الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مجموعة ( براويز )..

يعقوب زامل الربيعي

2018 / 3 / 20
الادب والفن


الطفل الذي غدا شيخا، ظل يقضي وقته كثيرا بحساب السنين. يبدأ من أول الرواية، لكنه غالبا ما يطيش فكره نحو بعض النوافذ. منها يحاول أن يوقظ حماماته السرية التي تعلمت عدم الاحتراس.
ها أنتِ " ليلى " بنت القصاب، نزيل غرفة في بيتنا. عيناكِ ما تزالان تشعان من تحت نقاب العمر. وقع اقدامكِ بقلبي الطفل، ما تزال كما خطى قطة جميلة، تغرب فيَّ لكائني القطني الماكر الأول.. لأول شيطان ترسب في رحاب جسدي. نورك القنديلي وثمة حنين لكتفيكِ النحيلين وعينيكِ اللتين على وشك أن تطلقا حمامتين وسط جمهرة اغنيات.
الطفلة التي لم تجهز نفسها لعرس ثديين ولا لثمة حياء. كانت تعتقد بأن الملائكة هم اطفال لفرص مواتية. الاناث طفلات عذراوات حتى يتوارين خلف الكلمات المباركة، والذكور حالة من حالات الفرص المبتلة حتى آخر لحظة من لحظات مراتع الشبق . الاناث والذكور لا يشيحوا وجوههم عن بعض. ولا شيء يخلعونه عن اجسادهم لأنهم مذ خلقوا عراة. ولأنهم لم يكتشفوا أو يتعرفوا على ثمة عورة لم يعرفوا أهمية ورقة التوت.
وليلى بوجهها الملائكي، يوم ذاب جبل الثلج في رأسي، لم تخفِ ما يمكن أن يُخفى أو يُستر بورقة توت أو بقطعة حرير كما تفعل أناث الملائكة الكبيرات اليوم. والملاك الشيطان، لم يخفِ شحوب وجهه، عندما تجمدت عيناه على شفا جرف الغار الجهنمي، يمتلئ بالأنفاس أمام هذا المخلوق الصغير المتقلص. أول لون من نور مدلهم بحلكة البرد يدخل قاع قلب هذا الملاك الشيطاني، تاركا اصبعا يتذوق مذاق ذلك الجرح الصغير.
يقول : " عن هذا الطين الوردي، سأزيح تلك الدودة اللعينة !".
يواجه عينيها. ووسط فراغ لا نهائي تسقط نصف مغمضة تحت ثمة خوف صغير أن تُلسع في المكان السفلي. وتحت أصابعه المرتجفة وبعينين كعيني مالك الحزين، وبتذلل راجف تهمس صاغرة: " أقتلها.. أقتلها ".
الملاك الشيطان، يتذوق بأصبعه طعم الانتقام، وبلا تردد يتجول بين طية وطية ومن نور وردي لقاع دماء دافئة. ساقاه لا تقويان على حمله.
من يومها، كما للرحمة دروب خفية، لبعض الابواب المواربة نور ملقىً على تنهدات غائمة يستعطفن بمذاق لذيذ، رجاء التخلص من ثقل الدود.
تلك لحظات ما تزال تتسرب في عظامه على هيأة رسوم ملائكة على شكل قيثارات ذات أجنحة وأصابع، وحتى هذه اللحظة، كان ما يزال يحتفل بأطباق نيء اللوز وحلوى الخوف الغامض.
.............
من مجموعة ( براويز ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته