الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مقاومة لامرأة مقاومة

صافي الياسري

2018 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


هذه الرسالة للسجينة الايرانية المناضلة مريم اكبري من عائلة من ضحايا الملالي ،وهي ليست الرسالة الاولى التي اقرأها لها ،ليس من الشجاعة في شيء ان تكتب لعدوك رسالة وانت في مأمن وبعيدا عن قبضته ،انما الشجاعة الحقة ان تكتب له رسالة تحد وانت في سجونه وقبضته ،وذلك ما فعلته المناضلة المقاومة مريم اكبري وكانت «مريم اكبري منفرد» السجينة السياسية القابعة في عنبرالنساء ب سجن إيفين قد احتجزت في عام2009 وأصدرت محكمة الثورة برئاسة القاضي «صلواتي» حكما عليها بالحبس التنفيذي لمدة 15عاما. وكتبت السيدة «اكبري» وهي أحد أفراد الأسرة لضحايا السجناء المعدومين في عقد الثمانينات رسالة مفتوحة رداً على تصريحات القاضي صلواتي الذي زعم أنها كانت مدرجة في قائمة الأفراد لأخذ«العفو». وأكدت السيدة أكبري منفرد في هذه الرسالة : أنا فخورة ومشتاقة للغاية بقلب مفعم بالحيوية بعد مضي 9 سنوات من السجن حيث احتضن كل لحظاته ليس فقط لمقاضاة المسؤولين عن دم شقيقتي واشقائي وليس فقط لمقاضاة المعنيين عن كل حياتي التي سلبت مني بل لمقاضاتهم بسبب استلاب 9سنوات من حياة أطفالي وكما أقدم المقاضاة ضدكم بما سلبتم من لحظاتهم الطفولية. لذلك فان من له الحق في مقام منح العفو والتسامح هو انا ومواطنينا المكبلون.
ووفقاً لوكالة أنباء «هرانا» المؤسسة الأخبارية لمجموعة من ناشطي حقوق الإنسان في إيران أن السجينة السياسية مريم اكبري منفرد في جناح النساء في سجن إيفين كتبت رسالة مفتوحة إلى القاضي صلواتي وهو من القضاة سيئي الصيت في محكمة الثورة بطهران.
قالت السيدة أكبري منفرد إن هذه الرسالة المفتوحة هي رد على القاضي صلواتي الذي قال لزوج السيدة أكبري منفرد في المحكمة لمتابعة وضع ملفها انه قد قال له: اتابع الأمر لأرى هل اسمها مدرج في قائمة العفو ام لا.
وكتبت في جانب من هذه الرسالة: في خضم كل حالات العجز والبؤس هذه التي شعروا بها في بداية نهايتهم يريدون أن يغطوا على كل هذه السنوات من القسوة و الخداع بغطاء العفو ويمحون كل ما فعلوه ضد أبناء الشعب الإيراني.
وفيما يلي النص الكامل للرسالة كما سرب الي من داخل ايران:
كان المجتمع الإيراني في خضم الثورة ، وظهرت أول « عيد نوروز » بعد الثورة وكانت الخلافة الإسلامية تحاول إخفاء طبيعتها الإستبدادية تحت ستار الديمقراطية (استفتاء للجمهورية الإسلامية) وتخفي قيمها المعادية للتاريخ والمعادية للإنسانية تحت هذا الستار. وبعد ذلك ظهرت الأيام السود الواحدة تلو الأخرى.
في تاريخ حياة الأمم ، هناك أحداث تمتد آثارها وطبيعتها في بعض الأحيان إلى أجيال. إن أحداث عقد الثمانينات والحرب الإيرانية والعراقية التي استمرت ثماني سنوات وجنود للاستهلاك مرة واحدة وطلاب المدارس للاستهلاك مرة واحدة لفتح حقول الألغام وإعدام أنبل أبناء إيران كانت أول هدية للجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب الإيراني. كانت البنية التحتية للمجتمع على وشك التدمير السريع ، وهي كارثة تأثرت منذ عقود بعد نهاية الحرب.
أخذ جدار الاضطهاد والقمع يتضح كل يوم، وأصبحت الطبيعة الشمولية للجمهورية الإسلامية ، التي حاولت دائمًا ان تمتلك المجتمع بكامله تحت أيديها، أكثر وضوحًا، في بيئة مظلمة تغيب أقل بصيص من نور الحرية والعدالة، لقد كشف جيل عاص عن طبيعة هذه السيادة اللاإنسانية والعائدة إلى عصور الظلام. تحية لشهداء درب الحرية ، شهداء عقد الثمانينات شهداء مجزرة عام 1988، الذين نشروا بذور الاحتجاج والمقاومة في المجتمع الإيراني ، وخلقوا انتفاضة عظيمة يركع العالم أمام عظمتها.
مجزرة جماعية 1988 وإخفاء القبور وإخفاء أسماء الشهداء. منذ عام 1980 سجون وغرف التحقيق مع منطق إنكار وجود الضحية ظل يستمر وخارج السجون قام مقلدو النظام بترويج منطق انكار السجناء السياسيين حتى نفى وزير الخارجية في الحكومة الإعتدالية «محمد جواد ظريف » وجود سجين سياسي في إيران. لكن حركة المقاضاة امام المجتمع الدولي قد تحدته.
وأصبحت المجزرة الجماعية في عام 1988 ركيزة لإنشاء نظام قائم على عقوبة الإعدام ودورة مستمرة من عمليات الإعدامات وتنفيذها حتى الآن ؛ الجمهورية الإسلامية لم تجلب أي شيء إلى إيران والإيراني إلا القتل والنهب واراقة الدماء و نهب ثروات وموارد البلاد و البنوك المفلسة ، وصناديق تقاعد مفلسة ، وموائد المواطنين الفارغة والاقتصاد المشلول في البلاد ، والانقسام بين عناصر الهيكل الحكومي، وتفسخ العقود والعلاقات وهكذا تتفاقم التناقضات.
في خضم كل حالات العجز والبؤس هذه التي شعروا بها في بداية نهايتهم يريدون أن يغطوا على كل هذه السنوات من القسوة و الخداع بغطاء العفو ويمحون كل ما فعلوه ضد أبناء الشعب الإيراني.
ما طرحته في الرسالة بشكل موجز كان ردا على أبو القاسم صلواتي الذي ، قال في آخر مراجعة زوجي له: إنه يتابع ما إذا كان اسمي على قائمة العفو ام لا.
أنا فخورة ومشتاقة للغاية بقلب مفعم بالحيوية بعد مضي 9 سنوات من السجن حيث احتضن كل لحظاته ليس فقط لمقاضاة المسؤولين عن دم شقيقتي واشقائي وليس فقط لمقاضاة المعنيين عن كل حياتي التي سلبت مني بل لمقاضاتهم بسبب استلاب 9سنوات من حياة أطفالي وكما أقدم المقاضاة ضدكم بما سلبتم من لحظاتهم الطفولية. لذلك فان من له الحق في مقام منح العفو والتسامح هو انا ومواطيننا المكبلون.
بكل حبي وإيماني أقدم أحرّ تحياتي إلى شهداء الحرية ، شهداء انتفاضة ديسمبر الذين هم شهود للصدق والفداء والصمود.


مريم اكبري منفرد – سجن إيفين – ربيع العام الإيراني «1397»


والجدير بالذكر أن «مريم اكبري منفرد» اعتقلت في ديسمبر 2009 وأصدرت الشعبة الـ15 لمحكمة الثورة برئاسة القاضي صلواتي حكما عليها بالحبس التنفيذي لمدة 15عاما بتهمة «المحاربة» عن طريق العضوية في منظمة مجاهدي خلقالإيرانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة