الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام العابر للطائفية والكتلة العابرة للطائفية.

جعفر المظفر

2018 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



أكد النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، اسلام حسين (ان الكثير من الكتل التي تسمي نفسها عابرة للطائفية تكون خطوتهم الاولى أن يكون رئيس مجلس الوزراء من حصتها، متسائلاً لما لا يكون رئيس الوزراء كردياً أو سنّيا).
نعم, ونحن معه أيضا نسأل, وكنا قبله قد سألنا .. لماذا لا يكون رئيس الوزراء سنيا او كرديأ, رغم أننا كنا تمنينا على النائب إسلام حسين أن يكمل مشواره العابر للطائفية فيلحق تصريحه او يتمه بعبارة ولماذا لا يكون هذا الرئيس صابئيا أو مسيحيا .. ألخ ,, الخ.
أو حتى .. لماذا نسأل بالأصل عن هوية رئيس الوزراء الدينية او القومية ولا نكتفي بهويته العراقية.
لكن السيد إسلام حرص على أن يغلق على لسانه صمام الأمان حتى لا تطيش كلماته فتصيب صدورا لم يكن إستهدفها, ذلك أن غايته من التصريح ظلت وضلت دائرة في فلك إنتمائه القومي والطائفي.
حقيقة الأمر ان الرجل يجب ان لا يساء فهمه وكأنه يدعو للخروج على طبيعة النظام المحاصاتي الطائفي العنصري الذي يحرص هو نفسه على أن يظل قائما بالأصل على تحالف سني شيعي كردي مطعم بنكهة الفراولة العراقية التي تساهم بتصنيعها بقية المكونات القومية كالتركمان, والدينية كالمسيحيين مثلا.
ليس السيد إسلام وحده البارع في طريقة دفن السم بالعسل. على الناحية الأخرى هناك حواة آخرون ينافسونه في براعة إتقانهم لموسيقى رقصة الأفاعي السامة, إذ يستطيع واحد من أبرز وأقدر الحواة على الرصيف السياسي العربي, كالمالكي مثلا, أن يُمَكِّنَ حَيَّته للتغلب على بقية الأفاعي, كأن يستدعي أنظار الحواة إلى حقيقة أنه كان البادئ أصلا إلى طرح موضوعة الأغلبية السياسية حينما دعا إلى ذلك في مستهل حملته من أجل الرئاسة الثالثة التي إنتزعها منه حاوي أخر كان يقبع مختفيا ببراعة تحت عبائته.
من الواضح أن رصيف الحواة العراقيين المتصدرين للعبة الإنتخابات بات يضم الآن نوعين من الحواة يجلسان على نفس رصيف المحاصة ويرفضان ان يغادراه إلا وهم على أسنة الرماح.
الفريق الأول يضم المحاربين القدماء من رواد المحاصة من أولئك الذين ينقصهم فن المكيجة, والذي ما زال يراهن على ضرورة أن لا يستحي النظام من نفسه ويبقى ممثلا في العلن عن التوافق السني الشيعي الكردي وملحقاته المكوناتية, أما رئاسة الوزراء فتطلع من المكون الأكبر, اي الشيعي. وخير ممثل لها التيار السيد عباس البياتي الذي نَبَّهَ ذات يوم في تصريح متلفز شركائه في اللعبة إلى حقيقة أن الكرة قد تذهب من هنا إلى هناك لكنها ستعود في النهاية لأحضان اللاعب الشيعي لتكون رئاسة الوزراء من حصته مذكرا ان ذلك أيضا ما تريده المرجعية, والويل الويل لمن يخالف إرادة المرجعية !!.
والثاني هو الذي يُمَكْيجُ هذه المحاصة بإضافة عبارة الأغلبية السياسية, وهي هنا أغلبية كتل وليست أغلبية أحزاب, اي ان أغلبية كهذه سوف لن تمتد لتغير قواعد اللعبة الاساسية, فالكتلة العابرة للطائفية والقومية ستكون بالنتيجة عبارة عن تجمع لأحزاب طائفية وقومية يجتمعون في كتلتهم بعد الفوز لإختيار رئيس (الوراء) من بين صفوفهم, حيث ستصر جماعة الشيعة يومها على أنها الأكثرية ضمن الكتلة الفائزة ليكون رئيس الوراء من بين صفوفها, وكالعادة ستعود حليمة إلى عادتها القديمة لتتوزع بقية المناصب على مجموعة الحواة المشاركين في رقصة الأفاعي العراقية من السنة والأكراد وبقية الفُسيْ فَساء العراقي.
لكل هؤلاء الحواة الواقفين على رصيف السياسة العراقية الحالية نقول أن البوابة الحقيقية لنظام سياسي وطني وإلى أغلبية سياسية حقيقية تشترط أن لا تدخلها سوى الأحزاب العابرة, فكريا وتنظيميا, للعبة المكونات الطائفية والقومية. أما (الكتل) العابرة للطائفية القومية فهي مجرد مكيجة بائسة ومبهرجة لنظام متصابي لا تستطيع كل مساحيق العالم أن تخفي تجاعيد وجهه السائر حتما نحو نهايته المحتومة.
أما أولئك الذين يراهنون على تغيير النظام من داخل منظومته الفاسدة فهم الذين يقومون أساسا بمهمة المكيجة البائسة.
فياله من وجه قبيح ذلك الذي يجملونه.
ويا لها من مهمة بائسة ويائسة تلك التي يقومون بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا




.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل


.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية




.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را