الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة .. خيال .. 2 ..

هيام محمود

2018 / 3 / 19
الادب والفن


قصة .. حقيقة وخيال ..
_______________

على شاطئ الأطلسي الفرنسيّ جَلَسْنَا ثلاثتنا : تامارا بيننا أنا وعلاء .. أمريكا أمامنا , روسيا وراءنا وفرنسا تحتَ مُؤخّراتنا وأقدامنا ..

توقّفَ شابّ فرنسيّ وسيم أمامنا , وأراد دعوتي للتعارف , تامارا كانتْ بجانب علاء وأنا بجانبِ تامارا , فظنَّ الوسيم أنِّي .. للتعارف ..

تامارا تنظرُ لي مُبتسِمَةً , تُكلِّمني بعَربيّةِ الكُتُبِ : عزيزتي اِنهري هذا الأحمق ..
أنا أنظر إلى الفرنسيّ الوسيم وأخاطبُ علاء بنفسِ الابتسامة ونفس العربيّة : عزيزي ماذا أفعل ؟
علاء : عزيزتي , شاب وسيم كهذا فرصة لا تُعاد ..
أنا : سأقتلُكَ !

الفرنسيّ ظنّ أنِّي قَبلتُ دعوتَهُ فاقتربَ أكثر وسألني بالفرنسية هل أفهم الفرنسية أو الأنگليزيّة ..

علاء يُجيبُهُ مُتصنِّعًا فرنسيَّةَ من لا يُتقنُ الفرنسيّةَ : نحن "عرب" , "مسلمون" , نحن من سوريا .. الحرب .. لاجئون .. أصدقاء .. نحن أصدقاء ..

الفرنسيّ : اللّعنة .. ثمّ تَرَكَنَا وانْصَرَفَ ..

قصة .. خيالٌ .. وَهْمٌ .. خرافةٌ ..
_______________________

كنَّا معًا .. الأربعة ؛ ثلاثتهم يأكلون , أنا أنظُرُ إلى تامارا وفي ذهني طائرات تطير .. جِمالُ صحراءٍ تسير .. حُروب , أحلام ومحاذير .. مُعضلات كثيرة تنتظِرُ منِّي ومنها التفسير .. جَمالُ المكان لم يُضِفْ لي الكثير .. لم يستطع عقلي إلى الآن استيعاب الذي يحدُث , كل يوم يمرّ أغرق أكثر وأتيقّن أن لا حياة لي دونَ أحلامي وأوهامي .. مليارات البشر صدّقُوا الخُرافات .. وسمّوها عُلومًا وفلسفات .. فكيفَ لي ألاّ أستوعبَ هذه الحقيقة .. حقيقتنا التي ستستَمرُّ حتى الممات ؟!

أميرة تُمسكُ بيدي : ألو .. هنا الأرض ..
أنا : لن تكفينَا الأرض عزيزتي ..
علاء : ستكفيكِ الجنّة إذا عُدتِ إلى حظيرة الإيمان ..
تامارا : حُرِّمت الجنّة على كلّ مَرَة عَكْبَاء ثرثارة .. غِرَّة سَلْفَعَة عِصْوَاد ..
هو وأنا : نضحكُ ..

أميرة : ترجِمي ..

تامارا : عَكْبَاء : عِلْجَة = غير عربيّة .
غِرَّة : الشابة قليلة التجربة .
سَلْفَعَة : بذيئة سيِّئة الخلق .
عِصْوَاد : شديدة صاحبة شرّ .
أمّا كلمة "مَرَة" فهي عربيّة كُحَّة .. يُقالُ فلان من قُحّ العرب وكُحِّهم أي من صميمهم من خُلَصائهم أَيْ غير مُزيَّف مثلكِ أنتِ ومثلنا .. نحن .

نضحك .. أربعتنا ونأكل .. أنا أكلتُ وضحكتُ , ضحكتُ لما قلنا ولما تذكّرتُ وحدي دون أن أَقوله لهم ؛ تذكرتُ عادل إمام "لا بُدَّ أن أدخل بها" .. الجميع يضحك , لكن لا أحدَ يفهم .. قلتُ لِنفسي : اِضحكي , على الأقلّ الضحكُ أحسن مِنَ البكاء والنّدب و .. الهجاء .

حقيقة ..
_______

في كثيرٍ من الأحيان أكون كالقرآن , أَتْبَعُ اللّحنَ وأَضَعُ عليه الكلمات وإن وَصَلَ ذلك حدّ التصنّع والتكلّف .. أصبح "كاهنة" ككهان الجنّ الذين أَخذَ منهم محمد الكثير .... هل هناك "من" "اِزدرى" اللغة العربيّة أكثر من القرآن ؟ .. "إنّ الذين آمنوا والذين هادوا و ( الصَّابِئُون )" .. "إِنَّ ( رَحْمَتَ ) الله ( قَرِيب ) من المُحسنين" .. "وخُضتُم كَـ ( الذي ) ( خاضوا )" ... ومن آل عمران ( تُزْدَرَى ) ضاد ( خير أمّة ) , اللغة التي أزاحتْ عن العالم "الغمة" وكل من كتبَ بها أو نطق بها صار بِـ ( قدرة قادر ) ( عربيّ ) "العرق" و "الجينات" .. ( تُزْدَرَى ) من أجل "عيون" السجع و .. "النَّغمة" ( .. الشاهدين53 .. الماكرين54 .. تختلفون55 .. ناصرين56 .. الظَّالِمِينَ57 .. الْحَكِيمِ58 إنّ مَثَلَ عيسى عند الله كمَثَل آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَـ ( يَكُون ) [ الصّحيح : "كان" ]59 .. الْمُمْتَرِين60 .. الْكاذبين61 ) .. هل عندما أتقمّصُ شخصيّة الكاهنة عَمْدًا وأتّخذُ القرآن أُسوةً , أتعمّدُ اِزدراءَ اللغة العربيّة ؟ أم أنّ ذلك تابع لخلفيّةٍ موسيقيةٍ تتصرف من تلقاء نفسها فترى كل شيء "نغما" "حياة" ؟ أم أنّي أُحاوِل - دونَ أن أشعر - نِسيَان ما تعنيه اللغة العربية كحال تلك النعامة التي تضع رَأْسَهَا في التّرابِ لأستطيع مُخاطبة القوم بما يَفهمونَ ؟

حقيقة ..
______

"حقيقة" .. يعني .."حقيقة" .. قد يَتساءلُ القارئ : ما الهدف ؟ .. جوابي سيكون بصدقٍ : في اللحظة التي قرّرتُ فيها أن أكتبَ كان يلزمني ذلكَ : كانَ يَجبُ أن أكتبَ .. وعندما أَسْأَل : بأيّ لغةٍ ؟ .. العربيّة لا تكون اِختياري الأول لكنّي أَقولُ في نفسي بِمَا أنّي أكتبُ في الحوار فلتكنْ العربيّة ليصلَ مَا سأكتبُ إلى أكبر عددٍ مِنْ .. "أهلي" . لن أُغيِّرَ العالم أكيد , لكن أكيد سـ "يُفِيدُ" كلامي بعض الناس .. تَكفِيني اِبتسامة وحيدة على ثغر اِمرأة وثغر رجل .... كنتُ أقول شخص واحد يكفيني لكن الآن صِرتُ أقول يلزمني اثنان !! على الأقل : اِمرأة ورجل .. ولكي أكون صادقة 100 % يلزمني ثلاثة !!! يُمثِّلونَ كل "الأنواع" : اِمرأة + رجل + "بين النوعين" .. لكن إذا أُجْبِرتُ على الاكتفاء بواحد فقط فأكيد أنِّي سأختارُ الـ "واحدة" وستكون الـ .. "اِمرأة" ! أيْ ما أكتبُ من "أهدافه" اِبتسامة أكون سَبَبًا أو مُسَاهِمَةً فيهَا .. هل ستُصدِّقينني ؟ .. وأنتَ , هل يُوجدُ في هذا العالم شيء أَجمل من اِبتسامةِ اِمرأة ؟ .. لا بأسَ إن لم تفعلي .. إن لم تُصَدِّقِينِي , يكفيني أن تقرئي المنشورَ والذي سَيُنْشَرُ ربما سَيُغيّرِ ذلك رأيكِ .. للـ "أسف" الذي نُشِرَ والقادم فيهما كثير من "الشذوذ" فإذا كنتِ مِنْ بناتِ الربّ أو مِنْ إماءِ الله حُظوظي ستكون ضعيفةً معكِ لكنّي لنْ .. أَفقدَ الأمل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه