الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في الذاكرة – الموثوقيِّة بحسب القياس العلمي.

نضال الربضي

2018 / 3 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قراءة في الذاكرة – الموثوقيِّة بحسب القياس العلمي.

---------
في بداية المسيحية
كانت هناك ذكريات كثيرة
للأشخاص ِ الذين كانت لهم علاقة ما بـ: يسوع.
أعتقد أنه من الإنصاف أن نقول أن:
الكثير من هذه الذكريات كانت "مُشوَّهة"،
بمعنى أنها لم تكن صحيحة تاريخيا ً
بقدر ما كانت تصوُّرات ٍ حيَّة في وجدان البشر.
---------
)البروفيسور بارت إيرمان، م1، الترجمة للعربية: نضال الربضي )


مقدِّمة في التذكُّر
-----------------
يعتبرُ المجموع ُ العام ُّ من البشر فعل "التَّذكُّر" عملا ً قُطبيا ً، بمعنى أنَّهُ أحادي التصنيف، إما: يتمُّ، أو: لا يتم. أي إمَّا أن: يتذكَّر الشخص، أو: لا يتذكَّر. و باعتبار أن "القادر" على التَّذكُّرِ، أي: "المُطمئنَّ" لتذكُّره، هو الذي يُقدِّم في الموقف الذي يتطلَّب تلك العملية: مادَّة ً موثوقةً، يُمكن ِ الاعتمادُ عليها، و بالتالي استخدامُها كمرجع ٍ و مصدر ٍ غير ِ مَعيب بشائبة أو ناقض، لكن موثوق ٍ و رئيس ٍ يُركن ُ إليه في الاحتكام ِ و الاستشهاد.

و لا يكتفي هذا المجموع في البناء ِ على هذا الأساس ِ كما هو، لكن يتَّجهُ نحو تعزيزِهِ و تدعيمه، بحيث ُ يصبح ُ عدد ُ من يستشهدون بما تم َّ نقلُه ُ عن الواحد مُتواترا ً عن كثيرين سببا ً لترسيخ ِ قبوله ثم الاستشهاد ِ به، معزَّزا ً على مستوى ً ثالث ٍ بالشهادة ٍ لمن يقدِّمون َ المُحتوى المتواتر، فنتحصَّل ُ على ثلاث طبقات ٍ من التأكيد ِ:

- الأولى: القدرة ُ على التذكُّر، كشهادة لصلاحية المادة التي يتمُّ تذكُّرها.
- الثانية: كثرة من يتذكَّرون.
- الثالثة: تزكية المُتذكّرين، باعتبار حُسن ِ سلوكهم شهادة لسلامة المادة التي يتذكَّرونها.

لكن َّ البحث و الدراسة العلمية َ الأكاديمية، في فعل التذكُّر، و في المادَّة المتحصِّلة من هذا الفعل، تختلفُ جذريا ً مع تلك الاعتقادات ِ الشَّعبية ِ المُنتشرة، و تصل إلى نتائج َ مُخالفة ٍ لها، تُنقضُ ما تذهبُ إليه تلك الإعتقادات، و تهدمُ كل َّ ما يُبنى عليها من نتائج.


الغوريلا في وسطنا، م2
---------------------
بعكس ما يتوقَّع ُ المجموعُ العام من كون ِ فعل ِ التَّذكُّر قادرا ً على استحضار ِ ما قد حدث بالفعل، تأتي التجربة ُ العلمية ُ للباحثين في علم النفس: دانيال سيمونز Daniel Simons و كريستوفر تشابريز Christopher Chabris ، لتوضِّح لنا:

"أنَّنا
نُدركُ و نتذكَّرُ
فقط: المواضيعَ و الأشياءَ و التفاصيل،
التي: نُعطيها انتباهنا و تركيزنا"

انتبه هنا عزيزي(تي) القارئ(ئه) أن جملة: "نُعطيها انتباهنا و تركيزنا" لا تعني على الإطلاق: ما نُشاهده و ننظرُ إليه أو نتأمله و نسمعه، إنما تعني بالضرورة: ما يستحوذُ على انتباهنا في المشهد، أي ما: نستوعبه بوعينا، حتى لو كان جزءا ً بسيطا ً من المشهد العام. و بقصدِ توضيح ِ هذا المفهوم سأعرضُ أمامكم التجربة َ كاملة ً:

قام الباحثان: دانيال و كريستوفر (في عدِّة مرَّاتٍ) بعرض ِ مقطع ِ فيديو مُدَّتُه: دقيقة واحدة، فيه مجموعتان الأولى تلبسُ قبَّعات ٍ بيضاء، و الثانية ترتدي قبَّعات ٍ سوداء، بحيثُ تتبادل ُ المجموعتان ِ تمرير كُرة ٍ بينهما، بينما يُطلب من المشاهدين أن يُراقبوا عملية تمرير الكرة و يحسبوا عدد المرَّات التي تُمرِّرُ فيها المجموعة ُ ذاتُ القبَّعات البيضاء الكرة.

في ذات ِ مقطع ِ الفيديو، و أثناء عملية ِ تمرير الكرة بين المجموعتين، تظهرُ امرأة ٌ ترتدي زيَّ: حيوان ِ الغوريلا، و تضرب بيدها على صدرها كما يفعل ذلك الحيوانُ في الغابة، و يستمرُّ المشهد لمدَّة ِ تسع ِ ثوان ٍ (ضمن الدقيقة ِ الواحدة التي تُشكِّلُ طول المقطع).

بعد َ انتهاء ِ الفيديو يطلب ُ الباحثان ِ من المشاهدين أن يتذكَّروا إن كانوا قد شاهدوا أي َّ شئ ٍ غريب ٍ أو غير ِ مُتوقَّع ٍ في المقطع. و هُنا تأتي المفاجأة الكبيرة، فبعكس ِ ما هو مُتوقَّع ٌ منطقيا ً من حيثُ وجوب ِ أن يذكر الجميع: ظهور الغوريلا في المشهد، نجد أنه فقط: نصفُ المشاهدين، قد انتبهوا إلى الغوريلا، بينما فشل النصف الآخر في ملاحظة ِ وجودها.

و ليس هذا فقط ما يُثير التَّعجُّب و الاندهاش، إنَّما من الأكثر ِ إثارة ً للاستغراب أن هؤلاء الـ: 50 بالمئة الذين فشلوا في تذكُّر ِ رؤية الغوريلا، و عندما يتمُّ عرض الفيديو أمامهم من جديد و الطلبُ منهم الانتباه للغوريلا، يستطيعون فعلا ً رؤيتها ثم يُعلِّقون بثقة ٍ كبيرة أنَّ: الفيديو الذي شاهدوه و انتبهوا فيه للغوريلا هو بالتأكيد فيديو مختلف عن الفيديو الذي شاهدوه أول مرَّة. إنهم الآن يعتبرون ذات الفيديو و ذات المشهد: مُختلفا ً، لمجرد أن انتباهم إلى المواضيع و الأشياء و التفاصيل، قد اختلف، على الرغم أن الفيديو في الحالتين كان نفسه.


ماذا نستحضرُ عندما نتذكَّر؟
-----------------------------
شاهدنا في المثال السابق كيف تتذكَّرُ الأغلبيةُ ما: تُعطيه انتباهها و تركيزها، لا "كُلَّ ما حدث"، و بقدرة ٍ غريبة على الفشل ِ في استحضار ِ ما تم َّ بالفعل. لكن يا تُرى هل عندما نتذكرُ بالفعل ما حصل، أي: إذا ما تذكَّرنا فعلا ً وجود َ الغوريلا، هل نتذكَّر بالضبط ما فعلته الغوريلا و كل َّ صفاتِها كاملة ً؟

إننا هنا أمام َ سؤال ٍ آخر:
إذا ما تذكَّرنا الإطار العام لشئ ٍ ما قد حصل: مثلا ً أننا قد زُرنا طبيبا ً ما في عيادته،
فهل معنى هذا: أننا نتذكَّر جميع َ تفاصيل ِ الموضوع بدقة؟ أي على سبيل المثال أننا نتذكر تفاصيل الزيارة بصورة صحيحة؟


قام الباحث النفسي البريطاني: إف سي بارليت F.C.Barlett، بأبحاثٍ كثيرة ٍ جدَّاً على الذاكرة، م3، بطريقة ٍ تختصُّ بطريقة ٍ دقيقة بكيفية ِ تذكُّر الخبرات الشخصية، و توصَّل إلى النتيجة ِ القطعية ِ التالية (أقدِّم ترجمة َ معناها و خُلاصتها بتلخيصٍ):

"ليست الذكريات صورا ً مُحدَّدة، و ثابتة، مُختزنة في موقع ٍ ما من الدماغ، يتم ُّ استحضارها و استدعاؤها لاحقا ً، إنما تتكوَّنُ ذاكرة ُ مشهد ٍ أو حدث ٍ ما من أجزاء َ و قطع ٍ مُنفصلة تتخزَّنُ في مواقع مُختلفة من الدماغ، تتم ُّ محاولة ُ استدعائها عندما يريد الشخص أن يتذكَّرَ، و بحيثُ يتم ُّ "اختراع" تفاصيل لم تكن موجودة في المشهد الأصلي عندما يعجزُ الدماغ لسبب ما عن تذكُّر التفاصيل الأصلية."

للتوضيح: لنتخيل أن شخصا ً ما قد زار عيادة َ طبيب العيون، و بعدها بأيِّام ٍ و أثناء َ محادثة ٍ ما طلب صديقه منه أن يصف غرفة الانتظار في العيادة. يتذكّر هذا الشخص وجود َ تلفاز ٍ في العيادة، و عدَّة َ كراسي و طاولة، لكن َّ كل َّ تفصيل ٍ يورده عن تلك الغرفة ليس بالضرورة ِ صحيحا ً فقد يتذكَّرُ وجود: مجلات ٍ مثلا ً على الطاولة، بينما لا تكن تلك َ موجودة ً في الحقيقة، أو قد يتذكَّرُ أن التلفاز كان يعرضُ برامجه، بينما في الحقيقة قد يكون ُ التلفازُ مُطفأً.

لماذا يا تُرى "نتذكَّرُ" ما لم يحدث؟

الجواب هو:
هكذا يعمل ُ العقل البشري! فهو يُحدِّدُ ما يعتبره مُهمَّا ً، و درجة َ أهمِّيته، و المدى الوقتي الذي سيتمُ فيه الاحتفاظُ بالذكرى و تفاصيلها. فإذا ما احتجنا إلى تذكُّر تفصيل ما، مما لم يُخزِّنه العقل، أو خزَّنه جزئيا ً لا بكافَّة تفاصيله، أو نسيه، فإنَّ العقل: سيخترعُ التفاصيل، ثم َّ سيجعلُها جزءا ً من عملية الاستحضار، و يُقدِّمُها على أساس كونها: ذِكرى، بينما هي في الحقيقة: اختراع!

أترجمُ لكم فيما يلي كلمات بارليت بنصِّها:

"فإذاً ليست عملية ُ التذكُّر استحضاراً للماضي. في الحقيقة و بالاستنادِ إلى الدلائل لا إلى الافتراضات المُسبقة، يظهر ُ لنا بالقطع، أن َّ التَّذكُّرَ هو عملية ُ: بناء، أكثرَ منه عملية: إعادة إنتاج.

التذكُّر ليس عملية: تنبيه (استثارة) لما لا يُحصى من الآثار المُجتزأة، و الثابتة و غير ِ الحيَّة، إنما هو عملية إعادة ِ بناء ٍ في المُخيِّلة، كنتيجة لعلاقتين: الأولي موجودة بين سلوكنا و بين مجموع ردود أفعالنا و خبراتنا الماضية المُنظَّـَمة، و الثانية بين هذا السلوك و بين تمثيل تفصيل ٍ ما على شكل ِ صورة ٍ أو لفظ"

دعني عزيزي(تي) القارئ(ئة) أُعيد صياغة السابق بكلماتي فأقول:

أن العقل يقوم بإعادة إنتاج تفاصيل الذكرى، بحسب انطباعات ٍ ثقافية، أو معرفية، أو إدراكية، إو خبراتية، موجودة لديه، فيُعطينا ذكرى هي في حقيقتها: بعضٌ مما حصل، و بعضٌ مما لم يحصل.

أي أننا لا نستطيعُ بأي ِّ حال ٍ من الأحوال أن نعتمد َ على كون ِ الذكرى صحيحة ً 100%.


مدى دقَّة التَّذكُّر
-----------------
في العام 1902، و في برلين – ألمانيا، كان مُختصٌّ في علم الجريمة اسمه: فون ليست Von Liszt، م4، يُلقي محاضرة ً عندما اندلع فجأة ً اشتباكٌ لفظي بين اثنين من الطلاب في المحاضرة، و سرعان َ ما تطوَّر هذا الاشتباك إلى عراك ٍ سحب َ فيه أحدهما مسدَّسا ً، لتنطلق َ منه رصاصة ٌ وسط َ ذهول الجميع. و لم يطل الأمر حتى أوضح لهم السيد فون ليست أن هذا المشهد برمَّته لم يكن سوى تمثيلية ٍ خَّطط بنفسه لها، و أن الطالبين كانا يمثِّلان الدور المرسوم لهما بعناية. ثم َّ قام َ السيد فون باختيار مجموعة ٍ من الطلاب و طلب إليهم أن يكتبوا ما شاهدوه للتو. في اليوم التالي اختار مجموعة ثانية لتكتب َ ما شاهدته بالأمس، و بعد أسبوع ٍ اختار َ مجموعة ثالثة منهم لتكتب شهادتها أيضاً.

بعد دراسة شهادات شهود ِ العيان في المجموعات الثلاث، توصَّل السيد فون إلى نتائج مفاجئة تفتحُ العيون على مدى موثوقية شهادات العيان، حيث ُ جاءت تلك النتائج ُ كما يلي:

- أكثر النتائج موثوقيَّة ً لم تتجاوز في دقَّتها: 76% في سردها لتسلسل المراحل التي تكوَّن منها مشهد العراك و إطلاق النار.
- بينما ارتفعت نسبة الخطأ في بعض النتائج إلى 80% (أي بدقة بلغت فقط: 20%).


ليست تلك التجربة َ الوحيدة َ التي أظهرت مدى عيوب عملية التذكر العقلية في استذكار ما حصل، مقابل ما تقدِّمه من: اختراعات تفاصيل لم تحصل، لأن جميع بحوث الذاكرة التي تواصلت بعد هذه التجربة المُثيرة و الرَّائدة أكَّدت النتائج َ التي توصلت إليها، و قدَّمت لنا النتيجة القطعية بأن:
"شهادات العيان غير دقيقة بشكل ٍ معيب".


دور المُخيلة في بناء (اختراع) الذكريات
---------------------------------------
في الرابع من أكتوبر للعام 1992، أُصيبت طائرة بوينج 707 بعطب ٍ في محرِّكين، تسبب َّ في اصدامها بمبنى ً من أحدَ عشر طابقا ً في أحد ضواحي مدينة أمستردام.

بعد الحادثة بعشرة شهور قام البروفسور هانز كرومباج Hans Crombag، بتجربة ٍ علمية ٍ مُثيرة، م5، حيث قدَّمَ استبيانا ً لمئةٍ و ثلاثة ٍ و تسعين ٍ شخصا ً يتراوحون بين: اساتذة ٍ جامعين، و أعضاء ِ هيئات تدريسية، و طلَّاب، يسألهم فيه: إن كانوا قد شاهدوا الفيديو الذي يصوِّرُ لحظة َ اصطدام الطائرة بالمبنى. أجاب مئة ً و سبعُ أشخاص ٍ (أي 55% ممن شملهم الاستبيان) أنهم: نعم قد شاهدوا ذلك الفيديو، و لحظة َ الاصطدام.

بعدها بفترة ٍ وجيزة، قدَّم البروفسور هانز استبيانا ً مشابها ً لثلاثة ٍ و تسعين طالبا ً في كليات الحقوق يسألهم نفس السؤال: إن كانوا قد شاهدوا فيديو اصطدام الطائرة بالمبنى. إثنان و ستون منهم (أي 66% ممن شملهم الاستبيان) أجابوا بـ: نعم.

المشكلة في الموضوع أنه: لم يكن هناك أي فيديو عن الموضوع، و لم تلتقط أي ُّ كاميرا فيديو الاصطدام على الإطلاق!!!!!

أذهلت نتائج ُ الاستبيان الباحثين، فكيف يقع أساتذة جامعات ٍ و أعضاء هيئة ِ تدريس و طلاب قانون ٍ في خطأ ٍ كهذا، بل إن َّ المُثير للعظيم ٍ من الدهشة أن بعض الإجابات قد حملت تفاصيلاً مُخترعةً تماما ً عن كيفية حدوث الاصطدام، و عن الوقت ِ الذي مرَّ بين الاصطدام بالمبنى و بين اندلاع النار فيه.

خلصَ الباحثون في نتائج ِ هذا الاستبيان أنه: من الصعب على الإنسان أن يُميِّزَ بين ما اختبره بالفعل، و بين تأثير "الحس الفطري" commonsense الذي يوحي بأفكارٍ و تفاصيل َ أثناء عملية التذكر، لتصير جزءا ً من الذكرى، باعتبارها: نتائج منطقية لا بدَّ أن تكون قد حدثت.

الخلاصة
-----------
لا يمكنُ الارتكانُ إلى الذاكرة كمصدرٍ موثوق ٍ للخبرات على مستوى الأحداث أو الأقوال، خصوصا ً ما يتم ُّ نقلُه بعد شهورٍ وسنين َ و عقودٍ و قرون.

أشجعكم أيها القراء الكرام على قراءة الكتاب الموثَّق أسف المقال، للإحاطة بهذا الموضوع بشكل كامل، و أضمن لكم أنه سيقوم بتغير نظرتكم إلى العالم بعدها.

أشكركم لوقتكم و اهتمامكم.




الكتاب المصدر:
بارت إيرمان، يسوع قبل الأناجيل،HarperCollins للنشر، 2016
Bart Ehrman, Jesus Before The Gospels, , HarperCollins Publishers, 2016


مواضع الاستشهاد داخل الكتاب المصدر:

م1: التراث الشفهي و الإختراعات الشفهية، صفحة 25،
Oral Traditions and Oral Inventions, page 25

م2: تاريخ الاختراع: الصفحات 50 و 51
The History of Invention, pages 50 and 51

م3: الذكريات ُ المُشوَّهةُ و موت يسوع: الصفحات 134 حتى 138
Distorted Memories and the death of Jesus, pages 138 until 138

م4: شهادات ُ شهود العيان و الأناجيل التي بين يدينا ، الصفحات 87 و 88
Eyewitness Testimonies and Our Surviving Gospels, pages 87 and 88

م5: : شهادات ُ شهود العيان و الأناجيل التي بين يدينا، الصفحات 89 حتى 91
Eyewitness Testimonies and Our Surviving Gospels, pages 89 until 91








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الذكريات
بارباروسا آكيم ( 2018 / 3 / 24 - 15:11 )
هل تعرف أَخ نضال

كانت الذكريات في ما مضى جميلة
و خصوصاً زمن المغفور له الفنان الفرنسي ريتشارد أنطوني
حينما غنى رائعته الشهيرة ( مونامور)

https://youtu.be/Oc9qQ6nVspY

ريتشارد أنطوني لم يذكر كلمة ذكرى أو ذكريات
ومع هذا فإن الناس تنتعش ذاكرتها حين تسمع هذه الأغنية حتى و إن لم تفهم الكلمات، حتى و إن لم تعش ذاك الزمان

بالمناسبة أنا أعتبرها أغنية كئيبة لا تُناسبني ابداً


تحياتي و تقديري أخ نضال


2 - العزيز بارباروسا آكيم
نضال الربضي ( 2018 / 3 / 25 - 14:08 )
أهلا ً بك َ أخي بارباروسا!


تعليقك هو عينُ موضوعنا، فالإدراك بحدِّ ذاته هو خليط بين الموضوعي (أي ما حدث) و الذاتي (ما فهمه أو استوعبه المُشاهد مما حدث)، و هذا الخليط هو ما يتم ُّ تخزينه، و عندما يستحثُّنا مُثيرٌ ما على التَّذكُّر فإننا فعلياً:

- نستدعي ما خزَّناه (الموضوعي المخلوط بالذاتي، و الذي لا يمكن الركون إلى صحته 100% كون العامل الذاتي يشكِّل جزءا ً منه)،

- نبني تفاصيل معقولة نستنتجها، أو نستحضر تفاصيل مُخزَّنة عن موضوع آخر (هي أيضاً موضوعية و ذاتية)،

- ثم ندمج كل هذا معاً و نقدِّمُه على أنه: ذكرى ما حدث بالفعل.

أودُّ أيضا ً أن أفحص َجملتك التي تقول فيها:
-كانت الذكريات في ما مضى جميلة-

فأقول:
الماضي يبدو لنا جميلا ً عندما نتذكره لأن العقل ينزع ُ إلى نسيان التعبِ و الألم و المصاعب مع الوقت، و يحتفظُ بالجميل، ثم َّ يبقيه في حيِّز الذاكرة القريب، و بهذا يبدو الماضي جميلا ً، بحيلة ٍ من العقل و تدبير ٍ خفي لا شعوري من الوعي.

فهل حقا ً كان الماضي أجمل؟ و أفضل؟ و أسهل؟

لو فحصت بعمق ربَّما ستتفاجأ أنك نسيت.

دم بكل الود!

اخر الافلام

.. نتنياهو: حماس تمارس إبادة جماعية ورفضت جميع المقترحات المتعل


.. الدكتور مصطفى البرغوثي: ما حدث في غزة كشف عورة النظام العالم




.. الزعيم كيم يشرف على مناورة تحاكي -هجوماً نووياً مضاداً-


.. إيطاليا تعتزم توظيف عمال مهاجرين من كوت ديفوار وإثيوبيا ولبن




.. مشاهد جديدة وثقتها كاميرات المراقبة للحظة وقوع زلزال تايوان