الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبشركم: اليمنيون سينتصرون!

منذر علي

2018 / 3 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


أبشركم: اليمنيون سينتصرون!

يبدو أن العالم ، بشرقه وغربه ، بجنوبه الفقير وشماله الغني، غير معني بما يدور في اليمن ، فهو مشغول بقضايا أخرى لا صلة لها باليمن . والعالم العربي، مصاب بالشلل والكساح وغير قادر حتى على الصراخ ، ناهيكم على الحركة والكفاح ، والظلام يوشك أنْ يطبق على عالمنا العربي ، بعد مرحلة قصيرة من التوهج والثورات المجهضة.
اليمنيون مجهدون ومشتتون ومنكوبون بالصراعات الجهوية والقبلية والطائفية ، والسياسيون تائهون وتابعون للقوى الأقليمية وتحكمهم الأوهام. فجماعة "أنصار الله" يتحدثون باسم "شعبهم" ، و "الإصلاحيون" يتحدثون باسم "شعبهم"، و "الشرعيون" ، المختطفون يتحدثون باسم "شعبهم" ، و أصحاب المجلس الانتقالي يتحدثون باسم "شعبهم"، و "العفاشيون" الموزعون ، هنا وهناك، يتحدثون باسم "شعبهم" ، ولكن الشعب اليمني ليس شعبهم ولا يسير في شعابهم المتشابكة و المتنافرة، التابعة للقوى الخارجية.
الإيرانيون يقولون أنهم يتوجعون حزنًا على " الشعب اليمني المظلوم" ، ويعملون على مساعدة اليمن المكلوم ، لصد العدوان الواقع على اليمنيين. و السعوديون يقولون إنهم يساعدون الشعب اليمني ، ويسعون، بكل الوسائل ، بما فيها وسائل الإبادة ، لإنقاذه ، على قاعدة الحرص على "الأخوة العربية والإسلامية". والإماراتيون يقولون إنهم يحبون اليمنيين حبًا جما ، و يعشقونهم منذ عهد بلقيس، ملكة سبأ ، و يسعون لمساعدة الشعب اليمني ، لكي يستعيد مجده التليد ، ولكن مثل المزاعم لا تنطلي على اليمنيين. فالنابهين من بين أبناء الشعب اليمني المنكوب يؤكدون أنَّ "محور الشر" بأضلاعه الثلاثة: الإيراني والسعودي والإماراتي وأتباعهم الخونة، يضحكون ملء أشداقهم وهم عن الحقيقية سادرون. فهم يحتقرون اليمنيين، وينكلون بهم، ويقتلونهم ، ويحتلون أرضهم تحت ذرائع مختلفة، ويرون في وطن اليمنيين مشاعا.
العالم الغربي ، باستثناء القوى الديمقراطية التقدمية و بعض مؤسسات المجتمع المدني ، فأنه يتظاهر بالدفاع عن حقوق الإنسان في اليمن ، ويبيع الأوهام في سوق السياسة الدولية ، بإتقان وتمكن، لكي يضفي على سياساته بعض اللمسات الحضارية ، ولكنه في واقع الأمر، لا يأبه للمأساة التي تعصف باليمنيين في وطنهم، أو في شتاتهم خارج الوطن. و الأدهى من ذلك أنه يحمي العدوان في الأروقة الدبلوماسية ، و يُجمِّل صورته في المحافل الدولية ، و يبيع السلاح لدول العدوان للإيغال في قتل اليمنيين ، حتى يتمكن من السيطرة على اليمن ، تحت ذرائع المساعدات والدفاع عن حقوق الإنسان ، وضمان الملاحة الدولية.
إنَّ كثيرًا من اليمنيين مهمومين بحياتهم اليومية ، يلملمون جراحهم ، ويتمنون السلام ، ولكنهم لا يساهمون حتى بالكلام ، فهم يعزون مصيرهم ، بفعل الجهل والتجهيل ، إلى الأقدار وحدها ، التي من شأنها أن تعيد لهم الأمن والاستقرار والسلام الدائم. و بعض اليمنيين ، يسعون لإنقاذ وطنهم و "صناعة التاريخ" ، ولكنهم متورطون في لعبة الدم ، لأنهم يفتقدون للرؤية الفكرية السليمة ، وتحكم ممارساتهم السياسية الحماسة والرغبات المثالية. وآخرون يبحثون عن منافذ للهروب من جحيم "اليمن السعيد" إلى "فردوس الحرية والديمقراطية" في المكان البعيد ، وخاصة في العالم الغربي، الطارد لكل ما هو عربي، والرافض لكل ما هو إسلامي. ذلك أنَّ العالم الغربي يسير بثبات نحو الفاشية والحروب ، منذ صعود الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب، وتنامي القوى اليمينيِّة المتطرفة في أوربا ، على أثر الأزمة الاقتصادية العضوية ، التي ما برحت تعصف بالاقتصاد الرأسمالي منذ عام 2008.
إذن ، الوضع في اليمن شديد المأساوية ، والعدو شديد المكر ،والوضع الدولي مُعقَّد للغاية ، واليمنيون يعانون وسيعانون كثيرًا جراء كل ذلك ، ولكن العدوان، بشقية الخارجي والداخلي، سيوحد اليمنيين ، لا محالة ، و سيصقلهم ، وسيجعلهم أكثر صلابة، وأكثر تحديًا، وأكثر وعيًا بمصيرهم، وسيكون في مقدور اليمنيين في المستقبل ، طال الزمن أم قصر، هزيمة الثالوث العدواني الخارجي وأذياله المتنافرة ، تمامًا، كما كان في مقدورهم هزيمة العدوان الفارسي ، و العدوان التركي، والعدوان البريطاني والعدوان السعودي في الماضي.
الحياة أقوى من الموت واليمنيون شعب يحب الحياة ولن يُقهر أمام جبروت العدوان، ولا بد أن ينتصروا ، ولكن انتصارهم مرهون بتحررهم من الأوهام الكثيرة التي تكبلهم وتستعبدهم ، وتجعلهم شديدي الولاء لأعداء الوطن في طهران والرياض وأبو ظبي، وشديدي العداء لأبناء الوطن في صنعاء وعدن وتعز وصعدة وغيرها من الحواضر اليمنية. التحرر من الأوهام هو الطريق إلى الانتصار. أبشركم: اليمنيون سينتصرون . طابت جمعتكم وسعدت أيامكم!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سقوط قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على سيارتين في منطقة الشها


.. نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: الوضع بغزة صعب للغاية




.. وصول وفد أردني إلى غزة


.. قراءة عسكرية.. رشقات صاروخية من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف




.. لصحتك.. أعط ظهرك وامش للخلف!