الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الديموقراطية تعني حكم الشعب أم نيابة عن الشعب!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2018 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


هل الديموقراطية تعني بالفعل حكم الشعب!؟ وهل يمكن ان يحكم شعب من الشعوب نفسه بنفسه لنفسه بشكل مباشر !!؟؟
((نحو فهم واقعي وعملي للديموقراطية!))
*************
صحيح أن الديموقراطية تقتضي أن تكون (السلطة للشعب) أي أن السلطة العامة ملك للأمة، ليست ملكا لفرد او لحزب أو لعائلة أو لقبيلة أو لطائفة، هذا صحيح، ولكن هذا لا يعني أن يمارس (الشعب)[1] بنفسه السلطات العامة سواء التشريعية أو التنفيذية أو القضائية او المالية!، بل الصحيح هنا هو ان يختار الشعب من ينوبون عنه في ممارسة السلطة، فكما ان الشعب لا يدير الثروة العامة بنفسه بل يترك أمر ذلك للمتخصصين في الادارة المالية والاقتصاد، كذلك الحال بالنسبة للسلطة السياسية فهو يترك أمرها للساسة والمتخصصين في شؤون الحكم والقيادة[2]، لهذا لا يوجد شعب في العالم يحكم نفسه بنفسه بشكل مباشر بل النخب هي التي تحكم دائما، الفرق أنه في النظم الديموقراطية يختار الشعب[3] من يقود الدولة وبصلاحيات محددة، أما في الديكتاتورية فالافراد او النخب تحكم بدون انتخابات عامة او تحكم بانتخابات اشبه بالبيعة الاجبارية التي نتائجها معروفة سلفا!.. وهكذا فالشعب لا يحكم ولا يمكن ان يحكم بشكل مباشر بل ولا يريد الشعب ان يمارس سلطته بنفسه بدليل أن اغلبية الشعب، حتى في المجتمعات الديموقراطية العريقة، يعزفون حتى عن الحد الادنى من المشاركة السياسية!، والحد الادنى هنا هو المشاركة في التصويت!، واغلب الشعوب في اغلب الاحوال لا يشاركون في التصويت ويتركون التصويت للناخبين، والناخبون لا يشكلون أغلبية الشعب!، لهذا فالديموقراطية الواقعية لا تعني حكم الشعب بل تعني: ((تداول الحكم وقيادة الدولة بين النخب السياسية المتنافسة بشكل حضاري وسلمي منظم حسب ارادة اغلبية الناخبين))..... واحيانا حينما يكون هناك انقسام شديد لدى الناخبين حول المرشحين فقد تتوزع الاصوات بين عدة احزاب او شخصيات بحيث نجد أن الفائز لم يفز في الواقع بأغلبية أصوات الناخبين بل بالأغلبية النسبية بالقياس لما حصل عليه كل مرشح من المرشحين على حِدَةٍ، وليس اغلبية اصوات الناخبين!!، ولو جمعنا اصوات الناخبين التي ذهبت للمرشحين الخاسرين فسنجد انها تشكل في مجموعها أغلبية الناخبين اي ان المرشح الفائز يمثل الأقلية بالقياس للعدد الكلي للناخبين!!، لهذا يفضل البعض نظام الحزبين لا نظام الاحزاب المتعددة وذلك لتركيز خيار الناخبين بين مرشحين اثنين فقط بحيث من يفوز يكون فاز بأغلبية صوت الناخبين بالفعل!، وفي كل الاحوال هكذا هي اللعبة الديموقراطية، وهي بعيوبها هذه تظل افضل الممكن وافضل الموجود!، افضل من الديكتاتورية وحكم المتغلب، وأفضل من الصراع الدموي، نابا ومخلبا، على الحكم والسلطة!!.
***********
سليم الرقعي 2018
[1] في الواقع الشعب، اي شعب، ليس كتلة واحدة متجانسة في كل شيء بل هو شرائح وفئات بل وجماعات مختلفة ومتعددة ومتنافسة على تحقيق مصالحها أو افكارها!.
[2] لابد أن تكون في كل مجتمع أحزاب وجمعيات سياسية تكون بمثابة مؤسسات ومعاهد ومراكز سياسية وطنية لتدريب وتخريج رجال دولة ونخب وقيادات سياسية قادرة على قيادة وادارة الدولة.
[3] في الواقع أن من يختار وينتخب النواب ورئيس الدولة هم أغلبية الناخبين وليسوا أغلبية الشعب، فأغلبية الشعب لا يشاركون في أي تصويت، ولكن يمكن اعتبار الناخبين يمثلون شرائح واسعة من الشعب، فكأنما الناخبون هم نواب الشعب في التصويت لإختيار نواب الشعب في مجلس الحكم أي البرلمان!.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى