الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلامه محلاوي وقسوة أوجاع وداعه

حمدى عبد العزيز

2018 / 3 / 29
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بعقل غير مستوعب للفقد ، وقلب موجوع ..
أنعي زميلي وصديقي عمري وواحد من أجمل رفاق العمر
المناضل المثقف الجميل
سلامه محلاوي ..

آخر مرة تقابلنا كان من أشهر حين ودعنا سويا رفيقنا المشترك وزميلي في الحزب الإشتراكي المصري سليمان سعد والذي شاركنا في تأبينه في مدينة إدكو مسقط رأسيهما وساحة نضالهما المشترك لسنوات عديدة رحمهما الله

عرفت المرحوم سلامه المحلاوي منذ أن كنا شباباً ضمن مجموعة إدكو اليسارية التي كان يتزعمها شقيقه الأكبر الدكتور أنور محلاوي ، والمرحوم سليمان سعد والمهندس محمد قطيط في أوائل ثمانينيات القرن الماضي ..

كانت المجموعة عبارة عن مجموعة طلاب جامعات فيما عدا الدكتور أنور الذي كان يكبرهم بسنوات وكان وقتها قد افتتح عيادته كطبيب في مدينته ومسقط رأسه ، وكذلك المرحوم سليمان سعد الذي كان قد سبقهم إلي الإنضمام إلي حزب التجمع وطلب مني أنا والراحل العظيم تيسير عثمان المحامي زيارتهم في مدينة إدكو واللقاء بهذه المجموعة التي طلبت الإنضمام لحزب التجمع وقتها وحيث كنت أنا عضواً في التجمع في ذلك الوقت وأشغل أمانة الشباب بمحافظة البحيرة وأمانة التنظيم بالنيابة أثناء إعتقال زميل وصديق العمر مجدي شرابية ذهبت مع صديقي الراحل تيسير عثمان القيادي بالحزب وقتها وعقدنا جلسة أسفرت عن إنضمام المجموعة بكاملها لعضوية الحزب وهو إختيار كان في منتهي الصعوبة في هذه الأيام نظراً لأن كوادر وأعضاء التجمع كانوا تحت الملاحقة الأمنية ليل نهار ..

أتذكر أن سلامة الشاب وقتها كان أكثر الحاضرين حماساً وأكثرهم إثارة لتساؤلات عميقة حول ماالعمل في تلك المرحلة الصعبة وكيف يمكن تحديد المهام التي علينا إنجازها ..

ومن يومها وسلامه محلاوي هو الدينامو الفكري لهذه المجموعة بحماسه وذكائه ومعارفه السياسية كحاصل علي دارسة الإقتصاد والعلوم السياسية ومثقف وطني تقدمي يتعاطي مع قضايا وطنه المصيرية بإدراك عميق ويحمل هموم أهله من العمال والفلاحين والصيادين والحرفيين وزراع النخيل والفاكهة والخضروات في إدكو ليشكل كل ذلك معالم مسيرته النضالية التي تواصلت عبر حلقات المناضلين من مجموعة إدكو وكفر الدوار وإيتاي البارود والأسكندرية الذين أضطرتهم ظروف الكفاح المعيشي إلي الإقامة في مدينة برج العرب الصناعية بالأسكندرية ..

كان بيني وبين سلامة وتلك المجموعة الجميلة من الأصدقاء موعد في برج العرب كنا نرشح له رمضان القادم بعد أن تعثر موعدنا في رمضان الذي مضي ، وكان سلامة يقترحه كيوم يبدأ بالإفطار ثم تعقبه مناقشات سياسية ثم أمسية فنية سيكون نجمها الدكتور مختار النمر الذي يجيد الغناء العزف علي العود ، وعلي أن أتعهد أنا باصطحاب زميلي وصديقي وأستاذي المهندس أحمد بهاء الدين شعبان إلي هذا اللقاء وهذا ماكنا إتفقنا عليه أنا والباشمهندس بهاء فعلاً

كيف ستلتقي عيني بعين أحد أهم رفاق العمر الدكتور أنور محلاوي غداً في العزاء الذي تقرر في مدينة إدكو ، وكيف سأنطق كلمات العزاء وأنا أحوج مااكون إليها ؟

كيف سنتحدث أنا ورجب الخولي واشرف محروس فيما اتفقنا عليه لآليات تواصل جديدة ولقاءت كان سلامة هو مقترحها ..
وكيف سنتحدث أنا ومحمد قطيط وخميس بلال عن أوجاعنا التي بدأت برحيل سليمان سعد وانتهت برحيل "سلامه محلاوي " ؟

لماذا تعجلت الرحيل ياصديقي الجميل
ومن الذي قال أن لإصدقائك طاقة بكل هذا الوجع ؟
الوداع ياسلامه
يا أجمل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست