الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللهجة البغدادية امتزاج احتلالي متفرد

كاظم الحناوي

2018 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


اللهجة البغدادية امتزاج احتلالي متفرد
كاظم الحناوي
اللهجة البغدادية التي كانت لغة الدراما العراقية خسرت مكانها لالوان من التخلف اللغوي فلم يعد يعرف سكان بغداد ان المقصود بالﺤﻤﺎﻤﭽﻲ هو المطيرجي وليس صاحب حمام (السوك) وان اللوتي هوالوزان اي الﻗﺒﺎﻨﭽﻲ وﺒﺎﺌﻊ ﺍﻟﺴﺠﺎﺩ هو ﺍﻻﻁﺭﻗﭽﻲ والفروجي هو ﺨﻴﺎﻁ ﺍﻟﻌﺒﻲ وليس بائع فروة الخروف التي تقي عن برد الشتاء والقلمجي ليس له علاقة بالقلم بل هو بائع التبغ...
وإن لم يوجد بغداديون على وجه الافتراض كيف يمكن معالجة تحسين الأداء اللغوي الإعلامي للهجة البغدادية ، لأن للدراما الدور الأبرز في تشكيل اللهجة المحلية، ليتشكل امتدادا للواقع، والتي يحتاج لشيء من التحفيز اللغوي والتذكير عبر هذا السياق.
وما دمت لاتمتلك زمام السيطرة، فإن لهجتك في خطر .لإن اللهجة المستعملة وسيلة اتصال بين طرفين فأكثر، وهي تؤدي الغرض منها عندما تبقى هي السائدة، في التداول العام.
بعد ان اصبحت الأمكنة التي تستقطب إليها كل أفراد المجتمع وهي المقاهي والنوادي، تقتصر على فئة من الشباب قادمون من المحافظات يقضون الأوقات كعابري سبيل او عاملين في الوظائف الجديدة..
إما اهالي بغداد وبسبب استهداف النوادي والمقاهي امسوا يقضون اوقاتهم مع أسرهم أو مع بعضهم البعض، وبعد العمليات العسكرية والارهابية الكبيرة والتغير الديموغرافي أصبحت التقاليد الاجتماعية القديمة من الماضي، ولم يجد الشباب البغدادي في المقاهي والنوادي مكانا جيدا لهم لاسيما مع وجود الانترنت.
واصبح الجلوس في المقهى لتصفح جريدة أو مجلة أو قراءة كتاب والنقاش حولها منعدما حيث الاخر منكبا لتصفح الانترنت ولاتوجد فرصة للتدوال باللهجة البغدادية من جديد ولايلاقي ذلك استحسانا وقبولا من الشرائح الجديد.
حيث كانت مقاهي ونوادي بغداد تشكل مرتكزا له أبعاده الاجتماعية ولكل منها روادها الذين يجدون فيها راحتهم وهم يتوزعون بين المقاهي والنوادي.حيث يجتمع المثقفون والشعراء خلال النهار في المقاهي واما ليلاً فان اغلبهم يتركون مقاعدهم ويتجهون الى النوادي كلا حسب إتجاهه وميوله الثقافية...
ويتداول هؤلاء كلمات غير عربية كثيرة لان بغداد مرت عليها احتلالات مختلفة ، لتصبح تلك المفردات ضمن النسيج اللغوي المحلي، وتوظيفها دون الشعور بغرابتها، حيث تشكل بغداد نموذجا لتلاقح اللغات واللهجات التي أثرت بشكل مباشر على المفردة المحلية لسكان بغداد، وأصبحت بعض المسميات غير العربية جزءا من اللهجة المحلية، وجزءا من المكان، وهي كلمات مستوردة من اللغة الهندية والفارسية والتركية والانكليزية ، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تلك الكلمات المستوردة ظاهرة على منتجات الانترنيت المختلفة..
والانترنيت والاحتلال إدخل بعض المفردات الإنجليزية على اللهجة المحلية لسكان بغداد حيث يبرز الدور اللغوي الانجليزي فعليا عبر الامتياز في الوظائف لمتكلمي الانكليزية في الوضائف من العام 2003الى 2011 حيث انعكس الوجود الأميركي بلغته وثقافته ، على لغة اهالي بغداد المحلية، نتيجة التفاعل الاجتماعي الذي حدث عبر العاملين العراقيين تحت الإدارة الأميركية.
من هنا بدأت بغداد تتكلم بلهجة جديدة مركبة بمكونات لغوية شاذة عن الشمال والجنوب، لهجة لا تعكس الواقع المحلي، وإنما هي امتزاج احتلالي متفرد، فبغداد اليوم تتغير لهجتها، وليست هذه بمشكلة ، ولكن المشكلة في عدم قدرة اغلب سكانها على فهم اللغة العربية الفصحى مما قد يعيق ارتباطهم بها بالشكل الأمثل بعد ان فقدوا اللهجة البغدادية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي