الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى - غزو جورج بوش للعراق

مهند نجم البدري
(Mohanad Albadri)

2018 / 3 / 24
الارهاب, الحرب والسلام


الأسبوع المنصرم في يوم 21-3 مرت الذكرى الاشهر في تاريخ دمار العراق الا وهي غزو الاحتلال الأمريكي لبغداد الذي لايساويه اجراما وتدميرا الا غزو هولاكو لبغداد , وكلنا تعلمنا في المدارس وكثيرنا ماسمعنا في المجالس عن غزو هولاكو وكيف دمر كل شيء البشر والحجر العلم والنعم ولم يبقى شيء من مجد العراق وهنالك من يصور عمله نتيجة حقده على العراق بلد الحظارات فكان كل عمله انتقاما ...ولكن بعد ان تمر كل تلك المعلومات التي تعلمتها والقصص التي سمعتها في وهلة صمت ممزوج بشرود تخيلي لما حدث وقتها , يلمع الم في الراس يعيدني الى الواقع فهو مماثل لما حصل في كل شيء فالعراق بعد غزو جورج بوش امسى مثخنا بجراحه النازفة ومثقلا بمشاكله المتراكمة، سياسيا واجتماعيا وأمنيا واقتصاديا، وعلى كل الأصعدة.
وان كل المشاكل تجذرت في العراق تجذرا كبيرا بسبب حكومة واحزاب من اشباه هوﻻكو- جورج بوش- فعلا وحقدا على العراق , او ان العقد الذي عاشه العراقيون مع سياسي مفرزات الاحتلال ستضل حاضرة في أذهانهم لفترة طويلة من الزمن، وسيذكرها الأجيال جيل إثر جيل، وسيخلد التاريخ هذه المحطات بقصص مختلفة، وحقيقة ستقف الكلمات عاجزة للتعبير عن حجم المأساة التي تعرض لها العراقيون .

فمجتمعيا بعد ان كان المجتمع متراصا مترابط امسى المجتمع العراقي يسير نحو الهالكة بسبب قياداته وأقطابه التي هي في أغلب الأحيان تكون قيادات دينية فترى العراق بجهودهم مقسمًا على أسس طائفية وعرقية مقيتة,فأصبح كل شيء في البلد يسير على تلك الأسس، والتي إن بقيت فيه لن تقوم للعراق قائمة في الإعمار والازدهار إلى أن يشاء الله ,فالعراق هذا البلد الغني بثرواته الطبيعية ، وصاحب رابع أكبر احتياطي للنفط الخام في العالم، ليس لأهله في خيراته نصيب سوى الاسم فقد نهب اشباه هولاكو كل شيء!! فالشعب يعاني من مشاكل في الخدمات، ويفتقر للكثير من مقومات الحياة الكريمة في بلد يعم الفساد المالي والإداري ربوع مؤسساته ويقوده نحو الا فلاس ,فنحو اكثر من 2مليون شخص، هرب نصفهم خارج البلاد، والنصف الآخر نزح إلى مناطق أخرى داخل العراق، وبحسب تقرير للأمم المتحدة يحتل العراق مركز متقدما عالميًا ضمن الدول المصدرة للاجئين.

المنظومة التعليمية التي تعتمد عليها الدول لتتقدم امست بجهود افرازات مرتزقة الاحتلال مهلهلة تشهد تجاوز الطالب على أستاذه ، وتتعد أساليب التجاوز وتبدأ بعدم الاحترام ويصل الحال إلى من يهدد بالقتل لسبب أو لآخر،وتمر عمليات الاعتداء لأنه لو فكر في أن يرد على الاعتداء بصورة قانونية فإن ثمن رده سيكون حياته أو حياة أحد أفراد أسرته,وتستمر الفوضى لتبلغ ذروتها في غش بعض الطلبة في امتحاناتهم،ولا يقتصر الغش على الطالب فقط، ويصل الى الأستاذ فمع الاسف يقوم بعض المدرسين والأساتذة الجامعيين بتسريب الأسئلة الامتحانية مقابل ثمن او رضوخ لتهديد المليشيات التي بدات تقنع الطالب بان النجاحنصيبه ان كان معها وطبعا سينتج من خلال هذه العملية جيل فاشل يهدم ولا يبني، ولا يعرف أبسط واجباته في العمل المؤسساتي أو العمل الحرفي.

اما عن تدمير البنية التحتيه فكما فعل السابقون عمل الاحقون فسعو لتدمير البنى التحتيه بكل مقوماتهاالامر الذي بسببه امسى العراق غير قادرة على توفير مستلزمات الحياة العادية، وانهارت مواردها الأساسية وتوقفت الوحدات الاقتصادية، وبعد ان كنا نعتمد على انفسنا بانتاج ماناكل ومانستعمل امسينا ننتظر المعونات الإنسانية.

واما بالنسبة لامن والامان فالاعتماد على الكمية على حساب النوعية في بناء الجيش العراقي الجديد والاجهزة اﻻمنية , والطائفية والعرقية والرشوة والفساد الإداري في قبول المتطوعين، والتغاضي عن الشروط الصحيحة من ناحية الصحة والكفاءة العقلية والعلمية وغيرها من شروط القبول ، أضعف الروح المعنوية والاستعداد القتالي و بسبب انعدام التدريب، وانعدام الرؤية الاستراتيجية للبناء العسكري والامني الجديد الذي انعكس سلبيًّا على عملية التسليح والتجهيز، ومن أكثر المخاطر المحدقة بمهنية القوات المسلحة والاجهزة اﻻمنية هي قضية التسيس ومسألة الولاء حسب الطائفة والعرق والحزب .
اليوم العراق الذي يريده اشباه هوﻻكو (النجيفي والجبوري والخزعلي والعامري والجعفرى والحكيم وعلاوى والطالبانى والبارزانى وصولاغ ..الخ) و وعاض السلاطين الذين يدعموهم او يسكتون عنهم ليس سوى مرآة لانحطاط ثقافتهم ومستواهم الأخلاقي المتدني. يردون ان يصنعوا بلدا يشبههم تماما؛ بلدَ لصوص ومجرمين وقتلة، لانه الوحيد الذى يسمح لهم بالثراء، والوحيد الذى يمنحهم الفرصة لتقاسم حصص النفوذ والسلطة ويكملون تدمير العراق بحقد هولاكوالعصر- جورج بوش- سيدهم الذي يسكن نفوسهم .ِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سلمان رشدي لشبكتنا: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وما هو


.. جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي




.. بين الحية وأبو عبيدة.. تناقض في خطابي حماس السياسي والعسكري


.. عودة هجمات الحوثيين بعد هدوء نسبي.. الأسباب والأهداف | #الظه




.. مصر تعمل باتجاه دفع المفاوضات مع حماس قدما لمنع العملية العس