الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهدف

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الهدف
دائما ما أبحث عن الأهداف وراء الأفعال والأحاديث التي تمر عليّ، فكل فعل عليه أن يكون له هدفا، أيا كان هذا الهدف، جيدا أو سيئا، قيّما أو تافها، إلا أن الحال في مصر يجعل رؤية الأهداف وراء الكثير من الأفعال غير مفهومة ولا واضحة، ومهما حاولت .. لن تجد إلا العبث ولن تصل إلا إلى الفراغ!

ومن ذلك الضجة الضخمة التي يقيمها النظام على ما يدعى كذبا وزورا بالإنتخابات الرئاسية، فالجميع في الداخل والخارج يعلم أنها مسرحية فارغة لا يقصد منها إلا التمكين للسيسي والذي يستولي مع نظامه على الحكم بقوة السلاح مغيبا للقانون والدستور.
فهو يفعل ما يشاء ولا أحد يجرؤ على مراجعته إذ أن في السجون متسعا للجميع فالشئ الوحيد الذي ازدهر في عهده هو بناء السجون وارتفاع أعداد المساجين السياسيين وزيادة النفاق إلى درجة لم تحدث في التاريخ وارتفاع معدلات الفقر والجريمة.
ولذلك فهو يعلم أنه لا يوجد انتخابات ومؤيدوه يعلمون أنه لا يوجد انتخابات والشعب يعلم أنه لا يوجد انتخابات وحتى إذا قرأت الصحف العالمية كلها، ستدرك أن الجميع على اقتناع تام في الخارج أنه لا يوجد في مصر انتخابات.
ولذلك فإن إغراق البلاد بصور التأييد وبرامج النفاق والتدليس وقوافل التعريص لن تغير من شئ ولن تضيف شيئا لمسرحية هزلية سخيفة معروف نتيجتها سلفا.

ولكن هذا النظام لا يكتفي بالكذب الفادح الفاضح، ولكن عليه أن يكرر كذبته حتى تتشبع بها تماما ولا تملك أمامها إلا إغماض عينيك وسد أذنيك حتى لا تصاب بالجنون وسط كل هذا الكذب وكل هذا العبث.

إن فيضان الأكاذيب الذي يتم انتاجه يوميا في عصر السيسي يجعل من العسير على اي شخص أن يحاول استبيان أو تبيين الحقائق للناس، ومهما جاهدت في سبيل ذلك سيصعب عليك ملاحقة هذا الفيضان الجارف، وبينما أنت تبين للناس كذب ادعاءات جهاز الكفتة من منطلق تخصصك العلمي يخرج عليك بالتفريعة والمؤتمر الاقتصادي وبينما أنت تتحدث عن براءة ثورة يناير ورموزها مما وقعنا فيه من انهيار على كافة المستويات يخرج عليك بيع الغاز والأرض وتهريب الأثار والذهب وبيع القطاع العام فتجد أن الأمر أكبر كثيرا من قدراتك ومن قدرات كل إنسان مازال يتحلى بالعقل والحكمة ولديه حب حقيقي وخوف حقيقي على هذا البلد وعلى مستقبله المعتم المغرق في الجهل والفقر والقمع والديون.

إن أفضل من في هذا البلد إما مسجونا أو مقهورا أو مهاجرا أو مدفونا، ولم يبقى على الساحة إلا حفنة من المجرمين والمختلين عقليا يعبثون بكل قيمة ولم يتركوا لهذا البلد المنكوب لا تاريخا ولا جغرافية ولا نيل ولا مورد وهم أشبه بالضباع التي لا تتورع عن أكل الجيفة.
عزيزي القاريء إذا كان لديك سببا وجيها يبرر هذه المسرحية الهزلية فأرجو أن تنورني به إذ أنني أعياني التفكير ولم أصل بعد إلى الهدف!
اللهم إلا إذا كان هدفا مثل هدف السيسي في صفقة الغاز الذي سنستورده بمليارات الدولارات من اسرائيل بعد التخلي عنه بمليء ارادتنا!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص