الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غريب الدار

كمال تاجا

2018 / 4 / 1
الادب والفن


أنها وقفة عصفور دوري
على غصن شجرة مائلة
مطلة
على حدود الوطن
~
لأطياف شعب
يتحاملون بالوقوف
من التعب
على رجل
ألف ملة
وعلة
-
وينفض ريشة
من عرق المعاناة
وهو يقفز من شجرة
إلى غابة
يعالجها
برفرفة جناح متعب
على مفارق دروب صعبة
بالغربة
-
وهو الذي ومن حسن حظه
نجا من الموت
بإعجوبة
وأكمل عيش حياته
وبالصدفة البحتة
~
وواجه بشراسة
فوهة بندقية
أخطأته من بطشها
بمعجزة
~
وتعامل بحرفية
مع الرماية
بمدفع رشاش
في طأطأة
خافضة الرأس
ومن تحت مستوى النظر
~
وبرع بالقفز
بين كل رشقة ورشقة
بنيران عريضة
بين حفر الانفجارات
للفرار بجلده
نحو بلوغ الحرية
-
ووقف بحزم
يناور رامي محترف
ليتحاشى
زناد قناص متخف
ليغافله
بالأختباء بين ظلال
الأعشاب الشائكة
~
وعالج بحكمة
زخ رصاص طائش
يدور بالجوار
يبحث عن ثقب
يغور برأسه
أو عن فتحة ما
بشق صدره
مع هدر دمه
~
وواجه الموت
حتى يسلم
من إصابة قاتلة
ومن مسدس كاتم لصوت
صديق عمره
~~~
وعندما مال جانبه
نحو الفرار من الوطن
نسي ريشه منتوفاً
على أعشاش محطمة
سويت بالأرض
إلا من بعض أشواك
ما تزال متمسكة
بغرز أسنانها
بصخرة ثبات
جذور تربة وطن
وبرعاية مصداقية نفسه
وفي حماية ثراه
الممدود تحت
كل أغصان الغابة
~
وتقطعت به كل سبل
الرسوخ فوق
مسقط رأسه
~
فتحطت مساكنه
مهيضة الجناح
على قش واخز
لعش منفوش
رأساً على عقب
~
وعانى من الصبر
على وجع أهل
وعلى تولي أعز الصحاب
ونكران جميل جيران
~~
مع أن الشجرة أضحت عارية
نتيجة قصف عنيف
وبنيران صديقة
على تجريدها
من حفيف أوراق
زهوها
ومن تقطيع أغصان
وتمزيق أواصر
وتشتيت شمل ~ أهل
مع طرد فراخ
زغب الحواصل
لا ماء
ولا شجر
حتى خلت الأشجار
من أعشاش
ساكنيها
-
وتنهد وهو يعرض
شريط ذكريات
حميمة على قلبه
~
عندما كانت عنده أسرة
ملتمة الشمل
بزغردة الزغاليل
على أرائك
أعشاش
من القش المجدول
وفراخه
تداعب الأغصان
وتراقص جنح الريح
وهو يميل
وأعشاش بقية أهله
تسكن أغصان
كل أشجار الغابة
بالوطن
~
وجيرانه يقرؤنه
زقزقة السلام
وتلويحات الحفيف اللطيف
ورفرفة الجناح
المعاضد
ومن القلب
~
وفي نقر دفوف العتابا
وبالترنم برقصات
قفزات الدبكة
وفي التعاضد يداً بيد
في العراضة الشامية
فوق طبيعة خلابة
ترقص طرباً
على تصفيق وتلويح
ضوع شذى
الياسمين
في حواري الشام
~~~
وتذكر عندما كان يتغاوى
ببسط الجناح
في بحبوحة عيش
وهو واقف على الحقول
حارس السنابل
وراعي الأعشاب النضرة
فوق السهول الممتدة
~
وهو القيم على رعاية
شد أزر
كل أعواد البراعم
من وحوش الحشرات القارضة
~
جار بيادر خصبة
مليئة بالغلة
وصديق أعشاب
ذات أشواك واخزة
تحرس كل البيادر
~
و صاحب هدير
الينابيع العذبة
ورفيق السيول الجارفة
وساقي العطاش
ومن كؤوس طل
الماء القراح
والذي يشفي الغليل
وفي جرعات مطولة
من الندى الجارف
آآآه يا وطن
آآآخ من وجع القلب
ياااا شام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا