الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدنان الصباح - كاتب ومفكر يساري فلسطيني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإستغوال أبشع مراحل الامبريالية.

عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)

2018 / 3 / 18
مقابلات و حوارات


من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة، وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى، ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء، تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا -220- سيكون مع الأستاذ عدنان الصباح - كاتب ومفكر يساري فلسطيني - حول: الإستغوال أبشع مراحل الامبريالية.


مقدمة
الفكر الحي هو فعل مدرك


من اقتصاد السلعة إلى اقتصاد المعرفة ومن معرفة السلعة إلى سلعة المعرفة تنامى العالم متغيرا ومتطورا بما لا يقاس, وبين الفترة التي قال بها ماركس بقيمة العمل وأطلق شرارة الثورة الطبقية المدركة لذاتها إلى الفترة التي قام بها لينين بنقل القول إلى الفعل وإحداث تغيير جذري في العالم على يد عمال روسيا ومن حولها مستلهما كل التاريخ الثوري للطبقات المقهورة والفقيرة, وبين لينين في مطلع القرن العشرين ومطلع القرن الواحد والعشرين مائة عام من التغير والتطور والتلون التي جعلت من الضرورة إعادة النبش بين الأفعال والمتغيرات على الأرض والخروج من اصفرار الكتب التي كانت حمراء إلى احمرار الدم الذي كان ازرقا في عروق العمال والجنود الفقراء على الأرض دفاعا عن مكتسبات الأغنياء وسعيا لتكديس أكثر للثروة في أيدي حفنة من المجانين بشهوة المال.
يقول ماركس " كل ما فعله الفلاسفة هو تفسير العالم بطرق مختلفة - لكن المهم هو تغييره " ولا يمكن للتغيير بان يتم بإعادة تفسير المفسر بل بالذهاب به إلى الأمام, فما كان ليس هو ما أصبح أو ما سيصبح, والحاجة لحذلقة الفلسفة عبر التفلسف لا تجدي نفعا ولو أن لينين اكتفى بالصراخ بالحبر وأعاد تكرار ما قاله ماركس وسواه من الفلاسفة, ولم يستفيد من مراكمة التجارب العملية للانتفاضات والثورات عبر التاريخ لما استطاع الانتقال قيد أنملة, وبعكسه فعل من جاءوا بعده ليستظلوا بظل سوره مكتفيين بترداد الأقوال والنشيد لما مضى متناسين عن عمد أو غير عمد أن حركة التاريخ لا تتوقف وان كل جديد على الأرض بحاجة لجديد في الوعي لمعاودة صياغة الواقع بشكل أفضل وهكذا.

عبر قرون التاريخ ومنذ عرفت الملكية الخاصة ظل المالكون قادرين الى جانب امتلاكهم للثروة على امتلاكهم للفعل وأدواته بما فيها قراءته الفكرية ولذا ظلوا قادرين على تغيير جلدهم وأدواتهم ومسمياتهم دون ادنى تغيير في جوهر الهدف والوصول اليه وهو امتلاك الثرة بكل الادوات الممكنة ومن الادوات البدائية الى الثورة الرقمية واقتصاد المعرفة لم يتوانى محتكري ثروة الارض عن التطور والتغير وامتلاك ادوات جديدة وحتى خطاب جديد يلائم كل مرحلة من المراحل وهم في سبيل ذلك ظلوا قادرين على اختراع الحلوى المكممة لأفواه الفقراء وظلت لديهم القدرة الابداعية على تغيير طعم ولون وشكل هذه الحلوى دون ان يتملكهم الخوف او الرهبة بأنهم يدنسون نصا او فعلا مقدسا والسبب ببساطة ان المقدس الحقيقي بعرفهم هو قدرتهم على الاحتفاظ باحتكارهم المطلق للثروة بهذا الشكل او ذاك وفي سبيل ذلك لا قيم مطلقة ولا ثوابت مطلقة ولا نصوص مقدسة لديهم والإله الواحد الذي يعترفون بمطلقه هو الثروة والمال وفيما عدا ذلك فكل شيء مباح وحلال بالمطلق.
تلك الصورة معاكسة تماما للصورة المقابلة لدى الطبقات الخاضعة والصانعة والمنتجة للثروة وهم عادة ما كانوا يلوذون بقيم تبرر خنوعهم او تمنحهم الرضا عن الذات وتعطيهم الشعور الكاذب بأنهم افضل من ناهبي جهدهم وقوتهم وقد كان لدى محتكري الثروة القدرة دوما على ان يقدموا للمنهوبين مخدرا مناسبا يقيهم شر ثورة الجوعى والمظلومين وفي كل مرحلة تغير بها الاسياد جاءوا بالعبيد ثوارا لهم بمبادئ وكل نهاية ثورة يذهب الاسياد الى مخازن المال وينزوي الفقراء سعداء بنصوصهم المقدسة قابلين بدورهم المقدس ابطالا او شهداء او محرومين طيبين قانعين بما قسم الاله.
ما كان بوذا الها لكن المنتفعين من تأليهه جعلوه كذلك وحنطوا الفقراء اتباعا لإله من صنعهم ليجعلوا من انفسهم احبارا وأسيادا واستعبدوا باسمه من شاءوا وما شاءوا وكذا فعل غيرهم وعبر قرون ظل مشعوذي الديانات قادرين على اختراع اقوال وآيات منسوبة لأنبيائهم او الهتهم دون ان يجرؤ احد على كشف خداعهم خشية غضب الرب الذي جعلوا من انفسهم قسرا ناطقين باسمه وسولوا لأنفسهم حجب عقول وعيون الفقراء عما تفعله الأيدي على الارض معتبرين ان النص اصدق من الفعل.
القبول الغبي بالنص المفسر حسب رغبة اسياده الاغنياء ومستخدميهم من الاحبار والرهبان والشيوخ وفر الارضية المناسبة لفصل الفكر عن الفعل تمهيدا لإلغاء الفكر كقارئ واعي للفعل لصالح القبول بالنص كمكرس غبي لواقع الهيمنة من قبل الاغنياء والرضوخ من قبل الفقراء والمستضعفين.
لا يمكن ادراك الملموس دون فعل اللمس كما لا يمكن اعادة صياغة الملموس بشكل افضل ان لم يكن فعل اللمس متفاعلا مع الملموس أصلا, وان لم تكن العلاقة بين الملموس واللامس علاقة تفاعلية قائمة على احداث الفعل نحو القادم لا قبول المدرك كما هو والقبول بقراءته واستحسان حالته القائمة وشكل القراءة المنجز الى درجة تحويل القراءة ذاتها الى فعل لا يشق له غبار, وبمعنى ادق فان حكاية من اين يأتي الوعي وما هي مكانته في صياغة الوجود البشري حقائق على الارض وهل هو الفاعل اصلا لوجود الفعل حيا ملموسا ام ان الفعل الحي الملموس هو القادر على صياغة الوعي فكرا تفاعليا قادرا على معاودة الفعل بشكل افضل.
تاريخيا ومنذ ان انتقل الفكر الواعي لماركس وزملائه ممن تمكنوا من تصوير الواقع وقراءة آفاق تغييره وقرعوا الجرس ايذانا بذلك والى ان تمكن لينين وزملاؤه من انجاز استعادة مكانة الفعل الارقى عبر استخدام الفكر الاشجع لقراءة واقع مرير لصالح انجاز واقع أفضل, منذ ذاك أي منذ اانتصار العمال الروس على مستعبديهم وظهور الاتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الاشتراكية والثورات العظيمة في الصين وفيتنام وكوبا وغيرها الكثير استكان القراء البلداء امام النصوص واستعانوا بالانجازات العظيمة لصناع الثورة ليجعلوا منها غطاء من تعاويذ الثورة لهم واستسهلوا قراءة النصوص وتقديسها وكاد الامر يصل بهم حد استحداث المعابد وإيجاد طبقة لرجال الدين الشيوعي ولذا تجمد الحال عند لينين وانجازاته وكل ما جاء من بعد لم يتمكن من الانتقال بفلسفة ماركس قيد انملة ولا بكفاح العمال خطوة الى الامام وهو ما جعل التجربة تهتز مترنحة في حين ظل اليساريون محنطون داخل صندوق الجمود القائم على ان الوعي الناجم عن المادة هو وعي جامد يشبه المنتج نفسه وهو المادة الجامدة دون ان يحاولوا الانتقال الى ادراك ان الوعي في الاساس حركة ولا يمكن للحركة ان تنتج عن جامد وبالتالي كان لا بد لنا من ادراك الخلية المنتجة للوعي ومن اين اتت وهو ما قد يعطي وضوحا اكثر ملائمة للتعارض القائم بين المثاليين ودعاة التأسيس على الوعي من جهة وبين الماديين الواقعيين دعاة التأسيس على المادة من جهة اخرى.
اليسار المحنط داخل فكر جامد كمنتجه اي المادة الجامدة ظل يراوح مكانه منذ مطلع القرن العشرين حتى اليوم في حين تمكنت الرأسمالية ووليدتها الامبريالية والأبشع منها الامبريالية المستغولة صانعة اقتصاد الوهم والموت أو ما سمي زورا باقتصاد المعرفة من تجديد ثيابها مرات ومرات حتى تمكنت من دفع اليسار المحنط داخل النص الى ان يبقي على فمه مفتوحا من شدة الدهشة وبدل ان يدركوا حجم التغير وما الذي آلت اليه اوضاع الطبقات العاملة في البلدان الاستعمارية ظلوا يتشدقون عن دورهم في نقابات صفراء واشتراكية هشة مخبأة بعباءة ديمقراطية الرأسمال لا اكثر.
لقد غاب كليا عمال المناجم والمصانع الذي يرزحون تحت نير الاستغلال بالآلاف او بالمئات وحل محلهم عمال الياقات البيضاء وغاب ثوار الجوع والقهر في اتون النار في جبهات الثورة ضد الاستغلال وحل محلهم نقابيون بيض يشبهون الجيش الابيض الذي انتصر عليه عمال وجنود روسيا قبل مائة عام وهؤلاء لم يعودوا يقرؤون ولا يحسون ما كتبه لينين عن العمال والجنود والفلاحين الفقراء ولم يعودوا مدركين للقيمة التي يضمنونها للسلعة بعد ان كادت السلعة نفسها غير ملموسة بعد ظهور ما يسمى باقتصاد المعرفة وبعد ان اصبح تجار الثورة الرقمية هم اصحاب المليارات لا اصحاب المزارع والمصانع والمناجم.
اليوم لم يعد العمال الرأسماليين هم المعرضون للموت يوميا في لهيب مصانع السلع بل حل محلهم ملايين الجنود وصغار الضباط الذين يموتون في لهيب المعارك دفاعا عن اسواق اقتصاد الحرب الذي تلون ليسمى زورا اقتصاد المعرفة.
الطرفان اي دعاة التأسيس على الوعي ارادوا لرأيهم ان يسود حتى يؤسسوا لديمومة هذا الرأي وثباته قاصدين بذلك الوقوف عند ما ابدعوه من وعي باعتبار انه اي وعيهم من يصوغ غد الآخرين الذين عليهم ان يقبلوا بهذا المنتج المسبق والمقدم لهم كحقيقة من النوع المطلق, وكذا بالتأكيد هدف الرأسماليين أو المالكين المباشرين للثروة ان يبقوا على تغييب المادة عن الفعل وتثبيت الفصل بينهما بهدف تغييب الثروة عن ذلك وحتى يعطوا الجماهير قدرة على الاقتناع بأنهم بوعيهم وحده قادرين على احداث الفرق على ارض الواقع وان الثروة المكتسبة صناعة وعيهم وقدراتهم وفي احسن الاحوال حظهم ومن لا يجد مبررا مقبولا يهرب مسرعا الى المبرر الديني اي ان ارادة الله هي من منحته هذه الثروة وبالتالي فان ابسط قواعد الايمان انه لا يجوز الاعتراض على ارادة الله.
التعارض التاريخي بين ادراك الفعل من خلال الحاجة عبر الوعي بالحاجة ذاتها وتحديد الوعي كمنتج ثانوي للمادة الجامدة على قاعدة ان كلاهما اي الوعي والمادة مكونان لموضوع الحياة ولو كان الامر كذلك لظل الوعي متوقفا عند من انجبه او مكررا لشكل وأداء الاب المنتج للوعي وهي المادة بجمادها وفي احسن احوالها المتحركة بلا نتائج ملموسة عبر ما فسره العلم كحركة داخلية للمادة الجامدة منحصرة في التفاعلات الصامتة بين مكوناتها وتاركة امر التغير لتلك التفاعلات المحايدة والمعزولة عن تدخل الطرف الثالث وهو هنا الوعي المدرك للحركة في وضعها القادم.
الامر يكمن ليس في الحركة الداخلية الغير مرئية ولا في التفاعل الكيميائي للمكونات لعناصر المادة ذاتها والذي عادة ما يخلق متغيرات غير مرئية وان كانت نتائجها فاعلة ومؤثرة ليس في المكون المباشر بل للمكون المنتظر, وكلما كانت الحركة معتمدة على اشكال ومتغيرات التفاعل عبر تطور المنتجات المتغيرة فان الوعي من الضرورة له أن يصبح فكرا ليتمكن من مواكبة المتغيرات الفيزيائية للملموس وجودا, وعادة ما يكون من الضرورة ان ندرك ان المادية الثابتة والمكتفية بحركتها الداخلية هي مادية عنصرية لا تقبل ولا تحتمل العلاقة مع المكونات الاخرى للوجود المادي لما لذلك من تأثير على النتائج فقبول الرأسمالية بفكرة المتغير والمتفاعل يعني ان عليها ان تقبل بالنتيجة ان كل تفاعل جديد وحركة فعل جديدة قائمة على مكونات الفعل بكل تلاوينها ستصل بالنتيجة الى متغيرات لا بد لها ان تتطور حتى احداث الانقلاب الجذري التام نحو مكون جديد للحياة والذي يعتبر الناس المكون الاهم بين كل المكونات على الاطلاق على قاعدة ان البشرية هي مركز الكون وبدونها فلا مبرر اصلا لفحص ظاهرة المطر ولا كل الظواهر الطبيعية الاخرى ايا كانت أهميتها, فهي ان لم تشكل تأثيرا على الحركة الانسانية بمكونها الاجتماعي تظل بلا معنى ولا مبرر لوجودها, فالرضى عن الحال يشبه الرضى عن الكون وصاحب الرضى بالمطلق هو الانسان وهو دولاب الفعل في كل مكونات الكون كفعل وحركة لا كجماد وثبات.
المادة لذاتها تتصف بنمطين للتطور والتغير الاول يمكن تسميته بالحراك وهو قائم على النمط الذاتي العنصري للحركة المحدودة بحركة الذات المطلقة كرافضة لوجود الذوات الاخرى على قاعدة انها المطلق وكل حركة ينبغي لها ان تكون قائمة على اساس الانتقال بالذات نفسها كما هي لحال افضل بغض النظر عن اي حركة لذوات المكونات الاخرى والنمط الثاني هو ميكانيكية اوتوماتيكية غير واعية منفذة لقوالب جاهزة وجامدة وبالتالي فهي حركة شكل في نهاياتها حتى لو ترافقت بحركة تغير داخلي بتفاعل العناصر المكونة لذاتها بعيدا عن الذوات الاخرى وهي تشبه الحركة البيولوجية لجسم الانسان ورغم ظاهر حيويتها إلا ان جوهرها عنصري في النتيجة ويقوم على قبول الذات للذات كما ينبغي لها ان تكون او كما هي كائنة بمسارها التلقائي من بداياته الى نهاياته بالمعنى الفردي وبالتالي تسعى الدول الغنية الى حماية حركتها البيولوجية بأشكال مختلفة تقوم على رفاهية شعوبها ومن اهم اشكال هذه الرفاهية النظام الصحي ومجانية الصحة والتعليم وكذا الضمان الاجتماعي وهو قائم اصلا على مقولة الحزام الامن للذات اي ان الرأسماليين يشترون حزامهم الامن بالمعنى الوطني او القومي العنصري فشعبهم يملك اكثر رفاهية من الشعوب التي يسرقونها وهنا هم يقومون بشراء ذمم شعوبهم عبر اقناعها بأهمية ذواتها وسموها على غيرها من الذوات ولا فرق هنا اذن في عنصرية حجر الماس عن حجر التراب وبالتالي فلا خيار لنا إلا الوصول الى الحركة الاجتماعية بمفهومها الشامل اي البشر ككتلة واحدة بلا فوارق, وهي حركة تعتمد الانتقال شكلا ومضمونا ومكانا بمتغير جديد قد يكون انقلابيا في مراحل معينة او ثوريا بالمعنى الاجتماعي, وهو ما يدفعنا هنا للانتقال الى الحركة الاجتماعية بنمطيها ايضا الفيزيائي الرافض للمتغير الخارجي وهو من تمثله الطبقات الغنية التي ترفض اي تغيير يسلب منها مكانتها وبالتالي فهي تدعو الى حراك الثبات في المكان والذات اي ان الرأسماليين هم من يطوروا الواقع او ينتقلوا به كما هو جوهرا مع تغير شكلي لا يفقد المادة الجامدة مضمونها فالحجر الذي تتفاعل جزيئاته لا يفقد صفاته ولا دوره وهو قد يجد نفسه اما متحللا او فاقدا لمكانته او العكس بمعنى ان مواصلة ترميم المظهر واستعادة الدور هو ما تقوم به الطبقات الغنية ضد الطبقات الفقيرة او دعاة الثبات ضد دعاة التغير وبالتالي فان الطبقات الفقيرة هي صاحبة المصلحة في النظرية القائلة ان الحركة الاجتماعية مختلفة كليا فهي حركة بيولوجية كيميائية تفاعلية ميكانيكية في آن معا قادرة على الانتقال من مرحلة الى مرحلة ومن حال الى حال وهي بالتالي قادرة على قلب موازين الواقع بالانتقال من حالة الخنوع إلى حالة الثورة وحتى الثورة في الثورة عند الضرورة في الطريق إلى صيرورة لا تعني الجماد أبدا وهي بالتالي فعل لا بد منه لمجمل التفاعلات القائمة بين الفعل كوجه لحركة للمادة والفكر كوجه لحركة للوعي, كلاهما إذن متحرك المادة والوعي بمعنى المادة كفعل والوعي كفكر وهو ما قد يلغي الفرصة الذهبية التي انتصر بها الرأسمال بتغيير اسم الاقتصاد من اقتصاد السوق والسلع إلى اقتصاد الوهم " المعرفة " ويمكن بذلك استعادة العلاقة الثورية الفاعلة بين الفكر والفعل عبر ادراك حقيقة دورهما كوعي ومادة ايضا دون اخلال في ادراك الحرب الطبقية الضروس بين الاغنياء كلصوص والفقراء كمسروقين وعيا ومادة أو فكرا وفعل, وبدل أن يدرك صناع الفكر اهمية الفعل لملايين الجنود وينظروا اليهم كأدوات في ايدي مشغليهم عليهم ان يتذكروا ان العمال ذات يوم كانوا كذلك وان الغباء والجمود وتأليه النص دون درايته هو ما سيعيد لناهبي الثروة عصرهم الذهبي الى ان يتم التنبه الى الدور العظيم الذي يمكن ان يلعبه المستعبدون في جيوش الاستغوال الامبريالي ودون ان ندرك دورهم ومكانتهم وما يوفروه للرأسمال من قدرة على السيطرة والحكم, وان ندفعهم لإدراك ان دمهم هو المخزون الاستراتيجي المفقود لذواتهم والممنوح لمستعبديهم والى ان يكون ذلك علينا ان نتخلص من كهنة اليسار وعبدة النصوص داخل الصوامع المظلمة التي لا تعرف النور الضروري للرؤية الحقة في سبيل الفعل الحق لانجاز قراءة واعية ومدركة فاعلة في النتيجة.
هذه المقدمة الضرورية لمجموعة حلقات الاستغوال ابشع مراحل الامبريالية والتي تطرح التساؤل الضروري ماذا بعد مائة عام على انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى وهل فعلا واصلنا ما انجزه ماركس ولينين ام اننا بقينا مجرد قراء غير نجباء لتراثهم العظيم وقد نكون اشبه ما نكون بالببغاوات لا اكثر ولا أقل في حين اننا بحاجة لان ندرك ان العالم لا يحتاج مزيد من الكهنة والأحبار بل هو بحاجة الى الصناع الحقيقيين والى اصحاب الاكف الحقيقة التي يراق دمها على الارض في سبيل مصالح الاسياد فالفعل وحده القادر على صناعة الحقائق لقراءتها من جديد وإذا لم نجد تلك اليد السيدة القادرة على شل ارادة اللصوص الامبرياليين ومنعهم من مواصلة استغلالها كما فعلوا مع عمال وفقراء القرون السابقة فإنهم سيواصلون نهبهم ونواصل نحن النواح تاركين ملايين الجنود يقدمون دمهم رخيصا لصالح مواصلة النهب والاستغوال الامبريالي الاسود في كل مكان في العالم والذين لا يدركون اهمية ملايين الجنود وصغار الضباط حول العالم عليهم ان يتذكروا جيدا دورهم في ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى والعديد من التجارب العظيمة حول العالم.
ان علينا ان ندرك ان الماركسية اللينينية ليست نصوصا مقدسة بل هي ادوات تفكير ومبادئ ثورة متواصلة للتغيير عبر ادراك الضرورة وصولا للصيرورة ودون فهم الماركسية اللينينة على هذا الوجه يظل القصور قائم وقد يصل بنا الامر الى معابد للماركسية وكهنة يدرسونها في زواياهم المعتمة في حين يواصل المستغولين من لصوص الامبريالية تجديد ادواتهم وثيابهم حسب كل مرحلة بلا توقف على الاطلاق.
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شاخت!!
حميد الحسن ( 2018 / 3 / 19 - 18:01 )
الا تعتقد استاذ ان الماركسية وتوابعها قد شاخت الان في ظل التطور الهعائل في كل المجالات؟


2 - رد الى: حميد الحسن
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 19 - 18:17 )
الرؤى الحية لا تشيخ انما يشيخ اولئك الذين يريدون لها ان تخدم امسهم لخوفهم من الغد وعادة الغد يعني الجديد ويعني الثورة والذين يخشون الثورة وجديدها يستسهلون تحنيط الافكار الثورية وكل فكر لا يعيش الفعل بواقع حركته لا يمكنه ان يواصل دوره الثوري ولا الحداثي فالفكر كما اختصرت المقدمة في عنوانه هو الفعل المدرك


3 - الفكر الشيوعي اقطاعي
نادر حسين ( 2018 / 3 / 19 - 18:04 )
كل الدول التى كانت تومن يالماركسية انهارت وتمزقت اوطانها.لانن الفكر الشيوعي اقطاعي ومن يسمونهم زعماء هم في الاصل دكتاتورين .ولا يأمنون بالتعددية وكل رؤساء الدول عسكرين...اليوم معسكر الشرقي بزق عليه الغراب وسكنت في اوكاره البوم الخراب في سوريا وموت في ليبيا وبلاء عم العراق وضياع باليمن ولا شرعية بالجزائر وجهل وفقر في مصر كلهم اكتوو بالاشتراكية .اما الدول الغربية كل دولة مزقت لدولتين او اكتر والمستفيد الوحيد في نظري هو اند ماج المانيا الشرقية مع الغربية.


4 - رد الى: نادر حسين
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 19 - 18:22 )
اولا يا صديقي الدول التي اشرت لها على انها دول شيوعية لم يكن لها يوما ادنى علاقة لا بالشيوعية ولا بالاشتراكية حتى مع اني اتفق معك ان الصنمية لدى البعض كانت وراء ما جرى في العالم الاشتراكي الذي لم تشر اليه في تعليقك وانما اخترت دول لا تصلح كمثال, بكل الاحوال فان غياب التجديد والتعالي عن الفعل والوقوف عند الامس وشخصنة الثورة وفكرها عادة ما تذهب باهلها الى الهاوية ولذا فالعيب ابدا لم يكن في الفلسفة الماركسية ولا بادواتها العلمية ولا بسياقها التاريخي وانما في تحجر البعض عند الامس لعدم قدرتهم على امتلاك ادوات الثورة الحقيقة بسياق حركتها التاريخية اولا ثم لان القبول بالحركة يعني القبول بالتغيير ومع ان التغيير يمكن له ان يكون لصالح جوهر الفكر نفسه الا ان ارتباط الفكر بالفعل يحتم على المعنيين ان يشمروا عن سواعدهم لمواصلة الثورة وتلك بحاجة لثوريين جقيقيين لا لاصحاب السفسطة الكلامية فقط ولا لساسة بياقات منشاة


5 - التحليل الملموس للواقع الملموس
محمد صحيف ( 2018 / 3 / 20 - 01:20 )
لم يكتب لأسطورة نهاية التاريخ أن تعمر طويلا رغم ما صاحبها من هرج بروباغاندا الإمبريالية بعد سقوط حائط برلين، على اعتبار أن الاستغلال يكون مرتبطا بالضرورة بالصراع الذي يعرف مدا وجزرا ويتخذ أشكالا متنوعة تخضع لطبيعة الزمان والمكان ونمط الانتاج وتراكم التجارب
إن انهيار الاتحاد السوفياتي والمعسكر الشرقي لا يعني بالضرورة انقراض مطمح تحقيق التحرر والعدالة الاجتماعية المتمثلة في إقرار المساواة والقضاء على كافة أشكال استغلال الإنسان لأخيه الإنسان. غير أن هذا الحدث المزلزل يفرض إجراء قراءة نقدية علمية للوقوف على الأسباب والعوامل التي كانت وراء هذا المآل لتجاوز الأخطاء، وخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الهدف ( القضاء على الاستغلال وتحقيق المساواة ) لم يسقط بالنسبة لعموم المستغلين وأحرار العالم.
لقد حدثت متغيرات كثيرة بعد القرن 19 ( مرحلة نشأة النظرية الماركسية ) من بينها تمكن الولايات المتحدة الأمريكية من اعتلاء عرش الامبريالية العالمية بعد الحرب العالمية الثانية على حساب القوى الكولونيالية السابقة وخاصة انجلترا وفرنسا بإرغامها على وقف العمل بالميثاق الإستعماري كي يتسنى لها دخول أسواق مستعمراتها السابقة ، وبذلك بدأ التحول تدريجيا من عصر الكولونيالية إلى مرحلة الإستعمار غير المباشر معتمدة على إقامة ودعم أنظمة وكيلة لها بالمستعمرات السابقة بالإضافة إلى زرع كيان وظيفي دخيل بفلسطين وكل ذلك بهدف المشاركة في استغلالها بدون الحاجة إلى الاصطدام مباشرة مع شعوبها ودفع تكاليف مالية وبشرية
إن النهاية المأساوية للاتحاد السوفياتي تفرض طرح العديد من الأسئلة من ضمنها: -لماذا وقف ملايين البروليتاريين/ات موقف المتفرج أمام ماحدث علما أن الشعوب السوفياتية قدمت ملايين الشهداء من أجل بناء ذلك الصرح العظيم ؟ - أين يكمن الخلل ؟ إن إرجاع السبب إلى التآمر على الزعيم غير مقنع، بل يسيء إلى الماركسية والماركسيين الذين ناضلوا من أجل سيادة البروليتاريا وعموم الكادحين وليس من أجل إقامة دولة الزعيم أي الراعي والقطيع
يعتمد بعض المنتسبين للشيوعية في تعاملهم مع الأدبيات الماركسية نفس أسلوب رجال الدين وذلك بتقديس النصوص الماركسية والمنظرين والقادة المؤسسين وتكفير الماركسيين الذين لا يشاركونهم نفس القراءة ، والأدهى من ذلك أعلنوا الهدنة مع التحالفات الطبقية الحاكمة والكيان الصهيوني وكلاء الامبريالية وأصبحوا متفرغين للنضال في المناضلين
تحية للصامدين/ات في وجه الاستغلال والقمع الصهيوعربي


6 - رد الى: محمد صحيف
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 20 - 07:25 )
العزيز محمد صحيف
اضم صوتي الى صوتك فما نحتاج اليوم ليس الصمود في وجه مثلث الاعداء المستغول الامبريالية وساقاها التي تتكيء عليهم الرجعية العميلة والصهيونية بل الانتقال الى مرحلة المواجهة والثورة عبر إدراك متغيرات العصر وبالتالي أدوات العصر نفسه فالذين يتعرضون للاستغلال اليوم بابشع الصور هم ملايين الجنود عبر الارض باستخدامهم ادوات لنهب ثروات شعوبهم وامعان السيطرة على الطبقات الفقيرة والشعوب المقهورة التي ينتمون اليها فهم اليوم لا تسرق منهم ساعات عملهم ولا يستعبدون في ساعات العمل فقط بل يقدمون قرابين رخيصة على شهوة الامبرياليين للمال والثروة, فالإمبريالية اليوم تستخدم ليس وكلائها الرجعيين ولكن أبناء شعوبهم وثرواتهم أنفسهم لاحكام قبضتها على جهات الأرض وثرواتها والإمعان في افقار وقتل وتشريد الشعوب المقهورة والطبقات الفقيرة كما يجري تحديدا في الوطن العربي من بسط السيطرة وتقاسم الثروات النفطية في العراق وليبيا وتدمير الجزيرة العربية والخليج العربي وكذا احكام السعي لاحكام السيطرة على طريق الغاز وحدود حقول الغاز في سوريا والمنطقة عبر تدمير سوريا نفسها, وليكن شعارنا معا لتنتظم كل قوى الثورة على الأرض ولتتوقف أكف الجنود الفقراء من الضغط على الزناد لصالح كروش الامبرياليين المستغولين فورا


7 - تقييم
احمد صالح سلوم ( 2018 / 3 / 20 - 10:04 )
ما هو تقييمك لأفكار سمير امين في مسار التحليل المادي التاريخي ؟مع التحية سلفا


8 - رد الى: احمد صالح سلوم
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 20 - 18:12 )
الدكتور سمير امين عالم اقتصادي معروف وهو يقدم تحليلاته عادة من منظور سياسي واقتصادي والراي باراء وافكار دكتور سمير او ايا من المفكرين والعلماء متروك لتفاعل الراي والفكر وعلاقته بما يجري على الارض وباختصار فهو قامة علمية تستحق الاحترام


9 - حسب الفكر الماركسي
Joseph Mike ( 2018 / 3 / 20 - 13:09 )

أود أن أعرف منك ي أستاذ حسب الفكر الماركسي ما هو التحليل الديالكتيكي للصراع الطبقي في ضوء متغيرات اليوم من تطور الرأسمالية و ظهور الجماعات الإسلامية وانتشار الانا بين المجتمعات البشرية و ازدياد الطموحات الشخصية


10 - رد الى: Joseph Mike
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 20 - 18:26 )
تلك معضلة ما اردت الحديث عنه في مقدمتي وفي سلسلة مقالات الاستغوال ابشع مراحل الامبريالية المنشورة في موقع الحوار المتمدن وكذا عديد المقالات التي نشرت اخيرا بكتاب يحمل عنوان الفكر وعي الفعل وهي ايضا منشورة في الحوار المتمدن فالذي اصاب الماركسية في الصميمم هو تغييب رؤى العصر وادارة الظهر للمتغيرات فالبروليتاريا الراسمالية في روسيا القيصرية ومثيلاتها في العالم وبالاحرى بروليتاريا الدول الامبريالية وهي البروليتاريا النموذجية في فكر الماركسيين التقليديين لم تعد نفس البروليتاريا التي يتحدث عنها ماركس ولينين وغيرهم فهم اليوم يعيشون ظروفا مختلغة عن رفاقهم قبل مائة عام والذين يتعرضون للقهر اليوم هم الشعوب الفقيرة والمضطهدة فيما يسمى في العالم الثالث فالطفيليين من الطبقات الدنيا في الدول الراسمالية الذين يبتهجون في صناديق التقاعد والضمان الاجتماعي وبدل البطالة والرواتب المجزية للبروليتاريا الالكترونيات الذين لا يتعرضون لقهر الاعداء الطبقيين والطبيعة معا كما كان يحدث مع عمال المناجم مثلا, اليوم هؤلاء قبلوا بمبادلة قهرهم بقهر شعوب البلدان المنهوبة ثرواتها لصالح رفاهيتهم الكاذبة وهم قبلوا ان يستبدلوا بملايين الجنود عبر العالم الذين يقاتلون نيابة عن الراسمالية لصالح تحقيق اهدافها اللصوصة على دمهم وهم في العادة ابناء هذه الطبقات التي انشغلت عن موت ابنائها بمسميات البطولة والدفاع عن الحرية والديمقراطية في العالم وهي الشعارات التي يسوقها الامبرياليين لاسر ضحاياهم من جنود بلادهم الذين يموتون في العراق وافغانستان وليبيا وعديد الدول الافريقية ومعهم ملايين الجنود من الدول التابعة في اسيا وافريقيا وامريكااللاتينية ولقد كان السبب في ذلك غياب البدائل الثورية القادرة على قراءة المتغيرات تلك ونقلها فعلا الى ارض الواقع يمكنه من الانتصار على الاعداء الطبقيين واستعادة الثورة من جديد لصالح الفقراء ومنتجي الثروة الا ان السبب في استشراء البدائل كالقوى الدينية وكذا الحركات والاحزاب الهزيلة التي تحولت الى ديكور ضروري ليتمكن اللصوص من اثبات ديمقراطيتهم في حربهم اللصوصة ضد الكون كله في ابشع صورة من صور الاستغوال العلني ضد ابناء جلدتهم اولا عبر رشوتهم ليقبلوا بدور الاداة المنفذة لبرامجهم خارج الحدود القومية الكاذبة اصلا والتي لا يعترف بها الراسمال نفسه الا لصالح تحقيق اهدافه واستخدامه كواجهة لما يسعى اليه.


11 - .تحية
يوسف وهبي المغرب ( 2018 / 3 / 20 - 13:10 )
تحياتي أيها الرفيق العزيز، يطلق بعض الماركسيين في تحليلهم للواقع المادي الذي نعيشه، مفهوم الجدل المادي بدل القول في التحليل إياه، مفهوم المادي الجدلي.أود الرفيق العزيز التفصيل من قبلكم في هذه النقطة.


12 - رد الى: يوسف وهبي المغرب
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 20 - 20:31 )
تحياتي ايها الرفيق العزيز
الذي اعرفه هو المادية الجدلية اما علم الكلام الذي اخترعه احبار الماركسية لتغطية عجزهم عن مواكبة التغيرات بالثورة كفعل وحتى لا يجدوا انفسهم مضطرين للعودة للفعل لاعادة انتاج الفكر من جديد فهو علمهم وحدهم الذي يشبه الافكار التي عادة ما يصيبها العفن من ظلمة زواياهم المعتمة والمغلقة على ذواتهم واسمح لي رفيقي العزيز ان اذكر بمقدمة كلمتي - الفكر الحي هو فعل مدرك - والهاربين من الفعل كبوابة لفكرهم هم مخترعي علم الملاسنة وهي التسمية الاكثر دقة في توصيف ملاسناتهم مع ذواتهم


13 - تحياتي الأستاذ عدنان الصباح
ماهر عدنان قنديل ( 2018 / 3 / 20 - 15:06 )
تحياتي الأستاذ عدنان الصباح، أحييك أولًا على نشر كتاب -الفكر.. وعي العقل- فهو موضوع متميز أحييك عليه.. فيما يخص العلاقة ما بين الفكر والفعل ما هي الميكانيزمات الأساسية حسب رأيك لتحويل الفكر إلى فعل مدرك وملموس؟ وهل التقصير يكون دائمًا من صاحب الفكر أم أن بيئته المحيطة لها دور كذلك؟


14 - رد الى: ماهر عدنان قنديل
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 20 - 21:03 )
شكرا استاذي الكريم على لطف مجاملتك
فيما يخص السؤال فاسمح لي ببعض التعديل فما اراه ليس تحويل الفكر الى فعل مدرك بل العكس وهو ادراك الفعل بالفكر اي ان الفكر الحي لا يتاتي الا من خلال ادراك الفعل والادراك لا ياتي عبر الامنيات بل عبر المعايشة وحين ننقل الفعل من خلال ادراكه الى فكر فان ذلك يمكننا من معاودة الفعل بشكل ارقى واكثر ملائمة للواقع باشكال مختلفة وذاك ينطبق على الثورة كغيرها ولا يمكن لفكر ان ينهض من الفراغ ولا ان يعود للفراغ بل بالضرورة ان ياتي من ادراك الفعل القائم ليعاود انتاجه بشكل جديد اكثر تطورا وملائمة وهذه حالة جدلية وميكانيزم لا يتوقف ما دام فعل الحياة قائم


15 - ليس هناك تفكيرا مقدس
رجاء القاروط ( 2018 / 3 / 20 - 20:48 )
اعتقد ان ليس هناك تفكيرا مقدس بدليل أن الماركسية تراجعت لدرجة أنها أصبحت فقط مادة للقراءة


16 - رد الى: رجاء القاروط
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 20 - 21:05 )
نعم لا قداسة لملموس يا سيدتي


17 - وماذا بعدهما. ؟؟
Oumelbanin Annaba ( 2018 / 3 / 20 - 20:52 )

بعد الاستقواء ،حلّ الاستغوال..وماذا بعدهما. ؟؟!!!


18 - رد الى: Oumelbanin Annaba
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 20 - 21:07 )
الامر برهن اولئك القادرين على هزيمة لصوص الارض والا فان القادم سيبقى ملكهم
المعادلة هي هكذا
اما ان يبقوا هم اصحاب المبادرة والقادرين على التجديد والتجدد
او ان تنهض قوى الثورة من سباتها وتسلبهم هذه القوة التي يحصلون عليها اصلا من سلب البشرية لثروتها وخيراتها


19 - ترقية الفكر الإنساني.
غالب غالب ( 2018 / 3 / 20 - 20:53 )
نحن مستعدون لطرح الآراء التي تخدم القارىء ....ولكن على اساس منطقي بعيدا عن الفكر الطائفي والعرقي والمذهبي ......من أجل ترقية الفكر الإنساني.........؟


20 - رد الى: غالب غالب
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 20 - 21:08 )
خالص احترامي


21 - اصبحوا يخجلون من كلمة شيوعي
فائق الجلخ ( 2018 / 3 / 20 - 20:53 )
الحوار المتمدن.
عنوان لكاتب يساري فلسطيني
يساري تعني شيوعي.
اصبحوا يخجلون من كلمة شيوعي.
ويذكر الكاتب العنوان
الاستغوال أبشع مراحل الإمبريالية.
طبعا هذه الكلمة ...الإمبريالية.
قرفناها منذ اكثر من خمسن سنة..فكل الحكام والحركات اليسارية كانت تضحك على الشعوب بحجة محاربة الإمبريالية..
انا أستغرب أن هناك اناسا لايزالون يتشدقون بهذه الكلمة
الإمبريالية والتقدمية والحركات اليسارية وغيرها أصبح مكانها في المتاحف.


22 - رد الى: فائق الجلخ
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 20 - 21:11 )
اذا كان الامر كما تقول يا صديقي - الإمبريالية والتقدمية والحركات اليسارية وغيرها أصبح مكانها في المتاحف - فما الذي يغضبك منها اذن فكل المعروضات في المتاحف لن تغير من الواقع شيئا وهي للفرجة لا اكثر ولا اقل
فالذين يتشدقون بالثورة لغة وانا معك جدا فيما ذكرت سيبقون كذلك
الخطير في دور من ذكرت انهم سيكونون جدارا عازلا ضد الفعل
خالص احترامي


23 - ما طرحته صحيح
سفيان ستيتي ابو قسام ( 2018 / 3 / 20 - 20:54 )
ما طرحته صحيح وسبب تراجع الماركسية بشكل عام هو تحويلها (بعد لينين) الى دين له شيوخه واحباره ورهبانه يفسرون الماركسية بما يخدم مصالحهم ومصالح طبقة حكمت واستبدت باسم الماركسية واستغلت العمال . كما ان فشل الماركسيين العرب هو في حفظ هذا الدين كما فسره احبار الشيوعية ولم يحاولو ان يجتهدو في قراءة الواقع في بلدانهم بطريقة ماركسية بل استوردو ماركسية جاهزه وارادو قولبة مجتمعاتهم على اساسها مما سبب غربة للماركسية في هذه البلدان . واصبح صراع الماركسيين العرب مع الطبقات الفقيره والمهمشة بدل ان يكونو هم رافعي راية الماركسية المدافعه عنهم في وجه الاستغلال وللفقر والظلم والااحتلال


24 - رد الى: سفيان ستيتي ابو قسام
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 20 - 21:12 )
معك فيما ذكرت فالمصيبة بالجمود والصنمية التي استشرت للاسف الشديد حتى تعفنت


25 - نهاية الاستغوال
جاسم محمد دايش ( 2018 / 3 / 20 - 21:54 )
الاستغوال ممكن تحقيق الوصول الى نهايته الحتمية وذلك من خلال صحور الاصوات التي تنادي بالعدل والحرية وعدم الاستغلال للذات والوقوف من خلفها ودفعها الى تحقيق المطلوب , ومنع كسب الملذات من خلفها . نعم , تبقى المبادى فاعلة ومواصلة للتغيير ومستمرة وصولاً لتجديد المواقف الحقيقية التي تنزع ثوب الاستغلال والعبودية .


26 - رد الى: جاسم محمد دايش
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 21 - 11:57 )
نعم الانتصار على الامبريالية وتجلياتها ممكن بالتأكيد حين تقرر كل قوى الثورة وفي مقدمتها الشعوب المضطهدة والطبقات المنتجة للثروة والمدركة لدورها وكذا كل الأدوات المستخدمة من قبل الامبريالية لتحقيق أهدافها وفي المقدمة ملايين الجنود عبر العالم المستخدمين كوقود حي لتحقيق مصالح الامبرياليين.
إن حالة السبات التي تعيشها القوى المنظمة والحزبية مكتفية بالتنظير وتحليل الواقع بعيدا عن دورها الفعلي وهو الكفاح من اجل التغيير علما بان هذا الدور منوط بالمنظرين والمفكرين والمحللين أما أن تستبدل القوى نفسها دورها العملي بالثورة بدور التحليل واستسهال حالة الشكوى وتعظيم مكانة الامبريالية للوصول للقول باستحالة الثورة يجعل من هذه القوى قوى مضادة وحامية للمشروع الامبريالي في سائر أنحاء العالم وهي تتحول إلى ديكور ضروري لدور الامبريالية وتهذيب صورتها وتمكينها من تحقيق أهدافها البشعة.
المطلوب اليوم فتح كل الأبواب على مصراعيها لإعادة قراءة الواقع بعين التغيير والانتقال إلى الأمام واستعادة فعل الثورة وفكرها وهذا يتطلب خلع لباس المهادنة والتنظير وتراتيل الثورة بديلا لفعلها وعلينا أن نذكر ما قاله لينين - بان خطوة عملية واحدة أفضل من دستة برامج - وحين يحتل الثوار مقاعد الفلاسفة تغيب الثورة في جيوب الرأسماليين وأدواتهم.


27 - تحياتي مرة أخرى الأستاذ عدنان الصباح
ماهر عدنان قنديل ( 2018 / 3 / 21 - 15:52 )
تحياتي مرة ثانية الأستاذ عدنان الصباح، أشكرك على الإيضاح وأتفق معك تمامًا في ما ذهبت إليه حول وجوب إدراك الفعل من خلال الوعي والفكر والاستفادة من ذلك.. كسؤال ثاني ما هي حسب
رأيك السبل والخطوات التطبيقية لمواجهة الإستغوال الامبريالي؟


28 - رد الى: ماهر عدنان قنديل
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 21 - 22:34 )
استاذي الكريم ماهر قنديل
للسؤال اهمية استراتيجية تتجاوز العجالة هنا وهو اهم سؤال ينبغي البحث عن اجابته من قبل كل الجهات المعنية بالثورة كفعل وفكر لصياغة الفعل الارقى والأكثر قدرة على النجاح ويكتسب السؤال اهميته ان نحن قبلنا بالقول ان القوى التقليدية للثورة في مطلع القرن الماضي وما قبله لم تعد هي نفس القوى في العصر الحاضر فالبروليتاريا في البلدان الصناعية تقترب من حالة الرشوة وتقبل التمايز الذي منحته لها الطبقات المسيطرة في بلدانها وهي تتعامل مع مثيلاتها في البلدان التابعة او المسيطر عليها من باب الشفقة والتأييد والدعم بعيدا عن المشاركة في الثورة كفعل مكتفية بالثورة لغة خوفا على مكتسباتها والتي يمكن اعتبارها رشوة لا مكتسبات حصلت عليها بفعل الثورة وهي رشوة القصد منها خلط الاوراق لصالح لصوص الارض من الامبرياليين والمساهمة بتقديمهم بالصورة الاجمل امام العالم وجعل بلدانهم حلم الفقراء وهو ما يفسر حالة الجنون في السعي للحصول على جنسيات الولايات المتحدة وشقيقاتها وأحيانا كثيرة وملموسة حتى من الثوريين الذي يجدون في تلك البلدان ملاذا امنا.
لا يمكن ان تصوغ الثورة لا القوى المرتشية كالطبقة العاملة في الدول الاستعمارية التي باتت متباهية بحالة التعالي التي تعيشها وفقدت اية محفزات للثورة ضد مستغليها معتبرة ان ما يلقى لها في الطريق من فتات اكبر بكثير مما كانت تتوقع دون ان تدرك ان ذلك يأتي لها من الاستغوال المجنون لحاكميها على غيرها من الشعوب المضطهدة وكذا هو حال الشعوب المرتشية بجزء من مالها المسروق كدول الخليج العربي وبلدان النفط والثروات على سبيل المثال
من الطبيعي ان تكون قوى الثورة هي القوى الاكثر تضررا وهي في عصرنا الشعوب الاكثر اضطهادا وفقرا والتي تخضع للقهر مباشرة وبأبشع الصور وتأتي شعوب سوريا والعراق وليبيا واليمن والى حد بعيد مصر والجزيرة العربية في المقدمة كما تنضم اليها عديد الشعوب الافريقية والأمريكية اللاتينية التي تتعرض ثروات بلادهم لقرصنة المستغولين الامبرياليين الى جانب المستنيرين والليبراليين الذين يدركون حجم الكارثة القادمة على الارض بسبب استغوال الجشع الرأسمالي ويرون مصلحتهم في الاصطفاف في الجبهة المعادية للاستغوال هذا.
الاخطر من الجميع هي القوى المنتشية بذاتها لعدم ادراكها لوقوعها تحت ابشع حالة استغلال في التاريخ وهم ملايين الجنود وصغار الضباط الذين يساقون للذبح علنا تحت مسميات رنانة لتحقيق اطماع مشغليهم بإراقة دمهم وهؤلاء هم بالتأكيد ابناء الطبقات الفقيرة والمضطهدة في البلدان المنهوبة وأبناء الطبقات المرتشية في الدول الامبريالية نفسها.
المطلوب برأيي الشخصي وباختصار
1- قراءة جديدة لواقع الحال وإعادة تحديد للقوى الصانعة للثروة والأكثر قهرا.
2- التحريض بكل السبل في اوساط الجنود في جيوش الامبرياليين وأدواتهم وتسليحهم بوعيهم لحالة القهر الابشع التي يعيشونها حتى الوصول الى نقطة الاضراب عن الموت في سبيل جيوب الرأسماليين وكروشهم وعروشهم.
3- اعادة صياغة خارطة التحالفات والتناقضات على الارض
4- ادراك الادوار والقدرات الممكنة للجهات المشاركة في جبهة الثورة ضد الامبريالية من خلال التوقف عن القبول بالمسلمات النظرية التي لا بد لها ان تتغير عبر تغير اقتصاد السلعة المغمسة بالدم الى اقتصاد المعرفة والسلعة المغمسة بالكمبيوتر.
5- هناك فرق شاسع اليوم بين السلعة المنهوبة من صانعيها والثروة المنهوبة من مالكيها وهو ما تعتمد عليه الامبريالية في نهبها لثروات الشعوب المغيبة عن الحقيقة فبعض الشعوب لا تدرك حجم ثروات بلادها ولا خطورتها ومنها مثلا ما لا يدرك مدى اهمية الاخشاب او الكروم او الحديد وهكذا
6- توزيع الادوار لقوى الثورة حسب مواقعها شريطة ان تكون جزء حي من منظومة الثورة كما ينبغي لها ان تكون لا كما ترغب قياداتها لها ان تكون
7- نفض القيادات المتكلسة عن راس الهرم في الحياة الحزبية للقوى الشعبية لاستعادة مكانتها ودورها كأداة بيد اصحاب المصلحة الحقيقية بالثورة لا كأدوات لتحقيق مصالح قياداتها التي باتت تشكل ديكور ضروري لبقاء الامبريالية وإمعانها في استغوالها المجنون.
8- وقف ظاهرة الهجرة الى الغرب الامبريالي ولاحتماء من القتل بالقاتل بديلا عن مواجهته فان تغادر بيتك الى سور القاتل لتحتمي فأنت فقط تترك له جبهتك بمحض ارادتك والأخطر هنا هو هجرة المستنيرين والمثقفين الذين من المفترض ان تقع على عاتقهم مهمة التثوير وإطلاق الشرارة الفعلية للثورة الفعلية على الارض من اصحابها.
كل ما تقدم هو مجرد رأي متواضع ادرك جيدا اهمية ان ينخرط الجميع بإعادة قراءته وفحصه على ضوء الفعل والواقع وأنا اقصد هنا بدقة ان الفحص على ضوء الفعل والواقع ولست ممن يقبلون بعض الهرطقات النظرية حول جواز او عدم جواز هذا وذاك السؤال فقط هل هذا الرأي أو ذاك حين يتحول الى فعل سيقودنا للنصر على الامبرياليين ام لا وفي سبيل ذلك فلا نصوص مقدسة ولا مطلقات فالمتغير هو الاساس والثابت لا ياتي مع الحركة كاهم صفة من صفات الفعل في الحياة ومكوناتها وفي المقدمة الادراك التام للعلاقة الجدلية بين حركة المادة والناس لذواتهم ومحيطهم في تداخل حلقات المكون الاصغر وصولا للمكون الأشمل.


29 - تحياتي مرة ثالثة الأستاذ عدنان الصباح
ماهر عدنان قنديل ( 2018 / 3 / 23 - 14:31 )
تحياتي مرة أخرى الأستاذ عدنان الصباح، أشكرك على التفصيل الدقيق للخطوات الواجب اتباعها لمواجهة الإستغوال الامبريالي. كسؤال أخير أود معرفة رؤيتك الموضوعية للمستقبل على المديين القريب والمتوسط، هل ترى أن هناك أمل في التغيير إلى الأحسن أم أن ذلك يبدو صعبًا في ظل الظروف التي ذكرتها؟

تحياتي


30 - رد الى: ماهر عدنان قنديل
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 23 - 20:26 )
استاذي العزيز ماهر قنديل
أولا اسمح لي أن أعبر عن سعادتي لإثرائك المتواصل للحوار
فيما يخص السؤال فالأمل نحن من يصنعه ان - شمرنا - عن سواعدنا وغادرنا الارصفة الى منتصف الشارع مشاركين بالفعل لصناعة الغد فالأمر يصبح ممكنا وحقيقيا لكن الازمة تأتينا دائما من اولئك المنتظرين فمنهم من ينتظر غودو ومنهم من ينتظر المهدي وعودة يسوع ويشوع ومنهم من ينتظر الحتمية التاريخية فهم جميعا من صنف واحد يعتمدون على الغيبيات في اصلاح حالهم وتغيير غدهم وتحقيق طموحاتهم وهم في العادة المسحوقين والمضطهدين الذين يتعلقون بأذيال فتاوي الاحبار بانتظار ما ستأتي به ارادة الله كحتمية لا بد منها.
اقول مرة اخرى ان كل الظروف الموضوعية اليوم ناضجة جدا للإطاحة بالمشروع الاستغوالي البشع على الارض فلم تعد المعلومة مثلا حكرا على اصحاب الرأسمال فوسائل الاتصال الحديثة فضحت كل مستور وأنشطة الامبريالية ومشاريعها لم تعد خافية على جموع البشر في كل نواحي الارض وما تقوم به امريكا وخصوصا في فترة حكم الرئيس الحالي ترامب من الغاء لإرادة الامم الاخرى والتعامل مع كل العالم كتابع لها كسيدة للأرض توزع الغنائم هنا وهناك وتفرغ خزائن حتى حلفائها كما حدث في السعودية وافتعالها المتواصل للحروب في اسيا وافريقيا واستخدامها ادوات مفضوحة لإثارة الفتن والحروب كحالة داعش وغيرها, كل ذلك ياتي في سياق انزلاق الرأسمالية الى الهاوية وما يبقيها حية حتى اليوم ليس كفاءتها ولا قدرتها على التلون والتغير واختراع الوسائل لمواصلة دورها بل وبكل بساطة ضعف وتفكك جبهة الثورة وغيابها كليا عن الفعل المباشر على الارض وكل حالات النزاع القائمة في مواجهة مشروعها تأتي في اطار تضارب المصالح لا في اطار الثورة الشاملة ضد المشروع الامبريالي المستغول على كل البشر بلا استثناء فأمريكا مثلا لا تسرق ثروات الارض مباشرة فقط بل وتتلاعب في مدخرات الامم والأنظمة والدول عبر ابقائها هلى سيطرة الدولار على سوق العالم وتلاعبها بسعره هبوطا وصعودا وإلزام بعض الدول برفع اسعار عملاتها حتى تعطي للدولار قوة اكبر في حركة السوق وهو ما تعرضت له وما زالت تتعرض بلد كالصين وكذا الين واليورو.
احد لم ينسى بعد الاجراء الاخطر الذي قام به نيكسون عام 1971 برفع غطاء الذهب عن الدولار وحجم الخسائر التي منيت بها سائر الدول جراء قرار امريكي مفاجيء وبالتالي فان الرأسمال اليوم نفسه يتعرض لرياح الصراع والاختلاف فساحة المصالح مفتوحة على مصراعيها وهي تضيق تدريجيا وأمريكا تسعى لبسط نفوذها حيث الثروة اينما كانت تاركة لباقي الحلفاء ان ظل حلفاء بعض الفتات وهذا يعني اننا سنجد الصراع الامبريالي قريبا وقد احتدم بين اطرافه فهل سنكون حلفاء لعدو ضد عدو ام اننا سنكون الثورة الشاملة ضدهم معا لتنشيف الارض من تحت اقدامهم.
ذلك سيتأتى فقط بتحالف حقيقي وجدي بين كل قوى الثورة حين تقرر ان تخلع الاسمال التي التفت بها لعقود بدءا من بروليتاريا الدول الغربية نفسها ومنتسبي جيوشها كمحاربين ضد اللصوصية مرورا بشعوب الدول المضطهدة والمنهوبة والتي تستعمل كساحات صراع لاقتتال الناهبين انفسهم بهذا الشكل او ذاك وصولا الى الثورة الشاملة في كل انحاء الارض على قاعدة ثروة الارض لاعل الارض جميعا وهم البشر كل البشر.
اليوم يقتتل الجميع في سوريا وبدم السوريين وكل منهم يسعى للسيطرة فقط على طريق الغاز والأمس لم يعد بعيدا عن طريق الحرير وعن قناة السويس وهذا يدلل ان قوانين الصراع لم تتغير والذي تغير هم المشاركين والأطراف فإما ان ينهض اصحاب المصلحة بالثورة ويدقوا عنق المستغولين ومشاريعهم واما ام يقبلوا مواصلة المشاركة في مسننات دولاب الاستغوال ليحرقوا انفسهم بأنفسهم وتتحمل القوى المدعية بالثورة تلك المسئولية وخصوا الاحزاب والحركات العمالية وكذا الاحزاب والحركات القومية الساعية لتحرير بلادها ويأتي دور افريقيا واسيا في المقدمة كما ان بعض القوى الحية في امريكا اللاتينية واسيا وإفريقيا بما في ذلك عديد الدول قادرة على استنهاض المكون الثوري بكل انحاء الارض ان هي طلقت كليا الافكار المهادنة للامبريالية ومشروعها.
باختصار فان الظروف الموضوعية جميعها تشبه الحال عشية ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى والمسالة تعتمد على من سيصرخ مرة اخرى الان الان لننتصر واين وكيف فوحده العامل الموضوعي هو صاحب القدرة على تقريب موعد الثورة حد الصفر او ابعادها بما لا يعلم احد إلا الله والحتمية التاريخية
فالثورة يا صديقي هي فعل ذات كما هو الخنوع يأتي من خلال تغييب الذات عن فعلها او تسخير الذات كأداة لفعل الأعداء وهو ما نعيشه حاليا فالعامل الذاتي هو الاساس في كل الحالات فإما ان تنتفض الذات المقهورة لذاتها ويتحول فعل الآخرين القاهر لها فعلها هي في مواجهتهم والانتصار عليهم وإما ان تستكين وتصبح اداة مساعدة لأعدائها للانتصار عليها


31 - غير الكلام المجعلص
عادل سمير ( 2018 / 3 / 25 - 05:23 )

ماناخدوش من اليساريين غير الكلام المجعلص


32 - رد الى: عادل سمير
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 25 - 08:12 )
العزيز عادل سمير
شخصيا أعجبت ب - الكلام المجعلص - مع أني أسمعها للمرة الأولى ولكني أشتم منها رائحة معاني الحذلقة الكلامية والسفسطة أو التعالي اللغوي أو الكلام غير المفهوم أو بلا مضمون واراني اتفق معك إلى حد بعيد في ما أردت قوله حتى لو كنت تقصدني شخصيا في كلامك فلا ضير فالحقيقة أننا بحاجة لخطاب جماهيري شعبي بسيط يصل إلى عامة الناس وهو ما بتنا نفتقده اليوم في الخطاب اليساري كما أشرت بل إن بعض اليساريين يغرقون متعمدين في الغموض واللغة - المجعلصة - على حد تعبيرك
نحن بحاجة حقيقية لخطاب شعبي جماهيري حقيقي تعبوي يقول للناس الحقيقة كما هي بدون جعلصة والأمر ليس بهذه السهولة, لكن دعني أقول لحضرتك ما هو أهم مما أشرت إليه فالذين يختارون اللغة المجعلصة حتى لو كنت أنا شخصيا احدهم برأيك دون أن أدري فهم إما عاجزين عن الوصول للغة الجماهير الشعبية أو عازفين عن ذلك والأخطر يا صديقي هم العازفون أي الذين لا يريدون النطق بالحقيقة العارية والواضحة وإلا فان عليهم أن يكونوا على رأس الفاعلين وللهروب من الفعل عادة ما نغرق بالكلام المعقد بسفسطة لغوية لا نهاية لها قد يسميها البعض فلسفة بهذا الشكل أو ذاك علما أن أرقى الفلسفات هي أكثرها وضوحا واقترابا من الواقع فالفلسفة الغيبية البعيدة عن قضايا الناس لا يحتاجها إلا أصحابها ومن على شاكلتهم وهناك فرق شاسع كما أشرت لحضرتك بين الفلسفة والفعل إلا إذا تلاقيا بمعنى إلا إذا كان الفكر أو الفلسفة واحدة من صور الفعل واحد تجلياته النظرية المنطلقة من وجوده لا من تخيله, بحيث تكون صور غير معزولة عنه, عندها يكون للفلسفة والفكر قيمة عملية فالذين يقرؤون احتياجات الجماهير من معايشتها ومشاركتهم تفاصيل وجعها هم الأقدر على صياغة فكر شعبي جماهيري تعبوي عملي قادر على حشد إرادة الفقراء والمضطهدين والمقهورين في مسرة كفاح حقيقية تقودهم إلى النصر, أما مثقفي القصور والزوايا المظلمة وفلاسفة السفسطة اللغوية وعلماء الكلام فلن يأتي منهم إلا مزيدا من التيه والتخدير والإيذاء للثورة وجماهيرها, لذا فإنني أرى فيما تفضلت بقوله موضوعا خطيرا يستحق الالتفات إليه وعلى قوى الثورة أن تعي أن لغة حقيقية واضحة تعبوية تنطلق من آلام ومعاناة أصحاب المصلحة الحقيقية بالثورة هي ما نحتاج قبل كل شيء دون أن اقصد هنا الانتقاص أو التقليل من قيمة الفلسفة الحقيقة والفكر الحقيقي بشيء.
اود ان اشير اخيرا الى ان احد اسباب انحسار اليسار في العالم العربي تحديدا ومحدودية تاثيره هو عدم قدرته على الوصول الى الجماهير الشعبية بلغتهم هم وبقاءه بعيدا عن مفاهيمهم وغياب قدرتهم التعبوية


33 - الجدل المادي
يوسف وهبي ( 2018 / 3 / 25 - 05:25 )
تحياتي أيها الرفيق العزيز، يطلق بعض الماركسيين في تحليلهم للواقع المادي الذي نعيشه، مفهوم الجدل المادي بدل القول في التحليل إياه، مفهوم المادي الجدلي.أود الرفيق العزيز التفصيل من قبلكم في هذه النقطة..تحية


34 - رد الى: يوسف وهبي
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 25 - 09:02 )
الرفيق العزيز يوسف وهبي
مع أني كنت قد أجبت في السابق على سؤال حضرتك لكني أحاول هنا التفسير أكثر إن كان ذلك ضروريا
استبدال المادية الجدلية بالجدل المادي هو كمن يضع العربة أمام الحصان حين يكون القصد الديكور لا الانجاز بمعنى أن إعطاء الجدل نفسه صفة المادية أي استبدال الفعل بالقول فالمادية الجدلية هي فعل القول لا قول الفعل والذين يستخدمون الجدل المادي يسعون عامدين لإعفاء أنفسهم من الفعل مكتفين بجدل اللغة نفسها وهم يشبهون بذلك الرواقيين أو الجبريين المنتظرين لمصيرهم في الأروقة المغلقة رغم أنهم اضعف من أن يدركوا علاقة فلسفتهم بالواقع وعلى سبيل النكتة فقط فانه يروى أن الفيلسوف زينو مؤسس المدرسة الرواقية ضرب احد عبيده على خطأ ارتكبه فذكره العبد بفلسفته القائلة أن العبد مجبر على أفعاله فرد عليه زينو بأنه أيضا مجبر على ضربه والأمر كذلك فهؤلاء يا رفيقي دعاة الجدل المادي يأخذون الريح حيث بيادرهم هم دون غيرهم مع علمهم أن بيادرهم عاقر فسفسطة الكلام مهما ألبسناها من تسميات لن ينجب أبناء.


35 - لا يستوعبون الأفكار المغايرة.
Galab Galab ( 2018 / 3 / 26 - 10:36 )

هنالك مشاركين لديهم عقلية منغلقة لا يستوعبون الأفكار المغايرة......فقط يحاولون انتقاص من الفكر او الثقافة اليسارية .....علما ان الثقافة اليسارية من ارقى الثقافات في المنظومة العلمية والفكرية ....لانها ثقافة مفتوحة على مصراعيها ....يتقبل كل الثقافات حتى المختلفة والمتناقضة ....ويحترمها وياخذها بنظر الاعتبار ......ماذا تريد أكثر من هذه الرقيقة والحرية......؟


36 - رد الى: Galab Galab
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 26 - 15:43 )
صديقي العزيز Galab Galab
العقول المغلقة كالبيوت المغلقة التي لا ترى الريح ولا تعرف الشمس فهي عادة ما تنتهي متعفنة ايا كانت عناوينها وأولئك الذين يجعلون من مقدسهم الشخصي او الحزبي او الطائفي او الجهوي مسدسا مسلطا على رؤوس الآخرين إنما يغتالون أنفسهم فمن لا يفسح المجال لفكر الآخرين بان يقترب منه كمن يلغي المراية من حياته ولا يرغب برؤية ما يحتاج لاعادة ترتيب بشكله والفكر الآخر هو مراية الذات الذي يمكنك ان تفحص رايك من خلاله وان تعمدت اغتياله فأنت فقدت مختبرك الفكري وفاحصك الضروري للتأكد من سلامة معتقدك ايا كان


37 - تحية وشكر
عدنان الصباح ( 2018 / 3 / 31 - 14:18 )
الاصدقاء الاعزاء قارئات وقراء الحوار المتمدن
اشكركم جميعا على تفاعلكم مع الحوار
لقد شارف حوارنا على الانتهاء ولذا وجب علي شكركم املا ان تسمحوا لي بكلمة اودعكم بها واترك لكم حق مواصلة نقاشنا معا لما فيه ضرورة لاضاءة غدنا كبشر
وارى اننا بحاجة لحوارات وحوارات تلغي قداسة النص وتعطي للعقل حق القراءة المشاركة للفعل على ارض الواقع فالحركة هي اساس الحياة والفعل مكونها وخارجهما يعني الجمود والذي يعني بالتاكيد الموت بكل ما تعني الكلمة من معنى
ان الارتهان لمسلمات نظرية وعدم السعي للحركة بها ومعها الى الامام والوقوف الدائم عند ما كان تاركين ما سيكون برحمة الغيب ومن يتحركون من الاعداء بكل تلاوينهم سوف لن يجعل من مستقبل البشرية الا عودة جديدة وغبية ليس لحركة الارض فقط ولكن لحركة المجتمع فالارض تكرر دورانها حول نفسها وحول الشمس كما علمنا العلماء ومع ذلك فهم لا زالوا يدرسون تلك الحركة ويعمقون فهمها والارض الجماد تعطينا حق قرائتها لكنها لا تتغير بذاتها بل تكرر فعلها بشكل اوتوماتيكي وتلقائي
علينا اذن ان ندرك بوعي فاعل ان الجمود لا وجود له في الحياة فاما ان ننتقل بذواتنا الكلية الى الامام ونكسر احتكار اللصوص لحقنا بالحياة ونمنع الاستغوال المجنون الذي تمارسه الامبريالية بحقنا واما ان نقبل بعودة الدورة من جديد ليصبحوا قادرين على استعبادنا كليا
الامر منوط بنا نحن ونحن فقط

اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة