الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضحايا إضافية للإرهاب.. بفرنسا.. لمتى؟؟؟!!!...

غسان صابور

2018 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


ضحايا إضافية للإرهاب بفرنسا... لــمــتــى؟؟؟!!!...
صباح البارحة, يوم السبت 24 آذار 2018 قضيته كله متسكعا بالأحياء الزنانيرية المحيطة بمدينتي لـيـون LYON.. حيث غالبية سكانها من أصول شمال إفريقية وإفريقية مختلفة.. غالبها يحمل الجنسية الفرنسية.. رغم الطابع والمظاهر والعادات وأشكال اللباس الإسلامية التي تهيمن فيها.. حتى أشكال المقاهي التي لا تقدم فيها أبسط أنواع الخمور.. والمخازن والمطاعم تسود بها اليافطات المعلنة أن جميع موادها "حــلال " حسب الشريعة الإسلامية.. حتى الحلويات ومواد التجميل القليلة التي تستعملها النساء.. وحتى أسماء الأطباء الذين يعالجون بها.. أسماؤهم إسلامية...
لم تكن زيارتي لهذه المناطق التي لم تتغير منذ أكثر من ستين سنة.. رغم المليارات التي تصرفها سنويا السلطات المحلية عليها.. لأسباب دراسة اجتماعية إثنية.. فـأنا أعرفها جدا من ذكريات عملي وكتاباتي وما جرى بها من أحداث اجتماعية وسياسية مختلفة... إنما أريد توسيعا لدراستي الاجتماعية والسياسية.. عن ردود الفعل ومشاعر سكان هذه المناطق.. كلما جرت أحداث مثيرة أو انفجارات اجتماعية بفرنسا.. أو بالشرق الأوسط.. لأرى ردة فعل سكانها.. وخاصة بعد أحداث شارلي هيبدو Charlie Hebdo بباريس.. ودهس مئات الأبرياء بنيس والاغتيالات الجماعية بباريس وذبح كاهن عجوز بباريس.. واقتحام مدرسة عبرية وقتل أطفال أبرياء فيها.. أحداث قريبة ذهب فيها مئات الضحايا الأبرياء على أيدي إرهابيين محليين.. أعلنوا ولاءهم لخلافة داعش الإسلامية... وآخر عملياتهم قام بها رجل من أصل مغربي يحمل الجنسية الفرنسية.. اسمه رضوان لقديم (يعني القديم) على ما اعتقد.. قام بقتل سائق سيارة لأخذ سيارته ما بين مدينتي Trèbes و Carcassonne واللتين تبعدان عن مدينتي ليون حوالي 450 كيلومترا.. مقتحما مخزنا مليئا بالزبائن يوم الجمعة الفائت.. قاتلا ثلاثة أشخاص وجارحا خمسة عشر شخصا( صارخا الله أكبر) بينهم عقيد بالجندرمة (الدرك).. حاول المفاوضة معه.. لاستبدال الرهائن.. توفي البارحة مساء من جراحه.. ومن ثم اقتحم المخزن رجال الأمن المتخصصون بالإرهاب الإسلامي وأردوه قتيلا........
ولا كلمة واحدة بهذه الأحياء عن هذه الجريمة الإرهابية الإسلامية الإضافية... والتي تضاف إلى الـ 2500 قتيل وآلاف الجرحى بالمدن الأوروبية خلال الخمسة عشر سنة الأخيرة... مدن آوت واستقبلت ملايين المهاجرين المسلمين.. وما زالت تــأوي وتـسـتـقـبـل.. مانحة جميع الحقوق والمساعدات والضمانات الإنسانية.. وحتى جنسية البلد.. بعد سنوات قليلة.. فاتحة جامعاتها ومدارسها وجميع مهنها ومؤسساتها وضماناتها الاجتماعية والإنسانية... لهذه الجاليات.. رافضة كل اعتراض ضد عاداتها وتقاليدها ومعتقداتها, والتي ــ غالبا ــ ترفض أي أبسط تطور مع قوانين وعادات وتقاليد البلد.. مما بدأ يـؤدي منذ عشرين سنة تقريبا إلى "انتفاخات واعتراضات عنصرية" لدى العديد من دول الاتحاد الأوروبي, والذي انتفخت به مظاهر وتظاهرات هذه الجاليات الإسلامية.. وتحول بعض الأحزاب اليمينية فيها.. إلى اليمين المتطرف.. ووصول بعض مسؤوليها إلى المشاركة بالسلطات المركزية والمحلية... كما بدأت عديدة من الاصطدامات بين السكان الأصليين وهذه الجاليات (الإسلامية) التي ازدادت تقوقعا وانطواء.. كما أنها وردت آلاف المقاتلين الذين ذهبوا (للجهاد) مع عائلاتهم إلى أفغانستان والعراق وسوريا واليمن.. وقتل المئات منهم.. ومئات آخرون عادوا متسللين إلى المدن الأوروبية والفرنسية التي ذهبوا منها.. بعد أن خسرت (المنظمات الجهادية) التي انضموا إليها العديد من عناصرها بمعارك العراق أو سوريا.. مما أدى إلى خشية وحذر المؤسسات الأمنية الأوروبية والفرنسية خاصة.. من عودة وخطورة هذه العناصر.. وما تكلفه مراقباتها على الأراضي الفرنسية.. وحادث يوم الجمعة الأخير (وعملية لــقــديــم) خير مثال على ذلك...
كان يوم عادي.. كبقية أيام السنة... السكان بالأسواق.. كالعادة.. نفس الأشكال ونفس الوجوه.. بلا أي تعليق.. ولا أبسط كلمة.. رغم أن الجريدة اليوميةالمجانية التي توزع باكرا بالأسواق.. ما من أحد يمد يده ليأخذها من الشابات والشبان(غالبهم طالبات أو طلاب) الذين يوزعونها... وكانت العملية الإرهابية الداعشية.. تملأ الصفحة الأولى منها... يوم عادي..
بالإضافة ولو أن داعش لا تعرف على الإطلاق "لقديم" ولا أم لقديم ولا أبا لقديم.. إلا أنها تبنت عمليته.. بدقائق معدودة بعد إعلانها من السلطات الأمنية والقضائية الفرنسية.. معتبرة إياه جنديا شهيدا إضافيا من فيالقها "العالمية" ناعما مستنعما ضاما ومعانقا ومدغدغا وغيره وغيره.. سبعين حورية بالجنة!!!...
كيف تريدون بعد كل هذا أن يقبل المواطن الفرنسي العادي.. الذاهب إلى عمله صباحا.. والذي يقرأ بجريدته الصباحية المجانية هذه الأنباء المفجعة.. ويقرأ بالعامود الثاني مقدار المليارات التي توزعها الدولة كمساعدات اجتماعية لللاجئين القادمين من بلاد إسلامية.. مع تزايد البطالة وانتفاخ الضرائب والأسعار في بلده.. بالإضافة إلى هذه العمليات الغادرة التي لا حول لـه ولا قوة فيها.. كما لا يسمح لـه القانون أي انتقاد "عنصري" Amalgame... كيف تريدون من هذا المواطن البسيط العادي.. ألا يتطرف.. ويرد الكراهية للآخر الذي يعلن له الحقد والقتل والكراهية.. حسب شريعته المستوردة... وهذا ما تــرغــبــه داعش... وهذا ما يرغبه اليمين المتطرف بالأوساط السياسية الأوروبية... ومن يرفض حتى الآن القناعة أن مخابرات الولايات المتحدة الأمريكية وأجهزتها الاقتحامية التآمرية هي التي خلقت القاعدة وداعش.. وأبناءهم وأحفادهم وأولاد عمهم وحلفاءهم وطوابيرهم النائمة والمتحركة... بجميع الدول العربية والإسلامية.. وفي جميع بلدان العالم حيث نظمت هجراتهم وتمويلهم وتسليحهم وتدريبهم.. وخاصة تنظيم عملياتهم الإرهابية.. وبأموال العربان النفطيين.. زلمهم التاريخيين الغارقين بوحول عبوديتهم السوداء.. كنفطهم... وحسب آخر نشرات الجرائد الإسرائيلية التي تسرب ــ عمدا ــ من أجهزة مخابراتها أن ثلاثة آلاف عنصر (سوري ــ نعم سوريون) والخيانة لا دين لديها ولا وطن.. يتدربون من عدة سنوات من قبل أجهزة إسرائيلية.. لمتابعة عمليات تخريبية وعمليات دس وأسلحة ممنوعة.. للإساءة إلى السلطات السورية الشرعية.. عندما ترغب... ولا حاجة لبخ هذا النوع من الأخبار.. حتى يعرف القاصي والداني أن لإسرائيل وسلطاتها ومخابراتها آلاف وألاف العناصر المحليين أو المستوردين.. مدربون للقيام بأعمال تخريبية.. نائمون وناشطون بكل البلدان العربية والمشرقية التي تحيط بها... عندما تــوعــز لهم... والقناصون الذين اغتالوا مئات المتظاهرين ببداية الأحداث والاعتراضات والتظاهرات (السلمية) في.. والتي أكدت السلطات بحينه أنها لم تكن منها... إذن... هؤلاء القناصة المجهولون.. لم يــأتــوا من الـــمـــريـــخ!!!........
ولا يجب أن ننس أبدا استقبال نيكولا ساركوزي وبعده فرانسوا هولاند, رؤساء هؤلاء الإرهابيين القتلة بقصر الأليزيه كالقياصرة أو ثوريين شرفاء.. دون أن ننسى قول فابيوس عندما كان وزيرا للخارجية.. أن جبهة النصرة (بجحافل قتلتها وإرهابييها ومغتصبيها) تقوم بسوريا بأعمال وأشغال وانتصارات رائعة... ولا أرى بالسياسات الحالية تجاه كل هذه التشكيلات الإرهابية... هـــنـــاك و هـــنـــا أي تغيير جذري واضح... رغم كل الخطابات الطنانة والدعايات المفصلة الجاهزة للاستهلاك... بأن السلطات الفرنسية تشارك ــ جــديــا ــ بمحاربة الإرهاب الإسلامي!!!.......
**************
عـلـى الـــهـــامـــش :
ــ اســتــفــتــاء
جريدة Le Progrès وهي أقدم الجرائد الفرنسية بمدينة ليون, والتي تمثل منذ أكثر من مائة سنة اليمين التقليدي والوسط بالمجتمع والسياسة الفرنسية.. أجرت استفتاء بنشرتها مساء البارحة.. وما زال حتى هذا الصباح.. نــصــه :
بعد هدوء دام ستة أشهر.. هل تخشى عودة الاعتداءات الإرهابية.
ونتيجة هذا الاستفتاء حتى الساعة الحادية عشرة من صباح هذا اليوم الأحد 25 آذار ـ مارس 2018 هو التالي :
74% : نــعــم
21% : لا
5% : لا أدري
وأنا أعتقد أن هذا هو الرأي العام الأوروبي بشكل عام... وهو رأي (اجتماعي) تقريبي للحياة المشتركة بغالب المدن الأوروبية الكبيرة والوسطى وحتى القرى الصغيرة التي لا يوجد بها مواطن واحد من أصول عربية أو معتقدات إسلامية مختلفة.
بـــالانـــتـــظـــار......
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة