشارة بملاحظة بحرامي بأي شيء , ثكلتكم أمهاتكم سوف أنقع أشمغتكم بالفضلات إذا لم تبدر منكم أية ملاحظة" …

عمل التهديد عمله , ففي اليوم التالي أخذ المستشارون يطرخون أو يطرحون مقترحاتهم على الولي الملكي , فقال احدهم : يا طويل العمر ما رايك نعطي "بوتين" عشرين مليار وهو يسلمنا القنبلة " فأجاب الولي : هو إقتراح زين , بس بوتين هذا عنيد وصاحب سوريا ولهذا لا أثق فيه .. تقدم آخر وقال : ماذا عن أمريكا أليست صديقتنا ؟" … أيضا لم يقتنع الولي , بل سخر من الإقتراح بالقول : هي أمريكا أولا تحترمنا لكي تبيعنا قنبلة ذرية " …

ربما كان إقتراح أحدهم منطقيا , فقد صاح في وجه الولي الملكي : وجدتها يا طويل العمر , وجدتها .. فقاطعه الولي قبل أن يكمل كلامه : هات يا ردي ما عندك " .. حينها قال ذاك : من باكستان أو من النهد نشتري القنبلة .. حينها هز الولي رأسه وهو يقول : بيها وجهة نظر , الباكستان والهند في عوز دايم وربما يعينونا في امتلاك القنبلة النووية … لكن الإحباط نغز الولي الملكي عندما تواردت الأخبار عن فضيحة البيع , فلقد إكتشفت إحدى وسائل الإعلام عن صفقة من هذا النوع وتم نشرها في وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي ..

وهكذا ظل رئيس العصابة يحلم بالمليار وعلى المستوى الآخر ظل بن سلمان يحلم في نيل القنبلة النووية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا