الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمباركة أمريكا ، وعلى مذبح روسيا ،ألخليفة اردوغان يذبح عفرين

هوكر الشيخ محمود

2018 / 3 / 24
القضية الكردية


بمباركة أمريكا ، وعلى مذبح روسيا ،ألخليفة اردوغان يذبح عفرين

لا ينكر أحد بأن القضية الكوردية في الشرق الاوسط هي قضية مشروعة بحسب كل المواثيق والقيم،ولكن هذه القضية جعلت من قبل القوى العظمى وسيلةً من الوسائل اللاإنسانية لإيذاء الامم الشرق أوسطية على أيدي حكامها المسلطة على رقابهم . فالشيء المضحك المبكي هو ان كل تلك الدول يتحدثون دوماً عن حقوق الإنسان والإنسانية ، في حين هم من يأججون نار الفتن والحروب الداخلية منها والخارجية . كل هذه الويلات التي تصيب المنطقة مصدرها أولاً الدول العظمى والحكام الإقليميون الذين مهدوا لهم الطريق الى كرسي الحكم خارجياً، فمنهم من تقمص شخصية دينية ومنهم قومية أو حتى متستراً بستار الديموقراطية أو الاشتراكية أو...الخ.المهم أن لا يضر بما خطط لها من قبل لاعبي الشطرنج الدولي الكبار،ثانياً غباء شعوب المنطقة كونهم راضين عن نمط حياتهم التي اكل عليها الدهر وشرب ،ومن منهم من النخبة يفكر بالخلاص ،فإما يزج به في غياهب السجون او يصفى جسدياً دون أية مساءلة كون حياة الانسان هي أرخص ماتكون في بلداننا. فالحكام الإقليميون لديهم وسيلة مربحة لكي يديموا حكمهم الفاسد من جهة بحيث ينهبون المليارات بحجة تكاليف التصدي للحركات التحرية الكوردية كل في دولته التي قسمت كوردستان عليها بحيث يكون ثلث مساحة تلك الاوطان هو عبارة عن جزء من كوردستان الكبرى المقسمة بمشيئة الدول العظمى.فمن الطبيعي إن هذه القسمة ليست محض صدفة بل وراءها حسابات جهنمية من قبلهم. من جهة أخرى هؤلاء الحكام صوروا لشعوبهم على أن حصول ألكورد على حقوقهم ،هو بمثابة محو أوطانهم هم، لذا يشوهون التأريخ و يعملون على التغيير الديموغرافي و يحشر ادمغة أفرادهم بأن الاعتراف بالهوية الكوردية هو ضياع لهوياتهم القومية. فهذه الكذبة السوداء هي التي أفقدت الحياة الآمنة للكورد والقوميات الاخرى على حد سواء،ليبقى الشرق الاوسط حبيس الأفكار البالية و تحت نير حكامه الطغاة الفاسدين.
فعندما يفكر أحد من هؤلاء الحكام أن يعمل على حل القضية الكوردية، فأما أن يزاح من الحكم وإما ان يصفى جسدياً.خير مثال على هذا هو توركوت أوزال الذي بدأ يخطو بهذا الاتجاه، ولكن انتقل الى رحمة الله مسموماً ! ليأتوا بمن يكون صالحاً لمرامهم. فما يدور في تركيا الأردوغانية نموذج لتلك الالاعيب،وإلا ماهو السر الذي يجعل بريطانيا أن تصرح بان تركيا لها حق ان تدافع عن حدودها،وكأن الكورد هم الذين هجموا على الأتراك لا العكس!. لابل روسيا البوتينية تسحب قواتها في عفرين كي تتهيأ الجو للمذبحة بحق الكورد في تلك المدينة الإمنة التي أوت مئات الألوف من اللاجئين من بطش داعش والنظام السوري أيضاً،هذا الموقف من بوتين يذكر كورد العراق بثورة أيلول في ١٩٧٤ حيث كان نظام البعث يهدر ميزانية العراق لشراء الأسلحة السوفيتية آنذاك من ضمنها طائرات سوخوي و باجر و توپوليف لتدخلها حيّز الخدمة في قصف كردستاننا، و لما لم يتسن لطياري العراق أن ينهوا التدريب على تلك الطائرات بعد ، لذا النظام السوفيتي كان يرسل طيارين ليقوموا بتلك المهات الوحشية، وهم ماكانوا يعرفون اللغة العربية لذا كانت لغة التواصل بينهم وبين القواعد العسكرية هي اللغة الروسية حيث هنالك وثائق عن تلك الاعمال اللاإنسانية .والان روسيا تعيد نفس الاعمال المشينة ولكن بطريقة اخرى.
يا للغرابة فأمريكا التي تطبل كونها راعية حقوق الانسان في العالم و تعترف بأن الكورد في العراق وفِي سوريا حاربوا الدواعش دفاعاً عن القيم و الانسانية،مع هذا تقف مكتوفة الايدي وكأنهم لايرون و لايسمعون بما يجري في عفرين ، لا بل تقف على الضد من أن يضمن البيان الذي تصدره الامم المتحدة كلمة عفرين!
وهذا كتناغم مع موقف بريطانيا المعادي للكورد تأريخياً ؟!
اليس هذا الموقف بمثابة تأييد لإبادة الكورد على يد السلطان اردوغان؟!. أهي مكافأة ً للقوات الكوردية التي حاربت وحوش داعش؟.
عندما نعود بالذاكرة الى اكثر من نصف قرن ،نرى أيضاً بأن من أتى الى الحكم في هذه الدول وفكر بعقلانية تجاه القضية الكوردية كي تحل ،أبعد من السلطة إو ازيح من مسرح الحياة نهائياً.فعلى سبيل المثال رجل مثل عبدالرحمن البزاز،الذي كان أكاديمياً و استاذاً في القانون،هذا الرجل أراد الحل لتلك القضية ،ولكن سرعان ما ازيح من منصبه.
مايشهد لذلك الموقف له هو إجتماعه في مصر مع المرحوم جمال عبدالناصر ،كرئيس للوفد العراقي في ١٩٦٣،حيث كان العراق ينوي الدخول في الوحدة مع مصر و سوريا،حينها يسأله عبدالناصر عن القضية الكوردية، يجيبه على انهم يفكرون بحلها، يسأله كيف؟
يقول نعطيهم حكماً ذاتياً .
يقول : و كركوك كيف؟
يقول كركوك تكون ضمنه،لان أي حل لتلك القضية من دون كركوك ، لا يعني حلاً.
هنا يتدخل رئيس الوفد السوري ويقول الإعتراف بأي حق للكورد في العراق ، يكون بمثابة مشكلة لنا مع الكورد في سوريا!.
انظروا إلى التباين بين النظرة السياسية العقلانية وبين عقلية المتقافزين على السياسة والحكم في الدول العربية ممن عشعشت و ترسخت في أدمغتهم نزعات الغزو و التسليب لحد الساعة . أما موقف البزاز فكان منسجماً مع تفكير عبدالناصر والذي أفصح عنه للوفود العراقية سابقاً ، حيث قال بأن الكورد ليسوا شعباً دخيلاً في المنطقة بل هم شعب أصيل في وطنهم . وكان بحق مناصراً لقضية أمتنا ،وهو الذي أمر بفتح الإذاعة الكوردية لتبث برامجها من القاهرة في خمسينيات القرن الماضي، لابل حتى عندما طلب عبدالسلام عارف قواتاً مصرية للسيطرة على الأوضاع في ١٩٦٣ ،أمدهم عبدالناصر بلواءين من الجيش المصري شريطة أن لا يزجوا في ألقتال مع الكورد.علاوةً على هذا أبت وزارة الإعلام المصرية أن تستجيب لنداءات وزارة الإعلام العراقي على أن تغير تسمية الثوار الكورد بالمتمردين.
يشير مام جلال في كتابه "كردستان والحركة التحررية الكردية"الى لقائه بعبدالناصر في ١٩٦٣ ،يقول أفصح لي عن رأيه عن المسألة الكوردية بأن الحل السلمي هو الحل العلمي في نظره ،أي الحل الذي مارسته الدول الاشتراكية .
يسأله مام جلال عن مفهومه للحل العلمي،يجيبه عبدالناصر"بأنه يعني حق تقرير المصير الذي سيمارسه الشعب الكردي حتماً بشكل إتحادي مع أشقائه العرب".
هنا يحق لنا أن نتساءل ماذا لو كان مايدور في خلد عبدالناصر و خلد عبدالرحمن البزاز ، ترجم على ارض الواقع بحق الكورد ،لا كما تعامل معهم عبدالسلام عارف و من ثم صدام حسين ،هل ما جرى من الحروب كانت تجري لو أخذت بما تفتق به عقل عبدالناصر،أو ما توصل اليه البزاز من التفكير، وهو كان أكاديمياً ومختصاً في القانون ؟
أو ليست هذه الظروف التي يمر بها الشرق الاوسط وليدة غياب الديموقراطية والتي بدورها تهيء الجو لبروز حكام طغاة،أليست شعوب المنطقة كلها ضحية لهذا،أليست تصرفات اردوغان في ألتدمير والتقتيل داخل حدوده الدولية وخارجه، نابعة من عدم وجود الديمقراطية ؟.
عليه أقول بأنه طالما يغيب التفكير العقلاني عند من يعتلون كراسي الحكم في الدول المحتلة لكوردستان ، تبقى المنطقة في هذه الدوامة ،وهذا مايحلو للدول العظمى طبعاً و التي تلعب من وراء الكواليس بالطرفين كي تبقى المسألة دون الحل، لكي يجنوا من ورائها المليارات مما يختلسها الحكام الفاسدون و في النتيجة تصب في مصارفهم بأرقام سرية، لتذهب هباءً عندما تأتي ساعة إزاحتهم. أو لنهب ميزانية بلدانهم عن طريق شرائهم لأسلحتهم التقليدية .
فالكورد كما معلوم للقاصي والداني هم أصحاب قضية ،لم و لن يتنازلوا عن حقهم مهما يكن ،فالتأريخ يشهد لهم على هذا .
شعب محب للاخوة و التعايش السلمي مع الآخرين على أساس التكافؤ لا على أساس إحتلال وطننا و إنكار هويتنا.
لذا على النخب المثقفة لهذه الشعوب ان تفكر بعقلانية بعيداً عن روح التعصب و الهيمنة التي اوصلت ببلداننا إلى هذه الأوضاع المزرية التي جعلت الشباب لايفكرون إلا بالهجرة و كأن شرقنا الاوسط باخرة على وشك أن تغرق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟