الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كرد سوريا في محرقة - ب ك ك -

صلاح بدرالدين

2018 / 3 / 21
القضية الكردية



من حق الشعب الكردي ومن منطلق انتمائه القومي الكردي والوطني السوري أن يتساءل عن هدف حرب جماعات – ب ك ك – في سوريا ؟ فلن تكون مقبولة بل مرفوضة اذا كانت فقط من أجل نقل صراعها مع تركيا الى الأراضي السورية ومناطقها الكردية على وجه التحديد حتى تتدمر ويتهجر سكانها وكما هو معلوم وبحسب المهام والأولويات المتبعة بالحركة الكردية الموزعة بين أربعة دول غاصبة فان الكفاح المسلح ضد تركيا ليس واردا في برنامج الحركة الكردية السورية منذ نشوئها وحتى الآن التي تخضع فوق ذلك الى معادلة اقليمية وميدانية وواقعية فرضت على معارضي نظام الأسد وبينهم غالبية الكرد اعتبار تركيا دولة جارة لجأ اليها أكثر من ثلاثة ملايين سوري ربعهم من الكرد وعلى الكرد وهم جزء من الشعب السوري المعارض للاستبداد أخذ هذه المعادلة بعين الاعتبار شاؤوا أم أبوا .
وبالمقابل وكما هو معلوم فان هذه الجماعات لاتعتبر نظام الاستبداد في بلادنا عدوا بل تتعاون معه سياسيا وعسكريا واذا كانت حرب ( تلك الجماعات ) ليست من أجل انتزاع الحقوق القومية المشروعة للكرد السوريين تحت ظل اجماع قومي كما هو مفترض بقدر ماهي استجابة لأجندة قيادة قنديل واذا لم تكن في سبيل نصرة الثورة السورية والديموقراطية للبلاد واسقاط نظام الاستبداد على الصعيد الوطني كما هو حاصل بالممارسة فأين مصالح شعبنا الكردي السوري في تلك الحرب المفروضة عليه وبدون ارادته من حزب معين ؟
اذا كان الأمر كذلك أي بمعزل عن المهام الكردية والوطنية فمن تحصيل حاصل أن تكون هناك وظيفة أخرى ( والوظائف تتبدل بين الحين والآخر ) تتعلق بصراع المحاور على الصعيد الإقليمي وخدمة أحدها وهو المحور الإيراني السوري المواجه للمحور التركي والسني عموما في المنطقة وذلك عبر الورقة الكردية في تركيا وسوريا وكان واضحا منذ البداية المحاولات الحثيثة من جانب هذه الجماعات لتجيير كرد سوريا وقضاياهم القومية والوطنية لمصالح حزب العمال الكردستاني التركي واستخدامهم كورقة في مسألة الحرب والسلام ومفاوضات – أوجلان – مع الحكومة التركية وهذا أمر ليس ببعيد عن هذه الجماعات التي لم تنبثق بصورة طبيعية تاريخية من الرحم الجماهيري بل قامت أساسا ونشأت بمناطق معزولة وزوايا معتمة وفي أحضان الأنظمة الاستبدادية المقسمة للكرد في مناخات صراع الأنظمة وأداة عسكرية – أمنية – بشرية معروضة لخدمة أنظمة الإقليم بدءا بنظام حافظ الأسد حاضنتها الأولى ومنطلقها في التمدد عبر مسارصراع نظامي سوريا وتركيا ومرورا بنظام صدام والنظام الإيراني والسوري والتركي بالانتظار .

اتفاقية أوجلان – الأسد 1985
عندما حط عبدالله اوجلان الرحال في ضيافة آل الأسد بداية الثمانينات التزم أمامهم بعدم وجود قضية كردية في سوريا وقطع عهدا باعادة الكرد المهاجرين الى سوريا لديارهم الأصلية مقابل قيام النظام بتشجيع النشطاء والمتعلمين الكرد بالتوجه نحو تنظيم – ب ك ك – وعزل الحركة الكردية السورية وأحزابها والضغط عليها بشتى الوسائل وفي جردة حساب ماذا تحقق حتى الآن ؟ لقد سيطرت تنظيمات – ب ك ك – بمسمياتها المختلفة على مقاليد جميع المناطق الكردية وأرغمت الأطراف الأخرى المخالفة لها من وطنيين مستقلين وأحزاب وبالقوة الى التنحي والتراجع كما غادر أكثر من 60% من الكرد مناطقهم ومنازلهم نحو اقليم كردستان العراق وتركيا وأوروبا .
اتفاقية شوكت – قرايلان 2012
في عام 2012 وفي السليمانية وبوساطة مباشرة من الراحل جلال الطالباني واشراف غير مباشر من اللواء قاسم سليماني أبرم كل من اللواء المقبورآصف شوكت مسؤول المخابرات العسكرية السورية وصهر الأسد ومراد قرايلان عن قيادة – ب ك ك – اتفاقية سياسية – عسكرية تقضي بعودة الطرفين الى سابق عهدهما وانتقال قوات – ب ك ك – الى سوريا وتحديدا الى المناطق الكردية والتمركز بداية في منطقة عفرين – جياي كرمينج – والقيام سوية بمواجهة العدو التركي على أن يقوم– ب ك ك – بتولي ادارة المناطق واستلام المقدرات اللوجستية بما فيها الأسلحة والعتاد واتخاذ مايراه مناسبا بخصوص الوضع الكردي من ادارات ورفع شعارات وذلك بالتعاون في اطار غرفة عمليات مركزية مشتركة بدمشق من ممثلي النظام وايران و- ب ك ك -وغرف عمليات فرعية لاشك ان الاتفاقية توسعت لتشمل أكثر من منطقة ومدينة بدءا من حلب والقامشلي وبحسب الاتفاقية وبعد التدخل التركي وأحداث منطقة جبل الكرد الدامية كان المفترض أن تعود عفرين ومنطقتها الى حضن النظام بتفاهم مسبق بين قيادة – ب ك ك – والنظام السوري ولكن السيناريو تلكأ وباء بالفشل ولو وقتيا لدخول العامل الروسي على الخط وابرام اتفاق ثلاثي روسي – تركي – ايراني في أستانا يجيز توسع النفوذ التركي غربي الفرات .
بعد الذي حصل في عفرين ومنطقتها وهزيمة هذه الجماعات بعد كل ذلك الكم من التضليل فان قيادة – ب ك ك – في قنديل وبتشجيع من قائد فيلق القدس الايراني الجنرال قاسم سليماني وتحريض حزب الله اللبناني ورغبة رأس نظام الاستبداد عبر مجموعاته العسكرية والأمنية الميدانية تبحث عن سبل ووسائل لعرقلة توافقات أستانا بشأن الدور التركي والعمل على مابعد عفرين وتحديدا التركيز على منبج اعتمادا على آمال خاوية معقودة على الجانب الأمريكي وذلك بتفريغ عفرين ومنطقتها ( وهو يتجاوب مع مساعي تركيا بهذا الصدد ) ونقل سكانها الى منبج وحولها والى مدن أخرى تعاني من الاشكاليات والحساسيات القومية والمذهبية وزجهم في أتون حروب أخرى قد تنتقل كما أعلنها ( الباديشاه) التركي قبل اسبوع الى عين العرب – كوباني وتل أبيض ورأس العين والقامشلي وهنا أرى من غير المستبعد أن تكون للأطراف الثلاثة الدافعة لقيادة – ب ك ك – لمواصلة تورطها أهدافا أخرى مثل الدفع باتجاه استنزاف الكرد وتركيا وتدمير المناطق الكردية الأخرى كما حصل في عفرين وبالتالي استلام النظام ادارة المناطق على طبق من ذهب .
ولأن تنظيم – ب ك ك – بتشعباته الاقليمية وعلاقاته المخابراتية مع الأنظمة في الدول المقسمة للكرد وانتقاله السريع من حضن الى آخر فانه من هرم قيادته وحتى مستوياته الدنيا مخترق أمنيا وهذا الواقع يسهل مهام الأطراف الأخرى في تحريك وتوجيه قيادته نحو الهدف الذي تختارها وهو يفسر أيضا عمليات الاغتيالات الداخلية وآخرها اغتيال عضوه الناشط وحامل أسراره ( عمر علوش ) في منزله بتل أبيض وكما أعتقد فان عامل الخوف من التصفيات الداخلية يلجم اندفاع المئات من الكرد السوريين الموالين له من غير الراضين عن سياسات – ب ك ك – وممارساته في سوريا وهنا من غير المستغرب أن تقترف قيادة – ب ك ك – أعمالا انتقامية بحق عناصرها السورية ومناوئيها من غير أعضائه كلما واجهت الهزائم وهي تعيشها الآن في عفرين .
قلنا ل – ب ي د – الذي يدعي انه ليس جزءا من – ب ك ك – ولايأتمر بقراراته تعالوا سنصدقكم مجازا ولو الى حين لقد استوليتم على قرار الحرب بمفردكم وخسرتم الى حد الهزيمة العسكرية النكراء بعفرين والفشل السياسي في كافة المناطق فمن أجل انقاذ شعبنا من الهلاك وحتى الحفاظ على ماء وجهكم ومنع تكرار ماحصل في عفرين بمناطق أخرى عودوا الى الشعب الكردي وسلموه أمركم طوعا واخضعوا للغة العقل ومتطلبات العمل الوطني والديموقراطي وتجنبوا المغامرات غير المحسوبة وارضخوا لنداء الواجب القومي والوطني في المشاركة مع كل الأطياف الكردية الأخرى في المؤتمر المنشود لمراجعة الماضي بكل تفاصيله واستخلاص الدروس والعبر والتوافق على برنامج سياسي واقعي وانتخاب قيادة كفوءة نزيهة لتمثيل الكرد السوريين على الصعيدين القومي والوطني وفي المحافل الخارجية وحماية شعبنا من الويلات والهجرة والتهجير ومازلنا ننتظر الجواب العملي ..فهل من مجيب ؟ وللبحث صلة ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل


.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة




.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا