الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب(علم الرجال الشيعي )

زهير إسماعيل عبدالواحد

2018 / 3 / 25
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


قراءة في كتاب :
((علم الرجال الشيعي )) وأثره في تمزيق حديث أهل البيت عليهم السلام. للباحث الإسلامي أحمد كاظم الأكوش.
من إصدارات دار الانتشار العربي لعام 2014.
الكتاب يتكون من خمسة فصول مع ملحق وبواقع 416 صفحة من القطع الكبير.
لا يخفى على اي باحث في هذا المجال ان هذا العلم من العلوم الدخيلة على الإسلام وهو من العلوم المختلف عليها والتي دار حولها الكثير من الجدل فالبعض يرى انه أساس العلوم الدينية على خلاف البعض الاخر الذي لا يرى له اي وجود في الدين وقد يذهب البعض ليقول أن علم الرجال هو نفسه علم الأنساب.
لم يكن الشيعة الوحيدون الذين اعتمدوا هذا العلم – لاعتقادهم بوجود المعصوم وبالعصمة الكاملة له – حيث ظهر هذا العلم بعد الغيبة الكبرى ومنها بدأ الاجتهاد عند الشيعة الأثنى عشرية وفُتحت أبواب الفحص والتحقيق في الأحاديث النبوية الشريفة والبحث عن السند والمتن في الحديث. يهتم علم الرجال بدراسة جانب خاص من جوانب شخصية الراوي للحديث حيث يكون له التأثير على قبول الحديث أو رفضه.
أن دراسة هذا النوع من العلوم يحتاج الى الكثير من الوقت، كما ان البحوث في هذا المجال تكون متعبة جداً وشاقة إلى درجة كبيرة. يعرف المهتمون بهذا الشأن مدى الجهد المبذول في مثل هذه البحوث، ولذا فأن الكلام والنقد لهذه الدراسات والبحوث يجب أن يتم من قبل أُناس درسوا العقيدة جيداً لا من قبل الجهلاء، كما أنه لا يحق لأحد اتهام الباحث بالكفر والضلال إلا بعد التأكد من ذلك.
ومن المتعلمين من إذا حدثتهُ عن أهمية مثل هكذا علوم أنزلَ عليكَ غضباً من السماء وكأنه أول المؤمنين وسفير الله الى خلقه وفي أرضه ومن المؤيدين لملائكته وممن جالسَ أمير المؤمنين علي (ع) وأصحابه المنتجبين، ومما يدعو للأسف الشديد إتخاذ البعض من الدين وسيلةً ليمثلوا دور القدوة للآخرين وهم مثلهم مثل الشيطان، كان يعرف ويُحرّف. كما سعى البعض إلى رئاسة الضعفاء الذين لا يفقهون شيئا في الدين بالتفاهات الموجودة في عقولهم والتي يعشعش فيها الشيطان وأعوانه.
يجدر على من يبحث في علم الرجال ويجد بأنه يخالف القرآن الكريم في موارد كثيرة وكبيرة أن يقول كلمته حتى لو كلفه ذلك حياته أمتثالاَ لقول الله تعالى حيث يقول:
(( ياأيها الذين آمنوا أن جاءكم فاسق بنبأٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)).
في هذه الآية رداً قوياً على من يرفض هذا العلم فالله تعالى حين قال (إن جاءكم فاسق) حدد الفاسق، هل يجب علينا هنا البحث عنه وعن أحواله كونه أطلق عليه فاسقا؟ ومن جهة أخرى حين قال تعالى ((بنبأٍ فتبينوا)) هل نتبين من الفاسق أم من الخبر أم نتبين من الخبر و الفاسق معاً؟ ، هل لهذا الفاسق توبة أو لا، هل يحق لنا أخذ الحديث منه أو أن صفة الفاسق ستظل ملتصقة به حتى نهاية حياته، طيب كم من الوقت سيستغرق الباحث في البحث حول دراسة الفاسقين وينسى الخبر؟ سوف يستنزف الأيام حتى يصل الى حقيقة الشخص الذي يبحث عنه، قد يتطلب الأمر من خمس الى عشر سنوات أو ربما أكثر من ذلك بكثير. وهل بعد البحث عن الفاسق علينا البحث في الحديث وعن صفات ذلك الفاسق ؟؟ لقد أخذ البعض إلى القول بإنّ علينا أولاً أن نعرّف عن صفات ذلك الفاسق تعريفاً حرفياً بأنه كذا وكذا، كما ذهب البعض إلى أبعد من ذلك في أقواله بإن يرمى بعض الأحاديث ولا يتعرض لها كونها صدرت من أحد الفاسقين!! وغيره من الكلام .
إنّ علم الرجال هو من العلوم التي يُحرّم الخوض بها، لكن يحق لهم هم البحث بها، كما أنه لا يجب على العوام أن يبحثوا بهذه الأمور والسبب هو وصولها إليهم جاهزة من المختصين بها، فهم يجتهدوا فيها كي يثبتوا قواعد عقيدتهم و يجبروا الناس على الإيمان بها، وكأن الدين أصبح سوقاً كبيراً كل واحد فيهم يبيع بضاعته حسب مزاجه، وهذه البضاعة عباره عن شكوك وظنون وشبهات وما شاكل ذلك، وعلينا نحن العوام الأخذ بها مع ما تحمله من ريب وظن وشبهات دون تفحص، كما لا يحق لنا أن نختار منها الشي الجيد كوننا عوام كما يسموننا.
يسعى الكاتب في بحثه الى:
- توضيح بعض الامور مثل الجرح والتعديل وهو أحد العلوم المخصوصة بالحديث.
- تقديم مقاييس أهل البيت عليهم السلام في توثيق الحديث الصادر عنهم أو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
- كما أنه يناقض الرأي القائل بإن هذا العلم دمر أحاديث أهل البيت، حيث يبين رأيه بإنّ هذا العلم أوضح جلياً أحاديث أهل البيت و لقد عرفنا منه أحاديث أهل البيت الصحيحة.
إنّ المتعمقين في هذا العلم عندما طبقوه على عقيدتهم أنكروا معظم تلك العقيدة وهي من أصول العقيدة الأمامية. وبين هذا وذاك ضاعت الأمور الرئيسية في العقيدة الدينية لدى البعض منهم، لكن الكاتب درس في كتابه هذا جذور وأصول هذه العقيدة ، ولهذا كان اسم الكتاب علم الرجال و أثره في تمزيق حديث أهل البيت.
أنّ هذا الكتاب من الكتب الجديرة بالقراءة، كما أنه من المهم متابعة كتب الباحث أحمد كاظم الأكوش التي تلت هذا الكتاب، فلقد قدم الباحث كتابه الأخير تحت عنوان (التيه الفقهي)، حيث يبحث في أصل التشريع بعد الغيبة الكبرى وهو كتاب قيم جداً يقع في 760 صفحة فيه ادلة حول أساس الشريعة بعد الغيبة الكبرى في دقه عاليه جداً وهو كتاب ممتع جداً فيه قراءة جديدة للتراث بشكل رائع، وفيه يثبت الباحث وبكل جدارة تميزه في هذا المجال و بأنه يستحق الاحترام في الساحة، ومن المتوقع ذهاب الكاتب بعيدا في دراسته للثرات الإسلامي ليخرج لنا أهم أصول الدين الحقيقي، والله ولي التوفيق والنجاح.

ومن الكتاب

إن البحث والتنقيب في أحوال الرواة بمختلف المدارس قد استمر من عهد الغيبة الصغرى وإلى زمننا هذا. فذهب كل واحد منهم في الجرح و التعديل وأسس كل منهم مدرسة في علم الرجال. فترى أن الاختلافات العريقة في الاعتماد على راو أو عدم الاعتماد عليه. لا تقل عن الاختلافات الموجودة حاليا في المسائل النظرية كالفقه وبعض مسائل العقائد.
فهل كان علمائنا على وفاق في آرائهم الرجالية و مبانيهم في الجرح والتعديل...ولو ضننا وجود توافق فيما بينهم فلماذا وقعنا في تعارض أقوالهم بين الشد والجذب....!!!
هل توجد ضابطة معينة أو مخصصة أو قاعد يمكن الاعتماد والاستناد عليها في دائرة علم الرجال ليطبق عليها الجرح والتعديل...!!! ام ان علمائنا كان لكل واحد منهم أصولا وأسس و معايير خاصة عليها يطبقون و يوزنون الرواة من حيث القوة والضعف
هل النزاعات الكلامية و المعرفية والفقهية والاجتهاد الشخصي والحدس لها دخل في معرفة الرواي عندهم؟
هل توهم المتأخرون من الرجاليين بأن آراء المتقدمين حول الرواة ماهي إلا أخبار و شهادات عن حس واصلة إليهم بالتواتر و الاستفاضة ممن عاشرهم وعاصرهم أو إنهم من أهل الخبرة فتكون حجة في الاعتماد عليهم؟
هل أصبح علماء الرجال المتقدمين هم من لهم الوصايا القيمومة على المذهب وتراث أهل البيت فلا يمكن الأخذ برواية أو الاعتماد عليها إلا بعد أن تسلم من طعن أصحاب الأصول الرجالية...؟!
هل علم الرجال بما هو علم يمكن الاعتماد عليه في تنقيح الأخبار؟ وماهو الأثر المترتب عليه فهل حافظ على أخبار أهل البيت أم قام بتمزيقها؟ وهل هناك مقاييس خاصة واردة عن أهل البيت لمعرفة الحديث ام لا ؟
كل هذه الأسئلة وغيرها تجدها في هذا الكتاب ببحث موضوعي ودراسة علمية.

● زهير إسماعيل عبدالواحد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على