الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في سوريا كل شيءٍ مستباحٌ .

يوسف حمك

2018 / 3 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


الصراع على أرض سوريا بلغ أوجه ، و استباحة البشر قبل الحجر باتت من بديهيات التخاذل الدوليِّ و الإقليميِّ ، أما القوى الفاعلة و المؤثرة في الداخل فقد عراها العار ، و أسقطت الفضائح قناعها .
كلها ساهمت في تحويل سوريا إلى جثةٍ مهانةٍ مغتصبةٍ ، و تتسابق لتقاسم أشلائها .

يشعلون الحرائق فيها عن سبق الإصرار و التشفي ، مع الضجيج و العربدة في مجلس الأمن لإطفائها .
يكفي أن تبيد الآخر و تمحيه من الوجود بمجرد أن تلصق به تهمة الإرهاب .
أما الاستغاثات و أصوات الاستنجاد فلا يسمعها الآذان الصماء ، و لا المستهترون بشعوب المنطقة . ولا عجب فقلوبهم من حجرٍ .
و المعارضات خلقت لتحارب النظام السوريَّ و إسقاطه ، غير أن مواجهة النظام طويت صفحتها و تاهت . فبات كل فصيلٍ يحارب الآخر طبقاً لرغبة الدول المتصارعة ، و حسب هواجسها و أطماعها .

بوتين يصر على أنه اللاعب الأهم بحمله سيفين على كتفيه . سيف الفيتو في أقبية الهيئات الدولية ، و سيف قطع الأعناق بالتهديد و الوعيد لوضع معارضات النظام السوريِّ أمام خيارين لا ثالث لهما .
إما الاستسلام و الامتثال لأوامره ، و إما خيار دحرجة الرؤوس - و هو الأقرب إلى قلبه - لإثبات أنه الأقوى أمام الغرب .

الدول الأوروبية و معها أمريكا تخوض معه حرباً دبلوماسيةً باردةً كالصقيع مثلما طردت العشرات من دبلوماسييه ، في إشارةٍ أنه يقود سرباً غير سربها . فرد بوتين بطرد الدبلوماسيين بالمثل . و ناهيك عن حربٍ ساخنةٍ معه - و إن بالوكالة - لتقاسم النفوذ و الاسنحواذ على أكثر الحصص .

أمريكا التي خططت لكل ما يحدث الآن في المنطقة ، و نسجت خيوط المؤامرات لإشعال فتيل الحروب المجنونة ، و الدمار الجحيميِّ .
يقول رئيسها الآن : سوف يسحب قواته من سوريا ، و يترك الساحة للآخرين .
فقد اعترته فكرةٌ مفادها : صرف المال لبناء مشاريع تنمويةٍ في الداخل تدر ربحاً وفيراً على شعبه ، خيرٌ من انفاقه على حروبٍ خارج البلاد ، فلا تجلب سوى الخسارة .
هل سيتبع طريق الصلاح و الرشاد تكفيراً عن ذنوبٍ اقترفها بلده لمدة ثمانية عقودٍ من الزمن ؟!
هل سيتخلى عن حصته الثمينة التي بلغت سبعين بالمئة من احتياطي النفط في شرقي الفرات المحتجز بزرع قواعده العشرين ؟!
أيليق هذا بملك غابةٍ طرد الحمائم و الثعالب ليشد أزره بمجموعةٍ من الصقور للانقضاض ، و افتراس الصيد الثمين ؟! بعد أن فرضت العمليلت العسكرية ظلالها على الساحة ، و بات منطقها هو السائد .
ألم يقدم على فعلته هذه لمواجهة الروس و الإيرانيين ، و استخدام القوة ضد كل من يندرج في خانة عرقلة مشاريعه ؟!

و ما تصريح العبادي لوقوفه على الحياد بين الصراع الأمريكيِّ و الأيرانيّ إلا تأكيدٌ على ما سبق - و لو أن هواء تنفسه أيرانيِّ المنشأ - .

أردوغان و أحلامه التوسعية التي تواجه الضغوطات الأمريكية و الغربية ، غير قانعٍ بحدوده الحالية لإحياء إمبراطوريته الممتدة في ذهنه ، و استعادة إرث أجداده العثمانيين ... انفتحت شهيته - بعد غزو عفرين و نهبها - لاحتلال ما تبقى من الشريط الحدوديِّ للمناطق الكردية بتشجيعٍ روسيٍّ إيرانيٍّ .
فضلاً عن سيلان لعابه لابتلاع إقليم كردستان بالكامل مع الموصل .
بشعاراته يمزج بين القومية و الدين ، لإيقاظ الشعور القوميِّ لدى الشوفينيين ، و الدينيِّ لدى أنصاره ، فإثارة الحماس لدى مقاتليه لنيل الشهادة .

و هذه أيران تفتخر بأنها سيدة الموقف بممارساتها المستفزة ، و همساتها الطافحة بالكراهية ، و استعلائها الثيوقراطية المحتقنة ، وغرورها المنفلت وسط تضليل شعوبها بالمكر و الخديعة .
و ناهيك عن هاجسها للتمدد حتى البحر المتوسط ، لبقاء الحكم بأيدي أصحاب العمائم المهوسين بشهوة السلطة و مغرياتها بالجاه و المناصب على أساس أن السلطة هي المكان الطبيعي لوجودهم الثيوقراطيِّ الطائفيِّ ، و لا يجوز لغيرهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد