الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطعة قماش!!

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2018 / 3 / 27
حقوق الاطفال والشبيبة


وسط كلمات قد تضيع بالهواء نمارس ما يمكن ان يكون حالة من الاستبداد او الضياع لا فرق فكلاهما يؤديان الى ذات المطرح ما دامت اقوالنا بعيدة كل البعد عن افعالنا.
مشهد لا تستطيع العين ان تراه دون ان تصاب بالتحسر على ما وصل اليه الحال فالشك يغلب على اليقين يحياتنا. مسؤولية امتلاك الرعاية كأحد الواجبات التي كانت الام تصنعها بالحكايات لوليدها الذي كان يمثل وجودها وحلمها للاسف فرغ عبيره لصالح الاتكالية وخوف السلبية. الاستسلام للسلبية يلغي الفرح والرغبة بالحياة!. كيف لاطفالنا اكتساب الشعور بالامان وهم يضلون صدور امهاتهم. الحقيقة ان تراجع الادوار القائمة على الفطرة يقضي على كل امل يمكن ان يخرجنا من حالة السواد التي دخلنا بتيهها.
كثير من الاطفال يصابون بالوجع والالم وهم صغار لانهم باتوا يتعلقون باناس عابرون في حياتهم. فالخادمة او المربية لن تكون اما ابدا. والام التي تعتمد على الخادمة ستحرم اطفالها نعومة صوتها واحساسها وحنانها وحسن التعامل مع العالم الخارجي. فكيف لو اصبح اطفال هذا الزمن يتعرفون على اسمائهم متكسرة مبعثرة نتيجة لسماعهم اسمائهم بصوت الخادمة اكثر من الام الحقيقية التي تحمل جنسية ولغة مختلفة. فأذا كان الجمال يحدث اضطرابا في حياة الناس فأن القبح يحدث الما ووجعا لن تبرح منه النفس. ولا عجب حين يصبح التوحد مرضا سريع الانتشار في انحاء العالم وكأنه وباء.
لا اخفي ان مشهد الام التي كانت تجر طفليها بقطعة قماش مبرومة على شكل حبل وهي تعبر بهم الطرقات امام المارة دونما خجل من صنعيها وكيف كانت تجاهد بسحبهما لان احد اطفالها كان يرفض السير وقد اخذ الارض جلوسا وكأنه يمارس ما فُرض عليه من تقمص ممتثلا لاحساس الحبل الذي يوجهه الحبل دليله لا عقله. هل كانت تستثني تلك الام عيون اطفالها وعقلهم وحواسهم ازاء ما حولهم وهي تسحبهما دون ادنى شعور بالشفقة او الحرج؟ لا احد يمكن ان يصدق أنها تهزم خوفها بحجة حمايتهم من خطر الطريق! كم يدعو هذا للبكاء.
الحقيقة انها بعملها هذا لم تراعي ادمية اطفالها وادمية من يرون مثل هذا الصنيع والذي لا بد ان يصيب النفس بالغضب القاصر عن الاعتراض او الخوض بمحاولات اقناع. حرص تلك المرأة غير مبرر لانها تمارس حقوق ملكيتها لاطفالها دون ان تأخذ على نفسها مشقة تعليمهم لترتاح هي ويرتاح المجتمع بجيل قادر على الصمود والبناء.
واذا اردت ان اجذب النظر الى مكان مريح قد لا اخرج عن حالة الغضب مما كان من صنيع تلك الام التي كانت تقود اطفالها بحبل! حين اذهب لظاهرة انتشار الهواتف الخلوية في ايدي الاطفال وهو يعبثون باصابعهم الصغيرة والجميلة على مواقع لا نعرف مدى ملائمتها لاطلاعهم عليها. ولا اقول جديدا بأن الهواتف الخلوية اصبحت بمثابة العاب التسلية التي يوفرها الاهل لاطفالهم لساعات طويلة باليوم كأداة للتخلص من شغبهم ولهوهم الذي اصبح يمارس جلوسا دون بذل مجهود بدني! رغم حاجة للرياضة العقلية والجسدية بذات الوقت.
والجميع على دراية وافية بأضرار الهواتف الخلوية على الكبار والصغار ومع ثبوت تلك الحقيقة فأن الاهل يرتاحون لمنح اطفالهم هواتفهم من اجل اللهو بعالم وهمي بعيد عن الواقع له من الاخطار ما لا يمكن حصره على الطفل والذي قد يسبب للطفل مشاكل صحية ونفسية وجسدية وانسحاب وانعزال عن البيئة المحيطة.
قضايا الاطفال شائكة رغم وضوح الحقوق والادوار، فدور الام والاب مفروض ان يكون متعلما لانجاز المهمة بنجاح.
الامل يبقى بأن تشرق الشمس ذات زمن ويكبر الاطفال في عالمنا الثالث او الاخير بحسب التسميات في اسرة ومجتمع! مصانه فيه كافة الحقوق وتكون فيه الابوة والامومة بمعناها الحقيقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة يتظاهرون بأسلوبهم لدعم غزة


.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس




.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في


.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في




.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ