الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية.. سيرة ذاتية... وهامش كالعادة...

غسان صابور

2018 / 3 / 30
سيرة ذاتية


منذ كنت بالثانية عشرة من عمري, حيث ولدت بمدينة اللاذقية, لم أختلف على الإطلاق مع من كان أصغر مني سنا.. وبعدها مع تقدم السنين, مع من هم أدنى مني فكرا وعنادا وتخيلا وأملا ومسعا لإصلاح البشرية... يعني كما كان يقول لي أخي عدنان.. والذي كان أكبر مني بعامين كاملين.. والذي كان حتى صار عمري خمسة عشر عاما "يسميني حامل السلم بالعرض" لأنني كنت أتدخل مع من هم أقوى مني, قوة وشراسة بدنية.. لذلك كنت أعود دوما ألى بيتنا البورجوازي.. موسخا ثيابي النظيفة, إثر ما تلقيت من لكمات الغير... وكان أخي عدنان عوضا من دعمي.. يضربني ويؤدبني أكثر ممن أتشاجر معهم من أبناء حارات أخرى.. إصلاحا لحشريتي.. ولأنني أختلط مع أبناء الجيران الذين كانوا جاهزين للمشاجرة ـ بثيابهم الموسخة ـ كل أيام الأسبوع... ما لم تقبله والدتي على الإطلاق.. بطبعها العائلي البورجوازي.. كما عاشت كل حياتها......
ولما بلغت الخامسة عشرة.. قبضت على يد أخي اليمنى الذي أراد تأديبي بها بالغرفة التي كنا نسميها "المكتبة" لأننا كنا نراجع فيها وظائفنا المدرسية.. قبضت على يده ووجهت له لكمات آلمته وأوجعته.. مما أنزل علي غضب أبدي من والدتي... ولكن أخي عدنان.. تراجع عن عادة تأديبي.. حتى أصبحت ناصحه بأصول الدفاع والكلام.. وخاصة مغازلة الفتيات.. لأنه كان خجولا ملتزما جدا... وهو الوحيد الذي التزمت بصداقته.. حنى وفاته من بضعة سنوات... وهو الإنسان الوحيد الذي زارني بسجن المزة بالخمسينات من القرن الماضي.. مرة واحدة..بعد سنتين (من إقامتي الرائعة هناك!!!) حيث طلبت منه ألا يعود... لأنه لما رآني ولم يعرفني في البداية... طلبت منه بإصرار إلا يعود لزيارتي.. لأنه كاد يغمى عليه..... وهو الوحيد الذي بقيت على اتصال بـه.. حتى وفاته.. لأنني كنت أعتبره صديقا.. كما أعتبر أولاده أبناء أعــز أصدقائي.. والنادر المتبقى منهم هـنـاك..............
ولما غادرت السجن.. لم أكن أملك أية مهنة.. ولا أي اختصاص.. سوى تربيتي السياسية, والتي كتربية طفولتي.. كنت أتعلمها ـ إضافة ـ بالسجن ممن هم أكبر وأعتق مني.. وكنت بنفس الوقت تحت خدمة العلم التي كانت سنة واحدة.. ولكن المحكمة العسكرية, عندما أثبتت براءتي.. بعد فترة مهلكة طويلة جدا.. لم ترسل بيان براءتي لقطعتي العسكرية.. وخروجي من السجن بعد سبعة محاولات... واضطررت لتأدية سنة كاملة أخرى.. دون مهلة محددة.. دون أية رتبة... حيث حاولت قدر الإمكان العودة إلى العالم الطبيعي... وأثرت حينها عدة مطالب وعرائض وشكايات.. حتى (رقــنــت) من هذا الجيش السوري الوطني.. والذي ما زلت أدافع عنه أكثر من أي مواطن من أصل سوري بالعالم... حتى هذه الساعة... مما يدفع العديد من السوريين الذين احترفوا المعارضة ضد بلدهم.. ببلاد الهجرة منذ سنوات طويلة.. كيف ولماذا ما زلت مدافعا عن سوريا وشعبها وأرضها ووحدتها... ولماذا أدعو لإصلاح بعض الإعوجاجات أو حتى أطنان القوانين والأعوجاجات الشرائعية والقانونية المتراكمة بهذا البلد...
وجوابي لأنني رغم الصعوبات والضائقات والممنوعات والمحرمات التي مورست ضدي... منذ كان عمري خمسة عشر عاما حتى التاسعة والعشرين.. هذه الصعوبات بقيت أفضل مدرسة حياتية مزروعة بجيناتي.. وعزتي وكرامتي... أعطتني قوة المتابعة بــفــرنــســا, هذا البلد الذي لا أغيره لقاء الجنة.. والذي فتح لي جميع أبواب الدراسة والحياة والحريات العامة والعمل.. وخاصة الفكر والفلسفة وقوة الحكمة.. رغم التـنـاقـضـات Les Paradoxes المزروعة بتاريخه وسياساته... ولكنني لا أغيره لقاء أية جــنــة!!!.....
وفــرنــســا ــ تبقى اليوم ــ أفضل مدرسة للسياسة والفلسفة وحكمة الحياة... لــمــن يـــرغـــب...............
***************
عــلــى الـــهـــامـــش :
ــ وعن الإعلام الفرنسي
جريدة Le Parisien التي تحمل إسمها نشرت افتتاحية نادبة مثيرة عن الهاربين من الغوطة السورية (المحررة) المتاخمة لدمشق العاصمة.. بأن الجيش السوري عزم ــ مؤقتا ــ على فرز الرجال عن النساء والأطفال.. ليتحقق عن وجود عناصر إرهابية بينهم.. أو من عناصر الجيش الذين التحقوا بالسنوات السابقة بالمحاربين الإسلاميين.. وارتكبوا عمليات إرهابية ضد أهالي الغوطة نفسهم.. أو ضد عناصر الجيش السوري الشرعي.. وطالبت هذه الصحيفة (الصفراء) المنظمات الحقوقية والإنسانية والأممية التدخل الفوري.. لإنقاذ هذه الفئة من الذين تجري التحقيقات معهم... مضيفة بخ دخان أوصاف لاإنسانية كالعادة.. ضد أيـة شــرعية تمارسها السلطات السورية وجيشها.. لحماية العاصمة دمشق وبقية الأرض السورية.. من أخطار تكاثر تسلل الإرهابيين ــ غالبا ــ بين جحافل اللاجئين والهاربين.
أرسلت هذا الصباح رسالة مقتضبة إلى هذه الجريدة.. مقترحا عليها إرسال صحفيين حقيقيين إلى الغوطة.. للتحقق بهذا النبأ.. مذكرا إياها ألا تكتفي بما ينشره (السمان) رامي عبد الرحمن السوري اللاجئ إلى لندن من سنوات طويلة والذي يحمل لوحده اسم جمعية حقوق الإنسان... بالإضافة إلى العودة لنهاية الحرب العالمية الثانية.. وما فعلت عناصر تحرير العاصمة باريس بالفرنسيين الموجودين فيها.. والذين تعاونوا خلال سنوات الحرب مع القوات الألمانية المحتلة لــفــرنــســا.........
كما آمل من السلطات السورية.. أن تطور وسائل إعلامها.. حسب الطرق الجديدة الحديثة.. تجنبا لكل القذائف الإعلامية الكاذبة التي تطلق عليها من عشرة سنوات حتى هذه الساعة.. ولا حاجة للتذكير.. كما كتبت أكثر من مائة مرة.. بأن الإعلام أصبح اليوم أخطر أسلحة الدمار الشامل... وكم أنا آســف أن إعلامها ما زال من منتصف القرن الماضي.. لم يتبع.. ولم يــتــغــيــر!!!,,,
بـــالانـــتـــظـــار...
غـسـان صـــابـــور ـــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات في بريطانيا لبناء دفاع جوي يصُدُّ الصواريخ والمسيَّرات


.. جندي إسرائيلي يحطم كاميرا مراقبة خلال اقتحامه قلقيلية




.. ما تداعيات توسيع الاحتلال الإسرائيلي عملياته وسط قطاع غزة؟


.. ستعود غزة أفضل مما كانت-.. رسالة فلسطيني من وسط الدمار-




.. نجاة رجلين بأعجوبة من حادثة سقوط شجرة في فرجينيا