الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية المغرب سبب لدعوة مسؤوليه لزيارة إسرائيل

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2018 / 3 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


مستحيل أن يتصور أي عاقل أن الإسرائيليين سيوجهون الدعوة للمجانين والمتشردين و الفقراء في المغرب لزيارة إسرائيل.
فمثل هذه الدعوات توجه للذين سيستفيدون منهم إقتصاديا و سياسيا و أمنيا و هم المسؤولون الكبار..و ليس في ذلك أي عيب .فنحن اليوم لسنا في فترة نهاية السبعينات ليحدث ما حدث للرئيس المصري الراحل أنور السادات مع حادث المنصة لأنه زار الكنيست الإسرائيلي معترفا بها مقابل إسترجاع منطقة سيناء المصرية .الوضع مختلف اليوم و السياق كذلك .
إسرائيل لا تهتم فقط بالمغرب بل بكل الدول العربية و غير العربية في المنطقة لتحقيق السلام و الأمن لنفسها دون الدخول في توترات أو حروب .و هناك دول في المنطقة لها تمثيل دبلوماسي مع إسراءيل و تبادل سفراء و تجارة و ثقافة و رياضة و تنسيق استخباراتي و غير ذلك مثل مصر و الأردن و الإمارات .أ لا يقرأون في الثراث الديني الإسلامي أن موسى زعيم اليهود الديني خرج من قصر الفرعون بقومه اليهود الذين كانوا مستعبدين في مصر نحو صحراء سيناء ؟
فهل تبعه كل اليهود ؟ طبعا لا ..
كثير من اليهود لا يزالون يعيشون في مصر و هم أسماء غير يهودية منهم فنانون و تجار و رجال أعمال و غير ذلك .و لهم فيها الكثير من البنايات و المعابد و غير ذلك.حتى أن الأهرامات يقال أنها بنيت على أكتاف اليهود و معاناتهم تحت السياط لما كانوا مستعبدين من طرف أحد الفراعنة المصريين.
وهناك دول تفضل العلاقات السرية مع اسراءيل منها قطر التي كان وزير خارجيتها السابق يختار حيفا لتمضية وقت إجازاته الصيفية السنوية سرا.
و مؤخرا حصل تقارب كبير بين إسرائيل و السعودية. و زار إسرائيل مسؤولون كبار سعوديون و رجال أعمال حتى صارت الطائرات التجارية المتوجهة لإسرائيل أو منها من أو إلى الهند تعبر المجال الجوي السعودي لتقليص المسافة دون مشاكل .
مؤخرا أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن جهاز الموساد كان ينسق مع المغاربة في نهاية الستينات حول مواضيع معينة.و معنى ذلك إذا صحت تلك الاخبار أن العلاقات بين المسؤولين المغاربة و الإسرائيليين ليست وليدة اليوم .
وكثير من المغاربة الذين هم ناس عاديون إذا إستجوبتهم في موضوع اليهود و اسرائيل سيقولون لك أنهم لا يرون فرقا كبيرا بين التقاليد اليهودية والإسلامية و أن الأراضي التي يوجد عليها اليهود اليوم في إسرائيل كانت مأهولة بهم قبل الغزو العربي القديم لها في القرن السابع الميلادي.و إذن فأغلب المغاربة لا يكرهون اليهود .لذلك يعيش كثير من هؤلاء داخل المغرب بأمن و أمان .بل كثير من المغاربة في مراكش يتأسفون لما آل له الوضع في أحيائهم و أسواقهم على ذهاب بعض اليهود التجارالذين كانوا معهم لإسرائيل .لكن هناك من المتطرفين من يحقدون حقدا لا مثيل له على اليهود.مشكلتهم أنهم أقلية .
لكن المهم هو الاقتصاد . فالإقتصاد محرك أساسي للعلاقات الإنسانية .و لذلك فأغلب الظن أن الدعوات التي توجه للمسؤولين المغاربة سيكون موضوعها الأساسي إقتصاديا خصوصا بعد إتجاه المغاربة لإفريقيا للإستثمار فيها .
فالسوق المغربي نفسه ليس شيئا بسيطا بالنسبة للإسرائيليين .و ربما يكون القارئ قد سمع السنة الماضية عن التمور الإسرائيلية التي تدخل الأسواق المغربية خلال شهر رمضان عن طريق وسطاء مثلا كأن تكون شركات التسويق في فرنسا أو إسبانيا و ليست مباشرة من إسرائيل .
أحد تجار التمور له متجر تمور في فاس قال لي أن تلك التمور غاية في الجودة لكنها غالية الثمن بالنسبة للفقراء .
و إذا كان هناك دخول للتمور قد حدث فهل الخضراوات والفواكه و البذور و غير ذلك سيقف في وجهها مانع ؟
إسرائيل هي الأخرى تحتاج منتوجات مغربية لا توجد عندها .و قد أعلن المسؤولون الإسرائيليون أن معاملاتهم التجارية مع المغرب -إذا صدقناهم طبعا- قد إزدادت في السنين الأخيرة بين التصدير والاستيراد .
الجانب السياحي و الرياضي و الفلكلوري و الثقافي يمكن أن يكون هو ايضا محركا لمثل هذه الدعوات .
بالإضافة لكل ذلك وداخل تداخل علاقات اسرائيل بالمغرب ، فكثير من المسؤولين الإسرائيليين في الجيش والشرطة والاستخبارات و الأحزاب و غير ذلك لهم أصول مغربية .و أكبر جالية للمغرب بالخارج بعد فرنسا توجد في إسرائيل.كما ان الدستور المغربي ينص في ديباجته على ان الرافد العبري يعتبر أحد روافد الهوية المغربية .
و هذا ليس اشكالا بقدر ما هو اعتراف بواقع كان مهملا طيلة عقود و يدل على التنوع والاختلاف الطبيعي في المجتمع في مغرب يريد ان يكون دولة ديموقراطية حقيقية و دولة مؤسسات و دولة المساواة و الحرية و الكرامة الانسانية .
و إذن الذين يناهضون التطبيع الإقتصادي سيكونون حتما من الناحية السياسية مع نظامي إيران و سوريا و مع ولاية الفقيه و مع سيناريو مستقبلي لبلدهم شبيه بسيناريو اليمن حيث يتلقى اليمنيون الحوثيون الذين صار ولاءهم لحكام ايران صواريخ باليستية منها و أموال وغير ذلك للسيطرة داخل البلد أوسيناريو العراق أو على أحسن تقدير سيناريو لبنان حيث يتطلب سؤال معرفة وجهة نظر حزب الله السياسية في أمر ما داخل لبنان مهلة قد تطول أو تقصر للإتصال عبر التلفون المفتوح 24/24 ساعة بولي نعمته الفقيه خامنئي قبل أن يجيب عل السؤال .
إن مناهضي التطبيع مع إسرائيل المغاربة ربما هم من يشارك بحصة ما في هذا التطبيع .إذ الناس ربما لا ينتبهون لمثل هذه الأشياء حتى يقوم هؤلاء بالتطبيل لها بطريقة عكسية .فتخلق ضجية يستنتج المرء منها هذه العلاقات .
لكن هل هؤلاء نواب عن الفلسطينيين أو هل هم أكثر فلسطينية منهم ؟
الفلسطينيون في الواقع هم أكبر المطبعين مع دولة إسرائيل من بين جميع الشعوب .و هم الأكثر إحتكاكا بها. و كثير منهم لهم تصاريح يعملون بها في الضيعات والمعامل و غير ذلك بل حتى في جهاز الإستخبارات الموساد و الأمن الداخلي و الجيش و يربحون أموالا طائلة و يقولون لك أن الدنيا مع اليهود بخيرو أفضل منها مع العرب .بل حتى السلطة الفلسطينية نفسها تتلقى أموالا بالشيكل الإسرائيلي كل شهر مقابل التعاون الإستخباراتي و الأمني مع إسرائيل .بل اكثر من ذلك حتى حركة حماس تخوض مفاوضات سرية مع اسرائيل الآن .
وإذن إذا زار أي مسؤرول مغربي دولة إسرائيل ذات الثقافة الشبيهة بثقافة دول المنطقة فلن تغرب الشمس للأبد أو تتوقف حركة الكواكب والنجوم .هذا شيء أكيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير