الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-نادتنا الأرض فلبينا النداء-

شفيق التلولي

2018 / 3 / 29
مواضيع وابحاث سياسية




كان ذلك اليوم في الخامس عشر من أيار للعام 2011 "ذكرى النكبة" اليوم الذي نادتنا فيه الأرض فلبينا النداء، يومها خرجت جماهير شعبنا في الوطن والشتات وبخاصة "دول الطوق" عند حدود التماس مع أرضنا الفلسطينية المغتصبة، وذلك تأكيداً على العودة ورفضاً لنكبتنا واغتصاب أرضنا الفلسطينية وتهجير شعبنا عام 1948، وخرجنا كما شعبنا من فلسطينيين وبعض السوريين إلى"عين التينة" في مدينة القنيطرة السورية المحررة حيث الحدود الفاصلة بين الأراضي السورية المطلة على بلدة مجدل شمس السورية في جولاننا العربي السوري المحتل.

كانت للتو قد انطلقت شرارة ما سمي بالربيع العربي لتشعل النار في بلاد العٌرب التي طالتها تلك الشرارة، ولما وصلنا إلى عين المكان لم يكن بمقدور أحد منع الشباب العربي الفلسطيني المتحمس والمتشوق للعودة من الزحف باتجاه أرضهم العربية التي لم يروها قط بل ورثوا مفتاح العودة عن أبائهم وأجدادهم، وتمكنوا من اجتياز الحدود الفاصلة بين سورية والأراضي العربية السورية والفلسطينية المحتلتين، كنا نحبس الأنفاس ونحن نرقب السيل البشري الذي وصل بلدة مجدل شمس قاطعاً "المنطقة الحرام" أو "الأرض الصفراء" التي كم قيل لنا أنها مفخخة بالألغام ونتوقع انفجارها بهم، فاستشهد من استشهد وجرح من جرح بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي.

عدنا والحزن يملأ جِرارنا على ما خسرنا من شبابنا نجتر الألم والحسرة ليستقبلنا أهلنا في مخيم اليرموك الواقع جنوب العاصمة السورية دمشق، نشيع الشهداء ونداوي الجرحى، يومها أدركنا أن الزمان والمكان لم يكونا مناسبين، سيما وأن حُمى الربيع العربي كانت قد خطفت الأنظار عن هذا الحراك وذهب باتجاه آخر غير ما قصده، فراجعت فصائلنا الوطنية الفلسطينية نفسها وأدركت خطأها، فيما قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائلي بنيامين نتنياهو: "إنه يأسف لتحويل العرب يوم "استقلال إسرائيل" إلى يوم لقرع طبول حرب".

غير أن بعض الفصائل استمرأت هذا الفعل وأعادت الكرة مرة أخرى في الرابع من حزيران لنفس العام "ذكرى النكسة" احتلال الجيش الإسرائلي لما تبقى من الأراضي الفلسطينية وبعض الأراضي العربية بعد هزيمة جيوشها عام 1967، فخرجت ثلة من تلك الفصائل إلى نفس المكان وتلك الحدود "عين التينة" واصطحبت معها بعض أبناء شعبنا في مخيم اليرموك وغيره، ووقع ما وقع وسقط العديد من الشهداء والجرحى، فاندلعت على خلفية ذلك أحداث "الخالصة" في مخيم اليرموك خلال تشييع جثامين الشهداء وعولج الأمر وتم احتواء الأزمة التي كادت أن تطور فيما بين الفلسطينيين أنفسهم لولا تدخل القيادتان السورية والفلسطينية ووقف تلك لأحداث المؤسفة.

إن ما دعاني اليوم لاستدعاء ذلك هو الخشية من أن يعيد التاريخ نفسه بعد الدعوة إلى مسيرة العودة في الثلاثين من آذار عام 2018 والتي ستنطلق باتجاه الحدود التي تفصلنا عن أراضينا الفلسطينية المحتلة وخاصة التداعي إلى ذلك في غزة التي قد يقع فيها ذات السيناريو الذي وقع سابقاً كما أسلفنا أعلاه مع اختلاف الظروف وتشابه الوظيفة والغايات، لكن قد تكون التداعيات وما سيؤول عنها أكبر وأخطر مما حدث عند الحدود السورية المحتلة إذا ما استخلصنا الدروس وأخذنا بالعبر.

لذلك فإن المشاركة في مسيرة العودة واجب وطني وضبط إيقاعها مسؤولية أخلاقية.

"فذكر إن نفعت الذكرى"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا