الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انها حقاً، -فوبيا اللجان الخاوية-، اليس كذلك ؟! -للافكار عواقب-.

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2018 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية




فى 6/9/2017 كتبت مقالاً تحت عنوان: "فوبيا اللجان الخاوية!"، فى اعقاب الدعوة التى وجهها الرئيس السيسى للاعلام المصرى لنشر "فوبيا" اسقاط الدولة المصرية بين المصريين!، ومع البدء فى الانتخابات الرئاسية يوم الاثنين 26 مارس الجارى، تأكد صحة ما جاء بالمقال، الذى اعيد نشره اليوم؟!.

رسالة..
"مابلاش كتر كلام .. مين اللى يقول للتانى حرام
كل ما اعليك، بتنزلنى .. وبعشلك، وانت بتقتلنى، يبقى حرام على مين
وبقويك وانت بتكسرنى .. كأنك حالف تخسرنى، ما تخلينا ساكتين
كلام بكلام حنتكلم .. خلاص تلميذك اتعلم
برافو قوى عليك يااستاذ .. عرفت تربى وتعلم
كرهتك ايوه ونسيتك .. ونفعت فيه تربيتك
ادتنى درس كبير ف الذل .. ذاكرته صح وذليتك
مابلاش كتر كلام .. مين اللى يقول للتانى حرام"
من الفن الشعبى المصرى للفنان حكيم.

تسيطر على السلطة الحاكمة فى مصر الان، وحلفائها، حالة من الخوف المرضى "الفوبيا" من اللجان الانتخابية الخاوية، وكلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية، (مارس 2018)، ازدادت حالة الخوف شدة، حيث انه كل يوم يمر، تزداد حالة السخط الشعبى المكتوم غلياناً، وهو امر لا يغيب عن ادراك السلطة، وعن اجهزتها المعلوماتية.

ومع كل فشل جديد لاحد محاولات احتواء هذا السخط الشعبى، والهروب من "فوبيا" اللجان الخاوية، حتى الوصول الى فشل استخدام سلاح "فوبيا اسقاط الدولة"، وهو نفس مصير المحاولة التالية، محاولة تعديل مادة الدستور الخاصة بمدة الدورة الرئاسية، والمحظور تعديلها وفقاً للدستور نفسه!، وذلك فى محاولة لتأجيل الانتخابات الرئاسية، ولكن جميع هذه المحاولات لم تأتى بثمار ايجابية، بل على العكس، فقد جاءت بنتائج سلبية، كاشفة لحالة التخبط والارتباك، الامر الذى دعى الى تعديل هذه المحاولات او سحبها والتراجع عنها الواحدة تلو الاخرى!.

ان السخط الشعبى الذى يوقظه صباحاً ومساءاً، لهيب الارتفاع الجنونى اليومى لاسعار السلع والخدمات، مع ثبات دخل المواطن، بل الادق، مع انخفاض دخل المواطن، والذى لا يمكن له، وليس له، ان تعالجه بعض الاساليب الدعائية الركيكة، ليزداد معها رعب السلطة من المشهد الكابوسى للجان الانتخابية الخاوية، وتحوله من كابوس الى واقع.

هذه التجربة الكابوسية التى سبق ان ذاق طعمها المر "فريق السيسى" فى انتخابات 2014، والتى لم تكن وقتها ناجمة عن موقف شعبى، بقدر ما كانت احد تجليات، احد اشكال الصراع فى اعلى السلطة، من قبل "فريق مبارك، الاب / الابن"، وحلفاؤه من رأسمالية المحاسيب، فى مواجهة مع "فريق السيسى" الصاعد وقتها، لايصال رسالة مفادها، كما اوصلناكم نستطيع باموالنا وعلاقاتنا واعلامنا ان نعيقكم، وبالفعل قد استطاع اخطبوطهم الاعلامى، وقتها، - والذى تم تصفيته مؤخراً لصالح "فريق السيسى" -، استطاع ان يحول فضيحة اللجان الخاوية، من فضيحة اللجان الخاوية على الارض، الى فضيحة "بجلاجل" على الهواء مباشرة!.

ما بال الامر الان، وقد تناقص الزخم الشعبى لـ"فريق السيسى" بشكل هائل، وقد انضم للصراع، وان بشكل سلبى حتى الان، غالبية الشعب المصرى، الذى "لم يجد من يحنو عليه"!، بل وجد قسوة غير مسبوقة وغير مبررة، لا اقتصادياً ولا سياسياً، لتنضم الطبقة الوسطى الى الطبقة الدنيا فى تحالف "مصالح" طبقى جديد، ينذر بتغيير ثورى، حتى ولو كان مؤجلاً، حيث تأتى الثورة، فى شرطها الموضوعى، عندما تنمو "تنضج" طبقة او تحالف طبقى، تصبح فيه السلطة الحاكمة لا تعبر عن المصالح الطبقية الاساسية لهذا التحالف الطبقى الجديد، ويرتهن التغيير الثورى عندها، بنضج الشرط الذاتى لقوى الثورة، عندها يتحول التغيير الثورى من المؤجل الى العاجل.


مازق "فريق السيسى" التاريخى !
وحيث لم يشكل "فريق السيسى"، حتى الان، تحالفاً قوياً مع احدى القوى الاجتماعية الرئيسية بالمجتمع المصرى، كما كان حادثاً مع سلطات يوليو الممتدة، فى حلقاتها المتعاقبة، عبد الناصر، السادات، مبارك ,, حيث اكتفى "فريق السيسى" بتحصين نفسه بالمادة 234 من الدستور فى مواجه السيسى نفسه!، كـ"شرط" قيبل ان يرشحوه ويصعدوه للرئاسة، فالحرص واجب، فى ضوء التجارب السابقة لرؤساء سلطة يوليو الممتدة، عبد الناصر، السادات، مبارك، فى الاطاحة بالرفاق الذين اوصلوهم للحكم!. حيث جاء فى نص المادة 234 من دستور2014 (الاحكام الانتقالية): "يكون تعيين وزير الدفاع بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتسرى أحكام هذه المادة لدورتين رئاسيتين كاملتين اعتبارا من تاريخ العمل بالدستور.".

لم يشكل "فريق السيسى" تحالف ليخوض به معاركه المصيرية، بل على العكس، تبنى "فريق السيسى" شعار شباب 25 يناير "النوبه دى بجد، مش حنسبها لحد!"، فدخل فى صراع وجود، - او هكذا يتصور -، مع قوى الاسلام السياسى، (وفقاً لقوانين نيوتن فان الطاقة "قوى الاسلام السياسى" لا تفنى ولا تستحدث من العدم، ولكن يمكن تحويلها من صورة الى اخرى.).

وفى نفس الوقت لا يستطيع "فريق السيسى" ان يتحالف مع القوى المدنية (يسارية وليبرالية) بحكم طبيعته وتركيبته الوظيفية، كما انه ليس لديه مشروع توريث لوريث مدنى، كما مبارك، مما يستدعى التحالف مع طبقة من الرسماليين من ناحية، واعلاء جهاز الامن الداخلى (هيئة الشرطة المدنية) من ناحية اخرى، - فالشئ لزوم الشئ -، كما كان يسير مبارك فى سنواته العشر الاخيرة، فكان قرار "فريق السيسى" القاطع والواضح تماماً، هو، ان يتولى كل شئ بنفسه، وهذا بالضبط مأزقه التاريخى، وسر ازمته المستعصية!.

ان خلق تحالف مع القوى الاجتماعية المتناقضة ثانوياً، فى المرحلة المحددة، هو الشرط الالزامى للانتصار فى معركة صراع القوى، مع القوى الاجتماعية التى معها التناقض الرئيسى، انه درس التاريخ.

هكذا تحالف عبد الناصر مع القوى الاجتماعية البرجوازية الجديدة الصاعدة، فى مواجهة بقايا طبقة الاقطاع الريفية القديمة، وممثلى كبار الرسمالية الصاعدة بعد الحرب العالمية الثانية، والمعيقة لمشروعه "رأسمالية الدولة"، مشروع عبد الناصر السياسى والاقتصادى والاجتماعى، ليخوض عبد الناصر بهذا التحالف معركته السياسية للانفراد بالسلطة، فى معركة الصراع على السلطة، مع باقى القوى السياسية الاجتماعية، وفى مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين وحزب الوفد.

وكذلك فعل السادات، بالتحالف مع اليمين الدينى، واليمين المدنى، فى معركته مع تحالف القوى السياسية والاجتماعية التى تشكلت خلال الفترة الناصرية، وذلك كطريق وحيد، - كما رأى -، لانتصاره فى معركة الخروج من مأزق احتلال الاراضى المصرية التى تركها له عبد الناصر، تحت الاحتلال الاسرائيلى، كورقة ضغط جبارة فى يد الامبريالية الامريكية الصاعدة، بعد الحرب العالمية الثانية، فى سعيها للاحلال محل الا ستعمار الانجليزى والفرنسى، فى منطقة الشرق الاوسط الاستراتيجة لمصالح الاحتكارات عابرة القارات.

وهكذا فعل ايضاً مبارك، بعد ان استنفذ كل مدد الحكم الممكنة صحياً، "ثلاث عقود"، حتى اصبح فى حالة صحية يستحيل معها الاستمرار فى حكم مصر، حتى انه فى سنواته الاخيرة كان يعتمد بشكل مباشر على رؤوس الحلف الذى اقامه مع القطاع المدنى، المكون اساساً من قطاع من كبار الرأسماليين، "رأسمالية المحاسيب"، وقطاع الامن الداخلى، "هيئة الشرطة المدنية"، لتحقيق مشروعه فى توريث الحكم لابنه، "المدنى"، فكان مقتله، فى مواجهة معارضة سياسية تعامل معها على طريقة "خليهم يتسلوا"، معتمداً على ذراعه السياسى، "الحزب الوطنى الديمقراطى"، الذى لم يكن حزباً ايدولوجياً، كما اى حزب، بل كان مجرد تجمع للمرتزقة والمنتفعين من الاقتراب من السلطة، والذين يتواجدوا فى كل عصر واوان، والذين اول من يهربون عند اول مواجة حقيقية، اليست مصالحهم الانانية الضيقة هى دينهم!، لتتقدم النواة الصلبة من سلطة يوليو الممتدة لانقاذ مكانة ومستقبل الرئاسة.

ان التحالف سنة الصراع.


سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القادة الأوروبيون يبحثون في بروكسل الهجوم الإيراني على إسرائ


.. حراك تركي في ملف الوساطة الهادفة الى وقف اطلاق النار في غزة




.. رغم الحرب.. شاطئ بحر غزة يكتظ بالمواطنين الهاربين من الحر


.. شهادات نازحين استهدفهم الاحتلال شرق مدينة رفح




.. متظاهرون يتهمون بايدن بالإبادة الجماعية في بنسلفانيا