الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اياد جلال بابان يعيد افتراءات المندوب السامي البريطاني

صباح كنجي

2018 / 3 / 29
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


اياد جلال بابان يعيد افتراءات المندوب السامي البريطاني


شخصية ميان خاتون لها اهميتها في تاريخ الايزيديين.. فهي بالإضافة الى انها امرأة ومن النساء القليلات في تاريخ الشرق القديم والحديث.. ممن تبوأوا الموقع الأول في المجتمع.. تعتبر شخصية قوية وناجحة تمكنت من التفوق على الرجال في ادارة دفة المجتمع.. في اصعب الظروف والأوضاع في ظل عادات وتقاليد مختلفة ومتخلفة معادية للمرأة ونشاطها الاجتماعي..
هكذا كان الحال مع ميان خاتون التي تولت زعامة الايزيديين واجادت فن القيادة متخطية الصعوبات والعراقيل التي واجهتها بهمة وصلابة لا تقل في شأنها عن بقية من سجلن اسمائهن في صفحات التاريخ، لذلك يصعب تناول تاريخها وذكر صفاتها وخصالها دون المرور على ما كتب من قبل من كان في الصف المعادي لها.. وشخص "عيوبها ونواقصها" وهو امر مقبول وطبيعي..
لكن ما يتعلق بميان خاتون قد تجاوز الحدود.. تم فبركة العديد من التهم والاباطيل بحقها من قبل من قرر استهدافها في ذلك الزمن لأسباب معروفة.. المندوب السامي البريطاني في العراق كان واحداً منهم.. سجل في برقياته الاستخبارية عنها.. ما كان قد سمعه او أراد ان يسمعه في حينها بحكم خلافاته معها.. وعدم رضوخها لمخططاته و سياساته الاستعمارية.. فسطر بخصوصها الفقرات التالية.. التي ترجمها اياد جلال بابان الى العربية وطبعها في بيروت ووزعت في مكتبات كردستان عام 2007 م.. ( ميانة خاتون أبنة عبدي بك .. والدة سعيد بك، الامير الحالي لليزيدية. امرأة ذات شخصية قوية. كان زوجها، علي بك الأمير السابق لليزيدية قد قتل. وقد اتهم بقتله الراحل ظفار آغا من "دوهوك " وكانت الشكوك تشير بأن السبب هو قصة حب بينه وبين ميانة خاتون. يقول البعض بأن ميانة خاتون تقصدت بقيادة سعيد بك إلى حياة مليئة بالفسق كي تتفرد بالتحكم بخيرات وأمور اليزيدية. امرأة حكيمة. تبلغ من العمر 65 عاماً )..
وفي ذات السياق كتب عن سعيد بك ابن علي بك.. (أمير اليزيدية ... يبلغ من العمر 50 عاماً شخصية ضعيفة ويحتسي الخمر بكثرة بالإضافة الى انغماسه برذائل اخرى. تسيطر عليه والدته ميانة، التي لديها سمعة بانها كفؤة ومستقلة الرأي. في تشرين الثاني من عام 1921 قبل سعيد بك بتخصيص علاوة سنوية لإسماعيل بك مقدارها الف ربية من خيرات اليزيدية.. مؤخراً، قامت الأكثرية من اليزيدية وخاصة من قاطني منطقة " سنجار" بتقديم عريضة يطالبون بعزله. هذا الأمر حتى الان لم يبت بأمره . ينظر اليه كخائن ومرتد عن الدين، وعلى الأرجح سينتهي مقتولا كوالده)..
أياً كانت مصادر المندوب البريطاني التي استقى منها أخباره واستند عليها في تسطير برقياته وتقاريره المختصرة عن الشخصيات العراقية كما هو الحال مع ميان خاتون.. ولا نعرف مدى صدقية وأمانة المترجم بابان في نقلها من المصدر الانكليزي الذي يبعث على الريبة والشك.. بحكم موقف المندوب السامي من الايزيديين عموماً.. بعد ان ساهموا في ثورة العشرين واسقطوا طائرة بريطانية في سنجار حينها.. لا يخلو موقفه من تحامل انساق اليه المترجم ليضاف الى كثرة الكتابات التي تحاول الاساءة للإيزيديين في كردستان اليوم.. كما هو الحال بالنسبة لـ آزاد سعيد سمو وما كتبه بخصوص الإيزيدية قبل عدة سنوات.. والذي تصدينا له وفندنا ما اعتمدته المصادر الاسلامية من افتراءات لا تمت للحقيقة بصلة بخصوص نسبة الإيزيدية الى الاسلام.. واعتبارها من الفرق الضالة التي يتطلب اقامة الحد عليها.. وهي دعوة علنية لتكفير وقتل مجموعة دينية عريقة يتجاوز عددها الـ 600 الف مواطن ومواطنة في هذا العصر.. الذي ينشط فيه المتطرفون الاسلاميون بشتى السبل لإحياء ما يمكن وصفه بخلافة الدولة الاسلامية مستغلين جشع رأس المال العالمي والقدرات المالية الهائلة للدول النفطية التي يتحكم بها الشيوخ والامراء المتخلفون ..
عن ميان خاتون وما كتب عنها يمكن التأكيد وفقاً للمعلومات الدقيقة التي استجمعناها من اكثر من مصدر مطلع وبعضهم لا يحبون العائلة الأميرية ولا يودونها.. لكنهم يرفضون التشهير واللجوء لقلب الحقائق وتستطير احداث لا تمت صلة للواقع.. تأتي في سياق التجني على ميان خاتون ..
وقد تبين من خلال الاستقصاء الدقيق لمن عاصروا ميان خاتون وشاهدوها أو رافقوها وكانوا قريبين من بعض الاحداث التي عاصرتها.. انها كانت مخطوبة لـ علي بك قبل مجيء الفريق عمر وهبي عند حدوث الفرمان الذي عرف باسمه.. فرمان الفريق وكان حينها الامير مرزا بك اميراً على الإيزيدية.. الذي كان معروفاً بالحكمة والاخلاص والوفاء للناس وعندما حدث الفرمان وما لحق بالإيزيدية من كوارث في ذلك الفرمان على يد الفريق عمر وهبي ..
كانت آثار الفرمان السابق في عهد ميري كورة باقية وطرية في اذهان من نفذوا بجلدهم من الموت وهم لا يتعدون نسبة الـ 5% فقط من مجموع الايزيديين الذين تعرضوا للقتل او الدخول في الاسلام عنوة كما حدث مع مناطق كويسنجق ورانية واسكي كلك و شقلاوة وحرير وبقية مناطق العمادية ودهوك ..
هؤلاء ألـ 5% من الايزيديين الناجين من الموت و الأسلمة كانوا ضعفاء لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم فكيف يتمكنون من مواجهة المهاجمين المتوحشين من اتباع الفريق الذين أسروا المير مرزا بك وكان همه ان ينقذ بني جلدته من المحنة التي فيها ويوقف زحفهم واندفاعهم الجنوني للفتك باتباعه واقربائه فدخل في ما يمكن تعريفه بصفقة خداع بين الغالب والمغلوب ساعد على تحقيقها ميل الفريق عمر وهبي لتسجيل ما يمكن ان يعتبره انجازاً بليغاً مقارنة بالذين قادوا الحملات والفرمات السابقة للقضاء على الايزيديين واثبت قدرته على فرض الدين الاسلامي على المير ..
ولا يستبعد ان يكون مرزا بك قد وقع تحت تأثير الخوف وفكر بإنقاذ نفسه من الموت المحقق ووافق على الصفقة بإشهار اسلامه الذي استثمره الفريق عمر وهبي مقابل التخفيف من اجراءاته القاسية بحق الايزيديين.. وتركهم دون ان يفرض عليهم ملالي من المسلمين وقد غادر مناطق تواجدهم بعد شهرين وهو يدرك حجم الخطورة على ميرزا بك من اقربائه واتباعه الرافضين للدين الاسلامي..
وفي المقدمة منهم علي بك الشاب المتهور والغيور الذي وقف ضد الفريق وفرمانه وضد استسلام ورخاوة ميرزا بك لذلك.. قرر الفريق التخلص منه بإغراقه بالماء لكنه فشل وقرر بعدها نفيه الى شيواز في الاناضول.. وكان حينها شاباً وسيماً يافعاً يتهيأ للزواج من خطيبته ميان التي تعلقت به وأحبته بإخلاص.. وقررت الالتحاق به في الاناضول وتزوجا هناك في الأسر.. وكان توجهها طوعاً ودليلا صادقاً على تعلقها به .. عكس وفاء نادراً في التاريخ، ومن حسن حضها ان فترة تواجدها في الأسر مع خطيبها ومن ثم زوجها لم تطل.. الا فترة قصيرة وعاد علي بك مصطحباً زوجته ميان خاتون وقد ترافقت عودتهما مع اغتيال الأمير ميرزا بك الذي اتهم بالتخاذل والخيانة وتم التخلص منه بالسم الذي امر بدسه له عبدي آغا الدنايي زعيم عشيرة الدنايي في سميل وهو (أي عبدي آغا) من احفاد نمر آغا الذي قتل والي الموصل ..
وقد تولى علي بك الامارة ولم يكن له مشاكل مع اتباعه واحبه الايزيديون وفي عهده تحسنت علاقاته مع بقية زعماء العشائر من الكورد بمن فيهم الذين كانوا قد تخلوا عن ديانتهم الإيزيدية ودخلوا الاسلام عنوة.. وكان بيته مفتوحاً للزوار ولم يتخذ اجراءات متشددة للحماية وحاول ان يعيش ببساطة كسائر القرويين بالرغم من كونه ميراً واكتفى بمرافقته لحراس معدودين بالرغم من وجود خلافات عائلية وحالة صراع داخل عائلة الإمارة على ما يدره موقع المير من منافع اقتصادية وجاه ومعرفة.. ناهيك عن ما يجلبه له المنصب من خيرات و ورادات الأراضي الزراعية الخصبة في باعذرة مركز الامارة وسهل الشيخان والمَمَان التي يسكنها اولاد عمومة للمير من البصميرية يتربصون به ويطمعون بتولي الامارة وقد برز من بينهم احفاد داود بك واولاد جولو بك وهم سواري بك وخدر بك الذي عمل في البريد وكانوا موزعين بين قريتي المَمَان 3 كلم شرق باعذرة و الجراحية 2 كلم جنوب غرب باعذرة..
وقد وصلت خلافاتهم الى حد التظاهر بالممتلكات والاشياء الجديدة التي تدفع المتخاصمين للتباهي والحسد .. هكذا كان مع خدر بك الذي اقتنى بندقية راقية وتحزم بها متوجهاً الى لالش متباهياً بسلاحه الجديد.. الامر الذي اشعل الغيرة في قلب داود بك وقد وصل به الانزعاج حد التهور.. فاقدم على صفع خدر بك امام الناس.. صفعة اسفرت عن اطاحة عماته وسقوطها على الأرض..
يشكل هذا في العرف الاجتماعي عاراً وذلاً لا ينبغي السكوت عنه.. واقسم خدر بك ان ينتقم من خصمه داود بك.. الذي اهانه وكان حينها حارساً للمير علي بك وغادر لالش غاضباً ممتعضاً لا تخطر في باله الاّ فكرة الانتقام والثأر لشرفه المهدور وكرامته المجروحة..
لذلك قرر بعد فترة لم تتجاوز ايام معدودة مع اخيه خدر التوجه الى باعذرة ليلا لعلمه ان داود ينام على السطح في بيت علي بك وتسلق الاثنان الجدار بسهولة ويسر وكان بالصدفة علي بك لوحده راقداً دون حرس.. اذ كان داود قد بقي ليلته في داره.. مع هذه المفاجأة وعدم وجود الحارس داود بك.. قرر الاثنان التخلص ممن اطلقوا عليه بالكبش الكبير مادام ليس معه حراس في تلك الليلة.. وقررا اطلاق النار عليه والهروب.. هكذا اغتيل المير علي بك بإطلاقة استهدفت رأسه فهشمته ليموت في الحال بتلك الصدفة حيث لم يكن هو الهدف من هذه المغامرة ..
في الحال جمعت ميان خاتون التي ثكلت بزوجها في تلك اللحظات الرجال والحراس وأهالي باعذرة.. كانت تتصور ان القاتل هو اسماعيل بك.. بسبب الصراع على خيرات وواردات لالش.. ايضا جرى اتهام حسين بك والد علي بك ووضع في دائرة الشك.. لم تتصور هي ولا الآخرين ان يكون القاتل من عائلة جولو بك..
جاءت الصدفة الثانية من امرأة مجهولة من اهالي بربور التي كان يقطنها آنذاك الايزيديون تدعى داي كرتي.. (سكنت فيما بعد قرية إيسيان واصبح ابنها مجبراً مشهوراً للكسور) .. حيث كانت قد جلبت كمية من الزبيب والبلوط والدبس المستخلص من العنب الى قرية الممان لتستبدله بالسكر والحنطة وبقية الحاجيات التي كان يجري مقايضتها بما معها في ذلك الوقت ضمن صفقات البيع والشراء.. كما كان متبعاً بين اهالي القرى الجبلية وسكان السهول..
وكانت العادة ان يجري استضافة القادمين من قرى الجبل في دهليز ملحق بمدخل الدار يسبق بقية الغرف المخصصة للنوم والاستحمام والمطبخ يشبه المضيف.. وهكذا كانت داي كرتي ضيفة في دهليز جولو بك في تلك الليلة التي عاد فيها خدر وداود بعد منتصف الليل وانتبهت على فتح الباب وسمعت القادمين يقولون لجولو بك: قتلنا الكبش الكبير وعادت للنوم دون ان تشغل بالها ..لأن الكبش كان بحدود سماعها وفهمها في ذلك الوقت كبشاً للماشية..
في الصباح غادرت متوجهة الى باعذرة لتستكمل بقية حاجياتها قبل ان تعود الى بربور لكنها تفاجأت حال وصولها لمدخل باعذرة بعويل النساء وتجمهر الناس.. وحينما سمعت بمقتل المير علي بك عادت لوعيها وإدراكها.. وانتبهت لمغزى حديث خدر بك مع جولو بك وتوقفت لتستنتج للتو.. ان الكبش الكبير ما هو الا القتيل المير علي بك.. بعد ان ربطت المعنى قررت افشاء السر.. وابلاغ ميان خاتون.. التي انذهلت من المفاجأة والمعلومة الجديدة.. فأزاحت شكوكها و تصوراتها.. وقررت جمع الرجال والحراس ودعت الفقير جندي وداود بك وبقية رجال الامارة وطلبت منهم الهجوم على الممان ومحاصرة بيت جولو بك واولاده.. وتم لهم ما ارادوا.. اذ انتقموا من الجميع وحلت الكارثة بعائلة جولو بك.. التي قتلت عن بكرة ابيها ولم يفلت منهم الا المراهق الصغير شمدين الذي كان يسقي الرز مع شقيقته الصغيرة وكان مسلحاً ولم يدرك ما حل بأهله وحينما قرروا التوجه اليه لقتله تمكن من الدفاع عن نفسه والهرب مع اخته التي حملها على فرسه الرهوان وتوجه لقرى العرب دخيلا عليهم..
هذه هي القصة الحقيقية لمقتل علي بك على يد اقربائه دون ان يكون بينهم أي فرد غريب من الإيزيدية وغيرهم .. وهذه هي ميان خاتون بوفائها لزوجها وقصتها معه حتى مماته وقد اكد كل من عاصرها قبل هذه الحادثة وغيرها انها لم تكن تذهب الى أي لقاء وفي اية مهمة دون ان تصطحب معها اقرب الناس اليها.. وغالبا ما يكونوا من وجهاء الإيزيدية المعمرين.. وقد شاهدها العديد من الطلبة الايزيديين في بغداد اثناء لقاءاتها مع ممثلي الحكومة.. كانت تطلب منهم مرافقتها ومساعدتها والبقاء معها فترة تواجدها في بغداد ويؤكد الباحث محمود خضر - ابو آزاد الذي كان طالباً في معهد الصحة في العهد الملكي انها حتى في حالة مرضها.. كانت لا تتوجه للأطباء ويصعب اقناعها بضرورة تقبل ان يفحصها شخص غريب ..
نعود لما ورد في ترجمة اياد جمال بابان لتقارير المندوب السامي البريطاني في ذلك العهد ونستفسر منه ومن المندوب السامي البريطاني.. ان كانت الترجمة دقيقة.. ولم يتلاعب بها المترجم .. لعدم وجود النسخة الاصلية للمقارنة.. ونتساءل هل كانت مهمة المندوب السامي البريطاني في حينها تدخل في سياق البحث عن الإيزيدية كمجتمع ودين وبشر لهم عاداتهم وتقاليدهم وخصوصياتهم؟.. ام تقصي زلات بعضاً من شخصياتهم وخلق اوهام واساطير عن علاقات لا صحة لها لم تقتصر عند حدود شخصية ميان خاتون وتعداها للآخرين!..
ما قيمة ما ورد في تقاريره لحكومته المبجلة.. عن يزيد ابن اسماعيل بك ( طرد من الكلية العسكرية بسبب شذوذه الجنسي.. هرب من البلاد ... على حصان قام بسرقته ... اخته ونسى طلقت من قبل سعيد بك بعد هروبها مع احد ضباط الجيش العراقي ..) ام عن سعيد بك الذي اختصره بـ (امير ذات شخصية ضعيفة ويحتسي الخمر بكثرة بالإضافة الى انغماسه برذائل اخرى.... ينظر اليه كخائن ومرتد عن الدين) ..
هل يجوز للمندوب السامي البريطاني ان يكون بهذا المستوى الوضيع؟.. ولا يجد من الإيزيدية الا هذه السقطات والزلات التي اختصر بها الموقف منهم!!.. وحدد نهجه بفضحهم والتشهير بهم!!.. ان كان ما اورده المترجم بابان دقيقاً !!...
لكنه بكل تأكيد ليس بريئاً من مواصلة التشهير بهم بحكم ما اورده في ترجمته في هذا الوضع الملتبس الذي يشهد تفاقم الميول الاسلامية المتطرفة وحملات الضغط على الايزيديين وغيرهم من اتباع الديانات الاخرى..
الذين اصبحوا هدفاً للمجرمين من حملة الرايات السوداء ومواصلة نهج الفرمانات بشتى السبل.. بما فيه التحريض على القتل والمترجم بابان لا يبتعد عن هذا المنحى في ترجمته لما ورد في تقارير المندوب السامي البريطاني عن الشخصيات العراقية.. بالأخص ما يتعلق بالايزيديين الذين سفهم المندوب السامي واتبعه في سيره بابان..
من المؤسف ان تتكرر الكتابات المسيئة للإيزيديين في كردستان التي اصبحت موضعاً للتشهير بهم ويجري استهدافهم من قبل كتاب من امثال المحامي شعبان المزوري الذي طبع هو الآخر كتاباً بائساً بعنوان.. (كردستان العراق في ظل الحكم العثماني) فيه اساءات بالغة للإيزيديين ناهيك عما ورد في كتاب.. ازاد سمو الذي نوهنا عنه سابقاً وكتبنا رداً تفصيلياً عما ورد فيه من مغالطات ومن المقرر طبعها في كتاب مستقل..
يبدو ان المؤسسات الثقافية في حكومة الاقليم غير مهتمة بما ينشر من كتابات مسيئة للمجموعات الدينية غير الاسلامية.. ولا يدخل في مضمون برامجها التدقيق بما ينشر ويوزع في المكتبات.. هذا يدفعنا لوضع علامة استفهام كبيرة من احتمال ان لا يكون النشر بهذه الصيغة عفوياً.. ويتناغم مع مخطط مبرمج في سياق نهج مهادنة التيارات الاسلامية المتشددة.. التي بدأت تستهدف التواجد المزعج لغير المسلمين في كردستان ..
يؤسفني ان اعود للمترجم بابان ..انوه لاحتمالات ان يكون متأثراً بالتاريخ السابق لأسرته في فترة الصراعات الطائفية التي ابتليت بها كردستان حينها .. اذ كانت العديد من العشائر الكردية بمن فيهم ال بابان حسينيون من اتباع مذهب يجاهد لتطوير علاقاتهم بإيران مما حدا بالدولة العثمانية الى الانتباه والتدخل لتغيير المعادلة في عهد سليمان القانوني عام 1534 .. الذي تفتقت خطته الجهنمية من باب المشاكسة.. وضع حسين بك والياً على اربيل ليس حباً بالايزيديين.. بل كرها بالكرد المسلمين المتشيعين.. من الذين لا يستحقون في نظره الاّ أنْ يتولاهم شخص من غير المسلمين محسوب على الكفار.. مما دفعهم لأرسال الوفود اليه في الاناضول كي يعالج الموقف الذي اسفر عن استعدادهم للتخلي عن المذهب الشيعي والدخول في قوام المذهب السني..
ومن ذلك اليوم تغيرت طبيعة الولاء الديني للكثير من عشائر كردستان واصبحت تبعيتهم للدولة التركية لا غبار عليها.. لم تقف الاحداث عند هذا التحول المذهبي .. بل تواصلت محاولات ال بابان مع غيرهم للسعي للتخلص من الوالي حسين بك الذي تم استدراجه الى الاناضول و التخلص منه بقتله بأمر من السلطان سليمان القانوني ..
هذا ما يمكن ان نثبته تصحيحاً للتاريخ الملتبس عن مقتل علي بك وما الصق بميان خاتون من اباطيل وفقاً لما ورد في ترجمة بابان لتقارير المندوب السامي في ذلك العهد..
صباح كنجي
28-3-2018
ـ تقارير المندوب السامي البريطاني ( عن الشخصيات المهمة في شمال العراق في المنتصف الأول من القرن العشرين) ترجمة أياد جلال بابان بيروت 2007 .. موضوع على شبكة الانترنيت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران