الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صور من حالات التعليم في زمن الانتداب - الحلقة الاخيرة

تميم منصور

2018 / 4 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


لقد عرف النابلسيون منذ القدم بحبهم للعلم ، ولما كانت نابلس مركزاً للواء تابع لولاية بيروت في العهد العثماني ، كانت أعلى مدرسة فتحت فيها هي : الإعدادية ذات الخمسة صفوف التي أسست عام 1895 ، وفي مطلع القرن العشرين تواجد في مدينة نابلس مدارس عدة . اثنتان منها ابتدائيتان – الأولى تاسست في عام 1879 والثانية أقيمت بعد ذلك بسنتين ، وفي عام 1889 تأسست مدرسة الرشدية ضمن المشروع التعليمي الذي أعلن عنه في ذلك الحين السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وقد تحولت مدرسة الرشدية فيما بعد الى مدرسة اعدادية .
وفي العام الدراسي 1900 – 1901 م ضمت هذه المدرسة 214 طالباً، يعلمهم ثلاثة عشر معلماً ، وفي سنة 1909 أقام متصرف المدينة مدرستين ابتدائيتين ، احدهما شرق المدينة والثانية في الجهة الغربية منها دعيتا – رشادية شرقية مكتب ابتدائي ، ورشادية غربية مكتب ابتدائي نسبة الى السلطان محمد رشاد الخامس .
وأما في عهد الانتداب البريطاني ، فقد بلغ عدد المدارس الرسمية عام 1944 تسع مدارس ، خمس للبنين وأربع للبنات ، وقد بلغ عدد الطلاب في مدارس البنين في ذلك العام 1775 طالباً يعلمهم 52 معلماً ، بينهم خمسة معلمين يتقاضون رواتبهم من لجنة المعارف المحلية ، شمل هذا العدد 45 طالباً ، في الصفين الأول والثاني الثانويين التابعين لمدرسة الصلاحية التي تقيم في بناية مدرسة الرشادية الشرقية ، وقد أنشىء في الصلاحية عام 1945 ، منزل للطلاب القرويين الذين كانوا يقومون بنفقاته جميعها ، وابتداء من عام 1947 -1948 أكملت المرحلة الثانوية في المدرسة الصلاحية وأصبحت ذات أربعة صفوف . وأما عدد الطالبات في سنة 1944 في مدارس نابلس ، فقد بلغ 1270 طالبة ، منهن طالبة في الصفوف الابتدائية السبعة و 40 طالبة في الصفين الأول والثاني الثانويين .
لا يمكن الحديث عن مدارس نابلس دون ان تكون لنا وقفة طويلة على عتبات كلية النجاح الوطنية الخاصة ، فقد تأسست هذه المدرسة عام 1918 ، وضمت سبعة صفوف ابتدائية ، وأربعة صفوف ثانوية ، وكان فيها فرع للأطفال ، ولها ، ولها قسم داخلي يأمه طلاب كثيرون من مختلف انحاء فلسطين والاقطار العربية المجاورة . وفي شهر تموز عام 1944 بلغ عدد طلاب كلية النجاح 365 طالباً بينهم 110 طلاب داخليين وقد بلغ عدد خريجي هذه الكلية حتى عام 1944 أكثر من 300 خريج .
وفي نابلس أيضاً مدارس خصوصية ومدارس اجنبية ، لكنها في المستوى الابتدائي ، أما مدارس القرى ، يضم قضاء نابلس 130 قرية كبيرة وصغيرة ، أقيم فيها 37 مدرسة 350 مدرسة منها للبنين ومدرستان للبنات .
وفي العام 1944- 1945 ، كانت مدارس قرى عصيرة الشمالية وديراستيا وبرقة وطوباس ، ذات صفوف ابتدائية كاملة ، كما كان الصف الخامس الابتدائي اعلى صف في مدارس قرى طلوزة ، وعقرباء وسلقيت ، وبديا وعورتا ، والرابع الابتدائي اعلى صف في كل من مدارس قرى بنات طوباس ، وبنات برقة وطمون وتل وسلفيت وسالم ورفيديا وقصرى وحجة وكفرقاسم وكفر حارس وكفر الديك وجماعين وحوارة ودير شرف ، وبورين وبيت فوريك وبلاطة وعسكر ، وكانت لجان المعارض في هذه القرى تدفع جزء من رواتب المعلمين .
لقد انشأ المبشرون الأجانب مدارس في خمس من قرى هذا القضاء ، هي سبسطية ، ورفيديا وبرقة وجبيل وطوباس .
خلاصة حالة التعليم في فلسطين زمن الانتداب ، تصف هذا التعليم بالقصور من نواح عدة ، سواء من ناحية مراحله ، ا, من ناحية الميزانيات التي خصصت له ، او من ناحية المناهج التعليمية التي فرضتها سلطات الانتداب.
فمن ناحية مراحل التعليم حالت الدولة المنتدبة دون توفير الفرص للطلاب العرب لإكمال مراحل تعليمهم ، فلم شمل التعليم أيام الانتداب أولى مراحله ، وهي رياض الأطفال ، كما لم يشمل ذروة مراحله ، وهي مرحلة التعليم الجامعي .
فبالنسبة لرياض الأطفال ، لم يكن في البلاد سوى صفوف الحقت ببعض المدارس الابتدائية للبنات ، ثم الغى هذا الامر بحجة عدم توفر الميزانيات .
واما بالنسبة الى التعليم العالي فكان في البلاد سنتان فوق التعليم الثانوي ، التحق بها أعداداً قليلة من الطلاب ، ولم يكن عدد خريجي الكلية العربية ، ودور المعلمات كافياً لتوفير حاجات المدارس من المعلمين الاكفاء، او لسد الفراغ الذي يحصل في المدارس ، الناتج عن الوفاة او الاستقالة او الإحالة الى التقاعد .
هذا النقص بعدد المعلمين جعل وزارة المعارف تضطر الى تعيين معلمين ومعلمات غير مؤهلين للتعليم ، كما ان البلاد كانت اتقتصر الى دور متعددة للمعلمين ، كما كانت تقتصر الى المدارس الزراعية والصناعية ، التي أقيمت صفوفها الأولى في مدينة طولكرم وحيفا ويافا ، كما ان حكومة الانتداب لم تعمل على تيسير التعليم الثانوي في مدارس القرى . اذ كانت تطلب من أهالي القرية ان يتعهدوا خطياً بالقيام بجميع النفقات المطلوبة للصفوف الثانوية قبل انشائها .
اما من ناحية الأموال المخصصة للتعليم فقد كانت قليلة فميزانية دائرة المعارف لم تكن تتجاوز الخمسة بالمئة من الميزانية العامة ، فهي تقل كثيراً عن المطلوب .
ومما هو جدير بالذكر في هذا المجال ، ان الأهالي العرب كانوا ينفقون على المدارس الحكومية سنوياً نحو 150 الف جينه ، بينما نجد ان المبالغ التي خصصت للتعليم من قبل حكومة الانتداب بلغت في ميزانية عام 1933 – 1934 حوالي 180 الف جينه .
من ناحية مناهج التعليم فقد شابها عيوب كثيرة ، اذا كان واضعوا هذه المناهج في القترة الأولى من عهد الانتداب من المعلمين الغرباء ، الذين تعلموا في مصر ، واستخدمهم الانجليز الغرباء ، عيوناً لهم ، وعندما دخل الجيش البريطاني فلسطين ادخل هؤلاء العملاء معه الى البلاد وقد كافأهم بأن عينوا لي إدارة الأقضية وإدارة المعارف .
وقد اقتصر منهج التعليم في المدرسة الابتدائية بدراسة القرآن والدين واللغة العربية والحساب والجغرافيا والتاريخ ، اتبع أسلوب حشو مواضيع هذه المواد في اذهان الطلاب ، أما مواد التاريخ ، فكانت تذكر تاريخ اليهود ي البلاد ، وعلى التاريخ اليهودي في القدس ، وعلى انها كانت عاصمة لليهود.
وكانت مواد الجغرافيا تبرز المستعمرات اليهودية ، وتوصي بأن فلسطين قطر مستقل عن البلاد العربية الأخرى رفض المعلمون العرب استعمال هذه الكتب ، فاضطرت وزارة المعارف استبدالها بكتب افضل منها ، لكنها لم تسد حاجة الطلاب وتعريفهم على تاريخ وجغرافية وطنهم بصورة صحيحة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكران


.. متظاهرون يحتشدون أمام جامعة نيويورك دعما لاعتصام طلابي يتضام




.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان