الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مناقشة مجموعة -عشاق المدينة
رائد الحواري
2018 / 3 / 26الادب والفن
مناقشة مجموعة "عشاق المدينة " للقاصة نزهة الرملاوي
في دار الفاروق
ضمن الجلسة نصف الشهرية التي تعقدها اللجنة الثقافية في دار الفاروق للثقافة والنشر في مدينة نابلس, تمت مناقشة المجموعة القصصية "عشاق المدينة" للقاصة "نزهة الرملاوي", وقد افتتح الجلسة الروائي "محمد عبد الله البيتاوي" قائلا: نحن أمام مجموعة قصصية صيغت بلغة شعرية، فعشق القاصة للمدينة المقدسة جعلها تكتب 25 قصة، كلها مرتبطة بالمكان، بالقدس التي تعشقها، إن كان على مستوى الشخصيات أم على مستوى الاحداث، فالقدس هي مركز الحدث , مضيفا " ولن أذكر أية ملاحظة على الشكل أو المضمون الآن كي أعطي الفرصة للحضور لإبداء الرأي.
ثم فتح باب النقاش بين الحضور فتحدث الشاعر "جميل دويكات" فقال: اللغة الشفافة، الشعرية, الناعمة للأنثى، المتخلية والواقعية، الحارة والباردة، الاحداث الجميلة والقاسية، كلها حاضرة في هذه المجموعة، فمن خلال الصور المغموسة بالإنسانية استطاعت القاصة ان تكشف لنا عيوبنا.
المرأة حاضرة بقوة في المجموعة، أما الرجل/الذكر فهو مهمش، أو قدم لنا بشكله القاسي والظالم، بينما جاءت الأنثى/المرأة شخصية ناعمة فاعلة ومؤثرة وهي في قلب الحدث، من هنا نجدها قرنت المرأة بالمدينة، بالقدس، هذه المدينة الناعمة والهادئة، والملفت للنظر في القصص أن الحدث العادي يتحول في القدس إلى حدث مهم، فالمكان هو البطل الحقيقي في المجموعة، لهذا أجدها أقرب إلى الرواية التي جاءت في مقاطع منفصلة، فالأحداث مشتركة والأبطال هم أنفسهم.
أما الروائية "خلود نزال" فقالت: عنوان واحد لكل القصص، يعطي اشارة إلى ارتباط الكاتبة بالمكان، وأيضا يشير إلى العلاقة الحميمة التي تربطها بالقدس،أما بخصوص النصوص فأنا أرى أنها أقرب إلى الخواطر منها إلى القصص، فالكاتبة تتحدث عن طفولتها في القدس منذ أيام الدراسة إلى أن أصبحت معلمة، وما لفت انتباهي بقوة في هذه المجموعة هو أن الرجل مغيب بشكل كامل، وإن حضر بصورة مباشرة، فإن تقديمه يأتي بصورة سلبية، فالكاتبة منحازة للمرأة، لكن هناك بعض الملاحظات على هذه المجموعة، كوجود لغة الخطاب المباشرة في بعض القصص، كما نجد أن هناك ما يشبه الحب المقموع في بعض القصص، وكأن القاصة تقمع نفسها، فتتهرب من تكملة الأحداث، كما نجد بعض الاخطاء المطبعية. لكن تبقي اللغة الناعمة والسلسة والصور الشعرية عناصر محفزة لتناول مجموعة "عشاق المدينة".
أما الاستاذ "محمد شحادة" فقال: نحن أمام عمل أدبي جيد، ولغة قوية، وعاطفة جياشة، وأرى أن هذه المجموعة أقرب إلى الخواطر منها إلى القصة القصيرة ، وعندما تتحدث الكاتبة عن طفولتها، فإن ذلك ينعكس على مجموعة الشخصيات، الذين نجد أن غالبيتهم من الأطفال، كما نجد حضور المرأة والتركيز عليها على حساب الرجل، وما يحسب ل"عشاق المدينة" تناولها لمجموعة من أدوات التراث الشعبي الفلسطيني، وعلى تقديم مشاهد حية من الحياة الاجتماعية في القدس، فنجد صورة "المآذن والكنائس" تتكرر في المجموعة وكأن الكاتبة تريد أن تقول لنا بتنوع وتعدد المجتمع الفلسطيني في القدس، لكن هناك بعض الملاحظات على المجموعة يتمثل معظمها بوجود بعض الأخطاء المطبعية.
أما الاستاذ سامي مروح فقال: "اللغة قوية، المواضيع ناعمة وسلسة، المكان "القدس" له هيبته، ونجده حاضرا حتى من خلال الحديث عن التفاصيل الدقيقة لبيوت القدس، ومن خلال الحياة الاجتماعية التي تتناولها القاصة، والمميز في هذه المجموعة هو الصور الشعرية التي تقدمها القاصة ، وشكل تقديم القصص جاء سلسا وجميلا، فحضور القدس منح المجموعة وضعا خاصا.
ومن المآخذ من وجهة نظري على هذه المجموعة هو خلوها من الرمز، كما نجد بعض القصص قد انزاحت إلى لغة الخطاب المباشر، وكذلك تقديم الرجل بصورة سلبية حتى عندما تتحدث عن قضيتها، فلم تعطيه مساحة ليتحدث بصوته هو، لهذا نجد الرجل مقموعا ومضطهدا من الكاتبة وليس في المجتمع.
وتحدث الشاعر "عمار دويكات"فقال: لأي عمل أدبي وقعه النفسي على القارئ، هنا تقدم لنا الكاتبة ، عنوانا يفيض بهاءً وقدسية ، فالعشق يتصل بالروح والمدينة تتصل بالواقع والحياة, إذن هناك رابط فيما بينهما، فالمدينة لا بد أن تكون ذات دلالات كبيرة ومقدسة حتى يكون لها عشاقٌ، يرتمون في أحضانها ، وينصهرون في حجارتها المعمدة بعطر البقاء والخلود . تتمتع مجموعة (عشاق المدينة) بسهولة ألفاظها،وبلغتها المنسجمة ، فهي تنساب بسهولة إلى قلب القارئ ليستمتع بها ، فالمدينة المقدسة ، تدخل بكل تفاصيلها ، فتسرد الذكريات ، وتطرزها بكل ما كان فيها من ألعاب الطفولة ، ومن مسميات الأماكن . وتستخدم الكاتبة الأسماء البيضاء في أغلب المجموعة ، ك أحلام ، أمل، أم ياسر ، راشد ، أم حسن.. الخ. فكأن الكاتبة تعلم ما هو حال تلك المعشوقة ، فتريد منا أن نضيء في عالم النفس شمس التفاؤل والحياة.
في هذه المجموعة القصصية، والتي ترتكز على محور واحد، وهي المدينة المعشوقة ، تقدم لنا الكاتبة طبيعة الحياة المقدسية وكأنها تؤرخ التاريخ وتضبطه بألفاظ وردية أنثوية رقيقة ، فكل تفاصيل القصص تنبع من منبع الحنان والحب والاشتياق. تستخدم الكاتبة وبكل مهارة، حيوية الحوارات بين شخوص القصص، فهي تستخدم اللغة المحكية، وتستخدم الألفاظ التراثية ، وبذات الوقت تضع لغتها الجميلة والمتمكنة بين سطورها. ولا تنسى الكاتبة الواقع المر التي آلت إليه المدينة من غير مباشرة صادمة، وهذا يحسب للكاتبة .عشاق المدينة هي مجموعة قصصية تمتلك اللغة والسرد والتفاصيل والذكريات والأسماء والأماكن والحياة والحب ، وهذا ما يليق بهذه المدينة المقدسة .
"أما الناقد رائد الحواري فتحدث عن أهمية اللغة والشكل وطريقة التقديم الناعمة والسلسة التي جاءت بها القصص، منوها إلى أن هيبة المكان وقوة حضوره جعل المجموعة أقرب إلى الرواية المجزأة.
وفي النهاية يمكن القول بأن هذه المجموعة هي مجموعة انحازت للمكان فكان لها ما أرادت الكاتبة وقد تمنى الكل للكاتبة التوفيق في الأعمال القادمة متجاوزة بعض الهنات التي ذكرت هنا وهناك .
هذا وقررت اللجنة أن تكون الجلسة القادمة في يوم السبت الموافق 7/4/2018 لمناقشة مجموعة شعرية للشاعر "عمار دويكات" ويمكن لمن يريد المشاركة في النقاش الحصول على المجموعة من دار الفاروق في نابلس وأهلا بكم جميعا
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح