الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنه الله أيها المؤمن البخيل ..

سليمان الهواري

2018 / 3 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ولعذاب الآخرة أشد ؟؟؟
فكرة الجحيم والنار و الحرق و حفلات الشواء وتغيير جلود البشر .. لا تستقيم وجدّية فكرة وجود آخرة تحقق العدالة الإلهية بمنطق السمو الرباني وليس بدافع الحقد الذي يسكن البشر الى درجة القذارة حد التلذذ واشتهاء استعذاب تعذيب الناس بصورة رهيبة وأبدية لا أمل في الانتهاء منها أبدا بدعوى العقاب والخلود . إنها صورة بشعة مجرد تخيلها قد ينزع من الانسان تلك الرغبة الاصيلة في معانقة الرب الذي لا يمكن ان يكون الا جميلا في المعنى ولا يحتاج لكل هذا الكرنفال البشع فقط ليثبت للناس انه عادل بينما الأصل في من هو ذات الجمال أن يكون رحيما .. لا معنى حقا في ان يكون هناك جحيم لا يختلف عن أفران هتلر إلا في المدى و الشدة و الزمن .. هذا بشع حقا ولا حكمة في نزع الأمل في الخلاص من داخل فكرة عذاب الآخرة والجحيم الأبدي .. شيء ما ليس على ما يرام في صلب الفكرة كلها ..

غريب أمرك أيها المؤمن ..
يتصرف المؤمن في ملكوت الله اللامتناهي كما لو أنه يتصرف في غرفة ضيقة يملكها في سطح بناية من مائة طابق وبلا مرحاض .. هي كل ما يدور في مخيال تمثله البئيس للخير .. فيحرم ما لا عين رأت من نعم الرب .. يحرمها على النصارى و اليهود و البوذيين والوثنيين والهنود الحمر و سكان غابات الاكواتور و القرى الافريقية و ساكنة القطب الشمالي ممن لم يصله لا كتاب مقدس ولا مخطوط سماوي و لا وصايا من نبي او إله تجشم عناء النزول الى الارض كي يتفقد رعيته الضائعة بين مشقة البقاء و سؤال الوجود والمصير دون بوصلة سوى هذا العقل الذي يملك ملكة الفصل بين القبيح و الجميل ..
إنه الله أيها البخيل ..
وليس "" محماد " صاحب الدكان ف ""رأس الدرب "" ..
فكر قليلا في مديات الجنة فيما هو المعنى بعيدا عن ثقافة الخصيتين والانتصاب و مواخير الألف ألف حور والجواري والسيقان البلورية والقضيب الذي يشتغل بقوة ألف حصان .. انس النبيذ والخمر ووديان اللبن أيها الجائع .. الأمر فعلا ليس كما تتخيله في مملكة هارون الرشيد ويا غيمة اهطلي أنّى شئت فخراجك سيصلني .. هي كل التمثلات للنعمة في ذهنك ممالك النساء و العبيد و الخمر و ليالي شهريار .. الأمر ليس كما تتخيل أيها الارضي الصغير .. إنها جنة الرب وإنها نعم الرب وليس كما يتخيل مشروع شهيد مزيف يعد أصابعه كي يفجر مؤخرته ويلتحق سريعا بقوافل البورنو التي تعدها له غانيات السماء .. قليلا من الاحترام لرب العالمين فهو رب السمو و المعنى و ليس ماستر شيف ضخم واشقر و بودي غارد يهيء الوجبات الدسمة للسكارى في مطاعم وحانات هوليود ..
انه الله أيها البخيل .. إنها الجنة أيها الصغير ..
بالله عليك أجبني بكل موضوعية ماذا قدم أصحاب موسى ورفاق عيسى و اصحاب محمد ممن اعتكفوا على فقه الأديان سوى ان اسسوا لحروب لا تنتهي و أغرقوا الارض في الدماء وشتتوا الانسان مذاهب و نحل و فرق و طوائف و مذاهب فيما هو الإنسان واحد وأجل وأسمى .. ماذا أضاف كل الفقهاء في التاريخ بكل صحاحهم و مذاهبهم و كلامهم غير انهم كانوا سندا للحاكمين في انتهاك حرمات البشر و سرقة ارزاقهم و ارضهم وتاريخهم وأعراضهم واموالهم بل وحتى جنتهم المنتظرة حجزوا لهم فيها طوابق و غرف و سلطنات تؤسس لها احاديث وقصص مأثورة لا تنتهي ..
ماذا لو جمعت كل الفقهاء في كفة .. ووضعت اينشتاين مثلا في كفة .. مخترع الانسولين في كفة .. كارل ماركس و تشي غيفارا في كفة .. شارلي شابلان في كفة ..
أكيد انت الذي تمتلك مفاتيح الجنة أغلقتها في وجه العالم الفيزيائي ستيفت هوكينك و فتحت له ابواب السعير و بدأت توقد مواقد النار كي تحرق جلده مليار مرة متتالية .. وانت تبتسم .. وهو العالم الذي لم يستسلم لإعاقة الجسد وما عاد يمتلك تحت شدة المرض الا قدرات عقله الربانية التي فاقت المتخيل البشري البسيط .. هل تعرف صديقي المؤمن أي لذة يحسها متخصص الرياضيات وهو يبحث وهو يبتكر و هو يجد حلولا لمعادلات الحياة المعقدة .. اعلم فقط انها لذة اكبر من كل غزواتك الجنسية و ألذ من كل فروج نساء الكون التي تحتل بصلتك السيسيائية .. انه كائن بمليون كائن من أمثالك وانت لا تتقن سوى الاستنجاء والاستغبار و اتقان الغسل بعد الجنابة ..
فعلا يحق لك ان تمنع علماء البشرية من جنات رب العالمين وتسكنها وحدك بكل هذه اليقينية التي تتحدث بها عن الغيب والرب والجنة و النار كما لو انك تستظهر وقائع فيلم داعشي قبل الانفجار الأكبر ..
انه الله ايها المؤمن البخيل ..
علماء الانسانية مكانهم الجنة حتى لو كل علماء الدم اجتمعوا في الارض على حرمانهم منها .. وإلا فيستحيل ان تكون الجنة مقاما لعلماء الفروج والدم ولكل المتسكعين على هامش الانسانية ..
فقط لتعلم ان الجنة ارحب من ضيق نفسك .. وهي تسع الجميع وقد يكون الملحدون سادتها .. من يدري ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كرهنا الله
ماجدة منصور ( 2018 / 3 / 21 - 10:09 )
يسلم قلمك الحر...لقد كرهنا الله بسبب هؤلاء المعتوهين الدمويين المجرميين فقد صوروه لنا كأبشع مجرم و بطريقة تجعل صاحب العقل...فاقدا لعقله0
دائما أقول: لو كانت الجنة حكرا لهؤلاء الدمويين فأنا أرفضها جملة و تفصيلا فجنة ليس بها ستيفن هوكينغ و موزارت و شوبان و أنجلينا جولي....لا تلزمني على الإطلاق0
احترامي أستاذ

اخر الافلام

.. شبكات | مكافآت لمن يذبح قربانه بالأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟




.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني


.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح




.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي