الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إتحاد الربوبيين العرب: رأينا في الإلحاد بإختصار

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2018 / 3 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شعارنا : حرية – مساواة – أخوة

تكاثرت عبر موقع يوتيوب منذ مدة الفيديوهات التي تتناول موضوع الإلحاد بالنسبة لأشخاص من دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط قد لا يقطنون بالضرورة المنطقة و لكنهم ينتمون لها ثقافيا و بأصولهم.
الفيديو الذي يوجد رابطه أسفل المقال و الذي منه الكثير من الّأمثلة ، يتحدث صاحبه عن معنى الإلحاد حسب وجهة نظره و كيف وصل للفكرة و يُعَرف اللادينية و الإختلافات بين اللا أدريين والربوبيين و غيرهم .يقول في البداية :
""الإلحاد هو إجابة عن سؤال محدد و هو سؤال واحد فقط : هل تؤمن بوجود إله ؟خلي بالك كويس هنا .مش هل يوجد إله ؟ السؤال هو : هل تؤمن –خمسين خط تحت تؤمن – بوجود إله ؟ الإلحاد لا يقول أي شيء عن وجود أو عدم وجود إله .فقط يتحدث عن إيمان الشخص المتحدث بوجود إله أو عدم إيمانه بوجود إله .مش إيمانه بعدم وجود إ‘له .هناك إختلاف قوي هنا إنك أنت تؤمن بعدم وجود إله و أنك إنتا لا تؤمن بوجود إله .إختلاف شاسع .و لو مش فاهم إقرا زيادة .الإلحاد هو جواب على سؤال الإيمان مش سؤال الوجود .هناك فرق شاسع هنا .إن أنا أتكلم عن إيماني أنا بشيء و بوجود الشيء .دول سؤالين يختلفوا تماما .فأي شخص يتهيأ له أن الإلحاد يقول قطعا أنه لا يوجد إله يبقى أن فكره خاطئ عن الإلحاد و لازم يقرا من جديد"""
و تعليقا على الفيديو المثال و توضيحا لوجهة نظرنا و إغناء للنقاش في المنطقة و بإختصار شديد ، ومن جهتنا كألوهيين (متبنين للربوبية الجديدة New deism) و في القرن الواحد والعشرين عصر العلم الحديث والتكنولوجيا و القطارات فائقة السرعة و الطائرات والمركبات الفضائية و الأنترنيت و ليس في قرون "والحمير و البغال لتركبوها " يسعدنا أن نقول:
1- إن المادة 18 للعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية هي الأساس القانوني الدولي لحرية العقيدة في العالم اليوم.و بالتالي نعتبر الملحدين أحرارا في الإعتقاد و أحرار في الرأي و إخوة لنا لهم الحق في السلامة الشخصية و في كل الحقوق المدنية والسياسية و الإقتصادية المعترف بها دوليا و خاصة في التعبير عن آرائهم بكل حرية وبكل الوسائل المتاحة.و كل إعتداء على هذه الحقوق هو إعتداء على حقوق النوع البشري المشمول بالكرامة المتأصلة فيه .

2- نشكر الأخ الظاهر في الفيديو على مساهمته أيما شكر .و يسعدنا أن نبين أن ما سماه الأخ في الفيديو فرقا "إنك أنت تؤمن بعدم وجود إله و أنك إنتا لا تؤمن بوجود إله" هو في واقع الأمر نوع من اللخبطة و الخلط التي سقط فيها .لأن الإيمان بعدم وجود إله هي نفسها عدم الإيمان بوجود إله .الفرق هنا لغوي يتعلق بالتعبير عن النفي فقط بطرق مختلفة لها بالنتيجة معنى واحد ..وبمصطلحاتنا فالإعتقاد بعدم وجود إله هي نفسها عدم الإعتقاد بوجود إله .
فرغم كون الأخ يقول أن هناك فرق بين الإيمان بوجود إله و هذا الوجود و أن الإلحاد لا يتكلم عن وجود الإله ، لكنه يتناقض في آخر الفيديو حين يطالب بأدلة ملموسة و تجارب يستطيع من خلالها أن يتأكد على هذا الوجود . و هذا معناه أنه لا يعتقد في وجود أي إله موجد للكون في غياب تلك الأدلة الملموسة أو التجارب .

3- نحن لا نستعمل مصطلح الإيمان ذي الدلالة الدينية الذي يعني التسليم القلبي بما جاءت به الأديان الأرضية البشرية دون دليل عقلي أو تجريبي أو ما يسمونها مجازا قفزة في الظلام . (الأرضية البشرية لأنها حدثت في الأرض و ليس في السماء و لأن الذين قالوا لنا عنها هم بشر تحدثوا عن بشر آخرين ). و بالتالي فنحن لا نعتبر أنفسنا "مؤمنين" و إنما "مقتنعين" بنسبة ما إقتناعا عقلانيا بوجود شخص أوجد الكون. و الإستدلال على ذلك ببساطة شديدة و إختصارهو كالتالي في النقطة أسفله.

4- و بما أن نظرية البيغ بانغ (الإنفجار العظيم) التي تفسر وجود الكون منذ 13,8 مليار سنة أي قبل وجود الإنسان العاقل ، تقول أنه لسبب مجهول تم إنبثاق المادة عن طريق إنفجار كبير، و بما أن المادة غير عاقلة و وفقا لمبدأ السببية الذي يقول أنه لكل ظاهرة سبب معقول ، فنحن نقول أن المادة غير العاقلة لا يمكن أن تكون سبب وجود نفسها أي أن تصنع نفسها بنفسها .و بالتالي فنحن نفترض وجود شخص عاقل أوجد المادة هو ذلك السبب المجهول الذي تتحدث عنه نظرية البيغ البانغ. و لنقل هو الله أو ما نسميه نحن القدرة الإلهية العظمى .

5- هذا الإفتراض عقلاني فلسفي و هو المتاح لنا .وهو كذلك أي أنه ليس إفتراضا علميا بالمفهوم الحديث لأنه أولا المتحدث عنه أي الله لا يمكن الإستدلال عليه بالملاحظة العلمية أو بالحجة التجريبية أي لا يمكن جعله عنصرا في تجربة أو بروتوكول تجريبي للإستدلال على وجوده .وثانيا وفقا لمبدأ كارل بوبر الفلسفي (أي القابلية للتكذيب أو التفنيد ) فلا يمكن تكذيب هذا الإفتراض أي إيجاد ملاحظات أو تجارب تكذبه .فهو يبقى إفتراضا واردا إلى حين تقدم وسائل الرصد والملاحظة العلمية للكون و بالتالي تقدم معلوماتنا عنه . بطبيعة الحال المعلومات التي نشرناها حول الموضوع رهينة بما إطلعنا عليه من معلومات علمية حديثة حالية.و إذن فتغير المعلومات و القناعات أيضا وارد حسب ما نتوصل له من جديد في هذا المجال .

6- إن قيامنا بنشر إعتقادنا هذا وما يتصل به من معلومات عن طريق وسائل الإعلام المختلفة في الأنترنيت و غيره منذ سنة 2011 كان فقط للمساهمة في النقاش بشكل عقلاني إعتقدنا أنه سيكون مفيدا للمنطقة أملته حياتنا في شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي يتنفس الناس فيها صباح مساء مثل هذه المعلومات التي يربطونها بالأديان المختلفة والمتنافسة بل المتحاربة أدت لتمزيق المجتمعات و لتخلفها و لإنتشار الإرهاب و الجهل و الخرافات و الأمراض النفسية و غير ذلك .و لو كنا في أمكنة أخرى لا تعير إهتماما للأديان لما كنا في حاجة لذلك و لربما ما فكرنا فيه أصلا.

7- إن الإعتقاد في صحة النظريات العلمية الحديثة كما ورد في الفيديو في مختلف العلوم سواء في الفيزياء أو البيولوجيا مثل نظرية البيغ بانغ و النظرية الخلوية و نظرية التطور التي بينت أصل الإنسان المختلف تماما عما ورد في الكتاب المقدس اليهودي المسيحي الذي أخذ عنه الثراث الإسلامي كل شيء تقريبا ، رهين فقط بفهمها و بفهم الفكر العقلاني الذي أنتجها .و الإعتقاد في صحتها في نظرنا لا يلغي الفكرة المركزية التي تناقلتها الكتب "المقدسة" تباعا و هي وجود شخص كسبب موجد للكون رغم مخالفة معلوماتها لمعلومات العلم الحديث و رغم إعطائها صفات لذلك الشخص تشبه حالات و صفات الإنسان مثل الغضب و الفرح و الكبر و وجود أعضاء إنسانية و غير ذلك .

و قد نشرنا وفقا لمعلومات الفيزياء و البيولوجيا معلومات عن بداية تكوين الكون و الحياة و عن دورة المادة العضوية في الأحياء التي تؤكد إستمرار الحياة في الأنواع و ليس في الأفراد و إستحالة الولادة العذراوية عند الثدييات و غير ذلك من المعلومات العلمية التي تفنذ ما جاء في الكتب "المقدسة" حول نفس المواضيع والتي تعبر عن الظلام العلمي للعصور التي تمت كتابتها فيها قرونا عديدة قبل الميلاد و التي للأسف لا تزال تتناقل عند بعض الشعوب الغارقة في ذلك الظلام و التي نعتقد أن وقت التخلص منها قد حان.

8- إن الإلحاد في المنطقة من منظورنا ليس موقفا علميا و ّإنما هو موقف سياسي يتعلق برفض الخضوع لسلطات دينية أو سياسية تخلط السياسة بالدين و تؤخر تقدم المنطقة سياسيا و إقتصاديا و علميا و تحرم المواطنين من حقوقهم الدولية تحت ضغط قوى سياسية و إقتصادية دولية لدول إستعمارية سابقة للمنطقة .لأنه يضرب في صفر الأساس الذي تنبني عليه هذه السلطات المتعسفة في نظره بإسم الدين و ذلك بإنكاره وجود أي إله معتمدا عل معلومات علمية حديثة لم تكن متوفرة زمن كتابة الكتب المقدسة المستعملة في المنطقة سياسيا .لأن الإعتقاد في وجود الإله هو البداية التي تبني عليه تلك السلطات نسقها الإستغلالي للسلطة والثروة و حرمان الآخرين من حقوقهم و ذلك بتعويض القانون العادل لحقوق الانسان بقوانين دينية تؤسس للعبودية والخنوع و الركود والسلوان بحياة ثانية بعد الحياة الأولى .وتحارب التطور و الذكاء . همها هو تأبيد الإستبداد والتخلف و تعطيل قدرات الإنسان الممكن إستعمالها للنهضة والتقدم تحت ضغط تلك القوى الإستعمارية التي تحرك الخيوط من وراء الستار .


9- و أخيرا لا يسعنا إلا القول :
أن أية أفكار أو نظريات كيفما كان طابعها أو الإدعاء بإنتماء أصلها تُنشر عبر المسكونة بأية وسائل كانت إذا أعطت لنفسها الحق أن تكون فوق النقد ، فهذا أكبر دليل على أنها بشرية خائفة على ضعف حجتها و على بطلانها أمام الفكر البشري النقدي الحديث المتطور بإستمرار. و أنها ستؤول إلى زوال حتما كقانون طبيعي يخضع له كل الكون منذ وجوده أي منذ 13,8 مليار سنة و هو قانون التغير والتبدل والتطور وزوال ما لا فائدة فيه بالنسبة لمستقبل البشر.

عاشت حرية العقيدة
عاشت الحرية و الكرامة الإنسانية
و دام للجميع في المنطقة التقدم و النماء و الإزدهار.


رابط الفيديو :
https://www.youtube.com/watch?v=2NAybCnZz8U










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص