الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في اليوم العالمي للشعر ..

سليمان الهواري

2018 / 3 / 22
الادب والفن


في اليوم العالمي للشعر ..
من يرقب هذه الاعلانات اللامتناهية للاحتفال بالشعر .. و من يتابع هذه الجلبة المتشاعرة الغير الطبيعية هذه الايام حتى لم يبق الا مصحات الاحياء وورشات نسيج الملابس الداخلية وحدها لم تنظم امسيات للشعر وكأن المغرب فعلا اصابته طفرة ثقافية لامست مديات الجمال واننا فعلا في دولة لها وزارة ثقافة حقيقية و مثقفين حقيقيين بعيدا عن عصابات الاحزاب وقوادي الجرائد والمواخير الالكترونية وجمعيات البلديات و المقاطعات التي حولت الامسيات الى حصة في درس المحادثة و التربية الوطنية السليمة التي لا تعني سوى التبنديق و لحيس الكابة والبرارد د اتاي الاصفر و الاحمر و بكل الوان القصاير التي قد تجود بها هذه الجهة او تلك ..
من يرقب هذا القطيع المتنامي ممن لفظتهم الحياة و لم يجدوا متنفسا لامراضهم النفسية و العمر الذي ولى و حالة الاكتئاب التي تصيب النساء و بعض الرجال ممن دخلوا ودخلن حالة الضرورة الاستشفائية جراء الطلاق و الترمل و العنوسة و كل ما له علاقة بالوساخة الروحية .. يرافقهم نقاد الاسواق الاسبوعية و براحة الجوطيات يكفي ان تظهر فتاة تدلي نهديها على صفحتها المصونة و تعلن انها فحلة الشعر و مهرة القوافي و ناسكة الحب حتى يلتف حولها كل حواريي العفونة من ذباب مزابل الحروف الصدئة و النقد الركيك يشيدون بخنساء الشعر الجديدة و ربيعة عدوية زمانها .. و هاتي يا مزيكة و يا مدح و يا ما اروعك و يا امسيات و يا زواجل و يا سجال و يا حافلات و يا طاكسيات و يا بولفاف .. و الله لو كان الشعر ارنبة برية ما انجبت كل هذه القطعان المتناسلة رداءة و عهرا و ميوعة و ابتدالا .. لكن قبحها الله الدولة البئيسة التي تحارب الكلمة الحقيقية والمسؤولة و تشجع هذه الظواهر المرضية التي لن تؤدي الا الى قتل الذوق العام و نبذ القيم الجميلة في المجتمع ..
من يرقب هذه الاشكال الاحتفالية التي اقتربت من ان تصبح رسمية و نحن في شهر مارس لن يجد عناء كبيرا في تذكر احتفالات ثلاثة مارس التي تربى عليها المغاربة و كل المغرب كان يتحول خلالها الى اشياخ و شييخات و اجواق و طاسة و روج و دريات و طرابيش حمراء و اجواق ملحون .. فعلا يحق التساؤل عن الفرق بين امسيات الشعر و الزجل و بين حفلات الطبالة و الغياطة و النكافات .. في العقلية و في السياقات و في الهدف .. مع الاسف ما نشهده كارثة حقيقية تكرس مسلسل التدجين الذي خضع له المثقون و من بينهم الشعراء حتى غابوا عن الساحة و عن الابداع و عن قضايا هذا الشعب المتفجر في كل الهوامش .. عدا قلة لازالت تكتب لنفسها تحاول ما امكن الحفاظ على نقاء الشعر بعيدا عن زحف الذباب ..
كل عام و الشعر رسالة جمال و محبة و حياة و حرية ..
** سليمان الهواري **








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع