الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رغيف الخبز وقرار الأدخار الأجباري في كوردستان

حاكم كريم عطية

2018 / 3 / 27
المجتمع المدني


رغيف الخبز وقرار الأدخار الأجباري في كوردستان

ما زالت قطاعات واسعة من جماهير كوردستان تعاني أوضاعا أقتصادية صعبة للغاية وهو ما حذرنا منه قبيل قرار أجراء الأستفتاء حيث أن واحدة من نتائج هذا الأستفتاء المتعجل وغير المدروس من حيث النتائج وأنعكاسها على الشعب الكوردي وأوضاعه الأقتصادية والأجتماعية والسياسية وذلك لغياب السلطة الديمقراطية في المركز واستحالة تحقيق مبدأ تقرير المصير في ظلها وهو ما حذرت منه القوى الوطنية الديمقراطية على مدى سنوات ما بعد الأطاحة بصدام حسين ألا أن هذه النداءات للأسف لم تلقى أذننا صاغية وأختارت القوى المهيمنة على مقدرات الأقليم وهي طبقة الكومبرادور التي رعتها الولايات المتحدة الأمريكية وأعتمدتها للمشاركة فيما يسمى بالعملية السياسة في العراق ومجلس الحكم البريمري وبالتالي المشاركة بالتحاصص الفاسد وغض النظر عن أرساء أسس سياسة التحاصص الطائفي وأستشراء الفساد والذي كان للأسف للأقليم حصة فيه ولا يمكن أعفائه من مسؤولية أتجاه العملية السياسية في العراق نحو تكوين نظام سياسي تقوده أحزاب الأسلام السياسي طائفي تحاصصي فاسد أبعد كل القوى ذات التوجه الوطني من المشاركة الفعالة في أرساء قواعد صحيحة لبناء العراق ووضعه على الطريق الصحيح وتخليصه من أثار الدمار والحرب والدكتاتورية و أنتهينا مع الأسف بدخول العراق مرحلة سياسية مظلمة ودولة تسيرها دول الجوار والمحتل الأمريكي وليصبح العراق ساحة حرب وتصارع كل المصالح في المنطقة دولة قوامها اليد الطولى للمليشيات المدعومة من أيران وتركيا والسعودية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت القوى المتصدرة في أقليم كوردستان تعول عليها لضمان مستقبل الدولة الكوردية مستقبلا وهو الحلم الذي تبخر في أول أختبار له في ظل حسابات المصالح الأمبريالية الأمريكية وهو الدرس الذي لم تتعلمه القوى الأساسية في كوردستان منذ أن كانت تحمل البندقية أيام مقارعة الدكتاتورية.
دخل الأقليم في أزمة بعد قرار الأستفتاء والأصرارعلى أجرائه ويبدو أنه كان الأجراء الذي تنتظره كل القوى التي تقف بالضد من تطلعات الشعب الكوردي وتقرير مصيره تحت يافطات متعددة منها وحدة الوطن وعدم تقسيم العراق ووحدة وتصارع الأضداد!! كما يقولون حيث كشرت النزعات الشوفينية عن أنيابها لتقوم بالدور نيابة عن دول الجوار التي لها مصلحة حقيقية في عدم فتح الباب على مصراعيه في قضية تقرير المصير وأن يكون فشل هذا الأستفتاء ونتائجه تكون كارثية تنعكس بشكل سيء على أوضاع الأقليم وهو ما تحقق مع الأسف .
منذ عام 2015 أقدمت الحكومة المحلية في الأقليم على أتخاذ قرار ما يسمى بالأدخار الأجباري نتيجة معاناة الأقليم من الضائقة المالية وكذلك عدم أيفاء بغداد بدفع حصة الأقليم من الميزانية العامة وهو صراع بين شريكين فاسدين مع الأسف والضحية هو الشعب العراقي بعربه وكورده واليوم بدأت مؤشرات نتائج هذه القرارات تنعكس على أوضاع الجماهير الكوردستانية وسوف تزداد سوءا أذا لم تضع الحكومة الكوردستانية الحلول الكفيلة بأزالة قرار الأدخار الأجباري والعمل على معالجة أثاره ونتائجه الأقتصادية وهو ما سيؤدي ألى زيادة حالة الغليان في الشارع الكوردستاني لاسيما وأن مصالح الكومبرادور لم تتأثر وبقي الحال على ما هو عليه في محاولة أيجاد حلول التوازنات الأنتخابية وقيمة أصوات القوائم الكوردستانية في الأنتخابات القادمة !!! وهو ما يشير ألى أن القوى الكوردستانية لم تتعلم الدرس !!! وتصر على ممارسة نفس النهج السابق في الحصول على حصتها من كعكة العراق في فرن الأنتخابات القادمة أنها سياسة خطرة ونتائجها كارثية ستؤدي ألى أنفجار الشارع الكوردستاني وسوف تحقق ما أراده أعداء الشعب الكوردي للأسف .
بالأمس كنت أشاهد المظاهرات التي أندلعت في السليمانية ودهوك وأربيل لقطاعات كبيرة من موظفي ومعلمي وعمال كوردستان تطالب بألغاء قانون الأدخار الأجباري وكانت مظاهرات سلمية أختبرت ديمقراطية الحكومة الكوردستانية والتي للأسف فشلت أيضا في كيفية التعامل مع الجماهير المطالبة بحقهاوعمدت على مواجهة المتظاهرين بالعنف والأهانة والأستبداد والأعتقال ونقلت الكاميرا صورا ومشاهد يندى لها الجبين في الأعتداء على مربي الأجيال القادمة من حثالات أعطت صورة مخيفة عن طريقة بناء الدولة الكوردستانية الحلم وأثبتت أن طريق البناء الديمقراطي طويل وصعب وأثبتت أن طرق الدكتاتورية ما زالت تتبناها الكثير من القوى السياسية التي فقدت بوصلتها مع الأسف وبات من البديهي أن تأخذ الجماهير الكوردستانية زمام الأمور بنفسها لغسل ما علق بالتجربة الكوردستانية وتأريخها المشرف من درنات ووضع الأمور في نصابها أحي مظاهرات الشعب الكوردستاني بكل قطاعاته وأشد على أيديهم في وضع الأقليم على المسار الصحيح حتى ولو تعلمنا ألف باء الديمقراطية من جديد.

حاكم كريم عطية
26/3/2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا