الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بناء السلام والانتعاش في محافظة نينوى : مرحلة ما بعد داعش

عدي ابراهيم محمود المناوي

2018 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



أولا : مفهوم بناء السلام وآلياته

تشكل قضية "بناء السلام" إحدي أبرز المعضلات التي تواجه الدول المأزومة بالصراعات، خاصة في مرحلة ما بعد الحرب. ذلك أن السلام -كمعني يستهدف أمن ورخاء وسكينة المجتمعات- ليس خيارا يسيرا كما إشعال الحرب، لأنه يتطلب إحداث تغييرات عميقة في سلوك الأطراف المتنازعة، وأبنيتهم الاجتماعية المنتجة للعنف، بما يدفعهم إلي التعايش والتفاعل السلمي مع آخرين يختلفون عنهم في الأهداف والمصالح.
إنَّ مفهوم بناء السلام يُشير إلى تحديد البُنى ودعمها، في حين أنّ هذه البُنى، مهمّتها ترسيخ وتفعيل السّلام وتمكينه، وذلك لعدم الانجرار والزجّ في صراعات جديدة، وعدم تكرارها مرّة أُخرى، الأمر الذي أدَّى لنشوء ما يُعرف بالدبلوماسيّة الوقائيّة، وأساسها تعاون عدّة جهات، والعمل يداً واحدة وبشكلٍ دائمٍ وواضح المعالم، لحلّ الصعوبات والمُعضلات التي تواجه الفرد، سواء أكانت إنسانيّة أم ثقافيّة أم اجتماعيّة وحتى الاقتصاديّة، كون هذه المشكلات أو إحداها هي السبب الرئيسيّ لنشوب الحروب والنزاعات عبر التاريخ(1).

ويَمنح مفهوم بناء السلام مجالاً واسعاً في بناء الدول وتمدّنها؛ بحيث تتمّ في ظلّه عمليات دفع عجلة التطوير، من خلال استحداث مؤسسات اجتماعيّة وسياسيّة وقضائيّة، غايتها بناء المجتمع في كافّة الصعد، فتلجأ لعدّة تدابير سُرعان ما نتلمّس نتائجها، خصوصاً في المُجتمعات التي خرجت حديثاً، وتخلّصت من دائرة صراع ما، فيتمّ فيها العمل سريعاً وبشكل فوري على نزع الألغام أولاً، واستصلاح الأراضي، والعناية بالمرافق الصحيّة والطبية كالمشافي والمستوصفات، وإنشاء العيادات المتنقّلة، والاهتمام بأعمال النظافة وترحيل القمامة، والمخلّفات التي هي غالباً السبب الرئيسي في انتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وتعبيد الطُرق وترميم ما تضرر منها ومن باقي المنشآت الحيوية الأُخرى كالجسور والموانئ والمرافئ والمطارات، كما يعمد إلى توفير الغذاء الرئيسيّ للسكان عن طريق توفير المواد الإغاثيّة وتوزيعها بشكلٍ عادلٍ للجميع، عبر إنشاء مخازنَ ومراكزَ خاصّة بتوزيعها ضمن آليات معيّنة، مع المراقبة الدولية والتسجيل الدقيق لمواكبة المرحلة التي بلغتها عملية السلام والشوط الذي قطعته، وبهذا يكون دور الدبلوماسية الوقائية.


وبرغم أن ثمة اتفاقا في الأدبيات والممارسات العملياتية في مناطق الصراع حول أن "بناء السلام" Peacebuilding يستهدف بالأساس إقامة علاقات سلمية بين أطراف الصراع، بما يمنع أي ارتداد في المستقبل عن اتفاقات وقف العنف، فإن ثمة اتجاهين أساسيين في هذا الشأن، هما:(2)
1- الاتجاه الأول، وهو الأكثر ذيوعا، ويحصر "بناء السلام" زمنيا وبرامجيا في ترتيبات ما بعد وقف الصراع المسلح، ويعني تشييد الهياكل والمؤسسات التي تساعد المجتمعات الخارجة من الحروب علي إزالة عوامل العنف. وفي هذا الإطار، تظهر جملة من القضايا، والبرامج، والأنشطة، مثل إعادة بناء مؤسسات الدولة، وإصلاح البني التحتية المدمرة، وتسريح المقاتلين، وإعادة إدماجهم، وبناء المؤسسات القضائية والعدالة الانتقالية، وغيرها. وغالبا ما تتبني المنظمات الأممية والإقليمية هذا الاتجاه لتمييزه عن مفاهيم أخري، كالدبلوماسية الوقائية، وحفظ السلام، وصنع السلام، كما تقضي "أجندة من أجل السلام" التي طرحها الدكتور بطرس بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة في عام .1992

2- الاتجاه الثاني والأخير، ويري بناء السلام من منظور أكثر شمولا وامتدادا في مراحل ومستويات الصراع المختلفة. إذ قد يسهم في جهود الإنذار المبكر، أو تهيئة وتأهيل المتنازعين لتقبل السلام، كما قد يستمر بعد توصل المتنازعين إلي اتفاق لوقف العنف، عبر بناء الأطر والبرامج المختلفة لمنع الارتداد للصراع المسلح، كما يشملها الاتجاه الأول. وبهذا المعني الواسع، فعملية بناء السلام تشكل مسارا رابطا بين الأبنية القاعدية والفوقية في الصراعات من أسفل إلي أعلي والعكس. أي بمعني أوضح، تخلق حواضن متدرجة دافعة للسلام في مراحل ومستويات الصراع المختلفة.

هنا، يتداخل بناء السلام مع مقاربات أخري، مثل منع الصراع، بل تسويته وتحويله، وإن كان يركز أيضا علي معالجة جذور العنف، ولعل ظهور الاتجاه الثاني جاء انعكاسا لتصاعد دور منظمات المجتمع المدني، سواء أكانت محلية أم أجنبية، في مناطق الصراع، خاصة في مرحلة ما بعد الحرب الباردة.
ويصبح بناء السلام فعالا أو أكثر مردودية باتجاه عدم ارتداد المجتمع للعنف مرة أخري بعد الاخذ بنظر الاعتبار عدد من المداخل المحفزة لذلك، ومنها:(3)
- القبول المجتمعي.
- عدالة التسويات السلمية وتوازنها.
- حساسية الدعم الخارج، اي ادراك طبيعة المجتمعات المحلية وثقافاتها
- إشراك المجتمعات المحلية في بناء السلام.


ثانياً: اليات بناء السلام في محافظة نينوى بعد داعش:

شهدت محافظة نينوى بعد القضاء على داعش وضعا صعباً انتج ملفات لا تقل خطورة عن داعش نفسها وتحتاج لقرارات مدروسة بعناية لعبور حقل الألغام الذي نشرته هلك العصابات الارهابية قبل المغادرة، وبشكل عام، وقدر تعلق الامر بموضوع بحثنا، يمكن القول ان اهم تلك الملفات هي:(4)
1. الملف الامني : ويضم ثلاث اوراق اساسية، (خلايا داعش النائمة) و(ترحيل عوائل المتورطين في مناصرة داعش) و(مستقبل الحشود العسكرية في المدينة).
ففيما يتعلق بعوائل داعش وطريقة التعامل معهم من المواضيع المعقدة في الملف الأمني حيث يعتبر شائكًا من الناحية الأمنية والاجتماعية خاصة أن كلمة "عوائل داعش" تصنف إلى 4 أنواع:
- عوائل ضد كل أفعال أبنائها ورفضت حتى العيش معهم وبعضهم غادر المدينة لأجل هذا السبب بالتحديد.
- عوائل لم توافق ولم تعارض على وجود أبنائها كعناصر داخل التنظيم وبقيت تتعامل معهم دون تأييدهم على ذلك الفعل ودون مقاطعتهم أيضًا.
- عوائل وافقت على دخول أبنائها لداعش وتفتخر بهم وتدافع عنهم إعلاميًا واستفادت من وجودهم في التنظيم بشكل مادي أو معنوي.
- عوائل منتمية للتنظيم (رجال ونساء وأطفال) ومؤمنين بفكره ومجاهرين بالدفاع عنه والقتال في سبيله.
هناك أكثر من 30 حشدًا من أبناء محافظة نينوى متنوعة المشارب، فهناك حشود عشائرية عربية وحشود تركمانية وأيزيدية وشبكية ومسيحية لا يعترف كل منها بالأخر كمرجعية وتسلسل قيادي ويتنافس على بسط النفوذ والسيطرة.
2. عودة النازحين: أكثر من ثلاث سنوات على خروج ما يقارب مليون شخص من مدينة الموصل والأقضية والنواحي التابعة لها في حدود محافظة نينوى وحالات عودة ثم نزوح وآخرها موجات النزوح الكبيرة من أيمن الموصل المقدرة بأكثر من 600 ألف نازح، ويعتبر موضوع إعادة النازحين أمرًا شائكًا يتعلق بشكل كبير بمجموعة ملفات متداخلة أبرزها الملف الأمني وإعادة الإعمار والتعويضات والخدمات.
3. إعادة الإعمار: فقدت الموصل خلال الثلاث سنوات الماضية إضافة للحرب الأخيرة أبرز ملامح البنى التحتية من طرق وجسور ومبانٍ ومعامل وكان لجانبها الغربي حصة الأسد من الدمار، خاصة في المدينة القديمة، حيث فقدت المدينة كل الجسور الكبيرة الخمس الرابطة بين طرفي المدينة التي يقطعها نهر دجلة، إضافة للمجسرات الصغيرة التي تعرضت جميعها للقصف أو التفجير خلال معركة استعادة الموصل.
4. التعويضات: ما حدث في الموصل من دمار وخراب أصاب المواطنين الموصليين بشكل أساسي، الأمر الذي يجعل الحكومة ملزمةً أمام مواطنيها بالتعويض عما أصابهم من خسائر مادية وجسدية تتلخص بحقوق الشهداء والجرحى أولاً ثم الحقوق المادية المعلقة بالبيوت المدمرة وغيرها ... لكن هذا الملف سيواجه ثلاث عقبات أساسية، أولها عدم قدرة الدولة العراقية المنهكة اقصاديًا بسبب الحرب وهبوط أسعار النفط، ومشكلة الفساد المستشري الذي سيدخل في هذا الملف، إضافة لمشكلة التأخير نتيجة صعوبة حصر الأضرار وتقيميها ودفع المبالغ للمواطنين بوقت قصير وقد يطول الأمر لأكثر من عقد من الزمن وفق تجارب سابقة في ملف التعويضات اعتمدتها الحكومة العراقية في سنوات سابقة.
5. الرواتب المدخرة: قطعت الحكومة العراقية عام 2015 الرواتب عن الموظفين القابعين تحت حكم التنظيم وادخارها للتحرير، الأمر الذي جعل عوائل الموظفين تعيش معاناة قاسية يفترض أن تنفرج بعد التحرير، لكن على ما يبدو أن الأمر ليس بالسهولة التي نتوقع، فهناك تأخر واضح بتسليم المدخرات للموظفين المحررين من نصف عام تقريبًا وسط تكهنات بعد وجود أموال في الخزينة العراقية والمدخرات تم صرفها في أمور أخرى. والذي يعمل في مدينة الموصل يدرك أنها مدينة خدمية بالأساس يعتمد اقتصادها على رواتب الموظفين.
6. المناطق المتنازع عليها: بعد اشتراك الأكراد في قتال داعش وتحرير عدد من أقضية ونواحي شمال وشرق محافظة نينوى، فإن الإقليم ما زال مسيطرًا على أراضٍ متنازع عليها، الأمر الذي يعتبر قنبلة موقوتة قد تنفجر بأي وقت بين حكومة بغداد وأربيل خاصة أن الموضوع قديم متجدد بشكل دائم، خاصة مع موضوع الاستفتاء على استقلال الإقليم الأمر الذي يثير توجسات إقليمية خاصة مع تركيا وإيران اللتين قد تقوضان أي خطوة كوردية تجاه الاستقلال بفتح نزاع بخصوص هذا الملف.
7. التعامل مع المركز "موصل - بغداد" : لا يختلف اثنان في الموصل أن أبرز مشاكل المدينة وأحد أهم أسباب تمكن داعش من دخولها حالة الصراع بين حكومة بغداد وحكومة الموصل، الأمر الذي خلق حالة من التوتر استطاع من خلالها التنظيم أن يستغل الوضع في السيطرة على المدينة منتصف 2014. ولعل التجربة السابقة تلخص لنا درسين الأول لحكومة بغداد أن أي ضرر يصيب أي مدينة عراقية سيدفع ثمن هذا الأمر العراق بشكل عام، والثاني أدرك الموصليون أن بديل بغداد كارثي وبغداد رغم كل ما يمكن أن يحسب عليها تبقى حكومة جامعة ملزمة بكثير من الأمور ولا يجب التفريط فيها. لذلك فإن شكل التعامل بين الجانبين يجب أن يصل لحالة من الاستقرار والمنفعة المشتركة والتعايش السلمي بعيدًا عن نظرية ضرب الآخر ومحاولة إخضاعه بحيث يكون هناك تعاونًا بعيدًا عن الندية.

في ظل هذا الوضع والتحديات الراهنة نطرح السؤال االهم : كيف نبدأ عملية بناء سلام في المدينة؟
ان عملية بناء السلام في مدينة الموصل تحتاج عدة مدخلات اساسية، وهذه المدخلات تحتاج الى الية معينة، كأن تكون لجنة، او خلية ازمة، او اية الية اخرى مقاربة، وتكون لها وظائف محددة منها على سبيل المثال تجميع الموارد وإسداء النصح واقتراح استراتيجيات متكاملة لبناء السلام والانتعاش بعد داعش. وتركز اهتمامها على الإعمار وبناء المؤسسات والتنمية المستدامة، وا تكون ولها ولاية محددة في:
• اقتراح استراتيجيات متكاملة لبناء السلام والانتعاش بعد التحرير من عصابات داعش الارهابية؛
• المساعدة على ضمان تمويل يمكن الاعتماد عليه لأنشطة بناء السلام وانتعاش مبكرة واستثمار مالي مستدام على المدى المتوسط إلى المدى الطويل؛
• تمديد فترة اهتمام المجتمع الدولي ببناء السلام والانتعاش بعد التحرير؛
• تطوير أفضل الممارسات للموضوعات التي تتطلب مشاورات مكثفة وتعاون بين الأطراف السياسية والأمنية والإنسانية والتنموية.

كما ان تكون لها ولاية واسعة فيما يتعلق بــ:
1. الجمع بين جميع الأطراف الفاعلـة ذات الـصلة لحـشد المـوارد وتقـديم المـشورة والمقترحـات بـشأن اسـتراتيجيات متكاملـة لبنـاء الـسلام وتحقيـق الانتعـاش في مرحلـة مـا بعـد داعش؛
2. تركيز الاهتمام على جهود الـتعمير وبنـاء المؤسـسات، الـضرورية للتعـافي مـن الصراع ودعم وضع استراتيجيات متكاملة لإرساء أسس التنمية المستدامة؛
3. تقـديم التوصـيات والمعلومـات لتحـسين التنـسيق بـين جميـع الأطـراف الفاعلـة ذات الصلة داخل محافظة نينوى وخارجها، وتحديد أفضل الممارسات، والمساعدة علـى كفالـة تمويـل يمكـن التنبـؤ بـه مـن أجـل الأنـشطة المبكـرة الراميـة إلى تحقيـق السلام والانتعـاش، وتمديـد فتـرة الاهتمام الذي يوليه المجتمع الدولي للتعافي من مخلفات الحرب بكل صورها؛
وان هذه الالية ينبغي أن تسلم بأن التنمية والسلام والأمن وحقوق الإنسان أمور مترابطة يعزز كـل منـها الآخر، وان هناك دائماً حاجة إلى اتباع هنج منسق ومتسق ومتكامل لبناء الـسلام والمـصالحة في مرحلة ما بعد انتهاء داعش بهدف تحقيق السلام المستدام.
وانها ربما تحتاج الى استحداث مؤســسة او جهاز مكرس لتلبيــة الاحتياجــات الخاصــة من خلال عملها مع المؤسسات الاخرى ذات الصلة واصحاب المصلحة يكون هذفها الاساس الخروج بمجتمعمتعافى تماماً من مخلفات داعش الفكرية والسلوكية
وان المسؤوليات والمهام المنوطة لهذه الالية (لجنة او خلة ازمة) هو تعزيز التنسيق فيما بين المؤسسات الاخرى، وعلى رأسها الحكومــات المحلية بكل مستوياتها، حيثمـا وجـدت، ومساهمة فاعلة للمجمتع المدني والمنظمـات غـير الحكوميـة، بمـا فيهـا المنظمـات النسائية، في جهود بناء السلام، والتأكيــد هنا على أهميــة دور المــرأة في بنــاء السلام، وأهميـة مـشاركتها علـى قـدم المـساواة في جميـع الجهـود المتعلقـة بـصون السلام والأمـن وتعزيزهمـا وانخراطهـا التـام في ذلـك، وايضا ضـرورة زيـادة دور المـرأة في اتخـاذ القرارات المتعلقة بمنع الصراعات وتسويتها وبناء السلام.


اهم المراجع:
1) غادة الحلايقة، مفهوم بناء السلام، مقال منشور على شبكة المعلومات الدولية (الانترنيت) على الرابط:
http://mawdoo3.com/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85_%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85
2) خالد حنفي علي، مداخل محفزة لـ "بناء السلام" في مناطق الصراعات، مجلية السياسة الدولية، 2016، شبكة المعلومات الدولية (الانترنيت) على الرابط:
http://www.siyassa.org.eg/News/11930.aspx
3) المصدر نفسه.
4) احمد الملاح، ملفات ساخنة تنتظر الموصل بعد داعش، مقال منشور على شبكة المعلومات الدولية (الانترنيت) على الرابط:
https://www.noonpost.org/content/18715








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص