الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحق المهدور في مصر

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2018 / 3 / 31
المجتمع المدني


كي تنال أي حق من حقوقك في مصر، عليك أن تكون مجرما فاجرا أو ثريا ثراءا فاحشا وهذا عادة ما يأتي أيضا نتيجة لنشاط غير مشروع مثل تجارة المخدرات أو الأثار أو الرقيق الأبيض أو السلاح أو الأغذية والسلع المغشوشة أو محتكرا لأحد السلع الهامة، أو غيرها من الأعمال الغير مشروعة، أو أن تكون من طبقة الأسياد – جيش .. شرطة .. قضاء - أو فعليك أن تموت قهرا أو تضطر لأخذ حقك بيدك وهنا فقط سيظهر رجال القانون وتعاقب على أن نلت حقك!

فأنت كمواطن عادي في مصر لا يجب أن يكون لك حقوق، وإنما عليك أن تتلقى كل صنوف المهانة والظلم والانتهاك دون أن يكون هناك طريق طبيعي وشرعي لنيل حقك.

والحقيقة أن هذا الشعور القاسي الذي عاناه الكثير من أبناء هذا الشعب، أجد نفسي ضحيته في السنوات الأخيرة، وخاصة لأنني كنت أعمل في جهة سيادية في دولة خليجية بسبب تخصصي النادر، وعملت هناك لسنوات عديدة، قبل أن يعرفوا ميولي الليبرالية، وكتاباتي بشأن الحقوق والحريات والمساواة، ورفضي للفساد والظلم والواسطة وغيرها من الأمور التي يعيشها المواطن العربي مع كل طلعة شمس وحتى يجن عليه الليل.

ومنذ أن عرفت هذه الجهة باتجاهاتي وأنا ألاقي كل صنوف الإهانة والإضطهاد ويتم انتهاك حياتي بصورة منظمة وحتى بعد عودتي الى مصر، مازالت هذه الجهة قادرة على النيل مني، إذ أن النظام المصري لم يمانع في تسليم أي شيء وأي شخص في سبيل رضا الخليج و"رز" الخليج، ولا يضن في سبيل ذلك بالأرض والعرض.

لقد وصل الأمر بتأجير البلطجية عليّ في العديد من المرات للعراك معي أو تسكينهم في الشقة التي تعلو شقتي لحرماني من النوم والراحة بإحداث أصوات مزعجة على مدار الأربعة وعشرين ساعة.

وحتى بعدما سجلت لهؤلاء ما يفعلونه بالصوت والصورة وأثبتت عبر التسجيلات المصورة أنهم يتتبعوني في الطريق وأنهم يهددونني، لم يحرك قسم الشرطة ساكنا تجاه هؤلاء واكتفى بتحرير محضر، وفي مصر عادة ما يتم حفظ مثل هذه المحاضر بدون أن يصل الشاكي الى نتيجة، أو يحدث ما هو أسوأ إذ يقوم المشكو في حقه بالإدعاء عليك كذبا وزورا بأي ادعاءات ويأتي بشهود الزور ليقولوا عنك أي شيء.

وبالطبع هذه الجهة السيادية لديها ميزانية لا تفنى، ويمكنها شراء الذمم والبشر والأجهزة والسيارات وفعل ما شاء لها بدون حسيب أو رقيب.

لقد فقدت تماما أي دعم سواء من الأسرة أو الناس وأصبحت وحدي مع ابنتاي في مواجهة هؤلاء المجرمون الذين لا يتورعون عن فعل أي شيء.

لا يوجد جهة تستمع اليّ، لا يوجد شخص يساندني في مصيبتي، أصبحت وحدي تماما، وحتى عندما يعرض أحدهم عليّ المساعدة يهرب فور أن يعرف الجهة التي تترصدني وتعمل على إيذائي.

لم يبقى لي الا الدعاء فكل السبل مغلقة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟