الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سينما المرأة.. وإبداعات جديدة

ماجدة موريس

2018 / 3 / 22
الادب والفن


تفاجئنا فى المهرجانات السينمائية التي تقام بمصر أفلام «صناعة يدوية» كما نقول عن أي عمل فني صنعة صاحبة أو صاحبته بكل جهده وإبداعه وترك عليه بصمات خاصة به.. أننا جميعاً كمصريين نعرف هذا من «المشغولات اليدوية».. كالكروشيه والإكسسوارات وأيضا ما ينتجه أبناء وبنات سيناء والصعيد من مشغولات غاية فى الجمال والاتقان والتفرد.. لكنني أتحدث الآن عن مشغولات سينمائية، أفلام صنعتها فتيات ونساء موهوبات، ووجدت طريقها إلى المهرجانات، ولم تجد طريقاً للأسف إلى دور العرض حيث الجمهور الكبير، أو إلى الفضائيات وجمهورها الأكبر.. لأنه لا أحد يشجع الفيلم المستقل أو المختلف فى مصر.. فى مهرجان أسوان لسينما المرأة رأينا «زهرة الصبار» للمخرجة هالة القوصي والذي حقق نجاحاً فى عرضه الأول بمهرجان « دبي» الماضي، وفى نفس المهرجان رأينا أيضاً فيلم ثان هو «مستكة وريحان» إخراج دينا عبد السلام، وهي كاتبة وروائية سكندرية قدمت فيلمين قصيرين من قبل أن تكتب وتخرج وتقوم بإخراج هذا الفيلم الطويل الأول، وفيه تحكي عن جارين مسنين فى عمارة واحدة، «مستكة» الأرملة المسلمة و»ريحان» الأرمل المسيحي، لكل منهما أولاد نادراً ما يزورونهما، وبالتالي فقد تأقلم الجاران القدامى على مقاومة الوحدة والملل والعزلة بطرقهما الخاصة وقد حصل الفيلم على إعجاب وتقدير أغلب مشاهديه لقدرته على طرح صورة واقعية يدركها الكثيرون فى مجتمعنا وبأسلوب فني رشيق وأبطال موهوبين برغم كونهم من الممثلين الذين لم يحصلوا على شهرة غيرهم.. وفى مهرجان شرم الشيخ السينمائي الدولي الذي تلى مهرجان أسوان لسينما المرأة، رأينا فيلمين أيضاً من إبداع مخرجتين شابتين.. وأنتاجهما.. الأول هو «حكاية سناء « للمخرجة « روجينا بسالي «التي آثار أول أفلامهما «ملكية خاصة « ضجة كبيرة عام 2010 لكونه يتعرض للتحرش الجنسي، وهذا هو فيلمها السادس بعد ثلاثة أفلام قصيرة وفيلمين طويلين، وكلها أفلام وثائقية قامت روجينا بإنتاجها وكتابتها وإخراجها ربما للحفاظ على رؤيتها أو وجهة نظرها من التعديل، أو توفيرا للنفقات وخفض التكلفة الإنتاجية.. وفى «حكاية سناء» الذي تحدثنا عنه الأسبوع الماضي ضمن الحديث عن موضوع التكريمات التي تقيمها المهرجانات السينمائية لنجوم الفن.. وأهميتها فى حياة هؤلاء النجوم فى حياتهم.. خاصة بالنسبة لمن استمروا فى العمل لسنوات طويلة وصعد بجوارهم آخرون من الأجيال الجديدة، أو الذين توقف عطائهم لتغير ظروف الإنتاج السينمائي وتراجع الدولة عن دعم السينما وأيضا شركات الإنتاج الكبيرة وحلول شركات جديدة ترى للفن وجوه أخرى ومعايير مختلفة.. وكان السؤال هو أهمية التكريم فى حياة هؤلاء النجوم والنجمات.. خاصة الذين مازالوا قادرين على الإبداع.. والعطاء.. ودوره فى دعمهم إنسانيا وثقافيا وهو ما يبدو واضحا من خلال الندوات التي أقيمت وتقام للمكرمين فى المهرجانات، وبينهم المخرج على بدرخان والفنانة ليلى طاهر والفنان حسن حسني والتي قال كل منهم ما رأه الأهم فى مسيرته، ورفض ماطلبه البعض منه من الإعلاميين لإيمانه بأهمية أن يبدو فى الصورة التي تليق به، غير أن السؤال المهم هنا كان عن التكريمات التي تأتي بعد رحيل المكرمين فى صورة فيلم مثل هذا الفيلم «حكاية سناء» هو هل كانت سناء جميل ستوافق على ماجاء فيه.. ولماذا تصنع غالبية أفلام التكريمات بأيدي المخرجات وليس المخرجين.. وخاصة مع ما قدمته مخرجة هذا الفيلم من بناء سردي درامي مدهش لحياة بطلتها.
بودي.. فرعون السومو
الفيلم الرابع بعد «زهرة الصبار» و»مستكة وريحان» و»حكاية سناء» هو فيلم «بودي.. فرعون السومو» الذي أنتجته وكتبته، وأخرجته «سارة رياض» 24 عاما المصرية الأب واليابانية الأم، والتي تركت دراسة الاعلام لتتعلم صناعة الأفلام وبعد عدة أفلام قصيرة جاء فيلمها هذا الطويل، والذي يجمع بين الوثائقي والدرامي وإن كان ينحاز للجزء الأول بحكم متابعتها لحياة أول بطل مصري لرياضة السومو اليابانية العريقة، وهو عبد الرحمن شعلان أو «بودي» والذي لولا ملامحه المصرية ووجهه القمحي وعيناه وضحكته المشرقة ولغته لحسيناه «اوسان رامش» الياباني.. فهذا هو اسمه فى سجل دوري السومو اليابانية للمحترفين ومعنى الاسم هو «العاصفة الرملية العظيمة « أما كيف انتقل من إحدى قرى الدقهلية القريبة من المنصور إلى اليابان فهذه هي قصة الفيلم الذي عرض فى مهرجان شرم الشيخ السينمائي قبل عرضه القريب فى دور العرض بالقاهرة والذي حين تراه ستدرك أهمية ما صنعته مخرجته الشابة حين أتجهت للسينما وشاركت صناعة برامج تليفزيونية وأفلام وثائقية متعددة حتى قررت أن تقدم قصة حياة بطل السومو المصري فى فيلمها الأول الذي تتبع رحلته من القرية، من خلال حديث الأم والأب اللذان لا يزالان فى نفس المكان الأول، والذي ندرك كم قدما الدعم لبودي أو عبد الرحمن حين بدا يلعب رياضات كمال الأجسام فى القرية ثم تفوق ليذهب إلى عاصمة المحافظة ثم القاهرة وليرى فيلما عن السومو يلفت نظرة ويعرف أنها رياضة لا تمارس فى مصر، ويدفعه الشغف بها إلى جمع المعلومات عنها، وإلى معرفة كل ما يخصها من ممارسات وقواعد وشروط خاصة، وأن الطريق الوحيد أمامه هو البحث «سمسار» سومو يقتنع به.. وهو ما حدث بالفعل.. ومن مصر إلى اليابان تنجح «سارة رياض» كمخرجة فى تقديم قصة بودي وخروجه إلى العالم وتحولاته الكبرى، سواء فى ترك جسمه ينمو وفقا لمتطلبات رياضة تعتمد الصراع والمواجهة والقوة الشخصية بين خصمين بملابس قليلة حتى لا تكون عائقًا أمام اللعب.. أو فيما يخص التدريبات الشاقة الطويلة جدا له وحده.. أو مع آخرين.. وطقوس اللعب الخاصة، وطقوس تحية الجمهور الكبير المتحمس، حتى تسريحة الشعر الخاصة بلاعب السومو لها طقوس خاصة، صعبة، رأيناها على الشاشة مع وصف خفيف الظل من «بودي» الذي يحيطه اليابانيون، كبارا وصغارا، محبة كبيرة وشغف هائل حين يتواجد فى أي مكان.. والحقيقة أن هذا الفيلم يثير سؤالا مكررا ومهما هو لماذا لا نعرف أي عن المصريين الناجحين فى العالم إلا عبر اهتمام شخصي من مخرجة كمخرجتنا هذه مع أن « فرعون السومو « موجود هناك منذ سنوات، والفيلم هنا لا يقدم فقط رحلته الطويلة والشاقة والمليئة بالاجتهاد، ولكنه يقدم الملامح الجميلة فيها مثل دعم الأسرة، وفرحتها عن بعد.. ومثل هذا الهتاف له من أطفال اليابان، بانه بطل السومو القادم من مصر، ولعلها.. أن هذه اللقطة من أجمل لقطات الفيلم مع ضحكته وقدرته العالية على جذب المشاهد، فنحن أمام فيلم من سجلات الحياة المشرقة، بطله يقوم بدوره فى الحياة.. وقصته تفتح أمامنا من أبواب الفخر والأمل، وقد توحي لبعض من صناع السينما الآخرين بالبحث عن قصص أخرى لأبطال آخرين من مصر صنعوا المجد لهم ولبلادهم.. وهم كثيرون.. وياليتنا أيضا مجد فضائية تتحمس لعرض «فرعون السومو» على شاشاتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم الحلقة كاملة | الفنان محمد عبده يطمئن جمهوره على صحت


.. كلمة أخيرة - ندمت على القرارات دي.. غادة عبد الرازق: لو رجع




.. تفاعلكم | 200 فنان يتضامنون لإنقاذ العالم من موسيقى الذكاء ا


.. أبرزهم شقو وعالماشي واحدهم وصل 38 مليون .. 4 أفلام تتنافس ف




.. شبيه عادل ا?مام يظهر فى عزاء الفنانة شيرين سيف النصر