الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ليبيا يأتي الجديد!.من القائل ومتى!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 3 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


سألني: من قائل عبارة (من ليبيا يأتي الجديد!)!؟ وكذلك عبارة : (من ليبيا يأتي شيئا شريرا دائما !!)؟ هل هو المؤرخ الاغريقي (هريودوت) أم الفيلسوف الاغريقي (ارسطو)!؟، وهل المقصود بليبيا القطر العربي المعروف الحالي!؟
فقلت : صحيح أن مقولة (من ليبيا يأتي الجديد!) منسوبة إلى الفيلسوف الاغريقي (أرسطو) ايضا كما اشتهرت عن (هيرودوت) ولكن نجدها عند الأول بصيغة مختلفة عن المشهورة عن الثاني، فبينما الصيغة المنسوبة إلى (هيرودوت) هي : (من ليبيا يأتي الجديد) نجد في العبارة المنسوبة إلى (أرسطو) هي : (ليبيا دائما تحمل شيئا شريرا وجديدا !)(Libya always bears something evil/new)، وقد وجدت عدة مصادر تنسب المقولة الأولى للمؤرخ اليوناني (هرودوت) الملقب ب(أبو التاريخ!)، ولكنني حتى الآن وأنا اطالع الفصل الرابع من كتاب هيردوت عن ليبيا، وليبيا هنا بمعنى شمال افريقيا كله لا ليبيا البلد العربي الحالي [١] لم اعثر على هذه المقولة في كتابه الشهير والوحيد هذا !، كذلك لا أدري ما مصدر نسبة المقولة الثانية إلى أرسطو وفي أي كتاب؟ ، ولكن عموما بالنظر الى الفارق الزمني بين الرجلين، وبحكم أن هيرودوت يسبق ارسطو زمنيا بحوالي 100 عام تقريبا، اذ أن هيرودوت توفي عام 484 قبل الميلاد، بينما أرسطو توفي عام 384 قبل الميلاد، وايضا بحكم ان هيرودوت مؤرخ ورحالة وزار ليبيا بالفعل بينما ارسطو يغلب عليه انه فيلسوف ولا اظن أنه زار ليبيا!، لهذا يمكن الترجيح أن هيرودوت هو صاحب المقولة الأولى أي (من ليبيا يأتي الجديد) ويقصد شمال افريقيا او القارة ككل، بينما يمكن الترجيح أيضا أن ارسطو الذي جاء متأخرا زمنيا عن هيرودوت بحوالي 100 عام يكون قد أخذ هذه المقولة عن هيرودوت ثم حورها وطورها لتتحول من مقولة (من ليبيا يأتي الجديد) إلى مقولة (ليبيا تحمل دائما شيئا شريرا وجديدا !!)[٢] أو يمكن تعريبها بعيدا عن الترجمة الحرفية إلى: (ليبيا دائما تحمل انباء شريرة وجديدة !)..... هذا تفسيري لنسبة هذه المقولة للرجلين، ولكن في ظل انعدام المصادر يظل الأمر يقع في مجال التخمين والترجيح، وذلك بالقول أن كلاهما نسبت إليه هذه المقولة ولكن بشكل مختلف نسبيا عن الآخر، وأن صاحب العبارة الأصلية هو هيرودوت، تحياتي.
سليم الرقعي
[١] كما هو معلوم فإن هذا الإسم (ليبيا) في ذلك الزمن - زمن ما قبل الميلاد - في العهد الاغريقي وكذلك العهد الروماني كان يقصد بها شمال افريقيا باستثناء مصر الفرعونية فيما يسمى ما جنوب مصر وما خلف الصحراء الكبرى باسم (أثيوبيا) ، ف(الليبيون) في مصطلح الاغريق والرومان في ذلك الزمان هم سكان شمال افريقيا البيض والسمر أما من يقطنون جنوب مصر وشمال افريقيا فهم (الأثيوبيون) أي السكان السود سوادا فاحما وهم سكان ما بعد تحت مصر وتحت ليبيا أي تحت الشمال الافريقي واحيانا يقصد بعبارة ليبيا افريقيا القارة كلها، وليس المقصود بالتالي بعبارة (ليبيا) في ذلك الزمان - سواء في مقولة هيرودوت أو مقولة ارسطو - ليبيانا الحالية اي هذه الدولة المستحدثة التي أنشأها المستعمرون الايطاليون عام 1934 بدمج قطرين عربيين متجاورين هما (برقة) و(طرابلس الغرب) في دولة واحدة أطلقوا عليها اسم (ليبيا الايطالية) وقسموها لثلاث ولايات هي برقة وطرابلس وفزان ثم أقام سكان برقة وطرابلس وفزان - بمساعدة الانجليز - على انقاض دولة ليبيا الايطالية عقب خسارة ايطاليا للحرب مملكة عربية تحت اسم المملكة الليبية المتحدة بنظام اتحادي فيدرالي وفي ظل التاج السنوسي والتي انقلب عليها العسكر عام 1969 وحولوها الى (جمهورية مركزية) ثم (جماهيرية اشتراكية شعبية!!؟؟) لينتهي بها الحال في الهاوية التي تتخبط فيها حاليا بين ثقل الماضي وعسر الحاضر وغموض المستقبل!.
[٢] هناك رواية تقول أن أرسطو قال قولته تلك حينما تم اخباره بوجود حيوانات غريبة ومخيفة الشكل في ليبيا كما لو أنها الشياطين (!!) فكان تعليقه هو هذه المقولة بالقول أن (ليبيا تحمل دائما كل ما هو جديد وما هو شرير)!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة