الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
من يترحم على المظلومين لا يقترف الجرائم والتسبب بظلمهم
سهيل قبلان
2018 / 3 / 26مواضيع وابحاث سياسية
المعروف ان الموت نهاية كل حي من النبات والشجر والاسماك والبشر ولا سيطرة للانسان على منعه وتلافيه مهما اتخذ من وسائل الحماية والاحتياط، ولكن هناك الموت الاشنع والابشع الذي يمارسه الانسان بنفسه ولنفسه، وهو بكامل قواه العقلية لتلبية شهواته المحدودة في مختلف المجالات غير آبه لنتائج ممارساته المخطط لها عمدا ولاهداف معينة، فعندما يُميت المسؤول ضميره ومشاعره واخلاقه وحنانه ويتصرف انطلاقا من ذلك غير ابه للضحية من الطفل الى الكهل وحتى الى الجنين في رحم امه، خاصة عندما يكون من قومية اخرى ودين آخر، وكم من حامل بقروا بطنها ونقطة انطلاق القاتل عنصرية وينظر الى من قتله كأنه ذبابة او بعوضة او صرصار ولا يستحق الحياة. وهكذا يطال الموت ضمائر وحنان ومشاعر مسؤولين في مجالات اخرى كالثري الذي هدفه الاوحد تكديس الاموال بغض النظر عن الوسائل والاساليب لتحقيقه وكأصحاب المصانع الذين يشرعنون نهج الاستغلال المشين للعاملين لدرجة اعطاء العاملة اجرا اقل رغم انها تعمل العمل ذاته وتنتج الكمية ذاتها وتعمل الساعات ذاتها كونها انثى.
فمنذ وجد الانسان على سطح الكرة الارضية حتى يومنا هذا، عصر غزو الفضاء وانشطار الذرة والاختراع في مختلف المجالات وشتى الابداعات، لم يعجز عن حل اية مشكلة واكتشاف اسباب اية ظاهرة الا انه وهذا غير مفهوم بالنسبة لي على الاقل عجز ولا ابرر عجزه عن حل العلاقة بين الرجال والنساء وتعامل الرجل مع المرأة كنصفه الآخر وكانسان كامل بكل معنى الكلمة، وهذا في اعتقادي يعود الى موت الاخلاق والضمائر والتعامل الانساني الانساني المنور والمضمخ للحياة. فالموت لا يأتي قبل الغرق لمن يركب البحر ولا يأتي قبل حمل البندقية والضغط على الزناد او زرع عبوة ناسفة او القاء قنبلة على دار مأهولة وكثرة من الاطفال يلهون في ساحتها. فليس كل من ركب البحر مات ولكنه معرض لخطر الموت اكثر من غيره خصوصا اذا كان على ظهر السفينة مع مجموعة اخرى واقدم احدهم باسم الحرية والدمقراطية على حفر ثقب كبير في السفينة، ووقف من معه يتفرجون عليه ولم يردعوه.. فمتى يذوّت طغاة الاحتلال انهم باستمراره وبإصرارهم على ترسيخه ورفده الدائم بالاموال والارواح فذلك بمثابة مقبرة لاخلاقهم الانسانية ومزرعة خصبة لاخلاقهم البهيمية القذرة فيقدمون على اقتراف الجرائم وزرع الموت في البشر والشجر وفي الضمائر والمشاعر وعندما يقترفون الجرائم مفاخرين بموت ضمائرهم واخلاقهم فهم كمن يسقي ويروي اشواك مزرعة موت اخلاقهم البهيمية ليحفظوا بقاءها رغم بشاعتها واوساخها.
وعندما اغروا اليهود في العالم للهجرة الى بلادنا قالوا لهم انها بلاد الامكانيات غير المحدودة وبلاد الشهد والعسل، وفعلا هي اليوم كذلك ولكن في مجالات القتل والعنصرية والسلب والرشى والفساد والغلاء والاجرام ومصادرة الارض والكرامة والحقوق والدوس على الانسانية للعرب ولكل من له ملامح عربية. وبذلك تبوأت اسرائيل مركز البطولة وفازت بالمرتبة الاولى في كل شيء قبيح ولا انساني وخاصة في ممارسة العنصرية وشرعنتها واقتراف جرائم القتل والاستيطان والمصادرة للمحبة وللكرامة والتضخم اللا اخلاقي والفقر الاخلاقي ودوس الحقوق وبراءة الطفولة، وخسرت البطولة في كسب احترام الغير والتمتع بالاخلاق ومكارمها والحفاظ على حسن الجوار ونبذ الحروب والاستعلاء العنصري وبكل وقاحة تريدنا في وطننا الذي ولدنا فيه ولم نأت من شتات ان نردد اسرائيل اكبر بدلا من الله اكبر خلال الصلاة.. هناك ناس يعيشون ليأكلوا فقط وهمهم الوحيد ان تكون بطونهم ملآنه لذلك لا يبالون بسلوك مرفوض وسقوط في الحفر وبيع الكرامات وخاصة السذج منهم والذين على قناعة ان هكذا اراد الله والمكتوب ما في منه مهروب والحذر لا يمنع القدر وكل شيء قسمة ونصيب.. فيستغل من ماتت وتحجرت ويبست ونتنت ضمائرهم امثال نتن ياهو وملوك وامراء النفط وقادة الدول الاثرياء خاصة اصحاب مصانع السلاح وكل وسائل القتل والتدمير، وفي مقدمتهم رأس الحية ترامب المكشر عن انيابه السامة والمصر على حمل المدفع وليس البندقية في تعامله مع باقي دول العالم رغم فشله في سوريا والعراق، ورافض التذويت عن غباء لعبر نهج دولته الذي فشل خاصة في فيتنام وكوبا وفشل اترابه المستعمرين في نهجهم الدموي في كل اصقاع الارض، ويتصرفون من هذا المنطلق لان اخلاقهم وضمائرهم ومشاعرهم ماتت وتعفنت ويرفضون رغم روائحها الكريهة واخطارها الكارثية السير في الطريق الضامن للبشرية وصولها الى فجر المحبة والسلام والتعاون الانساني البناء والزاهر.
فهناك ناس يعيشون ليس ليأكلوا فقط فهناك من يعاني ويتعرض للملاحقات والطرد لكنه لا يستسلم رغم سلب الرغيف منه واحلام الطفولة وبالتالي الحياة الانسانية الكريمة. وهناك المختالون الكبار والذئاب الاشرس من يترحمون من خلال بسمات واعمال وكلام الزور والاحتيال على الجياع والفقراء والمظلومين والبائسين والتعساء واللاجئين والمحرومين من مباهج الحياة، ويذرفون الدموع ويصولون ويجولون وكان قلوبهم محروقة عليهم ويعقدون الاجتماعات ويقيمون اللجان بحيلة المساعدة.. والسؤال يا ايها المحتالون والمجرمون من خلق هذه الاوضاع القائمة في العالم وخاصة في سوريا واليمن والعراق، وللتغطية على هزيمتكم وفشلكم الذريع تحاولون خداع البشر، فمن يترحم لا يقتل ولا ينهب ولا يشرد ولا يصادر حريات وكرامات وانسانيات ولا يميت ضمائر ومشاعر ولا يبرر اقتراف جرائم ولا يدعم ويرفد الاحتلال وجرائمه واستيطانه وقادته بالاموال ولا يقيم المناورات العسكرية الهادفة الى توجيه الانذار لسوريا ولبنان وفلسطين والقول اياكم والحديث مع ايران واذا اردتم الامن فاسرائيل اكبر ولها يجب ان تصغوا وتنفذوا ما يصدر عنها لكم من اوامر والا فان رفضكم بمثابة برهان على تمسككم بكرامتكم وحقوقكم وهذا يؤكد رفضكم للسلام، ومن يكثر الحديث عن التسامح لا يصلب الناس على صلبان العذاب ومن يحرقه قلبه على الفقراء لا ينهب ويبذر الاموال بالاطنان على تفاهات بدون وازع او رقيب.
ولكن متى يذوت الطغاة في كل مكان ان من تعود على زرع الاهوال واقتراف الجرائم لا بد ان يتفولذ ويتحجر شعوره وبالمقابل هناك الضحايا لنهجهم الكارثي الذين عندما يسيرون على الشوارع لا ينظرون اليها مجرد زفت وتحته كركار وانما مسارات ملتهبة تعج بالثوار الذين صمموا على معانقة فجر التحرر من نهج موت الضمائر والمشاعر وهم يصيحون هذه الشوارع لنا وسنبقى عليها الى ان نحقق امانينا وكذلك نشعر بكل بحصة انها بمثابة نافورة عشق وضياء وعبير للسلام وبالتالي العالم الخالي من الفحشاء ومن كل فكر الامبريالية الاستغلالي النهاب العابد للجرائم والتمتع باقترافها وبالتالي انتصار فكر الاممية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صحف فرنسية : -العرجاني من تهريب أسلحة عبر الأنفاق إلى احتكار
.. السعودية.. تنظيم عملية خروج ملايين الحجاج من الحرم المكي تثي
.. غارات إسرائيلية على حلب تقتل أكثر من 40 عسكريا سوريا.. ما ال
.. المرصد السوري: أكبر حصيلة من القتلى العسكريين السوريين في غا
.. شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري