الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيلم الأوسكار -The shape of water- والفلسطينيون الذين عذبوا شمسون !

هاله ابوليل

2018 / 3 / 23
الادب والفن


فيلم الأوسكار "The shape of water" والفلسطينيون الذين عذبوا شمسون !



في فيلم "The shape of water"الذي لاقى شهرة استثانية في حفلات توزيع الجوائز عرض في نهاية 2017 حيث حصد جوائز عديدة منها أربع جوائز أوسكار لأفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل موسيقى تصويرية وأفضل تصميم إنتاج
وتبدو أجواء الفيلم من طراز قديم حيث الأثاث من عصر فائت و-الهاتف اليدوي الدوار والتلفزيونات القديمة وملابس سنوات الستينات وأغاني وموسيقى تلك الحقبة التي يعرضها التلفزيون مع بعض حركات الموسيقى الراقصة التي درجت في ذلك الزمان وتحديدا في سنة 1962 م . حيث لم يكن حلم امتلاك الأمريكي لسيارة الكاديلاك المكشوفة والمبهرة بعيدا عن ذلك العصر , حيث يعبر امتلاكها عن الحلم الأمريكي المعاصر .
الفيلم الذي تقوم أركان بطولته على عاملة نظافة بكماء مهمشة و وحيدة وجدت أخيرا سببا للسعادة وهي تقوم بتعليم كائن غريب للموسيقى والرقص و طريقة الأكل
مما دفعها لاحقا لإجتراح القوة للدفاع عن حبها الجديد لكائن برمائي يسبح في بركة اصطناعية هي مسؤولة عن تنظيف المختبر - الذي تقوم عليه أبحاث أمريكية لدراسة هذا الكائن المستخرج من أعماق وحل النهر في أمريكا الجنوبية حيث قصص بلاد الأمازون , الذين يقدمون الفواكة والزهور للآلهة كقرابين , حيث الأساطير و المعجزات الخارقة - التي تعيد لجار البطلة الرسام العجوز غيلز - ذلك الرسام الحالم شعره المفقود بدلا من الباروكة التي يبدو إنها جعلت الكائن البرمائي متعجبا منها بل و مضحكا , فقد قام ذلك الكائن بمسح رأسه لعدة مرات , فنبت له ما يحلم به معجزة .
هذه هي الإشارة الوحيدة لقدرة هذا الكائن على إجتراح المعجزات وكانت كافية على ما يبدو في ظل ما سيأتي من فانتازيا غير واقعية .
هؤلاء المهمشون في الفيلم –النكرات استطاعوا دفعك لكي تعيش مغامرة إنقاذ كائن غريب برمائي حساس وعاطفي في قصة تهريبه لكي لا يتم قتله وتشريحه و بل سعى الفيلم في لقطة منه إلى خدش الحلم الأمريكي وتحطيمه في لقطة تصادم الشاحنة بسيارة الكاديلاك التي يملكها البطل السادي المتوهم بكبرياء القوة وزهو الحلم الأمريكي القابل للتهشيم والكسر مع إرادة التحدي والمغامرة لمن يملكها .
الخادمة البكماء تسمى إليسا إيزبوسيتو- اليتيمة التي وجدت في الماء عند النهر
هكذا قالت صديقتها السوداء زيلدا- التي تعلمت لغة الإشارة من أجل التواصل مع صديقتها البكماء والتي تقوم ببطولته الفنانة سالي هاوكنز - الفنانة العادية جدا والتي لا تكاد تلفت الإنظار لها حيث تفتقر للجمال و تعيش وحيدة بدون حبيب وتمارس الحياة بطقوس يومية مملة لا تكاد تتغير, ولكنها رغم ذلك حالمة في كون أفضل وعالم أجمل بعينين تشعان ببريق لافت , وتبدو شخصيتها الحالمة من حركة إمالة الرأس على زجاج الحافلة - التي تأخذها للبيت كل مساء بينما السماء تمطر .
تلك الفتاة التي وجدت في الماء عند النهر وهي طفلة و ها هي تعود للماء في نهاية المطاف .
تتواصل اليسا الوحيدة و المهمشة والتي لم ترى اعجابا مبطنا بها من أي كائن بشري إنساني سوى الضابط السادي ستريكلاند الذي كان يعرف درجة حرمانها وكان يعتقد إنه فادر على جعلها تصدر أصواتا بسبب الإثارة الجنسية كونها بكماء في مفارقة غريبة حيث يحاول هو نفسه كبت ذلك الصوت من زوجته التي تستطيع أصدار الأصوات والتي طالبها أن لا تتحدث وأن تبقى صامتة . في محاولة لأفتة منه للسيطرة وشعوره الخارق بأنه بطل فوق العادة أو مثل شمسون الجبار , وهو يحاول في اكثر من مناسبة إظهار الفلسطينيين كأرهابيين وذلك باستخدام قصة شمسون من التراث اليهودي والتي يحاول طيلة الفيلم إظهار قوته الخارقة مثل بطله شمسون .ولا أعرف ما المعزى من وراء ذكر الفلسطينيين بكل هذه الفجاجة في فيلم فنتازي لولا أن القائمين على إنتاجه لا يمتون للواقع الحقيقي – في عصر غير حقيقي فعليا والذي يعرف أن العدو الصهيوني –محتل الأرض هو المعتدي وهو المجرم
ولكن نظرا لطبيعة الصراع في ذلك الزمان قد نلتمس عذرا للمخرج الذي أراد أن يوضح طبيعة الصراع القائم في تلك البقعة في أوائل الستينات وإنا بدا للآخرين – للأسف - غير محايد ولكنه للصدق أضفى على الشخصية المريضة بعقدة التفوق و السادية في مرضها وحبها لتعذيب الآخرين في إعطاء معادل موضوعي لطبيعة الصراع القائم في الشرق الأوسط ولكنها تبقى إشارة عميقة وغير مفهمومة بل ومسيئة بسبب أن الفيلم سيترجم لعدة لغات وسيحضره الملايين من المشاهدين الذين أغلبهم مشاهدين عاديين- لا يهمهم إدراك ذلك المعادل المقابل ولا تلك الشخصية اليهودية المريضة التي تدل على نوازعها الإجرامية اليهودية والتي بدت بقسوته وهو يقطع أصابعه, لتخويف زيلدا و إجبارها على الإعتراف بمكان الكائن البرمائي .

وبعيدا عن الإشارات السياسية , تتواصل اليسا مع الكائن الغريب وتعلمه بعض الإشارات وتسمعه الموسيقى بل وترقص أمامه وهو يطالعها من حوض الزجاج منبهرا براقصته ذات مكنسة التنظيف ,حيث تعتبر بنظر الكائن البرمائي تعجبه حركاتها وهي تمارس طبيعتها العادية بإعتباره كائن لا يلتفت لعيوبها و افتقارها للجمال الذي يجهل كهنه وكان ذلك واضحا في تبريرها لجارها في معرض إقناعه لمساعدتها في إنقاذ ذلك الكائن وتهريبه من مختبر الأبحاث , حيث تصف له كيف يراها بعينين لا تعرفان العيوب, فهو كائن غريب تمارس أمامه حياتها بدون خجل ولا مخاوف حيث يبدو كائنا عجائبيا تعلمه الحب , فيما كان يراقبها عن بعد طبيب أمريكي يسمى بوب يتضح فيما بعد إنه جاسوس روسي يسمى ديمتري - والذي أعجبه ذلك التواصل الإنساني من كائن برمائي مع خادمة رقيقة تطعمه البيض وتسمعه الموسيقى .
وطبعا وجود ذلك الطبيب ونقله الأخبار للروس وضع في سياق ذلك الزمان ليشير لتلك الحرب الباردة و على توغل الروس في امريكا كجواسيس في تلك الحقبة الباردة أو كما أشار الجنرال هويت في الفيلم , إنهم جعلوا الروس أضحوكة عندما أرسلوا كلبا إلى الفضاء في إشارة غيرمفهومة بل وتتجاوز الحقيقة بأن ذلك كان سببا لأرق امريكا وخوفها ولكنه استخدم السخرية لذلك بسبب عجزهم ومحاولة فاشلة للإنتقاص من قوة الإتحاد السوفيتي في ذلك الزمان - او خاصة بعد إرسال إنسان روسي يهبط على القمر -الله وحده يعلم ماذا كان يفعل هناك كما أشار الجنرال والكل يعرف مافعلته امريكا بعد ذلك السباق في الفضاء , مما دفع الرئيس الأمريكي أن يجمع كل علماء أمريكا لتغيير مناهج العلوم والرياضيات لذلك الجيل لكي يجعلهم ذلك يتفوقون على الروس في الوصول إلى القمر .
لقد كانت حالة من القهر تلازمهم بتفوق السوفيت عليهم وإشارة إلى تلك الحرب الباردة بين الدولتين وصراع غزو الفضاء الذي لم ينتهي بعد.
.
يساعد اليسا في تهريب هذا الكائن البرمائي - جارها العجوز وهو رسام وله ميول مثلية جعلته منبوذا ومطرودا من عمله و يهربانه بمساعدة الطبيب ديمتري الذي كان يراقبها وهي تتواصل معه بالموسيقى والرقص ويغضبه قرار الجنرال والضابط ستريكلاند بتشريح هذا الكيان النادر , فعندما يعلم بمحاولتها تهريبه فيساعدها بأن يضع متفجرا اسرائيليا لكي يمنحها عشر دقائق لتهريب ذلك الكائن وهكذا يحدث وتنجح محاولة تهريبه
في الفيلم إشارة لقوة اسرائيل الحربية و في التسليح , فالدولة الصهيونية الناشئة باتت تصدر متفجرات للروس
فيا للعجب
إما لماذا هذه الإشارة التي لا داعي منها ولكن البطل المغرم بقوة شمسون يصرح على الرغم أن الروس يكرهون اليهود ومع ذلك يستخدمون أسلحتهم , في لفت نظر العالم لقوة تلك الدويلة الصهيونية والتي تمولها حركة الصهاينة لإظهار تفوق اسرائيل في معظم الأفلام الهوليوودية و بل وتكريسها كدولة قائمة رغم كل القرارات التي صدرت بحقها كدولة متعدية وكيان غير قانوني
ويبدو ذلك شائعا في كل الأفلام الأمريكية والأفلام التي ستأتي لاحقا والتي لابد أن تشير لتلك الدولة كتكريسها كواقع قائم على الأرض ولو بالإشارة لذلك من خلال الأحجيات والألغاز كما حصل في فيلم The Age of Adaline الذي عرض في 2015 .
ونشير هنا إلى الضابط ستريكلاند , الذي كان يعذب ذلك الكائن البرمائي بل ويسخر من كونه اله يعبد عند قبائل الأمازون والذي لا ينفك يروي قصصا لأبطال خارقين مثل شمسون الجبار- الذي يبدو أنه يتخذه قدوة له وهي قصة من التراث اليهودي حيث يبدأ مقولته بذكر صادم حيث عذبه الفلسطينيين ولم يذكر ما فعله شمسون ليلاقي ذلك العذاب, فالمهم أن لا ينسى أحد أن الفلسطينيين أرهابيين كما يريدون لهم أن يكونوا , وهي رسائل مبطنه صهيونية يجب متابعتها وحذفها من الأفلام بل ومطالبة المخرجين بحذفها , لأنها تحرض على كراهية الآخر وتعميق العداوة التي يبدو أن الأمريكي لا يريد لها أن تنتهي حتى لو كانت تحدث في فيلم فنتازي غير واقعي .

يبدو شانون هنا شخصية سادية تتمتع بتعذيب الآخرين هذا عن اعتزازه بيهوديته من خلال اقتباسه قصة شمسون من التراث اليهودي و التي يصفها بقوة البطش والتدمير و هو يهدد الخادمة السمراء زيلدا التي جاءت بدور خادمة ثرثارة ولكنها طيبة القلب لحمايتها الدائمة للبكماء .


يتحدث عما فعله الفلسطينيين بشمسون الجبار و قلعه عينيه وقصة دليلة
لقد كان يتقمص دور شمسون الجبار الذي لا يقهر وأحلام السيطرة والنفوذ والقوة التي كانت تجتاح ذلك العصر من الحروب الباردة حيث حروب التسليح والتنافس على إظهار القوة بغزو الفضاء كما جاء على لسان الجنرال هويت الذي كان يمثل قوة أمريكا وسياستها وخاصة عند تهديد الضابط الذي يمثل يد امريكا التي تبطش بفقدان مكانته إن لم ينهي كل تلك الفوضى .


بالنسبة للموسيقى التصويرية ,فهي أجمل ما يصادفك في الفيلم حيث تمنحك شعورا رائقا وناعما .
موسيقى تخبرك أن القادم أجمل وخاصة موسيقى البداية الناعمة والهادئة والتي توحي لك بما سوف يحدث حيث يغمر الماء شقة البطلة النائمة في شعور رائق ومتجل لما سوف يحدث .


من الجدير بالذكر أن المكسيكي Guillermo del Toro مخرج الفيلم و مؤلفه " غيليرمو ديل تورو , حصل على جائزة غولدن غلوب كأفضل مخرج عن هذا الفيلم وجائزة الأسد الذهبي وجوائز عديدة ستجعله يحظى بنسبة مشاهدة ضخمة في أرجاء المعمورة لتروج لمقولة أن الفلسطينيين عذبوا شمسون الجبار وقلعوا عينيه , ولكنه للمفارقة إنتصر في النهاية , بأن هدم أركان المعبد عليه وعلى الفلسطينيين
وربما هذا ما سيحدث فعلا في المستقبل حيث نظرية الفرصة الأخيرة "علي وعلى أعدائي كما يقولون ..

يصنف الفيلم تحت خانة أفلام الفانتازيا مثل افلام الجميلة والوحش
ولكنه في هذا الفيلم لم يعط معنى للجمال الظاهري فقد كانت البطلة بكماء وخالية من الجمال بالإضافة لم يكن هناك وحش بدائي مخيف كما في قصص الأخوين غريم الساحرة بقدر ما كان يتجسد الوحش بصورة الأدمي - الإنسان القاسي السادي المتوحش -الضابط
مقابل حيوان مسالم وديع تعلم كيف يتواصل مع موسيقى الحياة بالحب النادر الذي يتجاهل معنى الإختلاف ومعنى السائد وإ جتمع مع تلك الفتاة الهادئة في قصة حب نادرة عز نظيرها في عالم يموج باحلام القوة والسيطرة والحروب .
إنها صورة من صور توحد الحب العظيمة التي يهفو لها إنسان القرن العشرين بعيدا عن شمسون الجبار وهدمه للمعبد بلا شك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة