الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنطلوجية الباطن

ناس حدهوم أحمد

2018 / 4 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الظواهر والشكليات عوامل أساسية مهيمنة على الوجود وعلى الكائنات والأشياء مثل الشعور تماما بصفته هو خاطف الأنظار وضرورة للحواس التي هي نقيضة ومتعارضة
في أغلب الأحيان مع المشاعر والعواطف والنفس والروح وكلها لا ترى بالعين المجردة . الظواهر والشكليات هي أدوات للعقل . تستند بالضرورة للتجربة والخبرة بواسطة أدوات
الحواس . قد تكون الحواس خادعة أحيانا كثيرة ومتغيرة بتأثير قوانين الطبيعة ومناخها الذي يؤثر فيها ويوجهها حسب مؤثرات مختلفة يفرزها الجو العام للكون . هكذا تلعب
الظواهر والشكليات والصور الخارجية وظيفتها مع الحواس يسندها في هذا الدور ويؤطرها العقل دون انفصال أو قطيعة بين التفاعلات التي تتشارك لحد التلاحم والإنصهار
والإنسجام . هذه هي الظواهر والشكليات باختصار شديد وهذه هي الخطوط العريضة التي تؤطر الحركة وتنسق بينها وعلى رأس هذه العملية الواضحة يستقر العقل كمدبر رئيس
لخارطة طريق معمول بها في صيرورة خاصة بهذا الجانب من العملية الوجودية للكائنات والأشياء وكل ما هو واقع .
أما إشكالية الباطن فهذا شيء مختلف تماما . لماذا هو مختلف هذا الباطن عن عالم الظواهر ؟ وقد نخلع عليه إسم الجوهر أو الأعماق أو اللاشعور كما يعرفه التحليل النفسي ورواده.
إلا أن المسألة هنا تدخل مباشرة في عملية الحراك العام للكون بكل ثقله وأوزانه كمعادلة توازن بين النقيضين الأساسيين للخلق ولكل ما هو موجود في إرادة الصيرورة العامة
كتفاعل الأشياء والكائنات ببعضها البعض في سنفونية الوجود والحراك العام في دينامية الحركة والجمود مع العناصر التي تتأسس عليها هيولية المادة الأولى التي لا أول لها
ولا آخر . ولا بداية لها ولا نهاية .
الباطن هو أساسي لما هو ظاهري . كما هو الظاهر أيضا أساسي لما هو باطني . لكن الباطن هو الموجه والمحرك الأساسي والمركزي للظواهر من الأشياء والعناصر
والكائنات وخصوصا النوع البشري . كما هو كذلك الظاهري ضروري لما هو باطني . حيث تكتمل المعادلة فتأخذ طريقها لتأسيس الوجود بكل تناقضاته وتوازناته وتفاعلاته
في الصيرورة الكلية والشاملة . ولهذا كان التكامل بين النقيضين هو في الأصل تلاحم حقيقي لا غنى لأحدهما عن الآخر . بينما الباطن هو الدينامو المحرك للظواهر يتحكم
في الشكليات والصور المرئية دون قواعد عقلانية واضحة لكنها واقعة أزلية أبدية لا تتوقف عن الإشتغال . فاللاشعور يوجه ويتحكم في الشعور بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
والظواهر فقط تنفذ الأوامر وتطبق المعلومات وتصهرها والخيال يلعب دوره في المعادلة برمتها لهذه الجهة أو لتلك . فيسطع الضوء في الفعل وردة الفعل بطرق ملزمة
تفرز النتائج التي قد نفهمها وقد لا نفهمها أيضا . وهذا موضوع آخر .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح


.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي




.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي


.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل




.. تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل