الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشكيل العقل الحديث كرين برنتون 6

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2018 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



برنامج التطوير
لم يكن كل رجال الدين متفقين على ان العقل ضد النبالة بالوراثة ، وكانت هناك مجموعتان – مجموعة الحركة من اجل حكم استبدادى مستنير والخضوع لسلطة الدولة

ومجموعة اخرى تميل الى ان الانسان العادى هو انسان سليم اوعاقل وانه من خلال الطرق الديمقراطية والتصويت الفردى المستقل وحكم الاغلبية يمكن بناء الانسان

جيرمى بنتام كان يرى فى البداية ان مهمة الاصلاح منوطة بكبار اللوردات وطبقة الحكام ، ولكنه ادرك لاحقا عجزه عن اقناعهم بقبول الاصلاحات التى يقترحها فتحول الى الشعب

ولم يمضى وقت طويل حتى صار مؤمنا بالديمقراطية داعيا الى الاقتراع العام واجراء الانتخابات بين الحين والاخر ضمانا لتناوب الحكام فى شغل المناصب الرئيسية

ولحسن سير عجلة الديمقراطية فى تسير دولاب العمل ستحتاج الجماهير الى قادة ومعلمين ( نخبة ) وسيكون هؤلاء قوة رائدة للديمقراطية

ان الفساد دائما منصب على السلطة وليس على مبدأ السلطة الذى لابد منه ، ولكن حين تكون السلطة فى يد رجال متملرسين على استخدام العقل المستنير فانها ستكون ملائمة وسديدة بل وضرورية

التسوية الفكتورية

ان الاسس الصلبة الراسخة للحرية لابد ان ترتكز على طبيعة شخصية الفرد ، فهنا تكمن القوة الحقيقية للحرية الانجليزية

ان الانجليز يشعرون انهم احرار ـ ليس فقط لانهم يحيون فى ظل مؤسسات حرة اقاموها بكدهم ، بل لان جوهر الحرية تاصل فى كل عضو من اعضاء المجتمع

خلاصة العصر الفيكتورى ان الناس جميعا احرار متساوين ، الحرية التى تعنى المنافسة بين متكافئين
قال جون مل لاحقا _ ان الطبيعة البشرية العادية من طينة ضعيفة للغاية

عصر التنوير والتقليد المسيحى
ان روح التنوير معادية للدين المسيحى لمؤسسة منظمة ، لقد كان القسيس فى كل بلد وفى كل عصر معاديا للحرية ، انه دائما حليف الحاكم الطاغية يقويه ويسانده لحماية اخطاؤه هو – ويستخدم توماس جيفرسون كلمة قسيس للدلالة على رجل الدين بعامة ، ولنتذكر مقولة فولتير هيا لنلتهم بعض اليسوعين

القرن التاسع عشر _ تطور جديد فى نظرة الانسان للكون

ظل مبدأ التقدم هو الارض الصلبة لعقيدة القرن التاسع عشر فى الغرب وان كانت الاحداث المأسوية للحروب والثورات فى نهاية القرن الثامن عشر ارخت بان مسار التقدم ليس موصولا ولكنه مستمر

اولا واصل العلم والتكنولوجيا تقدما واضحا ومذهلا، سفر اسرع، مدن اكبر ، خدمات افضل فى مجال توصيل المياه ، غذاء اوفر ليس لقلة مميزة من الناس ولكن لكل انسان

ثانيا حدث تقدم اخلاقى وسياسى فى منتصف القرن التاسع عشر ، فلم تنشب فى اوربا حرب ذات شأن فى الفترة من 1815 الى 1853 سوى حروب استعمارية روتينية ، وتم الغاء العبودية فى المستعمرات الانجليزية ، وبات الغاءها وشيكا فى امريكا وتحرر الاقنان فى روسيا ، وشمل التقدم مختلف القضايا الاخلاقية

شهد القرن التاسع عشر تطورا فى عملية كسب الرزق عند قطاع كبير من الكتاب والمؤلفين او ما نسميهم نحن المثقفين ورجال الفكر

فى الماضى كانت هذه الفئة تحصل على رزقها باحد طريقين اما يكون له دخل اخر من املاك خاصة او اعانة تاتيه من اثرياء او اعانة من الدولة او من الكنيسة
اختراع الطباعة غير الوضع قليلا

و ظل هذا القطاع الخلاق من فئات المثقفين غير قانع بوجه عام بالعالم المحيط به ، وكشف مثقفوا عصر النهضة عن نقمتهم على اصحاب الامتيازات من غير المستنيرين من القساوسة والنبلاء

القرن العشرين الهجوم على العقل

المتطرفون من ابناء عصر التنوير فى القرن الثامن عشر اعتقدوا ان البشر يوشكون على العيش فى مجتمع كامل ، مجتمع ينتفى فيه كل ما يعتبره البشر شرا

لكن هذه النظرة تصطدم بكل ما هو حادث حيث بدا الشر حيا وذائعا ، وشهد العالم الحربين الاولى والثانية ومن قبلها حروب الثورة الفرنسية ونابليون والتى استمرت 30 عاما

نحن عاجزون عن التنبؤ بالمستقبل ولو على مستوى تنبؤ علماء الارصاد ولا نستطيع سوى ان نضع تخطيطا تقريبيا غير دقيق ولا يخلو من تهور

انظر كيف ان كارل ماركس احد فلاسفة التاريخ قد اخطأ فى نبوءته حيث قامت الثورة البلشفية فى روسيا وليس فى بريطانيا

ان واحدا من اعظم المؤرخين هو توينبى ربما يستطيع ابراز بعض الاعراض التى تنذر بالخطر سواء فى الثقافة الرومانية البائدة او فى ثقافتنا

فلسفة التنوير ترى ان التعليم العام يمكن ان يعلم كل انسان ان يفكر بالطريقة الصحيحة
مثلما كان لعلماء الطبيعة من امثال نيوتن ودارون الريادة فى توجيه العلوم الطبيعية فنحن فى عصرنا الراهن نجد ان بافلوف وفرويد كان لهما تاثير كبير

نظرية بافلوف عن الافعال الشرطية فى التجربة الشهيرة على الكلاب التى يسيل لعابها عند سماع الاشارة دون تقديم الطعام لها - رغم ان المنطقى ان يسيل اللعاب عندما يضع الكلب الطعام فى فمه

المعنى العام الذى استقاها عالم الاجتماع ان اراء القرن التاسع عشر هى من اثر البيئة ( التدريب والتعليم )
الخطورة ان هذه الاراء يتعذر تعديلها

ولقد حاول بافلوف ان يخلط الاشارة التى تدرب عليها الكلب وبين اشارات اخرى ، وحاول احباط الكلاب واثارة البلبلة بان يمتنع عن تقديم الطعام لها ، وحدثت نتائج اشبه باعراض الذهان عند الانسان
بالطبع دراسة بافلوف تلقى ضوء كبير على جانب من السلوك البشرى الذى تحكمه العادة

ناتى الى فرويد الذى يرى ان كل الناس تعمل وتتصرف فى حياتها وفق مجموعة من الدوافع التى اطلق عليها اللوبيدو وقرن بينها بصورة وثيقة وبين الرغبات الجنسية ، ثم اطلق عليها بعد ذلك الهو والانا والانا العليا

وقال فى الشخص السليم يتعاون الهو والانا والانا العليا لكى يظل الانسان واعيا بوقائع ببيئته ويكون مواطنا سعيدا وصالحا ، ويرى الفرويديون انهم يحاولون ان يروا الناس كم هم فى الواقع

المفكر الانجليزى والتر باجوت مؤلف كتاب الفزياء والسياسة يقول ان فضيلة الديمقراطية انها ترجىء التصرف وتستغرق وقتا فى والنقاش وهدر الكلام وهذا يسمح للطبيعة بان تعمل عملها الصحيح

باربيتو العالم الايطالى يقول ان الرواسب هى التى تحرك الناس فى المجتمع وهى ذات صبغة عقلانية خفيفة وهى عبارة عن عواطف ثابته ودائمة فى الانسان

ويورد مثال
البحارة الاغريق الوثنيون الذين كانوا يضحون بالقرابين على مذبح اله البحار بوسيدون الذى يسيطر عليها ويطلق العواصف والاعاصير ويكبحها

ثم بعد ذلك بقرون قليلة كان البحارة المسيحيون يصلون ويوقدون الشموع ويقدمون النذور للسيدة العذراء قبل الابحار

المؤمن بالعذراء يرى سلفه الوثنى مخطىء تماما
لكن الرواسب واحدة يقول باربيتوا وهى الحاجة الى ضمان عون الهى وعزاء وراحة نفسية عند الاقدام على مهمة صعبة

فكلا من الوثنيون والمسيحيون لديم ذات الحاجات الاجتماعية والنفسية ويعملون على اشباعها بنفس الطريقة وان اختلفت التفسيرات الفكرية

والمجتمعات فى نظرتها للرواسب نوعان ، رواسب اهل اثبرطة او الاسود فى الغابة وهى تميل الى السبل المنظمة والنظام الثابت والتقليد او العادة

ورواسب التوقعات اى البشر الذين يسلكون سبل جديدة لعمل الاشياء ويميلون الى الافلات من القديم اهل اثينا والثعالب فى الغابة

ولكن لم يجب باربيتوا عن سؤال كيف يمكن ان يتحول مجتمع من رواسب الى اخرى

ويرى بابيتو ان القرن التاسع عشر كانت تحكمه رواسب التوقعات والتاثير على الناس اما كيف يمكن تغيير الرواسب فيقول بابيتوا من خلال الدعاية او عمل ادبى مثل كتاب ايتون سنكلير الغابة

والى مقال تال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟