الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل ام غسان -6-7-

سليمان الهواري

2018 / 3 / 21
الادب والفن


سائل أم غسان _6_
**********
سلام أيتها اليتيمة مثلي ..
ذاك الضلع الذي كان يقيم خيمتنا سقط وما عاد للمدينة أسوار تحميها من الرياح الغريبة .. جدران بيتنا تنزف أنينا وهذا الدم يغري ذئاب البرية بنصب المشانق لصبايا الزامور الأخير ..
الليلة أبوك أحمد غادر إلى الضفة الأخرى ولا صوت هنا كي يتم حكايات "الغولة" و "حديدان الحرامي" حتى ينام آخر طفل في بيتنا .. لا "خراريف" تملأ غرفتنا بعد اليوم وهذا الثقب في سقف الوقت لن يصلحه عطار بلدتنا العجوز ..
إنها أعطاب الزمن وعويل الريح يكفكف دموع الأرواح المغادرة ..
سلام أيتها اليتيمة مثلي ..
الليلة أبوك أحمد وضع صلبان قرن و نيف من أسرار الطريق عن كتفه وطار بلا جناحين في عيون الرب كما ريشة في مفاتيح الجنان .. سلّمنا أمانة الوطن وراح يرقبنا من فوق سبع سماوات ، فأي ضفاف يا أم غسان تحضن أمواج أرض جريحة .. ولا صبح في بشارات الأيام القادمة ..
الليلة قسم ظهري يا رفيقة وجعي .. فهاتي مفتاح البيت العتيق وازرعيه تحت ضلعي .. لعل المفتاح يينع حقول خزامى تعيد الحياة لحدود الجسد المغدور ..
يا صاحبتي ، هو الألم السرمدي .. الحزن سماد البقاء ..
فضمي حزنك لحزني وتعاليْ نعزف نشيد الولاء ..
سلام أيتها اليتيمة مثلي ..
**سليمان الهواري **
رسائل أم غسان _7_

المساء يغري باحتساء رشفة من قهوة ظلت تتحرش بشفاهي مذ أعلنتُ عدائي لكل الوعود التي تبيع جغرافيا الأوطان وراء حدود التاريخ .. قرن مرّ و تجارة تزييف المعنى لازالت تتمدد في عروق الأرض .. ليس أمامي سوى القفز من عيون المدينة المحاصرة وتسلق حبال آيات الصبر المعلقة في أهداب السماء ، لعلي أروي شتلات حلم عنيد يأبى الإنبطاح في زمن الصمت الجاثم على أنفاس المقهورين ..
الخوف سيد و الربيع بشير البدايأت ..
غادرني ظلي حين سكن التردد ضلعي ..
لم يكن غير البحر سندا اتكأ عليه قلبي وهو يعانق مصاحف نبي قتله آخر أصحابه ..
مات الإنسان يا أم غسان وكل المعابر الموصلة الى الحياة تحتاج صكوك غفران من أوصياء الله في الأرض ..
أعذريني الليلة فلن أحبك كفاية كما يليق بقديسة .. وأجراس الملائكة أوقفت مزاميرها عن العزف في كنيسة القيامة .. الليلة يعلن سيد العشيرة نفسه أمينا للسماء على سوق المدن المسبية في حكايات ملوك الطوائف .. الليلة أخرسوا آخر الألسنة في الوطن ..
تقف الطريق في وجهي ولا لغة توصل تائها إلى بيت القصيد .. يتوغل الليل في وقت الشعب المخصي ولا سبيل لمصالحة النجوم الهاربة في عيون محتاج .. أجثو على ما تبقى من ماء يروي عطش السنين العجاف .. أشرب تعبي .. أعلن الليلة عيد الوعد العظيم .. أعلنك يا أم غسان وعد خلاصي العظيم ..
**سليمان الهواري **








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز.. ما الرواية الإيرانية؟


.. عاجل.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدنى عن عمر يناهز 81 عاما




.. وداعا العمدة.. رحيل الفنان القدير صلاح السعدنى


.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا




.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني