الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدمة (كتاب الإسلام جاء من بلاد الفرس)

ياسين المصري

2018 / 3 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يذهب كل عام ملايين من المتأسلمين إلى مملكة آل سعود بهدف الحج أو العمرة في مكة (أقدس وأطهر بقعة على وجه الأرض لديهم). البعض منهم باع ممتلكاته أو استدان أو استطاع إلى ذلك سبيلا، ليأتي كي يؤدي الفريضة الخامسة عليه، ربما مرة واحدة في حياته، أسوة بنبيه (الكريم)، وربما يأتي مرارا وتكرارا ليرجع (كما ولدته أمه)، مغسول الذنوب التي ارتكبها خلال العام المنصرم، ليبدأ في ارتكابها في العام الجديد وهكذا دواليك، أويأتي بهدف التسوُّق وشراء البضائع الصينية المقدسة والمكدسة في انتظاره، أو بهدف السرقة والنصب والاحتيال أو التحرش بالنساء والاعتداء عليهن تحت الغفلة الطاغية لسحر الإيمان. يموت العشرات، بل المئات منهم إمَّا دهسًا أو مرضًا، فينال أغلى أمانيه في الحياة، وهو الموت في أقدس وأطهر بقعة على سطح الأرض. وفي المقابل تجمع ملكة آل سعود من هذه (السياحة الدينية) المفروضة على الضعفاء والسذج والمقهورين وأصحاب الخطايا أموالا طائلة كل عام، يتمتع بها أمراؤهم وأثرياؤهم المتسعودين في قصورهم الفارهة أو في البارات والمواخير وبيوت الدعارة الأوروبية، وينشروا بها الفكر الإسلاموي الإرهابي قولًا وفعلًا في ربوع العالم.
المتأسلمون لا يعرفون عن هذه المدينة (المكرمة) وكعبتها (المشرفة) إلَّا ما يسمعونه باستمرار من أفواه رجال الدين والمرتزق الذين يتاجرون بالدين ورجال السياسة العجزة الفاسدين، وأيضا مما يقرأونه في كتب الروايات الرسمية فاخرة الإعداد والتغليف لتكون في المقام الأول ديكورًا على ألأرفف في منازلهم أو صنمًا راسخًا في عقولهم ...
لا يعرفون أن هذه المدينة لا تمت بصلة لنبيهم (الكريم) ولا بما يؤدونه فيها من طقوس وثنية، يقبلون خلالها بشغف شديد الحجر الأسود، ويهرولون بحمية فائقة بين جبلين لا يعرف أحد البعد بينهما، وتدور حولها خرافات وأساطير تاريخية إسمهما (الصفا والمروة)، ويدورون بلا وعي حول بناء متواضع مكعب الشكل، مغطى بأموال النفط السوداء، عوضًا عن أموال المصريين السذج البلهاء، بكسوة من القطيفة المطرزة بخيوط من الذهب.
نبيهم المدعو مُحَمَّدٌ (المشكوك في إسمه وفي وجوده بأكمله) لم ير هذه البقعة من الارض في حياته، ولم يعرف عنها شيئًا على الإطلاق، لأنها ببساطة لم تكن موجودة على سطح الأرض في الوقت المفترض لوجوده، وأن وجوده المفترض لابد وأن يكون في مكان آخر!. أنا شخصيًا أعتقد أنه وجد في وقت ومكان ما، القرآن والسيرة والشواهد الطبيعية والتاريخية والأركيولوجية تعطينا أدلة منطقية على وجوده، ولكن ليس بالصورة الخرافية المأسطرة المفروض ترسيخها كل يوم في أذهان المتأسلمين.
فمن هو إذن؟ وأين وجد؟ وماذا فعل بالضبط؟ وكيف أصبح نبيًا مرسلا؟
هذا وغيره سوف نحاول التعرف عليه في هذا الكتاب. هذا ليس كتابًا تاريخيا، ولكنه بحثًا مع قراءات أخرى لما فرضته علينا الرويات الإسلاموية الرسمية، وعرض شامل للدراسات الحديثة التي تناولتها بالنقد والتفنيد. الهدف من ذلك هو التعرف على حقيقة هذا الروايات وما مدى صحتها ومن هو هذا الشخص الذي يُدْعَى (مُحَمَّد) ويزعم أنه نبي مرسل من عند إله غيبي، ويتحكم من قبره في مليار شخص، يتكاثرون بأمر ربه كما تتكاثر الأرانب في صحراء استراليا، فتظل حياتهم مدموغة ومصائرهم محدد دائمًا بتعاليمه وأفعاله وأقواله؟
من المؤكد أن البحث عن هذا الشخص كالبحث عن إبرة في كومة من القش، إذ لا لاتوجد حتى الآن اي وثيقة اركيولوجية تثبت وجوده أو تثبت وجود القرآن نفسه أو حتى دين الأسلمة في الزمن والمكان المفترض ان يكون متواجدا فيه، كما لا توجد أي أدلة ملموسة على وجود ما يُزعَم أنهم كانوا خلفاءه (الراشدين)، مما حمل بعض الباحثين على القول بان هذه الشخصيات لم توجد من الأساس! وأنها شخصيات رمزية كحال كافة الأنبياء والمرسلين من إله السماء..
حتى في الرواية الاسلاموية الرسمية لم تكن الكعبة في مكة هي قبلة المتأسلمين الأولى بل كانت في مكان ما قال عليه القرآن (المسجد الأقصى)!! بالرغم ان ارض الحجاز من المفترض أنها هي مهبط الرسالة المحمدية وليست القدس!، وأن المسمَّى بـالمسجد الأقصى الحالي في القدس بناه الخليفة الأموي (عبد الملك بن مروان) بعد موت مُحَمَّد (المفترض أيضا) بـ72 سنة.
هذه الروايات بدأت تُكتَب بشكل رجعي بناءً على اجترار الجمعي والفردي للذاكرة المُتَخيَّلة، بعد مرور 150 عام على الأقل من الزمن المفترض، وأن كِتابَتَها بهذا الشكل كانت ضرورة ملحة فرضتها وصنعتها جذوة النصر بإنطلاق البدو العربان من كمائهم الصحراوية واستيلائهم على بقاع عريضة وواسعة من الأرض، لكي تكوِّن لهم هوية دينية مستقلة بذاتها عن مسيحية البيزنطيين ومجوسية الفرس.
ومن الواضح أن القرآن تمت كتابته من قبل أشخاص عديدين ينتمون لأجيال مختلفة وعلى مدى زمن طويل، إذ جاء مبعثرًا وغير مترابط وفيه الكثير من الغموض والتناقض، إضافة إلى الأخطاء اللغوية والنحوية والكثير من الخرافات التاريخية والأساطير اللامنطقية، بحيث لا يصلح حقيقة إلَّا كمادة لتسلية الأطفال قبل النوم.
ومن ناحية أخرى نتساءل: كيف لنبي أن يحمل في شخصه ثلاث شخصيات متناقضة ومتباعدة، شخصية النبي رسول المحبة والسلام، وشخصية النبي التاجر الزاهد وشخصية النبي المحارب القاتل؟، وكيف يمكن لبدوي أمي بسيط الفكر والمعرفة أن يجمع شذرات من الديانات الأخرى كاليهودية والمسيحية والزرادشتية ويدمجها مع بعض الديات الوثنية المحلية لقومه، ثم يقوم بتنقيحها وإعادة تحريرها وتطويرها في ديانة واحدة تعرف في وقت متأخر وليس في وقته بـ"الإسلام"، وهو كما نعرف قد بزل كل وقته وطاقته في حروب وغزوات دائمة؟.
على الصفحات التالية سوف نحاول أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، ونذهب في جولة صادمة وغير مريحة، حول نشأة التاريخ المبكر للديانة الإسلاموية بناء على الاكتشافات الأثرية والبحوث العلمية الحديثة، وأيضا على التصورات العقلية والمنطقية، بعيدًا عن الأساطير والهلوسات. وسوف نتعرف خلال هذه الرحلة المضنية والشاقة على الشكوك التي حامت حول الديانة نفسها قديما وحديثا، الأمر الذي جعل تراثها في غالبيته "تراث دفاعي" يتبارى خلاله جميع المشايخ العملاء تحت سقف واحد إسمه: "درء الشبهات". ونطرح أسئلة كثيرة:
لماذا استمرت فترة الصمت ما يربوا على 150 عامًا، قبل أن يتكلم أحد عن هذه الديانة؟
وهل تاريخ الإسلاموية تم تزويره؟ وما هي أوجه التزوير؟ ولماذا؟
وإن حدث التزوير فهل كان في العصر العباسي فقط أم الأموي أيضا؟
هل النبي (مُحَمَّد) شخصية تاريخية حقيقية أم شخصية خرافية أسطورية؟
من أين جاء ومتى وكيف، وقبل هذا وذاك لماذا فرض نفسه هكذا على مليارات البشر عبر هذا الزمن الطويل دون انقطاع؟
وإن كان موجودًا بالفعل، فهل هو هذا التاجر الزاهد أم القاتل زير النساء؟
من هو النبي (الصادق الأمين)؟
وهل كان (مُحَمَّد) إسمه أم مجرد لقب؟
وما هو إسمة الحقيقي؟
وإسئلة أخرى كثيرة سوف نحاول الإجابة عليها.
وعندما أطرح في هذا الكتاب رؤيتي في أن الإسلاموية جاء من بلاد الفرس، فإن الباحثة القديرة الاستاذة (ليلى حسن) قد سبقتني إليها بقولها: « الحقيقة أن العرب لم يغزوا وسط آسيا و لا بلاد فارس - الإسلام توليفة بوذية آريوسية نشأت في وسط آسيا و تبلورت في الهلال الخصيب ».
لذلك سوف نواجه في بحثنا أسئلة أخرى كثيرة في غاية الأهمية، منها:
إذا كانت الديانة الإسلاموية نشأت في بلاد الفرس، فما صلة مكة ويثرب بها؟؟ ما الذي جعل هذه الديانة ترتبط بهاتين المدينتين دون غيرهما من المدن، ولماذا؟
سوف أحاول كشف الغموض وإزالة ركام الخرافة والأسطرة وحكايات التسالي في ليل الصحراء الطويل عن ماضي الإسلاموية المبكر. ولكن في البداية لابد من توجيه رسالة خاصة إلى جميع المتأسلمين والمؤمنين بهذه الديانة ونبيها الكريم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - منطق
س . السندي ( 2018 / 3 / 24 - 04:21 )
بداية تحياتي للباحث القدير وتعقيبي ؟

1: وجود ثلاث شخصيات أو على الأقل شخصيتين متناقضين جداً في القرأن لامر يبحث على الاستغراب والتسأل إن كان حقاً من عند اله كلي المعرفة وكامل المؤلفات ؟

2: إن أعظم إكتشاف وهو مفتاح كل بحث أصيل وبه نستدل أصل ألاسلام ومصدر القرأن وهُو أن -محمد- لقب وليس إسم ، ولابد من وجود شخص متخفي تحت هذا اللقب ؟

3: وأخيراً ...؟
من دون شك معظم العقائد والديانات قد تتطورت وفي معظمها حسب رغبة الحكام ، والمهم اليوم هو التحرر من عقدة التنزيل وجبريل ، فهل يعقل إله يرسل جبريله لنبيه ليقول له إقرأ وهو لا يعلم ولا إله أن صاحبهم أمي لا يقرأ ، سلام ؟

اخر الافلام

.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف


.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية




.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك