الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بائع الجرك ..والنوارس

احمد عناد

2018 / 3 / 25
الادب والفن


على جسر الصالحية
ليومين متتاليين كان طريق ذهابي يمر من على جسر الصالحية صباحاً ومع ازدحام السيارات والحركة البطيئة والمتثاقله لسير المركبات كان لي الفرصة ان أراقب من داخل سيارتي رجل كبير بالسن ربما وصل الى نهاية عقده السادس من العمر يدفع عربة صغيرة وقد حملها صينية فيها الجرك بهدوء وبساطة كنت انظر اليه وهو يأخذ الجرك ويقطعه ويرميه للنوارس وانا انظر الى النوارس تلتقط القطع التي يرميها في اليوم التالي كان حضوري ربما ابكر لاحظت وتكونت لدي فكرة ان النوارس عرفت هذا الشخص وتجمعت مسبقاً له لتلتقط منه ما عودها ان يرميه لها .
ضلت هذه الصور طوال اليوم في مخيلتي يبدو ان هذا الرجل تعود ان يخرج حصة النوارس من قطع الجرك والتي هي مصدر رزقه.؟
هل عرفت هذه النوارس هذا الرجل وصارت تتجمع مسبقاً لتستعد لحفل التقاط قطع الجرك اليومي ؟
هل ما كونته من صورة حقيقة ام ان خيالي الخصب راح بي بعيداً مع ما عرفنا من قصص عن الحيوانات والطيور ؟
وبين هذا وذاك حزمت امري ان اذهب باكراً قبل موعد هذا الحفل الصباحي وراجلاً بدون سيارة وانطلقت مع الصباح ووصلت للجسر وانتظرت قدوم هذا الرجل العجوز لا ادري كم مضى من الوقت ولازلت أفكر بهذا الرجل وما يفعله سوى اني اشعلت سكارتي بعد انتظار وما كادت تنتهي حتى رأيت ذالك العجوز وهو يدفع بعربته البيضاء بهدوء وسكينة وتلك الدشداشة هي نفسها ذات اللون الرصاصي الغامق والكوفية الجنوبية وسحنته السمراء والتي زادت عليها الشمس اثرها
مر بجانبي دون اني يعي اني انتظره هو لاغيرة واتحرق بداخلي لمعرفة ما سيحدث وهل ما تخاطر لي صحيح .تبعته بعدة أمتار وقد رايت ماهو حقيقة فعلا كما تصورت فقد عرفته النوارس وراحت تتجمع من حوله محلقة بالقرب من تنتظر حصتها وبهدوء راح يقطع الجرك ويرميها لها وهي والابتسامة بانت على محياه واضحة واخذت بعض الجركات ورحت اشاركه لحضات السعادة والفرح ابتسم بوجهي ابتسامة جميله كأنه يقول بها هكذا نصنع الفرح وندخل السعادة لقلوبنا وما ان انتهى من مراسمه التي اتضح لي فيما بعد انها يومية أردت ان أعطيه النقود رفض ان ياخذها مني وقال اليوم شاركتني لحظاتي التي أمارسها كل يوم وقد عرفتني النوارس وانا سعيد بمشاركتك لي وفصل لي بحديث هذه الممارسة اليومية التي تشعره بالسعادة والفرح وتعرفت عليه انه ابو عباس فقط
الذي يدور باحثاً عن رزقه ولم ينسى تلك الطيور ان يجعل لها حصة منها مع اول الصباح والذي ممكن ان يكون فيه لم يصبه بعد لكن أراد للنوارس ان تصيبه.
غادرته وان اشعر بالفرح يغمرني بشكل لايوصف
اني عرفت شخصاً من #صناع #الحياة

احمد عناد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب


.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل




.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال