الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا حياة مع الاحتلال

سمير دويكات

2018 / 3 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


لا حياة مع الاحتلال
المحامي سمير دويكات
لا نحتاج الى الحديث عن الاحتلال وما يمكن القول في فلسفاته وطبيعته القانونية غير الشرعية تحت اي ظرف وخاصة احتلال فلسطين، وان الارض الفلسطينية تحت احتلال صهيوني غاشم، ولكن نعرض بعضا من حياتنا اليومية كمشاهد على سوء الاحتلال واعتداءاته، فيكفي فقط هو ان تسلك اهم طريق في الاراضي الفلسطينية بين نابلس ورام الله، لترى طوابير من ازمات المرور وعند البحث عن الامر تجد جنديا قذرا او مجندة بائسة تقوم على اجبار السيارات للسير في مسار واحد فتتجمع السيارات لتشكل ازمة مرورية خانقة وهنا اتحدث فقط عن يوم امس على حاجز زعترا بجانب بلدة بيتا، وهذا الامر الذي يتكرر في كل الطرقات والمسارات بين المدن الفلسطينية وليس غريب ان نجد ذلك حتى داخل المدن بعض الفلسطينية.
اليوم وانا في طريقي لدفع غرامة الاسيرجبر دويكات في سجن النقب الى خزينة الدولة الصهيونية المحتلة لنا وهي بمبلغ الفي شيكل وجدت هناك طابورا كبيرا امامي لنفس الحالات لدفع غرامات وايداع اموال (كنتينة) كما تسمى في السجون من اجل ان يصرف الاسرى على انفسهم داخل السجون وهي تعود في معظمها الى مصروفات اساسية، كان يتوجب على الاحتلال ان يغطيها وتكون تكلفة حقيقية من ثمن احتلاله، وبالتالي فان مخصصات الاسرى التي هي حق لهم تعود الى الجيوب الصهيونية وهم من يستفيدون منها اكثر من غيرهم.
فمن الطبيعي ان تصر الجهات الفلسطينية على استمرار المخصصات لان قطعها يعني زوال كل شىء وهي بالمناسبة ومرارا تحدثنا عن ضرورة ان تعالج وزارة الاسرى او هيئة الاسرى هذه الامور ليشعر المحتل الصهيوني ان تكلفة الاسر عالية وهو ما يحد من عمليات الاعتقال التي تحدث كل يوم بالعشرات، وان مؤشر الزحف الفلسطيني على الحدود في يوم الارض لهو ضغط لم يسبق له مثيل على الاسرائيليين حتى لو امتلأت السجون بنا.
في زيارات الاسرى دائما كنت اقول لهم، انتم اكثر حرية منا، لانكم تقدمون اكثر منا ونحن في سجون كبيرة ولا نستطيع ان نفعل اي شىء، وفي اتصالاتهم دائما نقول لهم ان نضالكم سيبقى رمزا لقضية فلسطين وان الطريق ما تزال في بدايتها، وانكم اكثر حياة منا وان سجونكم هي الحياة وهي من تمدنا بالصمود، فنحن لا نستطيع التقدم الا بموافقات امنية لان الاحتلال في المرصاد وشعاره الخراب والتنكيل والقتل.
على الارض مساحات شاسعة من فلسطين غير مستغلة، وان الفلسطينيين محصورون في مناطق ضيقة وقليلة بالنسبة للمساحات الكلية ، وبالتالي زيادة التكلفة السكنية والمعيشية الى عشرات الاضعاف، وان مؤسسات السلطة ذاهبة الى رفاهية الحكم دون حكم، فتدخل على مكتب المسؤول فيقشعر بدنك من رفاهيته، وتركب معه في سيارته قيقشعر بدنك من رفاهيتها وعندها فقط لا تشعر انك في دولة محتلة، ولكن عندنا يتنقل على الطرقات في ما عدا البطاقة وقتها يشعر ان هناك احتلال، فمن المفارقات ان يتم تجديد مركبات حكومية لاغراض استعمال شخصي وغيرها، في الوقت الذي لا يقدم دعم للاراضي المهددة بالاستيطان باكثر من ثمن سيارة مستعملة.
علينا ان نعيد التفكير في ما اخطانا وفيما اصبنا، لانه علينا العودة الى جو الكهوف والمغر لنشعر ان علينا دفع فاتورة النضال من اجل زوال الاحتلال وان نخرج من بيننا الذي اثروا ان يعيشوا اللحظة على حساب الوطن، ومهما تكن درجة الفظاعة في ذلك لا بد اان نجد سببا للوطن كي ينطق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية