الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلمتهم آخر أعداد الجريدة

أمير أمين

2018 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



في أيار عام 1979 وكانت الحملة البعثية في أوج شراستها لإبادة تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي وقلع جذوره من تربة الوطن الغالي ..بدأ الشيوعيون بالتدفق للعاصمة الحبيبة بغداد للإفلات من قبضة الجلادين في محافظاتهم..كنت حينها جندي مكلف في جلولاء..أخذت آخر إجازة في آذار ومعها مساعدة كم يوم وهربت ولم أعد للآن خاصة وأن حكماً غيابياً بالإعدام صدر بحقي وكانت مفارز المخابرات والإستخبارات العسكرية تبحث عني وتقوم بمداهمة بيتنا في الناصرية وتفتيش الغرف والسطح ونبش الأثاث وغيره , كما أكدت ذلك لي والدتي وإحدى أخواتها بعد سنوات من لقائي بهما وكنت حينها شاباً يافعاً قوي الإرادة ومتمسك بحزبي الى آخر نفس..كنا مجموعة من الشيوعيين الفارين نتجمع في مقهى الشابندر ببغداد ونتحدث بأصوات غير مسموعة لغيرنا عن الحزب والحملة والمصير المجهول لشعبنا وحزبنا وكنا جميعاً نؤمن بأنه على الرغم من شراسة السلطة وقساوة الحملة إلاّ أنها لن تحطم الحزب ورفاقه وهذا ما أثبته التاريخ للآن ...تسائل أحد أصحابنا بهمس عن طريق الشعب وهل لا زالت تباع ..أكدت له أنها موجودة.. بينما عبّر آخر عن شوقه لتصفحها الآن وقال آخر ..الوضع خطر ويجوز أن تكون فخ للذي سيشتريها..قلت لهم ..أنا ممكن أن أشتريها لكم وأستطيع بخفة الحركة والركض التخلص من أية مطاردة إن حصلت ..! لم أكن أشجعهم بالتأكيد لكني أستطيع الإفلات لو حصل لي أي خطر وكنت متأكداً من ذلك .. فوافقوا وقفزت من المقهى راكضاً لمكان تباع فيه الصحف وتناولت نسختين من جريدة طريق الشعب والتي كانت بجانبها صحف أخرى كالثورة والجمهورية وغيرهما ورميت النقود على البائع وانصرفت مسرعاً فلحقني إثنين من الجلاوزة الشباب كانوا يركضون خلفي ولكنهم أضاعوني في أزقة الحيدرخانة ووصلت الى رفاقي بسلام كما كنت متأكداً من ذلك وحكيت لهم ما حصل لي فطلب أحدهم التفرق الى أماكن مختلفة وهذا ما حصل بعد أن إحتسى كل منهم كوب الشاي على عجل وكان هذا هو آخر عدد من جريدة حزبنا طريق الشعب التي تم إغلاقها في تلك الفترة الحالكة والحملة على الشيوعيين وجماهيرهم تزداد بوتيرة متصاعدة كل يوم شاملة عموم محافظات الوطن كافة ثم استمرت بعد فترة وجيزة بالصدور بشكل سري وبسرعة ولم يستطيعوا إسكات صوتها وصوت الحزب الشيوعي العراقي الهادر وفي اليوم الأخير من شهر أيار استطعت وبمساعدة الحزب من الهروب بوثائق لا تحمل إسمي الصريح وسافرت قاصداً دمشق ولكني لم أنقطع لحظة عن تتبع أخبار الحملة وإستشهاد رفاقنا وتعذيب الآلاف منهم وإمتدادها الى خارج الوطن بحيث أن أياديهم إمتدت بعد يوم من وصولي للشام الى إغتيال الدكتور توفيق رشدي مسؤول منظمة الحزب الشيوعي العراقي في اليمن,لقد فشلت حملتهم الاجرامية وقبروا وصاروا من الماضي والحزب الشيوعي ما زال متواجداً ويعمل في جميع محافظات العراق..تحية لجميع العاملين في صحيفة طريق الشعب والمجد لشهداءها وشهداء الحزب البواسل .
ملاحظة ..العنوان للمقال جاء من الاغنية السياسية الشهيرة ..مگبعة ورحت أمشي يمّة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سلمتهم آخر أعداد الجريدة
أمير أمين ( 2018 / 3 / 20 - 10:45 )
تحية طيبة ..حصل خطأ بسيط وهو ..أن والدتي وإحدى أخواتي ..وليس أخواتها .فّاذا كان ممكن تصحيح هذه الكلمة الآن .تحياتي لكم وشكراً جزيلاً

اخر الافلام

.. الكونغرس الأمريكي يقر مشروع قانون مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا


.. لازاريني: آمل أن تحصل المجموعة الأخيرة من المانحين على الثقة




.. المبعوث الأمريكي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط: على إسرا


.. آرسنال يطارد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي غاب عن خزائنه




.. استمرار أعمال الإنقاذ والإجلاء في -غوانغدونغ- الصينية